الإطار النظري للبحث العلمي ومكوناته وشروطه
الإطار النظري للبحث العلمي ومكوناته وشروطه
منذ العصور القديمة والإنسان يقوم بعدد كبير من الأبحاث والدراسات حول العديد من المواضيع المختلفة ليكتشفها ،وكل باحث يقوم بتدوين نتائج بحثه الأمر الذي أدى إلى توافر عدد كبير من المصادر والمراجع في وقتنا الحالي ، ولكن كيف يستطيع الباحث توظيف الدراسات السابقة في مجال بحثه ؟ ، وكيف يختار الدراسات التي تناسب موضوعه ؟ كل هذا وأكثر ستجدون الإجابة عليه في رحاب المقال التالي .
عندما يقرر الباحث البحث في موضوع معين فعليه الاستفادة من الدراسات السابقة والتي تناولت هذا البحث من قبل ، فعليه جمع كل الدراسات السابقة التي تناسب موضوعه ، ثم استعراضها و الاطلاع عليها وتصنيفها وترتيبها حسب أولويتها بالنسبة لبحثه ، ويستطيع الباحث أن يتبع عدة أساليب لاختيار و استعراض الدراسات السابقة بشكل صحيح ومنها :
- في البداية عليه حصر جميع الدراسات المتعلقة ببحثه وجمعها .
- وضع التقسيمات الرئيسية لعناصر الدراسات السابقة ، بحيث يقوم بعرض الموضوع تلو الآخر .
- القراءة والاطلاع على الدراسات السابقة ، وتحديد الأجزاء المناسبة منها لبحثه .
- على الباحث تجنب الحديث عن الدراسات السابقة ، بل عليه التحدث عم الجانب الذي يخص موضوع بحثه فقط .
- عليه الابتعاد عن تقييم الدراسات السابقة بالنقص دون وجود دليل على ذلك .
أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي :
للدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي ، فهي توفر للباحث العديد من المعلومات عن الموضوع المراد بحثه ، وتنبع أهميتها من عدة أمور نذكر منها :
إغناء البحث بالمعارف والدراسات :
إن الدراسات السابقة تؤمن للبحث العديد من الأبحاث ، الأمر الذي يجعل بحثك غنيا بالمعلومات .
تزويد الباحث بالمصادر والمراجع :
تزود الدراسات السابقة الباحث بعدد كبير من المصادر والمراجع ، الأمر الذي يوفر عليه الجهد والوقت في أثناء البحث .
الدراسات السابقة نقطة قوة في البحث :
تعد الدراسات السابقة إحدى نقاط قوة البحث ، فهي تشكل الأساس لانطلاق دراسات جديدة ، وبخاصة عند تحديد مشكلة البحث ، فهي تعد حجج ومبررات قوية للبحث العلمي ، وتبين الفجوة العلمية الناقصة في البحث العلمي .
بلورة مشكلة البحث وتحديد أبعادها :
إن الدراسات السابقة تساعد الباحث على تجنب بحث المواضيع التي تم بحثها من قبل ، وبذلك يتجنب التكرار ، بالإضافة إلى أنها تطلعه على الصعوبات التي واجهت الباحث قبله فيتجنبها ، الأمر الذي يجعله يقدم بحثا جديدا قويا وغير مدروس .
ما هي طرق عرض الدراسات السابقة؟
- طريقة annotated bibliography : تعد هذه الطريقة من أهم طرق عرض الدراسات السابقة وأكثرها شيوعا، ويتم عرض الدراسات السابقة وفق هذه الطريقة من خلال كتابة اسم الدراسة، ومن ثم يقوم بإعداد ملخص صغير لها، ومن ثم يقوم بمناقشة صحة الدراسات السابقة أو عدم صحتها، وفي النهاية يقوم بإبداء رأيه في الدراسات السابقة، ولهذه الطريقة مجموعة من العيوب منها فقدانها للموضوعية، كما أنها لا تتيح للباحث أن يقوم بعقد المقارنات بين الدراسات السابقة وبين الدراسة التي يعقدها، بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات السابقة لا تساعد الباحث على تصنيف الباحثين إلى مجموعات.
