ما هي الترجمة العلمية، وما هي خطواتها ؟
ما هي الترجمة العلمية، وما هي خطواتها؟ سؤال يجب أن يعرف إجابته كل شخص يرغب في العمل في مجال الترجمة.
فالترجمة تعد فن من أهم الفنون الأدبية ، وتحتاج لامتلاك خبرة كبيرة، حيث يجب أن يكون المترجم قادر على التمييز بين أنواع الترجمة المختلفة، وذلك لأن كل نوع من هذه الأنواع مهمة تختلف عن مهمة النوع الآخر.
فالترجمة في تعريفها هي عملية نقل المعلومات من لغة لأخرى، وذلك لكي تساهم في نقل الاكتشافات والحضارات بين الأمم.
وتختلف أنواع الترجمة، فمنها الترجمة الأدبية والتي تفسح المجال أمام المترجم لكي يقوم بترجمة النص بحرية تامة، ولا تضع قيودا عليه، وتتطلب منه أن يمتلك المهارة اللغوية.
أما النوع الثاني من الترجمة فهو الترجمة الأكاديمية والتي تختص بترجمة الأوراق العلمية والوثائق، وذلك لكي تساعد الطالب على تأمين القبولات الجامعية.
أما النوع الثالث والأخير فهو الترجمة العلمية، والتي يقوم من خلالها الباحث بترجمة النصوص العلمية، وذلك لكي ينقل آخر الاكتشاف من لغة إلى أخرى، ونظرا لأهمية الترجمة العلمية قررنا تخصيص هذا المقال للتعريف بها وبخطواتها.
ما هي الترجمة العملية وما هي خطواتها ؟
الترجمة العلمية وهي الترجمة التي يقوم المترجم من خلالها بترجمة النصوص العلمية من لغة إلى أخرى، وذلك لكي ينقل الأبحاث العلمية إلى تلك اللغة لتبقى مواكبة للحضارة وللتطورات التي يشهدها العصر.
ويشترط هذا النوع من الترجمة على المترجم أن يلتزم بترتيب عناصر النص الذي يقوم بترجمتها بحسب ورودها في النص الأصلي، حيث يمنع على المترجم تغيير ترتيب النص، بعكس الترجمة الأدبية.
ويجب أن يلتزم المترجم بالدقة والأمانة والموضوعية، كما يجب التزام الحياد، وعدم إضافة أي معلومات جديدة أو حذف الأخرى.
وتحتاج الترجمة العلمية أن يكون الباحث على دراية واطلاع كامل على البحث العلمي الذي يقوم به، وذلك لكي يكون قادرا على فهم البحث بكل تفاصيل، فكيف سيقوم بترجمة معلومات ومصطلحات علمية دون أن يفهمها.
ولا تحتاج الترجمة العلمية لأن يعمل المترجم خياله أثناء الترجمة، بل عليه ترجمة النص بحسب ما ورد في النص الأصلي.
تساهم الترجمة العلمية في تطوير الأبحاث العملية وتناقلها بين الدول المختلفة.
يجب على المترجم أن يترك شرح النقاط الصعبة إلى النهاية، بحيث يقوم بترجمة النص كما هو موجود في المصدر الأصلي، ومن ثم وفي الهامش يقوم بشرح النقاط التي يصعب على القارئ فهمها.
وللترجمة العلمية خطوات عديدة يجب أن يتقيد فيها الباحث العلمي، وفيما يلي سنتحدث عن خطوات الترجمة العلمية.
ما هي خطوات الترجمة العلمية ؟
للترجمة العلمية عدد من الخطوات من أبرزها أن يكون المترجم ملما بالاختصاص الذي يقوم بالترجمة منه، وتعد هذه الخطوة أولى خطوات الترجمة العلمية .
يجب أن يكون المترجم حاصلا على شهادة علمية في المجال الذي يقوم بالترجمة منه، وذلك لكي يعرف خفايا المجال، ولكي يفهم المعنى الذي يريد الكاتب إيصاله من خلال بحثه العلمي.
كما يجب أن يكون المترجم ملتزما بالأمانة العلمية أثناء قيامه بالترجمة، وتعد الأمانة العلمية من أهم الأشياء التي يجب أن تكون متواجدة في المترجم.
بعد ذلك يجب على المترجم قراءة النص عدة مرات قبل أن يبدأ بعملية الترجمة، وذلك لكي يتأكد من قدرته على ترجمة النص بالشكل السليم والمطلوب، وفي حال وجد في نفسه عدم القدرة على ترجمة النص بشكل كامل فلا يجب أن يقوم بترجمته.
