ما هي صعوبات تعلم الرياضيات ؟
تعرف صعوبات تعلم الرياضيات بأنها الصعوبات التعليمية التي تواجه الطلاب خلال دراستهم للرياضيات، وتجعلهم غير قادرين على فهم واستيعاب الرياضيات، والمواد المرتبطة بها.
كما تم تعريف صعوبات تعلم الرياضيات بوجود مجموعة من المعيقات التي تعيق تعلم الطالب للرياضيات، وتكون هذه المعيقات معيقات إدراكية أو معيقات صفية أو معيقات نفسية، وتمنع هذه المعيقات الطالب من فهم طبيعة مادة الرياضيات، وبالتالي يجد الطالب نفسه عاجزا عن فهم وحل المبادئ الأساسية الخاصة بهذه المادة، وبالتالي لن يكون قادرا على حل المشكلات التي تواجهه في الصف.
ووضع تعريف آخر لصعوبات تعلم الرياضيات وهو صعوبة فطرية في تعلم أو استيعاب الحسابات الرياضية المختلفة، ويتضمن صعوبة في فهم الأرقام وطريقة عرضها، وكيفية تعلم النظريات الرياضية.
وقد تكون صعوبات تعلم الرياضيات حالة مرضية في حال واجه الطالب مشكلات عقلية أثناء تعلمه للرياضيات، وقد تكون هذه المشكلات عقلية أو نفسية.
وتعد عدم قدرة الطالب على تطبيق أساسيات مادة الرياضيات والعمليات الأساسية فيها كالجمع، الطرح، القسمة، والضرب من المؤشرات التي تدل على وجود اضطرابات في التعلم لدى الطالب.
ولعلاج الطالب من صعوبات تعلم الرياضيات يجب أن يتم استخدام وسائل تعلمية وتأهيلية خاصة، وذلك لكي تقوم هذه الوسائل في تحفيز القدرة التحليلية في دماغ الطالب، وذلك لكي يكون قادرا على إجراء المعادلات الرياضية بالطريقة الصحيحة والسليمة.
ما هي أنواع صعوبات تعلم الرياضيات؟
لصعوبات تعلم الرياضيات عدة أنواع ومن أبرز صعوبات تعلم الرياضيات ما يلي:
صعوبات دماغية:
وهي الصعوبات التي تحدث بسبب وجود مرض عقلي أو حالة عقلية خاصة لدى الطفل، كأن يعاني من مرض التوحد أو أن يعاني من متلازمة داون بالإضافة إلى عدد آخر من الأمراض العقلية التي من الممكن أن تصيب الطالب.
وتعد الصعوبات الدماغية أكثر أنواع صعوبات تعلم الرياضيات خطورة، وذلك نظرا لأن هذه الصعوبات ترتبط بشكل رئيسي بالجهاز العصبي الموجود لدى الطفل، وتعتمد هذه الصعوبة على طبيعة تأثيرها والذي من الممكن أن نقسم إلى عدة أقسام.
القسم الأول وهو التأثير الأولي وفي هذا التأثير يفقد الطالب القدرة على التفكير، ويعاني كثيرا من صعوبات في تذكر المادة الدراسية.
أما القسم الثاني فهو التأثير الثانوي، فهو التأثير الذي لا يستطيع الطالب من خلاله أن يقوم بالتعبير عن آرائه وأفكاره، وبالتالي فلن يكون باستطاعته أن يقوم بفهم المعادلات الرياضية التي يتم شرحها له من قبل مدرس المادة.
بينما القسم الثالث وهو التأثير الحاد: وفي هذا التأثير لا يكون الطالب قادرا على امتلاك أي قدرات استيعابية، وذلك نظرا لأن العقل لن يكون قادرا على التعامل مع أي وظيفة من وظائفه الرئيسية.
صعوبات دراسية ( صعوبات أكاديمية) :
وهي الصعوبات التي تحدث نتيجة عدم اهتمام الأهل والمدرسة بمتابعة الطالب دراسيا منذ المراحل الأولى، ويدعوه لوحده يدخل عالم الرياضيات ويتعلم فيها.
الأمر الذي يجعل الطالب يبتعد عن الرياضيات ولا يحب دراستها، فيصبح الطالب ضعيفا في الرياضيات.
وتعد هذه المشكلة سهلة الحل، ومن الممكن أن يتم تداركها وذلك من خلال الاعتماد على الدروس التأهيلية والتدريبية، وتعيين مدرسين أكفاء ليعيدوا الحياة لرغبة الطالب في دراسة الرياضيات.
ولصعوبات تعلم الرياضيات الدراسية عدة أنواع ومن أبرز هذه الأنواع:
- صعوبات التعلم اللفظية: وفيها يواجه الطالب صعوبة في التعامل مع المسائل الرياضية بشكل شفهي.
