أوجه الاختلاف بين البحوث الكمية والنوعية
أوجه الاختلاف بين البحوث الكمية والنوعية
تعد البحوث الكمية والبحوث النوعية من أكثر الأبحاث استخداما في الدراسات العملية ، وتدور جدل كبير في الأوساط العلمية في تحديد النوع الأفضل ، فالبعض يميل باتجاه البحوث الكمية ، بينما يمل البعض الآخر باتجاه البحوث النوعية ، وفي راحب هذا المقال سنقوم بطرح أوجه الاختلاف بين البحوث الكمية والبحوث النوعية ، كما سنتحدث عن كل من المنهج الكمي والنوعي.
يعرف البحث النوعي بأنه الذي النوع الذي يقوم باستكشاف المواقف والسلوك والخبرات وذلك باستخدام عدة طرق ، كالمقابلات والمجموعات ، ويهدف البحث إلى دراسة عمق الظاهرة ، حيث يعود بالأشخاص إلى الماضي ، ولا يهتم بالنتائج بل بعمق الظاهرة .
ولقد تم تعريف المنهج النوعي بأنه عبارة عن عملية تفاعلية بين الباحث وعينة الدراسة، حيث تقوم عينة الدراسة بتقديم معلومات للباحث، تساعده في الوصول إلى الحل الصحيح.
وللبحث النوعي مجموعة من الخصائص فمن خلالها يقوم الباحث بوصف الظاهرة وصفا دقيقة، ويهتم الباحث عندما يستخدم المنهج الكمي بالنتائج التي يحصل عليها، بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة، أو الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى هذه النتائج، حيث ينظر المنهج النوعي إلى الظاهرة بأنها أمر حدث وانتهى، والمهم في الموضوع البحث عن نتائج هذا الحدث وليس أسباب حدوثه.
ويتميز المنهج النوعي بالقدرة على الدخول إلى أعماق الظاهرة ودراستها، وتحليلها ومعرفة تفاصيلها دون أن يقوم بجمع بياناتها من الناس.
كما يتميز المنهج النوعي بقدرة الباحث على دراسة الظاهرة في مكان حدوثها أي في الطبيعة، ودون الحاجة لدراستها في المختبرات.
وللمنهج النوعي مجموعة من الاتجاهات ومنها الظاهرية، الإثنوغرافية، البحث الميداني، بالإضافة إلى النظرية التجذيرية.
ومن مميزات المنهج النوعي المرونة الكبيرة التي يتمتع بها، وإمكانية إكمال الدراسة، وإجراء تعديلات وتطويرات عليها في المستقبل، كما أنه يقدم للباحث معلومات مهمة وذلك نظرا للحرية الكبيرة التي يعطيها لعينة الدراسة، وذلك لتعبر عن رأيها.
ولكن من أبرز عيوب المنهج النوعي حدوث بعض الأمور التي قد تضطر الباحث لترك مكان الدراسة بشكل مفاجئ، وبالتالي فإنه لن يكون قادرا على الإلمام بالظاهرة من كافة جوانبها، بالإضافة إلى ذلك فإن الباحث لن يكون قادرا على تعميم النتائج التي يتوصل إليها وذلك لأن حجم عينة الدراسة يكون صغيرا للغاية، بالإضافة إلى ذلك فإن الباحث قد يضطر للتنقل بين عدد أمكنا، كما تحتاج الدراسة لتخصيص الباحث لوقت طويل لها.
أما البحث الكمي فيقوم بالبحث العملي من خلال القيام بعدد من الإحصاءات ، فيلجأ إلى الاستبيانات والإحصاءات للحصول على النتيجة المطلوبة ، ويهتم هذا المذهب بجمع النتائج والبيانات .
كما تم تعريف المنهج الكمي بأنه بحث يدل من خلاله الباحث على الظاهرة الاجتماعية، ولكي يقوم الباحث بتحديد الظاهرة الاجتماعية، فإنه يتبع عددا من الأساليب الإحصائية.
ومن خلال هذا المنهج يقوم الباحث بعملية ربط بين الملاحظة التجريبية والبحث الكمي، وذلك من خلال القياس.
ويتميز المنهج الكمي بأنه مناسب لعدد كبير من العلوم والمجالات كعلم النفس، الاقتصاد، التسويق وغير ذلك.
ونشأ المنهج الكمي في المدرسة الوضعية، ومن خلال العلاقة بين المتغيرات فإن الباحث يتمكن من تحديد الأسباب، ومن ثم يستخرج النتائج ويتنبأ بالمستقبل.
وتختبر البحوث الكمية المتغيرات التجريبية، بالإضافة إلى ذلك فإنها تحد من ظهور المتغيرات الاعتراضية.
ويعتمد الباحثون في المنهج الكمي على القياس من أجل اختبار النظريات، ومن ثم يبحثون عن التعريفات اللازمة لها من خلال افتراض العلاقة بين هذه المتغيرات.
