ما هو التدقيق اللغوي، وما هي صفات المدقق اللغوي الناجح؟
ما هو التدقيق اللغوي ، وما هي صفات المدقق اللغوي الناجح؟ أسئلة تدور في ذهن كل طالب يرغب في أن يدخل غمار التدقيق اللغوي، ويطلع على خفاياه وأسراره.
ولقد تم تعريف التدقيق بأنه فن يتم من خلاله مراجعة النصوص المكتوبة بلغة ما، والتأكد من خلو هذه النصوص من الأخطاء الإملائية والنحوية.
ويجب على الشخص أن يعرف أن مهمة المدقق اللغوي تقتصر على مراجعة النصوص واستخراج الأخطاء وتصحيحها دون إجراء أي تعديل عليها.
فلا يحق للمدقق حذف أي جزء من النص أو تبديله بكلمات أقوى وأفضل، وفي حال فعل ذلك فإن عمله يكون خرج عن إطار التدقيق اللغوي، ودخل في إطار التحرير.
وعلى الرغم من أهمية التدقيق اللغوي منذ العصور القديمة، وعلى الرغم من تزايد أهميته في الفترة الحالية، إلا أنه وحتى الآن لا يوجد فرع مختص في الجامعة يطلق عليه التدقيق اللغوي، ومعظم من يعمل في هذا المجال هم من خريجي قسم اللغة العربية.
ويعد التدقيق اللغوي من أصعب الأمور حيث أنه يحتاج لامتلاك قدرة لغوية عالية، بحيث يكون الشخص الذي يقوم بالتدقيق اللغوي متمكنا من اللغة، ومطلعا على كافة خفاياها.
كما أن التدقيق اللغوي يتطلب من المدقق اللغوي أن يكون قادرا على تحديد الأخطاء النحوية من الأخطاء الإملائية، وأن تكون لديه القدرة على التمييز بين هذه الأخطاء.
حيث أن الخطأ الإملائي هو الخطأ الذي يقع فيه الشخص أثناء تطبيق القاعدة الإملائية للكلمة، كأن يزيد حرفا أو ينقص حرفا، فمثلا يكتب كلمة قائل على هذا الشكل ( قاءل) ويعد هذا خطأ إملائية.
بينما الخطأ النحوي هو الخطأ الذي يقع فيه الشخص أثناء تطبيق القاعدة النحوية فمثلا يكتب كلمة لم ينسَ بهذه الطريقة ( لم ينسى) والواجب هنا حذف حرف العلة لأنه هذه الكلمة فعل مضارع سبق بحرف جازم.
بالإضافة إلى ذلك فإن التدقيق اللغوي يحتاج إلى الهدوء والتركيز والصبر، حيث أن هذا العمل غاية في الدقة، والخطأ غير مقبول فيه، لذلك فإن العديد من الباحثين يلجؤون بعد الانتهاء من كتابة أبحاثهم العلمية إلى المدقق اللغوي، والذي يقوم بتنقيحها وتدقيقها، واستخراج الأخطاء الإملائية والنحوية في حال وجودها.
وفي حال أراد الباحث أن يقوم بتدقيق بحثه اللغوي بنفسه فيجب أن يكون عارفا بقواعد اللغة، ومطلعا على صفات المدقق الناجح لكي يلتزم بطريقة عمل هذا المدقق.
حيث أن حتى يكون المدقق اللغوي ناجحا يجب توافر مجموعة من الصفات فيه، وفيما يلي سوف نتحدث عن صفات المدقق اللغوي الناجح.
ما هي صفات المدقق اللغوي الناجح ؟
يوجد هناك مجموعة من الصفات للمدقق اللغوي الناجح، وبدون توافر هذه الصفات فإن عمل هذا المدقق لن يكون ناجحا، ومن أبرز هذه الصفات
- أن يكون المدقق اللغوي يجيد اللغة التي يقوم بالتدقيق فيها إجادة تامة، فيكون عارفا بقواعدها النحوية، الإملائية، والصرفية ومتمكنا منها.
- كما يجب أن يكون المدقق اللغوي شخصا مثقفا يمتلك اطلاعا على المواضيع التي سيقوم بالتدقيق اللغوي فيها، حيث أن الثقافة تسهل من مهمة التدقيق اللغوي.
- يجب أن يعي المدقق اللغوي أن عملية التدقيق تحتاج للعمل بهدوء وتركيز، ولعدم التسرع، كما يجب أن يكون المدقق اللغوي صبورا لكي يتمكن من تدقيق البحث بشكل صحيح وسليم.
- يجب أن يقوم المدقق اللغوي بتهيئة مكان مخصص للتدقيق اللغوي، ويجب يتميز هذا المكان بالهدوء بحيث يستطيع المدقق القيام بعمله بتركيز كبير.
- يجب أن يتجنب المدقق اللغوي العمل لساعات طويلة متواصلة، وذلك لأن الإنتاجية تقل، وإمكانية حدوث الأخطاء تصبح واردة، وذلك بسبب تسرب الملل والتعب والإرهاق له، لذلك يجب عليه أن يقوم بأخذ قسط من الراحة بين الفينة والأخرى، وذلك لكي يعود ويواصل عمله بهمة عالية.
