صعوبات التعلم عند الأطفال
يعاني عدد من الأطفال من صعوبات التعلم، حيث لا يكون قادرا على تعلم المعلومات الجديدة التي يدرسها لأسباب عديدة كعدم انسجامه مع البيئة المحيطة وعدم قدرته على التواصل مع الآخرين.
ولقد تم وضع العديد من التعريفات لصعوبات التعلم ومن أبرز هذه التعريفات التعريف الذي يقوم بأن صعوبات التعليم مصطلح يقوم بوصف كافة التحديات التي تواجه الأطفال خلال عملية التعلم، ولا تقتصر صعوبات التعلم على الأطفال الذي يعانون من إعاقة ما، بل قد يعاني العديد من الأطفال الأسوياء من صعوبات التعلم.
كما قامت جمعية الأطفال والكبار ذوي صعوبات التعلم بوضع تعريف لصعوبات التعلم عند الأطفال فقالت: تعد صعوبات التعلم حالة مستمرة تنتج عن مجموعة من العوامل العصبية، والتي تتدخل في نمو القدرات اللفظية وغير اللفظية.
ما هي أنواع وأنماط صعوبات التعلم عند الأطفال؟
صعوبات التعلم النمائية:
وترتبط صعوبات التعلم هذه بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في تحصيله الأكاديمي.
وقد يكون السبب وراء صعوبات التعلم النمائية اضطراب إحدى وظائف الجهاز العصبي المركزي.
وتؤثر هذه الصعوبات على عمليات الانتباه، الإدراك، الذاكرة، التفكير، اللغة.
صعوبات التعلم الأكاديمية:
ويقصد بهذه الصعوبات الأداء المدرسي المعرفي والأكاديمي.
وتتمثل هذه الصعوبات في صعوبات القراءة، الكتابة، التهجئة، التعبير الكتابي بالإضافة إلى الحساب.
وترتبط هذه الصعوبات إلى حد كبر بصعوبات التعلم النمائية، ونظرا لأهمية صعوبات التعلم الأكاديمية سوف نقوم بالحديث على كل نوع من أنواع هذه الصعوبات.
- صعوبات عسر القراءة ( صعوبات القراءة): وتتمثل صعوبات القراءة بعدم قدرة الطالب على قراءة نص معين، وتنقسم صعوبات القراءة إلى قسمين الأول هو صعوبات القراءة، حيث يجد الطلاب الذين يمتلكون هذه المشكلة صعوبة كبيرة في اكتساب المهارات التي تتعلق بالقراءة، ويلجأ الطالب الذي يجد في نفسه ضعفا في القراءة إلى الكتابة لتلافي هذا الضعف، ومن أبزر الأمور التي تدل على امتلاك التلميذ انعدام الدقة في القراءة، والقراءة بتأني وببطء شديد، وصعوبة في الهجاء، أما القسم الثاني فهو صعوبات الفهم، ويكمن هذا الأمر في صعوبة فهم الطفل للمعاني والعبارات والكلمات التي يقوم بقراءتها.
- صعوبات الكتابة: أي أن الطالب يجد صعوبة في الكتابة، أو قد لا يكون قادرا على التفكير والكتابة في وقت واحد.
- اضطرابات الانتباه والتركيز: وتظهر هذه الصعوبات في عدم قدرة الطفل على الحفاظ على الانتباه لفترة طويلة، حيث أن ذهنه يتشتت بسبب أي مؤثر خارجي.
- صعوبة الحساب: ويعاني الطلاب من صعوبات تعلم في مادة الرياضيات، حيث لا يستطيعون فهم العلاقة بين الأرقام، كما أنهم يعانون من صعوبات في الإدراك البصري والسمعي للأرقام.
- صعوبة الحركة: حيث يعاني الطفل من اضطراب التكامل الحسي، حيث لا يستطيع الطفل الاتزان بشكل جيد، كما لا يستطيع تحقيق التوازن بين أداء اليد والنظر، وبالتالي لن يكون الطالب قادرا على الكتابة والتقطيع، والجري والقفز.
ما هي علامات صعوبات التعلم عند الأطفال؟
قد يكون من الصعب اكتشاف صعوبات التعلم عند الأطفال، وذلك نظرا لتداخل هذه الصعوبات مع أعراض أخرى.
