ما هي أنواع المتغيرات في البحث العلمي؟
تم تعريف متغير البحث العلمي بأنه كل شيء يقبل القياس الكمي أو الكيفي، وكل شيء يقبل التغيير يعرف باسم المتغير، وذلك بحسب التعريف الإحصائي للمتغير.
ومن أبرز سمات المتغيرات الكمية والكيفية التأثير والتأثر، ويجب أن يقوم الباحث بتحديد تلك العلاقات ومن ثم يقوم بضبطها.
ويلعب تحديد المتغيرات بشكل صحيح دورا كبيرا في الوصول إلى النتائج الصحيحة للبحث العلمي.
ويوجد هناك عدة أنواع من المتغيرات في البحث العلمي، ونظرا لأهمية تلك المتغيرات سنقوم في رحاب هذا المقال بجولة نتعرف من خلالها على أنواع المتغيرات في البحث العلمي.
ما هي أنواع المتغيرات في البحث العلمي؟
المتغيرات المستقلة ( المتغير المستقل) :
يعرف المتغير المستقل بأنه المتغير الذي يقوم بكافة المتغيرات الأخرى ولكنه لا يتأثر بأي متغير منها.
والمتغير المستقل هو المتغير الذي يقوم الباحث من مجموعة صفات من الممكن أن تقاس بالمقياس الكمي أو الكيفي، وذلك لكي تقوم بالتأثير على كافة المتغيرات الأخرى الموجودة في الدراسة العلمية والتي ترتبط بعلاقة ما مع الموضوع الذي يقوم الباحث بدراسته.
ويقوم الباحث بمعالجة المتغير المستقل من خلال مجموعة من الضوابط والخطوات البحثية الممنهجة.
ويوجد هناك مجموعة من الفروق بين المتغيرات وبين المتغير المستقل، حيث يقوم الباحث باستغلال وجود المتغير أو عدم وجوده، أو الفروق الكمية أو الكيفية التي توجد بين المتغيرات.
ويعد الهدف الأساسي من هذا الأمر قدرة الباحث على ضبط المتغيرات المستقلة في البحث الذي يقوم بكتابته.
ويقوم الباحث بمعالجة المتغير المستقل من خلال اتباع عدة طرق، ومن أبرز هذه الطرق:
وجود أو غياب المتغير: وفي هذه الطريقة تتعرض إحدى المجموعتين للمعالجة بالمتغير المستقل، أما بالنسبة للمجموعة الثانية فإنها لا تتعرض للمعالجة بالمتغير المستقل، ومن ثم يقوم الباحث بعقد مقارنة بين المجموعتين لمعرفة الفروق التي توجد بينهما، وفي حال اكتشف الباحث فروقا بينهما فهذا يعني أن الفرق يعود إلى ظروف المعالجة.
الاختلاف في كمية المتغير: وفي هذه الطريقة يحدث الاختلاف بين مستويات المتغير المستقل، ويتم هذا الأمر من خلال تقديم كميات من المتغير المستقل لعدد من المجموعات.
نوع المتغير المستقل: وفي هذه الطريقة يقوم الباحث بتقديم أنواع مختلفة من المتغير كأن يقوم بتقديم طريقتين أو أكثر من طرق التدريس المعروفة وذلك لكي يعرف أي هذه الطرق تفيد المستوى التحصيلي.
المتغير التابع:
وهو المتغير الذي يكون تابعا للمتغير المستقل، حيث أن التغييرات التي يقوم بها المتغير المستقل تنعكس بشكل رئيسي على المتغير التابع.
وتعد مسألة قياس التأثيرات على المتغيرات التابعة أمرا بسيطا للغاية وسهلا جدا.
وتساهم المتغيرات التابعة في إظهار المتغير المستقل في الدراسة العلمية التي يقوم بها الباحث.
وإن العلاقة ما بين المتغيرات في الأبحاث العلمية التجريبية أو الأبحاث التربوية هي التي تميز أنواع المتغيرات، وتقوم بتحديد المتغير التابع، وأي متغير منهم هو المتغير المستقل.
المتغيرات الداخلية ( المتغيرات الوسيطة):
يتم تعريف المتغيرات الداخلية أو المتغيرات الوسيطة بأنها أحد أهم أنواع المتغيرات والتي تلعب دورا ثانويا في البحث العلمي الذي يقوم به الباحث.
والأمر الذي جعل هذه المتغيرات متغيرات داخلية هو علاقتها وحجمها بين المتغيرات التابعة والمتغيرات المستقلة.
والدور الأساسي للمتغيرات الداخلية هو الوساطة بين المتغير المستقل وبين المتغير التابع، ونظرا لدور الواسطة الذي تلعبه أطلق عليه المتغيرات الوسيطة.