- يجب أن يكون المدقق اللغوي مطلعات على الأسماء والمصطلحات الرئيسية في مجال عمله، وذلك لكي يكون متأكدا من طريقة كتابتها، فلو فرضنا أن مجال عمل المدقق اللغوي كان في الصحف فعليه أن يقوم بالاطلاع على أسماء السياسيين، وذلك لكي يكون قادرا على كتابتهم بشكل صحيح، أما في حال كان عمله مرتبطا بالمجال الديني فيجب أن يكون لديه اطلاع على الآيات والأحاديث القرآنية، أما في حال كان عمله في المجال الرياضي فيجب أني يكون على دراية وخبرة كاملة بأسماء اللاعبين.
- قد يقع المدقق اللغوي في بداية عمله في هذا المجال في عدد من الأخطاء، لكن هذا لا يعني الفشل، بل عليه الاستفادة من هذه الأخطاء وذلك لكي يطور عمله ويصبح ناجحا.
- ولكي يكون المدقق اللغوي ناجحا في عمله عليه الاطلاع على النص الذي سيقوم بتدقيقه عدة مرات قبل الشروع بتدقيقه، وذلك لكي يكون معلومات عن المجال الذي يدقق فيه، فقد يدي الفهم الخاطئ للنص إلى حدوث مشاكل فيه.
- يجب أن يكون المدقق اللغوي حريصا على أن يدقق باللغة العربية الفصحى فقط لا غير مبتعدا عن اللهجات العامية والتي لن تفيد التدقيق في شيء.
- في حال وجد المدقق اللغوي كلمة خاطئة يجب عليه قراءة هذه الكلمة عدد مرات والتأكد من وجودها ضمن سياق النص، وذلك لكي تكون عملية التدقيق اللغوي ناجحة.
- قد يجد الكلمات بعض الكلمات التي يمكن استبدالها بكلمات أقوى وأفضل، لكن في حال قام بهذا الاستبدال فإن المعنى الذي يريده الكاتب سوف يتغير، لذلك يجب عليه الحرص على عدم استبدال هذه الكلمات.
- إن عمل المدقق اللغوي في مجالات متعددة قد يؤدي إلى تشتت أفكار المدقق وضياعها، لذلك فإن من المفضل أن يقوم المدقق اللغوي بالتخصص في مجال معين، يحفظ من خلالها المصطلحات وكافة الأمور المتعلقة فيه، وبذلك تكون عملية التدقيق ناجحة.
نصائح للباحث الذي يدقق نصه اللغوي بنفسه
في حال أنست في نفسك القوة في مجال التدقيق اللغوي ورغبت في تدقيق بحثك بنفسك فسوف نقدم لك فيما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك على هذا الأمر.
في البداية لا تقم بتدقيق كل شيء تكتبه بشكل مباشر بل دعها لفترة معينة من الزمن ترتاح خلالها ثم ابدأ في عملية التدقيق اللغوي.
تستطيع الاستفادة من المدقق الإملائي الموجود في برنامج مايكروسوفت ورد، لكن لا يجب عليك أن تعتمد عليه لوحده، وذلك لأنه يحتوي على عدد من الأخطاء.
يفضل أن تقوم بتشغيل متعقب التغييرات الموجود في برنامج الورد وذلك لكي تستطيع مراجعة ما تقوم بتعديله.
بعد أن تنتهي من التدقيق اللغوي قم بقراءة النص قراءة جهرية، وقد تكتشف خلال هذه القراءة أخطاء لن تكتشفها من خلال القراءة الصامتة.
بعد أن تنتهي من التدقيق اللغوي لا تراجعه مباشرة بل قم بمراجعته عدة مرات وفي أوقات متباعدة.
قم بتنسيق النص الذي تدققه بشكل جيد، ولا تنوع في الخطوط دون وجود أي سبب لذلك.
لا تبدأ العمل في التدقيق إلا وأنت مرتاح، أما في حال كنت متعبا فتجنب العمل في التدقيق لكي لا ترتكب الأخطاء.
يجب أن تكون لديك القدرة للتمييز بين المصادر والمراجع، لكي لا تقع في المشاكل أثناء قيامك بترتيبها.
وهكذا نرى أن التدقيق اللغوي أهمية كبيرة في جعل البحث اللغوي خالي من الأخطاء بشكل كامل، لكن لكي يكون التدقيق بشكل جيد يجب على المدقق أن يلتزم بشروط التدقيق اللغوي ، ويتأكد من اتقانه للغة التي يدقق فيها.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة أجبنا من خلالها على الأسئلة التي طرحناها في بداية مقالنا وهي ما هو التدقيق اللغوي وما هي صفات المدقق اللغوي الناجح.
للمساعده في تدقيق رسائلكم يمكنكم طلب ذلك من خلال خدمة التدقيق اللغوي والنحوي مباشرة .