التحليل الإحصائي تاريخه وأهميته وأبرز مشكلاته
يعد التحليل الإحصائي من أهم الأمور التي يجب على الطالب القيام بها لنيل الدرجة العلمية كشهادة الماجستير أو الدكتوراه ، حيث تفرض عليه المعلومات التي قام بجمعها عملية تحليل لها لاستخلاص النتائج منها ، هنا لا يجد الطالب سوى التحليل الإحصائي ليكون السبيل الوحيد لتحليل تلك البيانات .
تعريفات التحليل الإحصائي
لقد تعددت وتنوعت التعريفات التي تتحدث عن التحليل الإحصائي ، ومن هذه التعريفات نذكر :
التحليل الإحصائي : هو عبارة عن عملية يتم من خلالها تجهيز البيانات من مصادر مختلفة لكي تحلل وتستخلص النتائج منها ، متبعين في ذلك عددا من الطرق الرياضية والمنطقية ، ومن خلاله يتم ربط المضمون بالعلاقات ، وبالتالي الحصول على معنى جديد من بيانات لا تشكل أي معنى بشكل منفرد ، ولكن وبجمعها نحصل على نتائج تمكننا من بناء القرارات عليها .
التحليل الإحصائي : وهو عبارة عن عدد من الطرق العلمية والتي تعمل على شرح معالم مجتمع ما ، وتتحدث عن صفاته ، وذلك من خلال معلومات يتم الحصول عليها من عينة يختارها الباحث من هذا المجتمع ، ويقوم بدراستها بشكل مفصل ، ومن ثم يعرض النتائج التي يحصل عليها للتحليل الإحصائي لكي يستخرج النتائج المفيدة منها .
تاريخ التحليل الإحصائي
يعد علم الإحصاء من العلوم الموغلة في القدم حيث يعود إلى العصور القديمة ، فنجده موجودا لدى اليونانيين وغيرهم من الشعوب والأمم القديمة ، أما بالنسبة للتحليل الإحصائي فتعد القرون الوسطى هي محطة البداية والانطلاقة له ، وفي تلك العصور كانت النظام الإقطاعي هو النظام السائد في أوربا ، وبسبب هذا النظام ظهر التحليل الإحصائي ، حيث كان هناك حاجة ملحة له ، وذلك لكي يتمكن الملك من إحصاء عدد سكان مملكته ، ومعرفات الممتلكات التي يمتلكها كل شخص منهم ، وذلك لكي يقوم بتحديد الضريبة التي من الواجب عليه تقديمها للملك .
ومع مرور الوقت أصبح هناك أهمية أكبر للتحليل الإحصائي ، فأصبح يستخدم لدراسة عدد السكان لكي يحدد الزيادة المتوقعة لهؤلاء السكان بعد فترة من الزمن ، وبعد ذلك بدأ يتطور استخدام التحليل الإحصائي ، فأصبح يستخدم لمعرفة كميات الإنتاج والاستهلاك المتوقعة لمدينة معينة في نوع معين من السلع ، ومن ثم استمر التطور إلى أن ظهرت برامج التحليل الإحصائي الحديثة ، والتي أصبح باستخدام الشخص استخدامها ، حتى لو لم يكن يملك أي خبرة في التحليل الإحصائي ، حيث كل ما عليه فعله هو تعبئة البيانات والحاسب سيقوم بعلمية الحساب وإظهار النتائج .
أهمية التحليل الإحصائي
التحليل الإحصائي هو الحل الأمثل الذي تلجأ إليه جميع أنواع العلوم لكي تقوم بتحليل البيانات الخاصة بها ، وتصدر نتائجها .
يساهم في إظهار نتائج دقيقة ، كما يساهم في الابتعاد عن التشتت في حال كان حجم العينة التي تتم دراستها كبيرا جدا .
يساعد في الربط بين المعلومات والتي من خلالها يحصل على نتائج ، وبالتالي تحويل المعلومات العديمة الجدوى بشكل وهي منفردة ، إلى معلومات ونتائج يمكن الاعتماد عليها ودراستها وهي مجتمعة ، بالإضافة إلى ذلك فإنه يقوم بتحديد مستوى الصدق والثبات فيها .
يساهم التحليل الإحصائي في إيجاد معلومات جاهزة للشركات الربحية ، الأمر الذي يساعدها على اتخاذ قرارها بشكل سريع فتوفر الوقت والجهد .
يلعب دورا كبيرا ورئيسيا في مجالات العلوم الإنسانية والتي تعتمد عليه بشكل كبير .
أهمية التحليل الإحصائي في العلوم الاجتماعية
يلعب التحليل الإحصائي دور كبيرا في العلوم الاجتماعية ، وذلك نظرا لارتباطه الوثيق بأهداف البحث الاجتماعي والتي تهتم بوصف الظاهرة الاجتماعية المراد دراستها ، والتنبؤ بها ، بالإضافة إلى تحديد مسببات حدوثها ، وتفسيرها .
بالإضافة إلى ذلك فإن الباحث بالعلوم الاجتماعية المتنوعة كعلم النفس والاجتماع والذي يسعى من خلال دراسته إلى فهم السلوك الإنساني ، الأمر الذي يطرح عليه كما كبيرا من الأسئلة والتي تحتاج إلى الإجابة عنها ، ولا تكون هذه الإجابة إلا من خلال التحليل الإحصائي .
