المنهج الإستنباطي وخطواته
المنهج الاستنباطي وخطواته
المنهج الاستنباطي وهو المنهج الذي ينتقل فيه الاستنتاج من الكل إلى الجزء ، فهو يعاكس بذلك المنهج الاستقرائي والذي ينتقل فيه الاستنتاج من الكل إلى الجزء ، ويبدأ الاستنباط من القواعد الكلية ، ومن ثم يستنبط منها القواعد التي تنطبق على الجزء الذي يقوم الباحث بدراسته .
ويعد المنهج الاستنباطي شكل من أشكال المنطق، ويبدأ هذا المنهج ببيان عام أو فرضية معينة، ومن ثم يقوم الباحث بدراسة إمكانية التوصل إلى نتيجة معينة، ويستخدم هذا المنهج فكرة مراقبة الشواهد وذلك للتأكد من صحة النظريات.
ومن خلال هذا المنهج يقوم الباحث بوضع نظرية، ومن ثم يتنبأ بالنتائج التي ستصل إليها هذه النظرية، وذلك في حال كانت الملاحظات التي بنى عليها هذه النظرية سليمة وصحيحة.
وفي هذا المنهج الشيء الذي ينطبق على أحدا أفراد المجموعة، فإنه حتما سينطبق على باقي أفرادها، مثال سالي امرأة، المرأة تموت في النهاية، هذا يؤدي إلى أن سالي سوف تموت في النهاية.
ولن يكون المنهج الاستدلالي صحيحا وسليما ما لم تكن الفرضية التي وضعها الباحث صحيحة، ففي حال وضع الباحث فرضية خاطئة فهذا يعني أنه سيصل إلى نتائج خاطئة.
وللمنهج الاستدلالي ثلاثة أنواع وهي الاستنتاج الصوري، الاستنتاج التحليلي والاستنتاج الرياضي.
ويعد الفرنسي فرنسيس بيكون هو الأب الروحي لهذا المنهج ، بينما يعد العلماء العرب المسلمون هم مكتشفو المنهج الاستقرائي .
ويستخدم المنهج الاستنباطي في التربية بشكل كبير ، حيث يقوم المدرس بالوصول إلى القاعدة من خلال طرح عدد من الأسئلة بطريقة متسلسلة يعدها مسبقا ، بحيث تشكل أجوبة هذه الأسئلة القاعدة الرئيسية والتي يريد المدرس إيضاحها إلى تلاميذه ، ونلاحظ في هذه الطريقة أن الباحث استنبط من الكل والتي هي القاعدة أسئلة جزئية تدل عليها وبذلك يكون قد انتقل من الكل إلى الجزء، وبهذه الطريقة يكون المدرس قدم المعلومة للتلاميذ بطريقة جيدة ، ونفس الطريقة يتبعها الباحث لشرح الاكتشاف الذي توصل إليه .
خطوات المنهج الاستنباطية
1- المقدمة : وفيها يقوم المدرس أو الباحث بذكر معلومات يعرفها الجميع وتكون هذه المعلومات بمثابة المدخل إلى البحث الجديد الذي ينوي الحديث عنه ، وكلما كانت المقدمة مشوقة كلما زاد الحماس لمعرفة الاكتشاف الذي سيتعرفون عليه في النهاية .
2- العرض : وفي هذه المرحلة يقوم الباحث بتقديم المعلومات عن طريق تجزئة القاعدة الأساسية إلى أسئلة ، وبعد ذلك يقوم الباحث والدارس بجمع الأجوبة على هذه الأسئلة وبالتالي الوصول إلى القاعدة الرئيسية .
3- الاستنباط : بعد أن يقوم الباحث بجمع الأجوبة عن الأسئلة التي قد وضعها ينتقل إلى ترتيبها بطريقة يصل من خلالها إلى استنباط القاعدة التي يريد الوصول إليها ، وبذلك يكون العقل انتقل من الأمر المحسوس إلى الأمر المعنوي .
4- التطبيق والمراجعة : وتعد هذه الخطوة الأخيرة من خطوات الاستنباط ، وفيها يقوم الباحث بتطبيق دراسته ليتأكد من صحتها ، كما يطلب المعلم من تلاميذه تطبيقها أيضا لكي يصلوا للنتيجة التي وصل إليها الباحث من خلال بحثه ، وبالتالي ترسخ هذه الطريقة في أذهانهم .
الفرق بين المنهج الاستنباطي والمنهج الاستقرائي
1- المنهج الاستقرائي ينطلق من الجزء إلى الكل، بينما نجد المنهج الاستنباطي ينتقل من الكل إلى الجزء.
2- عملية الاستقراء تقوم على عملية استنباط القوانين من الوقائع، بينما عملية الاستنتاج تقوم على انتقال الفكر من المبادئ إلى النتائج بصورة عقلية بحتة.
3- المنهج الاستقرائي يستمد يقينه من العودة إلى التجربة، أي يجب أن يعود الباحث إلى المدرك الحسي من أجل التحقق من صحة التجربة، بينما المنهج الاستنباطي يستمد يقينه من علاقات المقدمات، أي يجب أن يحرص الباحث على عدم وجود أي تناقض بين النتائج والمقدمات.
4- المنهج الاستنباطي يتضمن بشكل منطقي المقدمات، وعلى الرغم من صدق المقدمات فإننا قد نصل إلى نتيجة كاذبة، بينما يهدف المنهج الاستقرائي للكشف عن كل ما هو جديد، وذلك لأنه لا يقوم بتلخيص المقدمات وحسب.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في عرض المنهج الاستنباطي وخطواته ، وهكذا نرى أن ما يتميز به المنهج الاستنباطي عن المنهج عن المنهج الاستقرائي أنه ينتقل في البحث من الكل إلى الجزء، بعكس المنهج الاستقرائي والذي ينتقل فيه الباحث من الجزء إلى الكل .
للمزيد من المساعده في المنهج الاستنباطي تواصل عبر خدمة إعداد منهجية رسائل الماجستير والدكتوراة مباشرة ..