كيف تكتب الدراسات السابقة في البحث العلمي؟
الدراسات السابقة وهي ركن أساسي من أركان البحث العلمي، ولن يكون البحث العلمي بحثا كاملا وناجحا من دون وجود الدراسات السابقة.
والدراسات السابقة هي مجموعة الأبحاث التي تناولت البحث العلمي الذي يقوم الباحث بالبحث فيه، ومن خلال هذه الدراسات يصبح لدى الباحث فكرة عامة وكاملة عن الموضوع الذي يبحث فيه.
وللدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي، فهي تختصر الوقت على الباحث، وتعطيه أفكار جديدة للبحث العلمي، كما أنها تقدم له مجموعة من الأفكار التي كان يبحث عن إجابتها، كما أنها تنبه لعدد من الامور التي لم يكن ينبه لها.
كما أن للدراسات السابقة دورا كبيرا في مساعدة الباحث على اختيار منهج البحث العلمي الذي يتلاءم مع الدراسة التي يقوم بها، وذلك نظرا لوجود العديد من مناهج البحث في الدراسات السابقة، ومن خلال اطلاع الباحث عليها سيكون قادرا على تحديد منهج البحث العلمي الخاص به.
كما تلعب الدراسات السابقة دورا كبيرا في إغناء البحث العلمي، حيث تضيف له العديد من المعلومات المهمة والمفيدة.
كما تساهم الدراسات السابقة في مساعدة الباحث على صياغة أسئلة الدراسة الخاصة به، وذلك من خلال اطلاع الباحث على أسئلة الدراسة الموجودة فيها.
وتتم كتابة وعرض الدراسات السابقة في البحث العلمي بعدة طرق، وفي رحاب هذا المقال سوف نتحدث عن كيفية كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي.
كيف تكتب الدراسات السابقة في البحث العلمي؟
تتم كتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي من خلال عرضها بعدة طرق.
لكل طريقة من طرق عرض الدراسات السابقة مميزاتها وعيوبها.
ويجب أن يقوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة في البحث العلمي مستخدما طريقة من هذه الطرق وفيما يلي سنبين الطرق التي تعرض وتكتب من خلالها الدراسات السابقة.
طريقة annotated bibliography : وهي الطريقة التقليدية والأكثر شيوعا من أجل كتابة الدراسات السابقة وعرضها، ومن خلال هذه الطريقة يقوم الباحث بكتابة اسم الدراسة السابقة، ومن ثم يكتب ملخص صغير لها، وبعد ذلك يكتب نتائج الدراسة السابقة التي عاد إليها ويناقش صحة نتائجها أو عدم صحتها، ومن ثم يقوم بإبداء رأيه في الدراسة السابقة، ولكن ما يعيب هذه الطريقة عدم ذكر أوجه والتشابه والاختلاف بين هذه الدراسة والدراسة التي يقوم بها الباحث، كما أن هذه الطريقة لا تساهم في تصنيف الباحثين في مجموعات، بالإضافة إلى ذلك تفتقد هذه الطريقة إلى الموضوعية.
طريقة التسلسل التاريخي: ويقوم الباحث في هذه الطريقة بالرجوع إلى عدد من الدراسات السابقة، ويرتبها من الأقدم إلى الأحدث، ومن ثم يقوم بكتابة هذه الدراسات مع التأكيد على توضيح التغيرات التي طرأت على الدراسة في كل مرحلة مرت بها، كما يجب أن يقوم الباحث أثناء كتابة الدراسات السابقة وفق طريقة التسلسل التاريخ على ذكر الأدوات التي كانت موجودة في عصر الباحث السابق، ويبين تطور هذه الأدوات خلال مرور الزمن.
طريقة الموضوعات: ويبدأ الباحث هذه الطريقة من خلال جمع الدراسات السابقة التي ترتبط بالبحث العلمي الذي يقوم به، ومن ثم يقوم بتصنيفها إلى موضوعات قام بتحديدها بشكل مسبق، ومن ثم يقوم بكتابة الدراسات السابقة وفق التصنيفات التي وضعها.
طريقة المفاهيم العامة: وخلال هذه الطريقة يقوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة مستخدما الخرائط المفاهيمية، ويقوم بكتابة الدراسات السابقة وفق تسلسل شجري.
طريقة المقارنة بين الاختلافات والمتشابهات: وفي هذه الطريقة يقوم الباحث بكتابة نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف بين الدراسات السابقة التي عاد إليها خلال بحثه العلمي.