- طريقة التسلسل التاريخي: تعد طريقة التسلسل التاريخي من أهم وأبرز الطرق التي يتم استخدامها في عرض الدراسات السابقة، ومن خلال هذه الطريقة يقوم الباحث بجمع الدراسات السابقة، ومن ثم يرتبها من الأقدم إلى الأحدث، وبعد ذلك يقوم بإيضاح التغيرات التي طرأت على كل قسم من أقسام الدراسة، ومن خلال هذه الدراسات يقوم الباحث بعرض الأدوات التي استخدمها الباحث، والتي كانت موجودة في عصره.
- طريقة الموضوعات: وتقوم هذه الطريقة على قيام الباحث بجمع الموضوعات والدراسات التي ترتبط بالدراسة التي يقوم بها، ومن ثم يقوم بتصنيفها إلى موضوعات، ومن ثم يقوم بكتابة هذه الدراسات وفق هذه التصنيفات.
- طريقة المفاهيم العامة: ومن خلال هذه الطريقة يقوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة باستخدام الخرائط المفاهمية، ويقوم الباحث بكتابتها وفق تسلسل شجري.
- طريقة المقارنة بين الاختلافات والمتشابهات: وخلال هذه الطريقة يقوم الباحث بتحديد نقاط التشابه والاختلافات بين الدراسات السابقة التي عاد إليها وبين بحثه العلمي.
- طريقة التصنيف بناء على منهجية البحث: وفي هذه الطريقة يقوم الباحث بكتابة الدراسات السابقة وذلك من خلال تحديد نوع هذه الدراسات سواء أكانت كمية أم نوعية.
كيف يتم نقد الدراسات السابقة ؟
- يبدأ البحث نقد الدراسات السابقة من خلال نقد المحتوى، وذلك من خلال تحديد الأطر الفنية للدراسة السابقة، وإن لم يكن هناك أطر فنية للدراسة السابقة، فلا يمكن عدها دراسة شاملة.
- ومن ثم يقوم الباحث بنقد منهج الدراسات السابقة، فيحدد إن كان المنهج صحيح ومتوافق مع البحث الذي قام به الباحث، ويحدد الأسباب التي دفعت الباحث لاختيار هذا المنهج في بحثه.
- نقد نتائج الدراسات السابقة، حيث يقوم الباحث بتحديد الفائدة التي قدمتها الدراسات السابقة للبحث العلمي، وهل كانت هذه الدراسات صحيحة أم لم تكن كذلك، وهل كانت هذه نتائج هذه الدراسة متوافقة مع نتائج البحث العلمي أم لم تكن متوافقة، وإن كانت نتائج الدراسات السابقة غير متوافقة مع النتائج التي يتوقعها الباحث فما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك.
- نقد مصداقية الدراسات السابقة: حيث يقوم الباحث بالتأكد من قيام الباحث بالتأكد من التزام الباحث بقواعد البحث العلمي أم لم يكون ملتزما بها.
ما هي الأخطاء التي يقع فيها الباحث أثناء عودته للدراسات السابقة؟
- تعد السرعة في مراجعة الدراسات السابقة والاطلاع عليها من أهم وأبرز الأخطاء التي يقع الباحث فيها خلال الدراسات السابقة.
- قيام الباحث بمراجعة نوع معين من الدراسات السابقة، وإهماله باقي الأنواع .
- قيام الباحث بعرض الدراسات السابقة بشكل عشوائي وعدم عرضها بشكل صحيح ومتسلسل.
- عدم تأكد الباحث من صحة النتائج التي حصل عليها من خلال الدراسات السابقة، والتسليم بها بشكل فوري.
- عدم امتلاك الباحث للقدرة الكافية لكي يقوم بعميلة الربط ما بين الدراسات السابقة وبين البحث العلمي الذي يقوم به.
- عدم احتفاظ الباحث بالبيانات الخاصة بالدراسات السابقة، وضياع هذه البيانات منه الأمر الذي يؤدي إلى فشله في مجال التوثيق.
- قيام الباحث بعملية تلخيص لكامل الدراسات السابقة، وعدم قيام بتلخيص الجزء الذي يتناسب مع البحث العلمي الذي يقوم به.
وهكذا نرى أن للدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي فهي تقوم بوضع الباحث على الطريق الصحيح ، ليقدم بحثا جديدا متجنبا أخطاء الآخرين .
للمساعده في كتابة الإطار النظري لرسالتك الجامعية تواصل عبر خدمة إعداد الإطار النظري لرسائل الماجستير والدكتوراة .