وفي حال أراد الباحث تحليل تجربة حول السلوك الإنساني ، فإن التحليل الإحصائي هو الحل الأمثل له وذلك لأنه يقوم من خلالها بوصف البيانات المتعلقة بالظاهرة السلوكية ، كما أن من خلاله يستطيع التوصل إلى الاستنتاجات ، وذلك نتيجة دراسته لعينة من المجتمع ، وبعدها يقوم بتعميم النتائج على المجتمع بشكل كامل .
وفي مجال الإدراك فوق الحسي ( الباراسيكولوجي ) لعب التحليل الإحصائي دورا كبيرا في تسجيل نتائج الاختبارات بشكل دقيق ، ومنظم .
كما ساهم التحليل الإحصائي بمجال الجغرافيا ، فقام بتصنيف المدن بحسب نوعها كمدن زراعية ، صناعية ، تجارية ، وسياحية ، ، كما قام بدراسة المتغيرات التي تحصل بين الزراعة والبيئة ، وذلك نتيجة العوامل المختلفة .
مشكلات التحليل الإحصائي
على الرغم من وجود التقنيات الحديثة ، والتي تسهم في تسهيل مهمة الباحث في استخدام برامج التحليل الإحصائي إلا أن عدم إتقان الباحث لاستخدام هذه البرامج ، بالإضافة إلى عدم إلمامه بكافة الجوانب الإحصائية ، سيؤدي إلى ظهور عدد من المشكلات ، ومن أبرز هذه المشكلات :
مشكلة الحصر الشامل : هنا يلجأ الباحث لدراسة المجتمع فردا فردا ، دون أن يستثني أي فرد منه مهما كانت الأسباب ، ويعد المنهج الوصفي هو المنهج المناسب لهذا النوع من الدراسة ، وعلى الرغم من هذا فإن عدد كبير من الباحثين يستخدم المنهج الاستدلالي ، وهنا تبدأ المشكلة .
اختيار المقياس الإحصائي الخاطئ : ويعود سبب ظهور هذه المشكلة إلى عدم إلمام الباحث بالأساليب الإحصائية ، وعدم معرفته كيفية استخدامها ، وتعد هذه من أكبر المشكلات التي تواجه التحليل الإحصائي .
المشكلات المرتبطة بدراسة عينة الدراسة : لتجنب هذه المشكلة يجب على الباحث اللجوء إلى الأسلوب العلمي ، فيحدد من خلال المعادلات الإحصائية عدد العينة الذي يلائم بحثه ، وبالتالي يتجبن الوقوع في خطأ اللجوء إلى المنهج الاستدلالي ، والذي يرتكبه عدد كبير من الباحثين .
مشكلات متعلقة باستخدام الاستبانة والصدق والثبات فيها : تعد الاستبانة من الطرق التي يلجأ إليها الباحث في التحليل الإحصائي ، لكن الاستخدام الخاطئ للاستبانة سيؤدي إلى ظهور مشاكل في الصدق والثبات فيها ، ولكي يتجنب الباحث هذه المشكلات عليه أن يكون مرنا خلال مراحل الاستبيان ، ويغير الأسئلة في حال اقتضت الحاجة لذلك ، وبعد أن ينتهي من الاستبانة يجب عليه إخضاعها لمقياس الصدق والثبات للتأكد من صحتها .
أهمية استخدام الحاسوب في التحليل الإحصائي
يعد جهاز الحاسوب من الأجهزة الحديثة والمتطورة والتي تلعب دورا كبيرا في تقدم العلوم ، ولقد ساهم هذا الاختراع في توفير الوقت والجهد على الباحثين ، وتبرز أهمية استخدام الحاسوب في التحليل الإحصائي فيما يلي :
يساعد الباحث على استخدام عدد كبير من المتغيرات في وقت واحد .
يقوم الحاسوب بإظهار النتائج بسرعة فائقة ، ويعطي نتائج غاية في الدقة وخالية من أي خطأ .
يحتاج إجراء العمليات الإحصائية اليدوية إلى وقت طويل ، كما يوجد هناك عدد من العلميات يصعب التعامل معها بشكل يدوي ، وبالتالي فإن وجود الحاسوب وفر الوقت والجهد على الباحث .
يستطيع الباحث أن يقوم ببرمجة الكمبيوتر بحيث يمكن إرسال البيانات بين عدة حواسيب في آن واحد ، وبالتالي يستطيع المشرفون على البحث الاطلاع على نتائجه في نفس اللحظة .
يستخدم الحاسوب لوضع التعليمات التي تتعلق بالاستفتاءات ، الاستمارات ، والاختبارات ، ووضع الأجوبة لها بشكل مسبق ، ويقاس هنا الوقت الذي استغرقه الشخص للإجابة عن السؤال ، ويعد هذا متغيرا يقاس عليه .
وهكذا نرى أن التحليل الإحصائي لعب دورا كبيرا في البحوث العلمية والاجتماعية ، وساهم في توفير الجهد والوقت على الباحثين ، وذلك من خلال استخدام البرامج الإحصائية المبرمجة على الحاسوب ، وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في عرضنا هذا ، وقدمنا معلومات هامة ومفيدة شرحنا من خلالها التحليل الإحصائي وتاريخه وأهميته وأبرز مشكلاته .