ومن خلال المتغيرات الداخلية يقوم الباحث بتمرير التأثيرات التي يريد إيصالها من المتغير المستقل إلى المتغير التابع، أو قد يشارك من خلال هذه المتغيرات في رصد التأثيرات والعلاقات بين المتغيرات التابعة والمتغيرات الداخلية.
ويعد وجود المتغيرات الداخلية في الأبحاث التربوية والتجريبية أمرا ضروريا للغاية، وذلك لأنها تكون السبب الأساسي للتأثير وليست الفاعلة به.
المتغيرات الضابطة:
وفي هذا النوع من المتغيرات يكون المتغير مرتبط بالإطار التجريبي، حيث أنه يشكل جزءا من أهم أجزاء الهيكل التجريبي للدراسة وليس متغير مستقل.
ويتم هذا الأمر من خلال الحاجة إلى ضبط التجربة في الأبحاث العلمية التجريبية.
وفي الحقيقة إن المتغيرات الضابطة لا تدخل ضمن المعالجة التجريبية، والهدف الأساسي من هذه المتغيرات هو تقليل الخطأ الذي ينتج عن تأثير هذه المتغيرات.
ولكي يكون الباحث قادرا على ضبط هذه المتغيرات يجب عليه أن يقوم باتباع إحدى الطرق التالية:
يجب أن يكون المتغير التابع جزء من المتغير التصميم التجريبي للبحث الذي يقوم به الباحث، حيث يقوم الباحث في هذه الطريقة بتقليل أثر المتغير الضابط وذلك عن طريق جعل هذا المتغير جزءا من متغيرات الدراسة، وفي هذه الحالة فإنه يصبح متغيرا مستقلا أو متغيرا إضافيا.
دراسة محتوى واحد من المتغير الضابط، فعلى سبيل إن علم من الدراسات السابقة أن الجنس يؤثر في النتائج فإننا ندرس الذكر أو الأنثى فقط ولا ندرس النوعين معا، وفي هذه الحالة يجب أن يتم تضمين الجنس ضمن حدود الدراسة.
ما هو الفرق بين أنواع المتغيرات في البحث العلمي؟
إن إيجاد الفرق بين أنواع المتغيرات في البحث ليس أمرا معقدا أو صعبا، بل إنه أمر يمكن أن يتم استنتاجه بكل سهولة وبساطة، حيث يتم عرض وتوضيح أنواع المتغيرات ومن خلال هذه الأنواع يتم استنتاج الفرق بين المتغيرات في البحث العلمي.
ويعد الفارق الأساسي بين المتغيرات والمميز لها هو نوع العلاقة بين تلك المتغيرات، حيث أن المتغيرات المستقلة هل التي تلعب دور المؤثر في المتغيرات التابعة والتي تخضع لهذا التأثير، أما بالنسبة للمتغير الوسيط فلا يحدث عليه أن تأثير من المتغير المستقل، وذلك نظرا لأن مهمته الأساسية هي نقل التأثير للمتغير التابع.
ويوجد هناك نوع من المتغيرات التي قد تؤثر في المتغير التابع وهذه المتغيرات هي المتغيرات الوصفية، وهذا النوع من المتغيرات لا يقوم بأي تأثير على المتغير المستقل، لذلك يجب على الباحث العلمي أن يقوم بتحديد هذه المتغيرات وضبطها وذلك أثناء قيامه بدراسة وإجراء التجربة العلمية.
أمثلة على أنواع المتغيرات في البحث العلمي
قد تكون أنواع المتغيرات في البحث العلمي صعبة الفهم ما لم يكن هناك مثال يوضحها.
وسنقدم الآن مجموعة من الأمثلة لكي يكون الفرق بين المتغيرات واضحا للجميع.
فلنفرض مثلا أن باحثا ما تناول العبارة البحثية التالية في الدراسة وهي علاقة الزيادة السكانية بتأخر الدول في إفريقيا، فإننا نجد أن هذه العبارة من الممكن أن تكون دراسة علمية حقيقية، ومن خلال تلك العبارة نستطيع تحديد المتغيرات وتكون المتغيرات على الشكل الآتي:
المتغير المستقل هو الزيادة السكانية.
المتغير التابع هو تأخر الدول.
المتغيرات الوسيطة هي الدول المتأخرة في إفريقيا.
هذه كانت أنواع المتغيرات في البحث العلمي، ونرجو في الختام أن نكون وفقنا في شرحها وإيضاحها لكم لكي تميزوا بين أنواع المتغيرات المختلفة.