المقابلة في البحث العلمي
تعد المقابلة أحد أهم أدوات البحث العلمي، ففي كل بحث علمي يقوم الباحث باستخدام أداة من أدوات الدراسة التي تتناسب مع البحث الذي يقوم به، وذلك لكي يستخرج المعلومات ويصل إلى نتائج البحث العلمي.
فالبحث العلمي وهو عبارة عن بحث يقوم به الباحث بهدف الوصول إلى اكتشاف حقائق علمية على غير مثال سابق، ومن خلال البحث العلمي يقوم الباحث باكتشاف نظريات جديدة تساهم في دفع عجلة التقدم والتطور نحو الأمام، كما أنه يقوم بإثبات صحة نظريات سابقة، أو نفي صحتها، وذلك من خلال التأكد من النتائج التي يتوصل إليها الباحث.
ويجب أن يقوم الباحث بوضع الأدلة والبراهين التي يثبت من خلالها صحة المعلومات التي يقدمها.
ولكي ينجح البحث العلمي يجب أن يكون الباحث على اطلاع كامل على أدوات الدراسة، وعارفا بميزات كل أداة من هذه الأداة وعيوبها، وذلك لكي يكون قادرا على انتقاء الأداء التي ستقدم الإضافة والمعلومات لبحثه العلمي وبالتالي ستقوده نحو الوصول إلى الحقيقة.
وتعد المقابلة من أبرز أدوات البحث العلمي التي يقوم الباحثون في استخدامها في أبحاثهم العلمية، ومن خلال المقابلة يقوم الباحث بحوار بينه وبين عينة الدراسة، ويكون هذا الحوار وجها لوجه، ويقوم الباحث من خلال هذا الحوار بطرح مجموعة من الأسئلة التي قام بإعدادها بشكل مسبق، حول موضوع البحث العلمي، ومن ثم يستمع لأجوبة عينة الدراسة، ومن ثم يقوم بتدوين الأجوبة هذه الأجوبة.
وتقدم المقابلة للباحث مجموعة كبيرة من المعلومات والتي قد لا توفرها عينات الدراسة الأخرى، حيث أن المعلومات التي تقدمها المقابلة معلومات عميقة للغاية.
ولكي تكون المقابلة صحيحة يجب أن يقوم الباحث باتباع مجموعة من الخطوات وفي رحاب هذا المقال سوف نقوم بجولة نتعرف من خلالها على خطوات إجراء المقابلة وعلى أنواعها.
ما هي خطوات إجراء المقابلة ؟
- تحديد الهدف الأساسي من إجراء المقابلة: يجب على الباحث أن يقوم بتحديد الهدف الأساسي من المقابلة التي يقوم بها، كما يجب أن يحدد الأهداف التي سيحققها من خلال إجرائه لهذه المقابلة، كما يجب أن يكون الباحث عارفا بالمعلومات المفيدة التي ستقدمها المقابلة للبحث العلمي.
- أسئلة المقابلة يجب أن تعد مسبقا: يجب أن يقوم الباحث بإعداد أسئلة المقابلة بشكل مسبق، ويجب أن تكون هذه الأسئلة مدروسة بعناية فائقة، لذلك يجب على الباحث أن يكون مطلعا بشكل كامل على موضوع البحث العلمي، كما يجب أن يقوم الباحث باختيار عينة الدراسة بدقة كبيرة، حيث يجب أن تكون هذه العينة مطلعة بشكل كافي على موضوع البحث العلمي، وذلك لكي تقوم بتقديم الإجابات المفيدة عنه، ويعد إرسال أسئلة المقابلة لعينة الدراسة قبل المقابلة بفترة أمرا جيدا يساعد من خلاله عينة الدراسة على تقديم إجابات جيدة حول الموضوع الذي تتم دراسته.
- تحديد زمن المقابلة واختيار مكانه: يجب على الباحث أن يقوم بتحديد زمن المقابلة، ويجب أن يكون الزمن متناسبا مع الأسئلة التي وضعها، وبحيث يكون كافيا لأن تفكر عينة الدراسة بالإجابة وتقدمها للباحث، كما يجب على الباحث أن يحدد بشكل مسبق مكان إجراء المقابلة، ويجب أن يحرص على أن يكون هذا المكان جيدا، وفي مكان يبعث الطمأنينة والهدوء على عينة الدراسة، وفي حال كان المقابلة ستؤثر على الشخص فيفضل إجراؤها في مكان سري.
- الشروع بالمقابلة: يجب أن يكون الباحث على أهبة الاستعداد من أجل أن يقوم بإجراء المقابلة، حيث يجب عليه أن يقوم باختيار ثياب أنيقة، كما يجب عليه أن يقوم بخلق جو ودي ولطيف بينه وبين عينة الدراسة، كما يجب عليه أن يتحدث مع عينة الدراسة بصوت مسموع، وبطريقة لا تشعر من خلالها عينة الدراسة بأنها تحت عملية استجواب أو تحقيق.
