كيفية نقد الدراسات السابقة
البحث العلمي وهو البحث الذي يقوم به الباحث من أجل اكتشاف أشياء جديدة تعمل على تقدم العلم وتطوره نحو الأمام، وقد يقوم الباحث بكتابة البحث العلمي من أجل أن الحصول على شهادة علمية، أو من أجل إثبات صحة نظريات سابقة أو نفيها باستخدام الأدلة والبراهين الدالة على صدقه.
ويتكون البحث العلمي من مجموعة من العناصر والتي بدونها لن يكون البحث العلمي بحثا كاملا أو ناجحا، حيث يجب أن يحتوي البحث العلمي على مخطط للبحث، وعلى مقدمة وإطار نظري وخطة بحث وخاتمة وغيرها من العناصر التي يتشكل منها البحث العلمي.
وتعد الدراسات السابقة أحد أهم أجزاء البحث العلمي، ويحتاج نقدها لامتلاك الباحث لخبرة كبيرة في هذا المجال، حيث أن الدراسات السابقة تعرف بأنها مجموعة المصادر والمراجع التي عاد إليها الباحث خلال بحثه العلمي، وتتميز هذه الأبحاث بتحدثها عن مواضيع البحث العلمي بشكل مباشر، كما أن الدراسات السابقة تشكل الجزء الثاني من الإطار النظري للبحث العلمي، وهي جزء لا يتجزأ منه، فلن يكون الإطار النظري كاملا في حال لم تتواجد الدراسات السابقة فيه.
يجب أن يعود الباحث لعدد كبير من الدراسات السابقة، وذلك لكي يغني بحثه العلمي، حيث أن الدراسات السابقة تعطي الباحث فكرة عامة عن الموضوع الذي يقوم به، وعن الدراسات التي تمت حول هذا الموضوع.
لكن يجب على الطالب أن يحرص أثناء عودته للدراسات السابقة على التأكد من صحة هذه الدراسات .
ويعد نقد الدراسات السابقة من أهم الأمور التي يجب على الباحث اتقانها، لذلك فإن عدد كبير من الجامعات العالمية قامت بتدريس الطالب لمادة اسمها مادة نقد الدراسات السابقة.
ونظرا لأهمية نقد الدراسات السابقة قررنا تخصيص هذا المقال لتوضيح كيفية نقد الدراسات السابقة.
كيفية نقد الدراسات السابقة
يتم نقد الدراسات السابقة من خلال اتباع الباحث لمجموعة من الخطوات ومن أبرز هذه الخطوات:
- نقد محتوى الذي احتوت عليه الدراسات السابقة: يعد نقد محتوى الدراسات السابقة من أهم الأمور التي يجب على الباحث أن يقوم بها، حيث يقوم الباحث بتحديد الأطر الفنية التي يجب أن تتواجد في الدراسة السابقة، وفي حال لم يتواجد في الدراسة السابقة أي أطر فنية فلا يمكن عد هذه الدراسة دراسة شاملة.
- نقد منهجية الدراسات السابقة: يعد نقد منهجية الدراسات السابقة من أهم الأمور التي يجب على الباحث معرفتها والاطلاع عليها، حيث يوضح المنهج الذي اختاره الباحث في الدراسة السابقة التي عاد إليها، ويبين إن كان هذا الباحث موفقا في اختياره لهذا المنهج أو غير موفق، ويبين الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار هذا المنهج، وهل كان الباحث موفقا في اختيار هذا المنهج، وهل ساهم المنهج في مساعدة الباحث في الوصول إلى النتائج التي يرغب فيها أم لا.
- نقد عينة الدراسة ومجتمع الدراسة: لعينة الدراسة دورا كبيرا في البحث العلمي، فمن خلالها يحصل الباحث على كمية كبيرة من المعلومات المتعلقة بالبحث الذي يقوم به، لذلك يجب على الباحث أن يحرص عند اختياره لعينة الدراسة على أن تكون هذه العينة على اطلاع كامل على موضوع البحث العلمي الذي يقوم به الباحث، وذلك لكي تقدم معلومات مفيدة، ويجب أن يتم نقد اختيار الباحث لعينة الدراسة، فهل كان موفقا في اختيار عينة الدراسة أم لم يكون موفقا.
