الهندسة المعمارية أو هندسة العمارة وهو فروع من فروع الهندسة المميزة والجميلة، ويرتبط هذا التخصص بتشييد المباني، وتصميمها وإنشائها، ويدخل في هندسة العمارة التصميم المعماري، مواد البناء، التصميم بالحاسوب بالإضافة إلى الإنشاءات، التكييف، التوصيلات الكهربائية، والضوئيات والصوتيات في المباني.

وتعد هندسة العمارة من أقدم التخصصات الهندسية التي عرفها الإنسان، ولا تزال الآثار التي تركتها الحضارات القديمة تشهد على روعة هندسة العمارة، حيث تجد البيوت التي نحت في الخصر في البتراء، وتاج محل الأيقونة التحفة، بالإضافة إلى سور الصين العظيم، والأهرامات المصرية التي تدل على عراقة الهندسة المعمارية التي عرفها الفراعنة، بالإضافة إلى المدن والقلاع التاريخية المنتشرة في كافة أرجاء العالم.

ولقد شهدت الهندسة المعمارية تطورا خلال عبر الزمان، حيث كان الإنسان يسعى لجعل البناء الذي يقوم ببنائه متوافقا مع البيئة التي يعيش فيها، وذلك من خلال قيامه باستغلال المكان دون أي تعقيدات.

وفي القرن التاسع عشر أصبحت الهندسة المعمارية فرعا مستقلا بذاته يتم تدريسه في الجامعات العالمية، وأصبحت دراسة الهندسة المعمارية حلما يراود العديد من الطلاب والذين يرغبون في دراسة هذا التخصص المميز.

ولقد تطورت دراسة الهندسة المعمارية في السنوات الماضية، وأدخل عليها الحاسوب وأصبحت هذه الهندسة مسؤولة عن تصميم أكبر المشاريع المعمارية في العالم.

دراسة الهندسة المعمارية

يهدف تخصص الهندسة المعمارية إلى تخريج مهندسين أكفاء قادرين على تقديم إسهامات وإضافات جديدة في مجال الهندسة المعمارية.

وتبلغ مدة دراسة الهندسة المعمارية خمس سنوات يدرس خلالها الطالب عددا كبيرا من المقررات التي تجعله منه مهندسا معماريا محترفا.

ومن أبرز المقررات التي يدرسها الطالب في الهندسة المعمارية، الرسم المعماري، الإظهار المعماري، العمارة الحديثة والمعاصرة، التصميم المعماري، التصميم المعماري باستخدام الحاسوب، طرق البناء، التصميم المعماري البيئي، النظم الميكانيكية، إضاءة المنشآت، التمديدات الصحية، الأنظمة الكهربائية في المباني، مواد البناء، الإحصاء والاحتمالات، تصميم منشآت حديثة، تصميم وإدارة البناء، التصميم ثلاثي الأبعاد، التاريخ المعماري.

ويقوم الطالب خلال سنين الدراسة بعدد كبير من المشاريع، ولكن يبقى أهمها مشروع التخرج الذي يقوم به في السنة الأخيرة، والذي سيكون المحطة الأخيرة التي تفصله عن تحقيق حلمه ونيل درجة البكالوريوس في هندسة العمارة.

وفي حال أراد أن يكمل الطالب رحلته في هندسة العمارة، ويدرس الماجستير فيجب عليه أن يحقق معدلا جيدا في مرحلة البكالوريوس، وفي حال حقق هذا المعدل فهذا يعني أنه عليه أن يدرس لمدة ثلاث سنوات أخرى حتى ينال شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية.

وتعد مرحلة الدكتوراه آخر المراحل التي يدرسها الطالب في هندسة العمارة، وتبلغ مدة هذه المرحلة خمس سنوات يحصل الطالب في نهايتها على شهادة الدكتوراه في الهندسة المعمارية.

