البحث النوعي وخصائصه
البحث النوعي هو عملية تفاعلية تتم بين الباحث والمشارك ، حيث يمد المشارك الباحث بالمعلومات التي يطلبها منه ، ويعتمد البحث النوعي على الحقيقة التي تقول أن الحقيقة ليست واحدة ، بل إنها تتغير وذلك نظرا لاختلاف آراء النساء وأفكارهم حول موضوع واحد ، وبذلك نجد أن المنهج النوعي يرى أن الحقيقة متعددة ، ولذلك لا يمكننا حلها بالتحليل العقلي أو زيادة البيانات ، ويتميز البحث النوعي بخصائص عديدة نذكر منها :
البحث النوعي يقوم بالتركيز على وصف الظواهر ووصفها وصفا عميقا ، وبالاعتماد على المعطيات فإنه يقوم بإعادة التجريب لكي يكشف عن السبب والنتيجة ، وهكذا نرى أنه يهتم بالمعنى والعملية أكثر من اهتمامه بالسبب والنتيجة .
يمتلك البحث النوعي قدرة هائلة على الدخول في أعماق الظاهرة المدروسة ، فنصل إلى أعماق المشكلات الاجتماعية والإعلامية ، دون أن نقوم بجمع البيانات والإحصائيات عن الناس .
يتميز البحث النوعي بقدرته على دراسة الظاهرة في حالتها الطبيعية ، فلا حاجة للتجارب والمختبرات ، وإحضار الناس ، بل يستطيع الباحث دراسة الظاهرة بشكل مباشر دون أن تؤدي دراسته لأي تأثير على سيرها .
اتجاهات البحث النوعي
الإثنوغرافيا : يعد الإثنوغرافيا مجال واسع يحتوي عدد كبير من الاتجاهات أشهرها الملاحظة بالمشاركة ، حيث يدخل الباحث إلى عينة الدراسة ويندمج معهم دون أن يعلم أحد ببحث الأمر الذي يؤدي إلى تصرفهم بشكل طبيعي مما يسهل عليه مهمة تسجيل الملاحظات .
الظاهراتية : وهي عبارة عن مدرسة فكرية ، تقوم بدراسة التجارب الذاتية للبشر ، وتتعمق لتعرف تصوراتهم عن العالم ، فهم يريدون معرفة كيف يبدو العالم بنظر الآخرين .
البحث الميداني : وفي هذا الاتجاه يقوم الباحث بدراسة الظاهرة من مكانها الرئيسي بشكل مباشر ، حيث يقوم يندمج مع مجتمع الظاهرة ويدون ملاحظته عنها .
النظرية التجذيرية : وظهر هذا الاتجاه في ستينيات القرن الماضي على يد قلاسر وستراوس ، والغرض الأساسي منها هو تطوير نظرية عن الظاهرة المدروسة .
مميزات البحث النوعي :
المرونة الكبيرة .
يترك المجال أمامك مفتوحا للتطوير .
يتيح المجال أمام عينة الدراسة لتعبر عما يدور في خلدها بحرية تامة .
تساهم في إعطاء الباحث كم كبير من المعلومات .
تتميز البحوث النوعية بإمكانية القيام بها بسرعة .
عيوب البحث النوعي :
قد تحدث بعض الظروف تجبر الباحث على ترك موقع الدراسة ، وبالتالي من الصعب الإلمام بكافة الجوانب فيها .
من الصعب تعميم نتائجها ، وذلك نظرا لصغر العينة المدروسة .
تأخذ من الباحث وقتا طويلا أثناء تحليلها .
تحتاج لتكلفة مادية عالية جدا ، فيجب على الباحث أن يتنقل من مكان لآخر .
وهكذا نرى أن البحث النوعي بحث عميق يسعى للغوص في عمق الظاهرة المدروسة ،
ويساهم في تحليلها بشكل كامل ، وهدف الأساسي هو فهم الحالة أو الظاهرة وليس تحليل بياناتها .