- نقد نتائج الدراسات السابقة: وفي هذه المرحلة يقوم الباحث بنقد النتائج التي توصلت الدراسات السابقة التي عاد إليها، فهل كانت النتائج التي وصل إليها الباحث صحيحة، وهل قدمت فائدة للبحث العلمي، أم لم تقدم فائدة، وهل توافقت هذه النتائج مع توقعات الباحث أم لكن متوافقة معها، وفي حال جاءت نتائج الدراسات السابقة غير متوافقة مع توقعات الباحث فما الأسباب التي جعلتها لا تتوافق معه.
- نقد مصداقية الدراسات السابقة: وفي هذه الحالة يتم التأكد من التزام الباحث بقواعد الصدق العلمي، والأمانة العلمية، وهل قام الباحث بالتوثيق بشكل سليم وصحيح.
ما هي أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي؟
للدراسات السابقة دور كبير في البحث العلمي، فهي تساعد الباحث على تجنب الأخطاء التي وقع بها الباحثون السابقون، كما أنها تنبه إلى الأشياء التي استهلكت وتمت دراستها وبالتالي يتجنب دراستها ولا يضيع وقته الثمين عليها، كما أن الدراسات السابقة تمنح الباحث خبرة كبيرة في مجال البحث العلمي، من خلال اطلاعه على أبحاث الآخرين.
تعطي الدراسات السابقة الباحث فكرة عن كيفية وضعه للأسئلة المتعلقة ببحثه العلمي، وبالتالي يستطيع الباحث وضع أسئلة جيدة لدراسته، وتكون هذه الأسئلة متلائمة مع البحث العلمي الذي قام به.
تساعد الدراسات السابقة الباحث على الاطلاع على الجوانب الجديدة التي سوف تكتشفها الدراسة التي سيقوم بها، وذلك لأنه يدرس في جوانب جديدة ومفيدة تضيف عليها لمسة التميز والإبداع.
قد يجد الباحث من خلال اطلاعه على الدراسات السابقة إجابة لمجوعة كبيرة من الأسئلة التي تدور في خلده، وبالتالي يتجاوزها ولا يضيع الوقت في البحث عن الإجابات لها.
تساهم الدراسات السابقة في تقديم معلومات كافية ووافية للباحث عن موضوع الدراسة، كما أنها تعطيه فكرة كاملة عن البحث الذي يقوم به.
للدراسات السابقة دور كبير في تبيان الفائدة التي تقدمها هذه الدراسة، وبالتالي توجيهها نحو الطريق السليم والصحيح.
تساعد الدراسات السابقة الباحث على التعرف على المجالات التي تتعلق ببحثه العلمي، كما أنها تغني البحث العلمي الذي يقوم به الباحث، وذلك من خلال تقديم كمية كبيرة من المعلومات التي تفيد البحث العلمي.
قد تغيب بعض الأفكار عن ذهن الباحث لأسباب عديدة، وقد تعمل الدراسات السابقة دورا كبيرا على تنبه الباحث إلى هذه الأفكار، فيتجه بالتالي إلى دراستها، وإلى استخراج الفوائد منها.
تلعب نتائج الدراسات السابقة والتوصيات الموجودة فيها دورا كبيرا في وضع الباحثين الجدد على أولى خطوات البحث العلمي، حيث تقدم لهم مجموعة من الأفكار التي يمكنهم الاستفادة منها من أجل أن يقوموا ببحثهم العلمي، وبالتالي تكون تلك الدراسات خط الانطلاق الأول لهم.
للدراسات السابقة دورا كبيرا في توفير جهد الباحث، وذلك لأنها تقدم له مجموعة كبيرة من المعلومات، وبالتالي فإنها لن تضطره للبحث عنها.
ما هي أبرز الأخطاء التي يقع فيها الباحث أثناء مراجعة الدراسات السابقة؟
- السرعة في مراجعة الدراسات السابقة.
- مراجعة نوع محدد من الدراسات السابقة وترك باقي الأنواع.
- العرض العشوائي للدراسات السابقة.
- عدم اعتماد الباحث على نفسه في بناء دراسته، وبنائها على حساب الآخرين.
- عدم التأكد من صحة نتائج الدراسات السابقة التي عاد إليها.
- فشل الباحث في الربط بين الدراسات السابقة، وبين البحث العلمي الذي يقوم به.
- عدم الاحتفاظ بالبيانات الخاصة بالدراسات السابقة.
- تلخيص الدراسات السابقة بشكل كامل.
وهكذا نرى أن للدراسات السابقة دورا كبيرا في البحث العلمي، ومن خلالها يقوم الباحث بتعزيز بحثه العلمي وتقويته.
للمساعده في نقد الدراسة الخاصه بك اطلب المساعده مباشره عبر خدمة نقد الدراسات أكاديمياً .