الفيزياء وهي أحد أهم المواد الدراسية التي يدرسها الطالب في المدرسة، وتعرف الفيزياء بأنها العلم الذي يدرس المفاهيم الأساسية كالطاقة، القوة، الزمان، المادة والحركة، كما يهدف هذا العلم إلى تحليل الطبيعة ومعرفة كيفية عمل الكون.

وتعد الفيزياء من أقدم العلوم التي تعامل معها الإنسان، حيث تقوم على صياغة المعرفة في القوانين التي تفسر الظواهر الكونية، كما تتنبأ بالأمور التي من الممكن أن تحدث في القريب العاجل.

ويعتمد الفيزيائيون على الطريقة العلمية من أجل اختبار صحة النظريات الفيزيائية، وذلك من خلال مقارنة آثار النظرية مع الاستنتاجات التي تم استنتاجها من التجارب التي تم القيام بها.

وللفيزياء مجموعة من النظريات الأساسية ومن أبرز هذه النظريات:

• الميكانيكا الكلاسيكية: حيث تقوم هذه الميكانيكا بوصف القوى التي تؤثر على حالة الأجسام المادية وحركتها، ويشار إلى هذه النظرية باسم الميكانيكا النيوتنية نسبة إلى الفيزيائي الكبير نيوتن، ولها عدد من الفروع ومن أبرز هذه الفروع علم السكون وهو العلم الذي يهتم بوصف الأجسام في حال سكونها، وعلم الحركة ويهتم بوصف الأجسام بغض النظر عن مسبباتها، بالإضافة إلى علم التحريك وهو العلم الذي يهتم بتحريك الأشياء والقوى التي تؤدي إلى تحريكها.
• الكهرومغناطيسية: وتدرس التأثيرات التي تتم بين الجسميات المشحونة وبين مختلف المجالات الكهربائية والمغناطيسية، وتقسم إلى الكهرباء الساكنة والتي تهتم الشحنات والمجالات الكهربائية الساكنة، والديناميكا الكهربائية وهي التي تقوم بوصف التفاعل بين الشحنات المتحركة والإشعاع الكهرومغناطيسي.
• الديناميكا الحرارية والميكانيكية الإحصائية: ويطلق على هذا المجال اسم الترموديناميكا، ويهتم هذا المجال بدراسة انتقال الطاقة وتحولها في النظم الفيزيائية.
• النظرية النسبية: وهي بنية رياضية عامة تصف حركة الأجسام بسرعات تقارب سرعة الضوء، وتشمل على شقين هما النسبية الخاصة، ونظرية النسبية العامة.
• ميكانيكا الكم: وفي هذا المجال يتم التعامل مع النظم ذات الأحجام الذرية أو تحت الذرية كالجزئيات والذرات والإلكترونيات والبروتونات وما إلى ذلك من الجسيمات الأولية.

وتعد الفيزياء من المواد التي تتطلب امتلاك المدرس لخبرة كبيرة في تدريسها، وذلك لكي يكون قادرا على إيصال الفكرة إلى طلابه بسرعة وسهولة.

ونظرا لأهمية طرق تدريس الفيزياء سنتعرف في رحاب المقال التالي على أهم مناهج وطرق تدريس الفيزياء.

مناهج وطرق تدريس الفيزياء

طريقة المحاضرة:

وتعد طريقة المحاضرة من أقدم الطرق في تدريس الفيزياء، وفي هذه الطريقة يقوم المدرس بإلقاء الدرس على طلابه والذين يقومون بالاستماع إليه، فالمدرس هنا هو محور العملية التدريسية.

ولهذه الطريقة عدد من الأشكال ومنها الشرح: ويعد الشرح أحد أشكال الإلقاء ومن خلاله يقوم المدرس بتوضيح وتفسير الأمور التي يصعب فهمها على الطالب، حيث يقوم بإثبات القوانين وبرهنتها، أو يعمل على شرح الظواهر الطبيعية بلغة سهلة وبسيطة ومحببة للجميع.

وقد يتبع المدرس طريقة أخرى وهي طريقة الوصف، ومن خلال هذه الطريقة يقوم باستخدام مصطلحات دقيقة ويهدف من خلال استخدامه لهذه المصطلحات إيضاح ظاهرة معينة أو شيء غامض.

ومن الطرق التي يلجأ إليها المدرس لتدريس الفيزياء طريقة القصة، حيث يروي المعلومات التي يريد إيصالها لطلابها على شكل قصة، وذلك لكي يحفزهم ويلفت انتباههم إلى الدرس.

