شروط يجدر الأخذ بها عند تلخيص الدراسات السابقة
تعد الدراسات السابقة ركنا أساسيا من أركان البحث العلمي والتي لا يمكن للباحث الاستغناء عنه مهما حدث ، ويجب أن يقوم الباحث خلال بحثه وفق عدد من الأسس العلمية ، كما عليه الالتزام بعدد من الشروط المعينة عند تلخيص الدراسات السابقة .
وتعرف الدراسات السابقة بأنها عدد من الدراسات الميدانية والتطبيقية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمشكلة البحث ، وتشكل هذه الدراسات مصدرا من مصادر قوة البحث ومصداقيته .
ولمراجعة الدراسات السابقة أهمية كبيرة ، وذلك لأنها تجعل الباحث يطلع بشكل كامل على الموضوع الذي يقوم ببحثه ، وتبين له الموضوع من كافة جوانبه، ومن خلال الدارسات السابقة يقوم الباحث بالاطلاع على الجوانب التي تمت دراستها من موضوعه ، فيتجنبها ويبتعد عنها ، ويبدأ بعد ذلك بالبحث عن الجوانب التي لم تتم دراستها من قبل ، بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات السابقة تلعب دورا كبيرا في كتابة الإطار النظري للبحث ، ومنها ينطلق نحو الدراسات العلمية النظرية والتطبيقية ، كما أنها تتيح للباحث إمكانية إجراء المقارنات بين بحثه وبين الأبحاث التي سبقته ، وتساعد في تحديد منهج البحث وأهدافه .
ويجب على الباحث الأخذ بعين الاعتبار عددا من الشروط الواجب عليه مراعاتها أثناء تلخيصه للدراسات السابقة ، ومن هذه الشروط :
اقتصار اطلاعه على الدراسات السابقة من المصادر الأولية الخاصة بها ، والابتعاد عن المصادر الثانوية .
يجب عليه أخذ معلوماته من الدراسات السابقة المثبتة صحتها ، والتي تم نشرها في أماكن موثوقة كالمجلات العلمية المحكمة والدوريات .
وعندما يقرر الباحث اختيار دراسة سابقة فعليه اللجوء إلى الاختصار قدر الإمكان ، وذلك لأن التفصيل في عرض الدراسة السابقة أمر غير مرغوب فيه في البحث العلمي .
كما يجب على الباحث أن يذكر اسم صاحب الدراسة السابقة ، ومكان وزمان إجراء الدراسة ، وبعد ذلك يحدد الهدف الذي دفع الباحث لإجراء تلك الدراسة ، ومن ثم يقوم بذكر عنوان الدراسة ،والعينة التي قام الباحث باستخدامها ، والأدوات التي ساعدته في إجراء الدراسة ، من ثم يسجل النتائج التي توصل إليها ، والدراسة النقدية والتحليلية لتلك الدراسة السابقة .
كما يجب على الباحث أثناء عرضه للدراسات السابقة الابتعاد عن محاولة إثبات أن البحث بحث متميز ولا مثيل له .
يجب على الباحث تجنب جمع عدد كبير من الدراسات السابقة ، دون الاهتمام بمضمونها .
الاستفادة من مناهج البحوث العلمية ، وعدم الاطلاع على نتائجها فقط .
التحلي بالموضوعية ، وعدم التحيز نحو الدراسات التي تؤيد فكرته ، وتجاهل التي تعارضها .
الالتزام بترتيب الدراسات السابقة من الأقدم وحتى الأحدث .
وهكذا نرى أن للدراسات السابقة أهمية كبيرة في البحث العلمي ، لذا يجب على الباحث الالتزام بشروطها ، وعرضها بطريقة تجعلها تقدم الفائدة لبحثه العلمي ، وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في عرض الشروط التي يجدر الأخذ بها عند تلخيص الدراسات السابقة .