ما هي فرص العمل التي من الممكن أن يحصل عليها المهندس المعماري؟

تعدد الهندسة المعمارية من التخصصات التي تتيح للطالب عددا كبيرا من فرص العمل برواتب جيدة وفي كبرى الشركات التي تعمل في مجال المقاولات والهندسة المعمارية.

كما يستطيع أن يعمل المهندس المعماري في مجال التصميم المعماري.

بالإضافة إلى ذلك فإن المهندس المعماري يستطيع أن يعمل في مجال التخطيط العمراني، حيث يقوم المهندس بتصميم المدن، وكيفية وجود الشوارع في هذه المدن، كما يقوم بتحديد أماكن تجمع الوحدات السكنية، والوحدات الصناعية، كما يقوم بربط المدن ببعضها البعض من خلال تصميمه للطرق السريعة.

مشرف على أعمال البناء، ويعد الإشراف على أعمال البناء من أهم الأعمال للمهندس المعماري، والذي يجب عليه أن يتأكد من سلامة المواد التي يتم استخدامها في البناء الذي يبنى، كما يجب عليه أن مطابقة التنفيذ مع التصميم الذي قام بوضعه، كما يجب عليه أن يتابع التشطيبات النهائية للبناء، سواء أكانت داخلية أو خارجية.

ما هي مهام المهندس المعماري؟

للمهندس المعماري مهام عديدة حيث يجب أن يكون المهندس على دراية كاملة بالمبنى كاملا، من حيث التهوية، الإنشاء، التصميم المعماري، الحركة، التوصيلات الكهربائية.

كما يجب أن يهتم المهندس المعماري بالأساسات كالتربة، الأوزان، الخرسانة، التمديدات الصحية والكهربائية، والتكييف.

ما هي صفات المهندس المعماري الناجح؟

لكي يكون المهندس المعماري مهندسا ناجحا يجب أن يتحلى بمجموعة كبيرة من الصفات ومن بين أبرز وأهم هذه الصفات:

الثقافة الكبيرة، وسعة الاطلاع، فكلما ازدادت ثقافة المهندس المعماري في مجال تخصصه وفي المجالات الأخرى، كلما ازداد إبداعه وتفوقه في مجال عمله.

يجب أن يمتلك المهندس المعماري الذوق والحس الفني واللمسة الإبداعية وذلك لكي يكون قادرا على اختيار الأشكال والألوان المميزة والمتناسبة والمتناسقة.

كما يجب أن يمتلك المهندس المعماري المهارات الهندسية والفيزيائية.

بالإضافة إلى ذلك يجب ولكي يكون المهندس المعماري مهندسا ناجحا يجب أن يقوم بابتكار أشياء جديدة ومميزة تتناسب مع التراث الوطني والعالمية.

كما يجب أن يكون المهندس المعماري قادرا على القيام بأعمال البناء، وتصحيحها، كما يجب أن يقوم بتوجيه الأفراد والمؤسسات نحو إكمال مشاريعهم بالطرق الصحيحة.

والمهندس المعماري الناجح هو المهندس الذي يكون قادرا على التنسيق مع الأنواع الأخرى من الهندسة، وذلك لكي يجد الحلول للمشكلات التي تواجهه.

يجب أن يمتلك المهندس المعماري القدرة الكبيرة على إقناع الأشخاص بمشروعه الذي يقوم به.

والمهندس المعماري الناجح هو المهندس الذي يستطيع أن يعمل ضمن فريق عمل واحد يضم مهندسين من تخصصات مختلفة، سواء أكان هذا الفريق في القطاع العام أو في القطاع الخاص.

من هم أهم وأبرز المهندسون المعماريون؟

لقد مر بالهندسة المعمارية عدد كبير من المهندسين المعمارين ومن منهم دايدالوس والذي قام ببناء قصر التيه، والنمرود الذي قام بإنشاء برج بابل، وحيرام والذي بنى معبد سليمان.