المناقشة:

وتعد المناقشة من أهم مناهج وطرق تدريس الفيزياء، وفي هذه الطريقة يقوم المدرس بفسح المجال أمام الطالب وذلك لكي يشارك في الحوار الجماعي، ومن أبرز الشروط التي يجب أن تتوفر في هذه الطريقة وضوح أهداف المناقشة، وأن يكون الموضوع الذي تدور حوله المناقشة مرتبط بحاجة المتعلمين والمقررات الدراسية، كما يجب أن يملك المتعلمين اطلاع كافي على موضوع المناقشة.

ويجب أن يكون لدى المدرس خبرة في كيفية طرح أسئلة المناقشة، فيجب أن يقوم بطرح سؤال رئيسي محوري حول الموضوع الرئيسي للدرس، بحيث يكون هذا السؤال هو المفتاح الذي يدخل من خلاله إلى الدرس، ومن هذا السؤال يقوم المدرس بطرح مجموعة من الأسئلة الفرعية.

كما يجب عليه أن يقوم بصياغة الأسئلة بلغة واضحة ومفهومة، كما يجب أن يراعي مستوى الفكري والثقافي والعلمي، فلا يجب أن يطرح أسئلة تفوق فكرهم.

كما يجب أن يتم طرح الأسئلة بشكل عام دون أن يحدد طالب معين، كما يجب أن يمنح الطلاب الوقت الكافي لكي يفكروا في الإجابة الصحيحة، كما يجب أن يقوم المدرس بتوزيع الأسئلة بالتساوي على طلابه.

طريقة الاستقراء والاستنتاج:

الاستقراء وهو الانتقال من الجزء إلى الكل،  أما الاستنتاج فهو الشيء المعاكس للاستقراء حيث ينتقل المدرس من الكل إلى الجزء، حيث يشرح القاعدة الكلية، ومنها يقوم بالانتقال إلى القواعد الجزئية.

 ولكي تكون طريقة الاستقراء ناجحة يجب أن يتبع المدرس مجموعة من الخطوات ومنها: كتابة أمثلة واضحة على السبورة، مناقشة هذه الأسئلة مع الطلبة، ومن ثم يقوم بصياغة القاعدة النهائية.

العروض العملية:

وفي هذه الطريقة يقوم المرس باستخدام وسائل إيضاحية بشكل عملي ليفسر لطلابه الظاهرة التي يدرسونها.

وتساهم هذه الطريقة في ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب.

ويستطيع المدرس أن يستخدم الفيديو من أجل عرض الدرس الذي يريد إعطاؤه لطلابه، وتساهم هذه الطريقة في جعل الطالب يتقن الدرس بشكل سريع.

الخيال والتمثيل:

حيث يقوم المدرس باستخدام الطلاب ليمثلوا الدرس الذي يريد أن يشرحه.

فيقوم بإعطاء كل طالب دورا ومهاما يجب عليه أن ينجزها، وبالتالي يحفظ الطالب القسم المخصص به.

كما أنه يحفظ الأقسام الأخرى من خلال تذكره للأدوار التي لعبوها باقي الطلاب.

البطاقات:

تعد البطاقات من الوسائل المهمة والتي كثيرا ما تستخدم لتدريس الفيزياء، ومن خلال هذه البطاقات يقوم المدرس بشرح الدرس لطلابه.

ويستطيع أن يستخدم المدرس أسلوب اللعب أثناء استخدامه للبطاقات، كأن يقوم بكتابة المعادلات في بطاقة والنواتج في بطاقة أخرى.

ومن ثم يوزع البطاقات بين الطلاب ويطلب من كل طالب البحث عن زميله الذي يحمل البطاقة التي تحتوي النتيجة الصحيحة لمعادلته.

وتساهم هذه الطريقة في إدخال الفرح والمتعة إلى الدرس وتساهم في إتقان الطالب لمادة الفيزياء، وللدرس الذي يقوم المدرس بإعطائه.

مختبر المدرسة:

يوجد في كل مدرسة مختبر مدرسي مزود بأجهزة يستطيع من خلالها تحويل الدرس النظري إلى درس عملي.

ويعد اللجوء إلى المخبر أمرا يبعث النشاط والحماس إلى الطالب والذي يجب المعلومات التي درسها تطبق أمامه.

وتكون سعادته أكبر عندما يقوم بإجراء التجربة بنفسه، وبالوصول إلى النتيجة.

وتساهم هذه الطريقة في حفظ الطالب للمعلومات، كما أنها تساهم في ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب.

وهكذا نرى أن الفيزياء من أهم المواد التي يدرسها الطلاب والتي تحتاج إلى تركيز وجهدا كبير من الطالب في دراستها، ويجب على المدرس أن يكون ماهرا في استخدام الوسائل التعليمية التي توضحها.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في عرض مناهج وطرق تدريس الفيزياء، ووضحنا مميزات كل طريقة منها.