- صعوبات التعلم الرمزية: وفي هذه الحالة يكون الطالب غير قادر على التعرف على شكل الرقم ولا كتابته، ولا التعرف في حال كان على شكل رمز.
- صعوبات التعليم الاصطلاحية: وفي هذه الحالة يجد الطالب عددا كبيرا من الصعوبات في قراءة الرموز الرياضية.
- صعوبات التعلم الكتابية: حيث يجد الطالب صعوبات كبيرة في كتابة الرموز الرياضية.
- صعوبات تعلم المفاهيم الرياضية: وفي هذه الحالة يواجه العديد من الصعوبات في فهم الأفكار الرياضية.
- صعوبات التعلم العملية والإجرائية: وفي هذه الحالة يكون الطالب عاجزا عن القيام بالعمليات الحسابية كالجمع والطرح، والقسمة والضرب.
- الفشل التام في الحساب: وفي هذه الحالة يكون الطالب فاقدا لكافة المهارات الأساسية في الرياضيات.
- هبوط جزئي بكل المهارات: وفي هذه الحالة يحصد الطالب نتائج أقل من النتائج المتوقعة منه، وقد يكون إهمال الطالب للمادة هو أحد أسباب هذا الهبوط.
- فشل قسم من المهارات الحسابية: وفي هذه الحالة يعجز الطالب عن فهم جزء من مادة الرياضيات كالجبر مثلا، بينما يفهم الأقسام المتبقية من مادة الرياضيات بكل يسر وسهولة.
- صعوبات تتعلق في إتقان بعض المفاهيم الخاصة المتعلقة بالعمليات الحسابية الأساسية: حيث يعجز الطالب في هذه الحالة عن إجراء العمليات الحسابية المعقدة، ويكتفي بإجراء العمليات الحسابية البسيطة.
ما هي طرق علاج صعوبات تعلم الرياضيات ؟
يوجد هناك مجوعة من الطرق التي يمكن من خلالها علاج صعوبات تعلم الرياضيات ومن أبرز هذه الطرق:
طريقة التعليم الإيجابي: وفي هذه الطريقة يقوم المدرس والأهل بتشجيع الطالب وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته على فهم الرياضيات، كما يساعدونه على التخلص من الأفكار السلبية التي تكون في عقله، وذلك من خلال تقديم الأنشطة التعليمية السهلة له ليتمكن من حلها وبالتالي تتعزز ثقته بقدرته على فهم الرياضيات.
طريقة التدريس المباشر: وفي هذه الطريقة يتم تصميم مناهج دراسية، وطرق تدريس تتوافق مع هذه المناهج وتساعد الطالب على إتقان مادة الرياضيات بكل يسر وسهولة.
طريقة التعليم المسموع الجهري: وفي هذه الطريقة يطلب المعلم من الطالب أن يقوم بقراءة المسألة الرياضية بصوت قوي وواضح، ومن ثم يطلب من الطالب أن يقوم بتحديد المطلوب بصوت عالي، كما أن يطلب منه أن يحدد المعطيات بصوت عالي أيضا، بالإضافة إلى تحديد طريقة الحل، الخطوات اللازمة بصوت عالي أيضا.
أسلوب التعلم الفردي: ويستند هذا الأسلوب بشكل رئيسي إلى مجموعة من الأسس، حيث يقوم المدرس بتدريس الطالب لوحده فقط الرياضيات، وبالتالي فإن وقت التدريس سيكون مختلفا من طالب لآخر، وفي هذه الطريقة يستطيع المدرس اكتشاف نقاط الضعف الموجودة لدى الطالب في الرياضيات، وبالتالي يقوم باستخدام الأساليب التي تساهم في علاجها.
طريقة الألعاب الرياضية: وتعد هذه الطريقة مناسبة لعلاج صعوبات تعلم الرياضيات للأطفال في المراحل الدراسية الأولى، حيث يستخدم المدرس وسائل تعليمية مصنوعة من الألعاب الأمر الذي يؤدي إلى لفت انتباه وأنظار الطالب نحو الوسيلة التعليمية، وبالتالي يستطيع المدرس معالجة نقاط الضعف الموجودة لديه من خلاله دمجه بين المتعة والتعلم.
وهكذا نرى أن صعوبات تعلم الرياضيات تساهم في عدم قدرة الطالب على النجاح في هذه المادة، الأمر الذي يسبب الإحباط للطالب الذي يجعله يشعر بأنه أقل مستوى من أقرانه، وتعد الصعوبات الدماغية صعبة الحال في حال تمت مقارنتها بالصعوبات الدراسية، والتي يوجد هناك العديد من الطرق لحلها.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة بينا من خلالها أنواع صعوبات تعلم الرياضيات وكيفية علاجها.