ولكي يتأكد الباحث من صحة المقاييس التي يستخدمها فعليه أن يقوم باستخدام مقاييس الصدق والثبات.
ويجب على الباحث عند استخدامه للمنهج الكمي أن يقوم بتعريف المفاهيم التي سوف يستخدمها في بحثه العلمي، وذلك من أجل أن يقوم باختيار الفرضيات التي تحدد من بداية البحث، ومن ثم يبدأ بمرحلة جمع البيانات وترتيبها، ومن ثم يقوم بتحليل البيانات التي يجمعها تحليلا إحصائيا، وذلك لكي يصل إلى النتائج المرجوة.
ويعد المنهج الكمي هو المنهج المفضل والذي يجب على الباحث أن يقوم باستخدامها في حال توفر معلومات عديدة عن الموضوع الذي يقوم الباحث بدراسته.
لكن ما يعيب المنهج الكمي التحيز والبعد عن الحياد، حيث يعد المنهج الكمي من المناهج التي يتحيز الباحث خلالها إلى الظاهرة التي يقوم بدراستها، بالإضافة إلى ذلك يوجد قد يتعرض الباحث لأخطاء في القياس والمعاينة، لذلك يجب على الباحث أن يعمل على التزام الحياد أثناء استخدامه للمنهج الكمي، وذلك لكي لا يخالف قواعد وأخلاقيات البحث العلمي، وحيث من أهم أخلاقيات البحث العلمي الموضوعية والحياد، وعدم التحيز لأي طرف.
وبعد أن قمنا بإيضاح المفاهيم الأساسية لكل منهج سنقوم بعرض أوجه الاختلاف بين المنهج النوعي والمنهج الكمي .
أوجه الاختلاف بين المنهج الكمي والمنهج النوعي
1- يلجأ البحث النوعي للملاحظة المتفاعلة بالإضافة إلى المقابلة الشخصية المتعمقة ، أما بالنسبة للبحث الكمي فأن البحث يقوم بتجهيز الأسئلة من قبل ، وتكون نمط الأسئلة تقليدي .
2- المنهج النوعي يهدف إلى فهم الظاهرة ضمن إطارها ، ولا يهتم بتعميم النتائج ، بينما يقوم البحث الكمي بقياس الظاهرة وتحليل بياناتها لاستخراج النتائج وتعميمها .
3- تفسر البحوث النوعية الظواهر بأسلوب إنشائي ، بينما تعتمد البحوث الكمية على تفسير الظواهر باستخدام الطرق الرقمية والإحصائية .
4- العينة في المنهج النوعي عينة مختارة من قبل الباحث ، بينما العينة في المنهج الكمي عشوائية .
5- الباحث في المنهج النوعي قد ينحاز إلى جهة من جهات الدراسة ، بينما المنهج الكمي يلزم الباحث بالخطة الموضوعة بشكل مسبق .
6- باستطاعة الباحث أن يستخدم البحثين معا فيدمجهما ، فيكون قسم من البحث يتم باستخدام المنهج الكمي ، والقسم الآخر باستخدام المنهج النوعي .
7- الباحث النوعي يعيش في مجتمع الدراسة ، فيجمع المعلومات بشكل مباشر ، ويلجأ إلى تحليل التي يعثر عليها بينهم ، ويبقى معهم طيلة فترة الدراسة ، أما الباحث الكمي فبإمكانه العمل في المختبر ، حيث يجري المقابلات في مكان محدد مسبقا .
8- الباحث في المنهج النوعي هو الذي يقوم بإجراء المقابلات مع الأشخاص بشكل مباشر ، ويتفاعل معهم ويتعمق معهم في مجال الدراسة بينما الباحث في البحث الكمي يرسل إلى الاستبيانات إلى أمكان متباعدة وتصل إليه الإجابات فقط .
9- المنهج نوعي يقول بأن السلوك مرتبط بشكل مباشر بالمكان الذي يحيا فيه الأشخاص ، بينما يقوم المنهج الكمي على عزل السلوك الإنساني عن المحيط الذي يتواجد فيه عينة الدراسة .
10- يحتاج البحث النوعي وقت أطول في تحليل البيانات وذلك نظرا لتداخلها ، بينما تتم عملية جمع البيانات وتحيلها في المنهج الكمي في وقت أقل .
وفي الختام نجد أن هناك فروق عديدة بين المنهج النوعي والمنهج الكمي ، وعلى الرغم من الكم الهائل من الاختلافات فإن باستطاعة الباحث أن يدم بين المنهجين في وقت واحد ، ويقسم بحثه بين المنهجين .
للمزيد من المساعده في البحوث الكمية والنوعية يمكنك التواصل عبر خدمة التحليل الإحصائي spss مباشرة ..