ويتم اكتشاف صعوبات التعلم في العام من خلال قياس الأشياء التي يحققها الطفل بالمقارنة مع الأشياء التي يتوقع أن يحققها بحسي عمره ومستوى ذكائه، ومن أبرز علامات صعوبات التعلم عند الأطفال:
صعوبات التعلم عند الأطفال قبل الأربع سنوات: عسر في النطق، عسر في الالتزام بالنغمة أثناء والإنشاد، بالإضافة إلى مشكلات في تعلم الحروف، الأرقام، الألوان، الأشكال وأيام الأسبوع، كما أنه يكون غير قادر على فهم الاتجاهات، وقد يكون غير قادر على الإمساك بالقلم أو الطبشور بشكل صحيح، بالإضافة من صعوبات في التعامل مع ربط الحذاء والأزرار.
صعوبات التعلم عند الأطفال من سن الأربع سنوات إلى سن التسع سنوات: يعاني الطفل في هذا العمر من عدة صعوبات أبرزها عدم قدرته على الربط بين الحروف وكيفية نطق هذه الحروف، كما أنه يجد صعوبة في ربط أصوات الحروف ببعضها البعض من أجل نطق كلمة واحدة، كما أنه قد يخلط بين عدة كلمات عندما يقوم بنطقها، كما يخطئ في تهجئة الكلمات، كما أنه لا يكون قادرا على تعلم المفاهيم الأساسية في الجمع والطرح، كما أنه يجد صعوبة في القراءة وترتيب أجزاء اليوم، كما أنه يعاني من بطء في تعلم المهارات الجديدة.
صعوبات التعلم عند الأطفال من تسعة إلى خمسة عشرة عاما: يعاني الطالب من عدم القدرة على قراءة النصوص وإجراء العلميات الحسابية، كما أنه لا يكون قادرا على الإجابة على الأسئلة التي تتطلب كتابة، كما أنه يحاول تجنب القراءة والكتابة، كما أنه يكون ضعيفا في الترتيب والتنظيم، بالإضافة إلى ذلك فإنه لا يكون قادرا على الاندماج في مناقشات الفصل.
ما هي أسباب صعوبة التعلم عند الأطفال؟
عيوب في نمو المخ: فقد تحدث أثناء نمو الجنين في رحم أمه بعض العيوب التي تؤدي إلى تأثيرات سلبية على تكوين واتصال الخلايا العصبية بعضها البعض.
العيوب الوراثية: وتعد العيوب الوراثية أمرا منتشر، حيث أننا قد نلاحظ انتشار العديد من صعوبات التعلم عند أفراد أسرة معينة، فقد نجد أطفال عائلة ما يفتقدون لمهارة معينة كالقراءة، السمع، وقد يرجع هذا السبب إلى مشاكل وراثية .
مشاكل الحمل والولادة: قد تؤدي حدوث مشاكل لدى الأم في فترة الحمل إلى حدوث صعوبات التعلم عند الأطفال، حيث أن الجهاز المناعي للأم قد يتفاعل مع الجهاز المناعي لدى الجنين، كما لو أن جسما غريبا يهاجمه، وقد يؤدي هذا التفاعل إلى اختلال نمو الجهاز العصبي للطفل، وفي بعض الحالات قد يحدث التواء للحبل السري حول نفسه وذلك خلال الولادة الأمر الذي يؤدي إلى نقص مفاجئ للأوكسيجين الذي يصل إلى الجنين، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة في عمل المخ، كما أنه يؤدي إلى صعوبة التعلم عند الكبر، وقد يؤدي تناول الأم للكحول أو شربها للدخان أو إلى تناولها بعض الأدوية الخطيرة إلى إصابة جنينها بصعوبات التعلم عندما يكبر.
مشاكل التلوث والبيئة: قد يؤدي تلوث البيئة إلى إصابة الطفل بصعوبات التعلم، وذلك نظرا لأن التلوث يؤثر بشكل كبير على نمو الخلايا العصبية، ولقد أظهرت الدراسات أن الرصاص وهو من المواد التي تلوث البيئة يساهم في تعرض الطفل للعديد من صعوبات التعلم.
وهكذا نرى أن صعوبات التعلم عند الأطفال قد تظهر من خلال صور مختلفة، كما أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث صعوبات تعلم عند الأطفال، ويجب أن يساعد الأهل أطفالهم على تجاوز مشاكل صعوبات التعلم، وذلك من خلال تقديم الدعم والرعاية الكافية لهم.
وفي الختام نتمنى أن نكون قدمنا معلومات وضحنا من خلالها صعوبات التعلم عند الأطفال، وبينا أنماط صعوبات التعلم، والأسباب التي تؤدي إلى هذه الصعوبات، وذلك لكي يكون لديكم مفهوم عام عن صعوبات التعلم عند الأطفال.