يجب على المترجم أثناء قيامه بالترجمة العملية التزام الحياد، فلا يجب عليه إضافة أشياء أو حذف أشياء أخرى من النص الذي يقوم بترجمته.
كما يجب على المترجم أن يقوم بترجمة النص العلمي بشكل متسلسل بحسب ما جاء في النص الأصلي، كما يجب عليه استخدام الأسلوب العلمي في الترجمة، حتى لو أعطى معنى ركيك.
كما يجب على المترجم العلمي أن يكون مطلعا على المصطلحات العلمية الحديثة في المجال الذي يقوم بالترجمة فيه، كما يجب أن يكون عارفا القصد من هذه المصطلحات.
يجب على المترجم العلمي أثناء قيامه بالترجمة العلمية وضع معجم للمصطلحات العلمية في الاختصاص الذي يقوم بالترجمة فيه، وذلك لكي يساعده على فهم المصطلحات ونقلها إلى اللغة الأخرى.
يجب على المترجم إعادة قراءة النص بعد ترجمته، والتأكد من صحة الترجمة العلمية التي قام بها، وخلوها من الأخطاء اللغوية، والنحوية والإملائية.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون لدى المترجم العلمي محبا لعملية الترجمة، ومؤمنا بدورها الهام في تبادل الخبرات والأبحاث بين اللغات.
وفي حال وجد المترجم أثناء قيامه بالترجمة مصطلحات علمية جديدة تحتاج إلى شرح، عليه أن يقوم بترجمتها كما وردت في النص، ومن ثم يقوم في الهامش بتقديم شرح مفصل عن هذا المصطلح.
لكن تواجه المترجم العربي عدد من الصعوبات أثناء قيامه بالترجمة العلمية من اللغة الإنكليزية إلى العربية ومن أبرز هذه المشكلات:
عدم وجود مرادفات في اللغة العربية لعدد كبير من المصطلحات العلمية الحديثة، حيث أن التطور التكنولوجي الكبير في العمل ساهم في ظهور مصطلحات علمية حديثة وكثيرة والتي لن تجد لها مرادف في اللغة العربية، لذلك يضطر المترجم العلمي لترجمتها ترجمة حرفية أثناء قيامه بالترجمة العلمية، لذلك فإنه من الضروري أن تأخذ المعاجم العربية دورها الريادي في تعريب هذه المصطلحات، ومن ثم تعميم ها التعريب، قبل أن يتم شيوع هذه المصطلحات بين الناس، عندها فإن تعريبها لن يجدي نفعا.
كما إن المترجم العلمي أثناء قيامه بعملية الترجمة العلمية فإنه يواجه مشكلة في الترجمة الجامدة، لذلك يجب أن يحاول المترجم أن يجعل ترجمته حيوية دون تحويلها إلى ترجمة أدبية، وذلك من خلال الاطلاع على أساليب اللغة العربية، وقدرته على اختيار المعاني الصحيحة.
ومن أهم الأمور التي يجب أن يمتلكها المترجم العلمي القدرة على التفريق بينها وبين الترجمة الأدبية ومن أبرز الفروقات بين هذه النوعين من الترجمة نذكر:
الترجمة الأدبية لا تطلب من المترجم أن يقوم بترجمة النص بالتسلسل، كما أنها تسمح له بصياغته بأسلوبه، بينما الترجمة العلمية تفرض على المترجم ترجمة النص بالترتيب الذي ورد عليه في البحث، دون أي تغيير أو تبديل في المعنى.
تتطلب الترجمة الأدبية من المترجم امتلاك ثقافة أدبية في المجال الذي يترجم فيه، بينما تتطلب الترجمة العلمية أن يكون المترجم مطلعا على المصطلحات العلمية في مجال ترجمته.
تحتاج الترجمة الأدبية إلى امتلاك الكاتب لمهارات لغوية خلاقة، بينما لا تحتاج الترجمة العلمية لذلك، بل تحتاج لمعرفة الكاتب بقواعد اللغة وأسلوب الكاتبة العلمية.
وهكذا نرى أن للترجمة العلمية دورا كبيرا في نقل الأبحاث العلمية من لغة إلى أخرى، وبالتالي نقل الاكتشافات بين الحضارات والثقافات المختلفة، لتساهم في تطويرها، وتتطلب الترجمة العلمية إلمام الباحث بمجال البحث، واطلاعه على مصطلحاته، بالإضافة إلى التزامه بالصدق والأمانة.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في الإجابة عن السؤال الذي قمنا بطرحه وهو ما هي الترجمة العلمية، وما هي خطواتها؟.