الفرق بين المقدمة والتمهيد في البحث العملي
يقع العديد من الباحثين الجدد في اللبس أثناء كتابة مقدمة البحث وتمهيد للبحث ، ويحتاج الباحث للخبرة والاطلاع الكافي لمعرفة كيفية الفصل بينهما ، وتعد مقدمة البحث والتمهيد من عناصر البحث الرئيسية والتي لا يمكن الاستغناء عنها ، لذلك يجب على الباحث فهم طبيعة كل منهما ليبعد نفسه عن الوقوع في الخلط بينهما ، ومن خلال هذا المقال سنقوم بمد يد العون للباحث لكي يستطيع التمييز بين المقدمة والتمهيد .
في البداية يجب أن يعلم الباحث أن التمهيد هو القسم الذي يلي المقدمة ، وكما يجب أن يعي ما يجب أن يكتب في كل من المقدمة والتمهيد .
وتعد المقدمة هي المفتاح الرئيسي للبحث ، ويجب أن تقوم بتشجيع القارئ لقراءة البحث المكتوب ، فهي البوابة الرئيسية للبحث ، ويجب أن تحتوي المقدمة على العناصر التالية :
موضوع البحث : حيث يقوم الباحث بعرض شامل لطبيعة الموضوع والمشكلة التي سيتناولها في بحثه .
مشكلة البحث : وهي المشكلة التي سيقوم الباحث بتناولها أثناء بحثه ليجد الحلول لها .
دوافع ومبررات البحث : ويتحدث الباحث هنا عن الأسباب التي دفعته لاختيار هذا البحث تحديدا ، كما عليه إيضاح الفائدة المرجوة من هذا البحث ، والإضافة التي سيقدمها للعلم .
حدود البحث : وهنا يقوم الباحث بتحديد الحدود الزمانية والمكانية لبحثه ، كما يقوم بتحديد الحدود الموضوعية للبحث الذي يجريه .
الإشارة إلى الدراسات السابقة : يجب على الباحث أن يقوم بالإشارة إلى الدراسات السابقة والتي تحدثت عن الموضوع الذي يقوم ببحثه ، ويجب أن يظهر الأشياء الجديدة التي ابتكرها في بحثه ، ولم توجد في البحوث الأخرى .
منهج البحث : يجب أن يقوم الباحث بالإشارة إلى المنهج الذي اتبعه في بحثه ، والأدوات التي استخدمها أثناء البحث .
خطة البحث : وتشمل هذه الخطة أبواب البحث وفصوله ، مع ذكرة بسيطة عن كل فصل وباب .
أما التمهيد فهو يلي المقدمة ، ويكون الجزء الرابط بينها وبين البحث ، وهو الذي يقوم بتهيئة القارئ للدخول في أعماق البحث ، ويجب أن لا يكون التمهيد كبيرا كأن يماثل في صفحاته عدد صفحات باب من أبواب الرسالة .
ويتناول الباحث في التمهيد عدد من الأفكار والموضوعات والتي لا يستطيع تناولها في صلب الرسالة .
ويختلف اسم التمهيد بحسب حجمه ، ففي البحث العلمي العادي يطلق عليه اسم تمهيد ، أما في الرسالة العلمية فيطلق عليه اسم باب أو فصل أو مبحث تمهيدي ، ويعد كتابة تمهيد لكل بحث أمرا غير مرغوب فيه .
الفرق بين المقدمة والتمهيد
يتضمن التمهيد عددا من الموضوعات التي يصعب ذكرها في متن البحث ، ولا غنى للباحث عنها وذلك لأنها تهيئ القارئ لفهم البحث ، بينما تتضمن المقدمة ماهية الموضوع ومنهج البحث ، وحدوده الزمانية والمكانية .
لا يجب أن تحتوي المقدمة على الهوامش ، ويجب أن تتضمن شرحا كافيا عن موضوع البحث ، بينما يسمح بأن يحتوي التمهيد على الهوامش .
يجب أن تكون المقدمة صغيرة ومختصرة ، فلا تقل عن أربع صفحات ولا تزيد عن ثمان صفحات ، بينما يجب أن يقع التمهيد في عشرين صفحة على الأقل .
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات تساعد الباحث على التفريق بين المقدمة والتمهيد ، وكيفية كتابة كل منهما .