ما الفرق بين الترجمة الأكاديمية والترجمة الأدبية
تعد الترجمة صلة الوصل بين الحضارات ، فمن خلال الترجمة تنتقل المعلومات العلمية والأدبية ، وبالتالي يستطيع كل إنسان في هذا العالم من الاطلاع على هذه المعلومات بلغته الخاصة .
والترجمة ليست أمرها سهلا فقد يضطر المترجم في بعض الأحيان إلى الابتعاد عن الترجمة الحرفية وصياغة المعنى بلغته ، لكي يكون المعنى واضحا في ذهن القارئ ، وهذا ما يدعى بالترجمة الأدبية .
لكن ليست كل المجالات تقبل هذه الترجمة ، فهناك مجالات كالمجالات الأكاديمية تطلب ترجمة حرفية للنص المكتوب ، وبذلك نكون قد وقعنا بين نوعين من الترجمة ، وهما الترجمة الأدبية والترجمة الأكاديمية وفي رحاب هذا المقال سنوضح الفرق بين هذين النوعين من الترجمة .
الفرق بين الترجمة الأكاديمية والترجمة الأدبية :
الترجمة الأدبية لا تتطلب ترجمة حرفية للنص ، حيث تفسح المجال أمام المترجم للتفكير وإعادة صياغة الفكرة بالأسلوب الأدبي المحبب في لغته ، وهذا يعني أن يمتلك المترجم مهارات في اللغة التي يترجم إليها ، بينما تتطلب الترجمة الأكاديمية ترجمة النص بحذافيره كلمة إثر كلمة ، وأي تسبيق أو تأخير يعد تزويا ، فالمترجم هنا مقيد بالمصطلحات الأكاديمية .
الترجمة الأدبية تتطلب من المترجم أن يمتلك خلفية مسبقة عن الموضوع الذي يقوم بترجمته ، لكي يستطيع تطويع اللغة وإنجاز ترجمة مثالية ، بينما الترجمة الأكاديمية تتطلب من الباحث الاطلاع على المصطلحات الأكاديمية ومعرفتها بشكل كامل ، ومعرفة كيفية استخدامها .
الترجمة الأدبية أصعب بكثير من الترجمة الأكاديمية ، وذلك لأن الترجمة الأدبية تتطلب من المترجم فهم اللغة التي يترجم منها وكيفية استخدامها بشكل كامل وذلك لكي يفهم الموضوع الذي يتحدث عنه الكاتب ولا يقع في اللبس ، كما عليه أيضا أن يفهم اللغة التي يترجم إليها لكي ينقل الموضوع بدقة ، أما بالنسبة للترجمة الأكاديمية فلا تتطلب هذا الأمر أبدا ، وكل ما تتطلبه الأمانة العلمية في نقل المعلومات .
الترجمة الأدبية تتطلب وجود موهبة لدى المترجم ، بينما لا تتطلب الترجمة الأكاديمية هذا الأمر .
وفي الختام نرى أن الترجمة أدبية كانت أم أكاديمية هي صلة الوصل بين الحضارات والثقافات ، والطريق الذي تنتقل من خلاله الكتب و المعارف بين الحضارات ، فتسفيد كل حضارة من مكتشفات الحضارة الأخرى وتطورها الأمر الذي يساهم في تطوير العالم الذي نعيش فيه .