طريقة التصنيف بناء على منهجية البحث: وفي هذه الطريقة يثوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة من خلال تحديد نوعها سواء أكانت هذه الدراسات كمية أم نوعية.
ما هي أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي؟
للدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي وتكمن أهميتها في عدة أمور منها مساعدة الباحث على تخطي الأخطاء والعثرات التي وقع فيها الباحثون السابقون.
تساعد الدراسات السابقة الباحث على تجنب دراسة الأشياء المستهلكة ودراسة أشياء جديدة لم تدرس من قبل.
تساعد الدراسات السابقة على اكتساب الخبرات في كافة المجالات، حيث أن الباحث يكتسب الخبرة من خلال الأبحاث العلمية التي قام بها الباحثون السابقون.
تساعد الباحث على وضع أسئلة جيدة ومحكمة لدراسته، وذلك من خلال اطلاعه على أسئلة الدراسة التي قام الباحثون السابقة بوضعها في دراساتهم.
تساهم الدراسات السابقة في إضفاء لمسة الإبداع على الدراسة التي يقوم بها الشخص، وذلك من خلال دراسته لأشياء جديدة وفريدة وغير مدروسة.
من خلال الدراسات السابقة يتمكن الباحث من معرفة الإجابة عن عدد كبير من الأسئلة التي تدور في ذهنه، حيث أن الإجابة قد تكون موجودة بشكل مباشر أمامه.
تنبه الدراسات السابقة الباحث إلى أمور قد لا ينتبه إليها، ويجدها في تلك الدراسات.
تعطي الدراسات السابقة الباحث فكرة عامة عن موضوع الدراسة الذي يقوم به، وتكون له خلفية كبيرة عن الموضوع الذي يبحث به.
تبين الدراسات السابقة أهمية الدراسة التي يقوم بها الباحث، وبالتالي فإنها توجهه نحو الطريق الصحيح وتساعده على معرفة الفائدة التي ستقدمها دراسته للمجتمع.
تساهم الدراسات السابقة في إيضاح مشكلة البحث بالنسبة للباحث، كما أنها تقدم له كما كبيرا من المصادر والمراجع التي بإمكانه العودة إليها.
تعد الدراسات السابقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للباحثين الجديد، حيث أنها تجعلهم يكملون المشوار الذي بدأ به الباحثون السابقون، كما تجعلهم يضيفون إليه الشيء الكثير والجديد.
ما هي العناصر التي يجب أن يتم تضمينها في تلخيص الدراسات السابقة؟
اسم الباحث وسنة تأليف الدراسة السابقة: عندما يقوم الباحث بتلخيص الدراسات السابقة يجب أن يذكر اسم باحث كل دراسة سابقة عاد إليها، كما يجب عليه أن يحدد تاريخ تأليف هذه الدراسة.
كتابة عنوان الدراسة: بعد ذلك يجب أن يقوم الباحث بكتابة عنوان الدراسة التي عاد إليها، ويجب أن يكون هذا العنوان واضحا.
هدف الدراسة الرئيسي: لكل بحث علمي أهداف يسعى الباحث إلى تحقيقها، لذلك يجب على الباحث أن يحدد الهدف الرئيسي من كل دراسة سابقة يعود إليها، ولن يتم تحديد الهدف بشكل صحيح إلا بعد أن يطلع الباحث بشكل كامل على الدراسة السابقة.
منهجية الدراسة: لكل بحث علمي منهج يسير عليه الباحث، لذلك يجب أن يذكر الباحث المناهج التي سار عليها الباحثون في الدراسات السابقة التي عاد إليها.
مجتمع وعينة الدراسة: لكل دراسة سابقة مجتمع وعينة دراسة، لذلك يجب أن يذكر الباحث صفات المجتمع الموجودة في كل دراسة سابقة، وكيف قام الباحث باختيار عينة الدراسة من ذلك المجتمع.
نتائج الدراسات السابقة: بعد ذلك يجب أن يتحدث الباحث عن نتائج الدراسات السابقة، كما يجب عليه أن يقوم بمقارنتها مع نتائج دراسته التي يقوم بها.
توصيات الدراسات السابقة: وأخيرا يجب أن يعرض الباحث التوصيات التي تضمنت عليها الدراسات السابقة التي عاد إليها.
وهكذا نرى أن كتابة الدراسات السابقة تحتاج أن يقوم الباحث باتباع مجموعة من الخطوات، وذلك لكي يكون قادرا على كتابة الدراسات السابقة بنجاح.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم إجابة مفيدة عن السؤال الذي طرحناه في البداية وهو كيف تكتب الدراسات السابقة في البحث العلمي؟.