ومن المعماريين المشهورين أيضا فرانك جيري، والذي قام بتصميم العديد من المباني السياحية في العالم، ولقد مال هذا المهندس لعمارة الديكو.

كما تعد المهندسة العراقية زهاء حديد من أبرز المهندسات المعماريات في العالم، ولقد كانت هذه المهندسة أول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر المعمارية، وتميز أعمال هذه المهندسة بالجرأة، ويعد المتحف الوطني لفنون القرن الواحد والعشرين أبرز أعمالها.

كما يعد جان نوفيل من المهندسين المعماريين الناجحين والذين تركوا بصمتهم في مجال الهندسة المعمارية.

ويعد المهندس المعماري السويسري فرانشيسكو بورميني أكثر المهندسين المعمارين في الفترة التي سبقت القرن العشرين،  وفي تلك الفترة اشتهر كل من المهندس المعماري جان لورينزو برنيني، وبيترو دا كورتونا والذي كان له دورا كبيرا في إظهار العمارة الباروكية والتي انتشرت بشكل كبير في إيطاليا بشك خاص وأوروبا بشكل عام في القرن السابع عشر.

وفي القرن العشرين يعد المهندس المعماري شارل إدوارد جانري من أهم المهندسين المعماريين ولقد برع هذا المهندس في الهندسة العلمية، وقام بتصميم عدد كبير من المدن، ولقد استصلحت تصاميمه في سويسرا، كما تم استخدام هذه التصاميم في عدد كبير من أنحاء العالم.

ويعد المهندس المعماري السويسري ماريو بوتا واحدا من أهم وأبرز المهندسين المعماريين ولقد صمم عددا كبيرا من الأعمال الجريئة، ومن أبرز أعماله الكنائس، البنوك، حافلات لوغانو، المتاحف، ومن أبرز أعماله متحف تانغليرابط ، ومركز دورينماترابط في نوتشيال.

ما هي أفضل الجامعات في العالم لدراسة الهندسة المعمارية؟

معهد كاليفورنيا الجنوبية للهندسة المعمارية في الولايات المتحدة الأمريكية: يعد هذا المعهد من أهم وأفضل الأماكن لدراسة هندسة العمارة، يتميز بجودة التعليم وقوة المناهج الدراسية.

معهد اتحاد الهندسة المعمارية في بريطانيا: يعد هذا المعهد من الأماكن الرائدة لدراسة هندسة العمارة، ويقع هذا المعهد في العاصمة لندن، ويحظى خريجو هذا المعهد بعدد كبير من فرص العمل.

معهد ماساشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية: يعد هذا المعهد من الأماكن المميزة لدراسة الهندسة المعمارية، ويعد طلابه بشكل جيد ليكونوا مهندسين ناجحين.

الأكاديمية الدنماركية للفنون الجميلة في الدنمارك: تعد هذه الأكاديمية من أهم وأفضل الأماكن التي يدرس الطالب فيها الهندسة المعمارية، ويقع مقر هذه الأكاديمية في كوبنهاجن.

جامعة طوكيو في اليابان: تعد هذه الجامعة مكانا مثاليا لدراسة الهندسة المعمارية، وتتميز هذه الجامعة بجودة التعليم وبقوة المناهج الدراسية.

جامعة ديلفت التقنية في هولندا: وهي جامعة مميزة تدرس تخصص الهندسة المعمارية، ولقد تخرج من هذه الجامعة عدد كبير من المهندسين الناجحين.

وهكذا نرى أن تخصص الهندسة المعمارية يعد من أهم وأفضل تخصصات الهندسة في العالم، ويحظى هذا التخصص بشعبية كبيرة وذلك نظرا للميزات الكبيرة التي يمنحها للخريجين، ولتوافر العديد من فرص العمل فيه.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات عن تخصص الهندسة المعمارية وضحنا من خلالها هذا التخصص بشكل كامل.