ومن ثم يتيح الباحث المجال أمام عينة الدراسة لتقديم الإجابات دون أن يقوم بمقاطعتها، كما يجب عليه أن يدع عينة الدراسة تدعم إجاباتها بالأمثلة، ومن ثم يقوم بتدوين الإجابات التي تقدمها عينة الدراسة، على مجموعة من الأوراق التي يكون قد أعدها بشكل مسبق.
ما هي أنواع المقابلة؟
للمقابلة أنواع عديدة ولكل نوع من هذه الأنواع مميزات تميزه عن النوع الآخر ومن أبرز أنواع المقابلة:
- المقابلة العادية: وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة البسيطة التي يقوم الباحث بوضعها ويطلب من عينة الدراسة أن تقوم بالإجابة عنها، ولا تسبب هذه الأسئلة التوتر بالنسبة للمبحوث.
- المقابلة المعمقة: وهي نوع مهم من أنواع المقابلة، وفي هذا النوع يقوم الباحث بطرح الأسئلة التي أعدها على عينة الدراسة، ويطلب منه الإجابة عن هذه الأسئلة، ولا يقوم الباحث بمقاطعته بل يدع له حرية الإجابة عن الأسئلة ويكتفي بتسجيل الملاحظات.
- المقابلة الموجهة: وفي هذا النوع من المقابلة يقوم الباحث باختيار مجموعة من الأسئلة التي يرغب بطرحها على عينة الدراسة، ومن ثم يقوم بطرح هذه الأسئلة بشكل مباشر، وذلك من أجل الحصول على المعلومات التي يبحث عنها.
- المقابلة المفتوحة: وفي هذا النوع من المقابلة يقوم الباحث بعرض الأسئلة بشكل متسلسل، ويجب على عينة الدراسة أن تقوم بالإجابة عن هذه الأسئلة وفق التسلسل الذي وضعه الباحث.
ما هي مميزات المقابلة؟
تقدم المقابلة للباحث معلومات كثيرة وعميقة حول موضوع البحث الذي يقوم به، ولا يمكن لأدوات الدراسة الأخرى أن تقدم هذه المعلومات بالشكل الذي تقدمه المقابلة.
تعد المعلومات التي يسجلها الباحث أثناء قيامه بالمقابلة أكثر دقة من المعلومات التي تقدمها أدوات الدراسة الأخرى، وذلك نظرا لإمكانية الباحث بمناقشة عينة الدراسة حول الإجابة التي قدمها.
تتميز المقابلة بأنها حديث يدور بين الباحث وبين عينة الدراسة، أي لا حاجة للقراءة والكتابة فيها من قبل عينة الدراسة، الأمر الذي جعل من المقابلة الأداة التي تتناسب مع المجتمعات الأمية والتي لا تجيد القراءة والكتابة.
كما أن المقابلة تعطي المجال والفرصة للباحث لكي يقوم بتقييم الأشخاص الذي يجري عليهم الدراسة.
ما هي عيوب المقابلة؟
من أبرز عيوب المقابلة تكاليفها المرتفعة، حيث أن المقابلة تحتاج إلى أن يصرف الباحث عليها الكثير من الأموال حيث عليه تهيئة مكان مناسب للمقابلة وتجهيزه بشكل جيد.
كما أن المقابلة تتطلب وقتا طويلا، وذلك لأن الباحث عليه أن يقابل عينة الدراسة كلا على حدة، كما يجب عليه أن يستمع لإجاباتهم ويسجلها، ومن ثم يقوم بدراستها.
وقد تفشل المقابلة في حال لم يتح الباحث لعينة الدراسة الوقت الكافي لكي تقوم بالإجابة عن الأسئلة التي وضعها.
قد تحول بعض الظروف بين الباحث وعدد من الأشخاص الذين اختارهم كعينة للدراسة، وبالتالي لا يكون قادرا على إجراء المقابلة معهم.
تحتاج المقابلة لامتلاك الباحث لأسلوب لبق وجميل أثناء حديثه مع عينة الدراسة، كما يجب عليه أن يتعامل بهدوء ورصانة معها.
هذه كانت أبرز المعلومات عن أداة المقابلة في البحث العلمي، الأداة التي تقدم للباحث معلومات مهمة من الصعب أن تقدمها أدوات الدراسة الأخرى.
للمساعدة في اعداد ادارة الدراسة المقابلة تواصل مع فريق العمل مباشره من خلال خدمة تصميم أدوات الدراسة .
مواضيع ذات صلة :
- فوائد توظيف المقابلات كأداة للدراسة في البحوث العلمية