بحث العلاقات المتبادلة والبحث النمائي
يعد بحث العلاقات المتبادلة والبحث النمائي من أنواع البحث الوصفي، والتي يجب على الباحث أن يكون مطلعا عليها وعلى دراية كاملة فيها.
ونظرا لأهمية بحث العلاقات المتبادلة والبحث النمائي سوف نقوم في رحاب هذا المقال بتقديم معلومات مهمة حولهما، فابقوا معنا لمعرفة كافة التفاصيل التي ترتبط وتتعلق ببحث العلاقات المتبادلة والبحث النمائي.
ما هو بحث العلاقات المتبادلة؟
يعرف بحث العلاقات المتبادلة بأنه البحث الذي يهتم بدراسة العلاقات ما بين الجزئيات الموجودة في الظاهرة التي يتم دراستها وذلك من خلال البيانات التي تجمعها حول تلك الظاهرة، وذلك من أجل من الوصول إلى فهم عميق للظاهرة التي يتم دراستها.
بالإضافة إلى ذلك فإن بحث العلاقات المتبادلة يعرف بأنه البحث الذي يهتم بدراسة العلاقات ما بين الظواهر وتحليل تلك العلاقات والتعمق بها، وذلك من أجل معرفة الارتباطات الداخلية في هذه الظواهر، بالإضافة إلى معرفة الارتباطات الخارجية بينها وما بين الظواهر الأخرى.
ولبحث العلاقات المتبادلة مجموعة من الأنماط والتي سوف نتعرف عليها من خلال السطور القادمة.
ما هي أنماط بحث العلاقات المتبادلة؟
يوجد لبحث العلاقات المتبادلة ثلاثة أنماط وهي دراسة الحالة والدراسة السببية المقارنة والدراسة الارتباطية، وفيما يلي سوف نقوم بالحديث وبشكل مفصل عن كل نوع من هذه الأنماط.
دراسة الحالة: تعبر دراسة الحالة عن البح المتعمق لحالة فرد من الأفراد أو جماعة ما أو مجتمع وذلك من خلال جمع البيانات عن الوضع الحالي للحالة، بالإضافة إلى خبراتها الماضية وعلاقتها باستخدام أدوات معينة وذلك من أجل معرفة العوامل التي تؤثر في الحالة، وتؤدي إلى إدراك العلاقات فيما بينها.
الدراسة السببية المقارنة: وتعد هذه الدراسة من أهم وأرقى أنواع الدراسات الوصفية، حيث أن هذا النوع من الدراسات لا يكتف بالكشف عن ماهية الظاهرة التي يقوم بدراستها وحسب، بل إنه يعمل على كشف الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الظاهرة، وكيفية حدوث هذه الظاهرة.
وتكون مهمة الباحث في هذا النوع من الدراسات المقارنة ما بين جوانب التشابه والاختلاف بين الظواهر، وذلك لكي يتمكن الباحث من الكشف عن العوامل والظروف الت تصاحب أحداثا وظروفا أو تصاحب مجمعة من العمليات المعينة.
كما أن الدراسات السببية المقارنة تبحث بشكل جاد عن الأسباب التي تكمن وراء الظاهرة وتؤدي إلى حدوثها، ويتم هذا الأمر من خلال عقدها للمقارنات بين مختلف الظواهر، وذلك لكي تكتشف العوامل التي تصاحبها.
ومن الأمثلة على الدراسة السببية المقارنة قيام الباحث بدراسة الأسباب التي تكمن وراء تحصيل الطلبة في مادة العلوم، فإن الباحث في هذه الحالة يقوم بأخذ عدد من التلاميذ الضعيفي التحصيل، ومن ثم يدرس كل طالب على حدا، ويحدد الأسباب التي أدت إلى تحصيله الضعيف، ففي حال كانت الطريقة التقليدية في التدريس فإن الباحث سوف يستنتج أن الطريق التدريسية في التدريس من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ضعف تحصيل الطلاب في مادة العلوم، وبالتالي يجب أن يتم إجراء عدد من التعديلات على هذه الطريقة، وذلك لكي يزيد تحصيل الطلاب في مادة العلوم.
وفي بعض الحالات فإن العلماء يلجؤون إلى اعتماد الطريقة السببية المقارنة في دراسة الظواهر التي من غير الممكن أن ضبط العوامل فيها وذلك لأسباب إنسانية وأخلاقية، فعلى سبيل المثال لو أردنا دراسة أثر تناول المشروبات الكحولية في ارتكاب حوادث السيارات فإن من غير المعقول أن تطلب من الناس أن يشربوا المشروبات الكحولية ومن ثم يقودوا السيارات، وذلك لكي نتعرف إن كانوا سيرتكبون الحوادث أو سيتجنبونها، ولكن من الممكن أن تجرى الدراسة بطريقة أخرى، حيث نقوم بأخذ مجموعتين من سائقي السيارات، المجموعة تتكون من سائقي سيارات قاموا بعدد من الحوادث، في حين أن المجموعة الثانية تتكون من سائقي سيارات لم يقوموا بالحوادث، فإذا كانت النتيجة أن الذين يشبون المشروبات الكحولية ارتكبوا حوادث أكبر من المجموعة الثانية فهذا يعني أن المشروبات الكحولية تزيد من فرصة وقوع الحوادث.
وعلى الرغم من أن النتائج التي يتم التوصل إليها بهذه الطريقة مميزة، إلا أنه من غير الممكن تعميم هذه النتائج وذلك نظرا لأن هذه الطريقة لا تقوم على ضبط العوامل أو المتغيرات التي تؤثر في نتائج البحث كما يحدث عند اتباع الطرق التجريبية.
الدراسة الارتباطية: ويختلف الهدف الذي تسعى الدراسة الارتباطية لتحقيقه عن الهدف الذي تسعى إليه الدراسة السببية المقارنة، فالهدف من الدراسة الارتباطية الكشف عن علاقة المصاحبة أو المرافقة بين حدثين أو ظاهرتين، فعلى سبيل المثال لكي نتعرف على العلاقة ما بين الذكاء والتحصيل في مادة الرياضيات فإننا نقوم باللجوء إلى أساليب الارتباط، وذلك من أجل أن نتأكد من هذه الظاهرة ومداها، وللدراسة الارتباطية دورا كبيرا في التنبؤ، ففي حال قمنا بتحديد العلاقة الارتباطية بين متغيرين فإن معرفة أحد المتغيرين تساعدنا في التنبؤ بالمتغير الثاني، ففي عرفنا بوجود علاقة ارتباطية موجبة بين درجات الطلاب في مادة الرياضيات في الثانوية، وبين درجاتهم في كلية الهندسة فعندها نستطيع أن نتوقع نجاح الطلاب الذين على حصلوا على درجات عالية في المرحلة الثانوية عند دراستهم في كلية الهندسة.
ما هو البحث النمائي؟
لقد تم تعريف البحث النمائي بأنه النوع الذي يهتم بدراسة العلاقات الحالية ما بين عدد من المتغيرات في موقف أو ظرف معين، ومن ثم يقوم بوصفها، وتفسير التغيرات التي تطرأ عليها لأسباب مختلفة ومن هذه الأسباب العامل الزمني.
وللبحث النمائي نمطين وفيما يلي سوف نتعرف عليهما:
- النمط النمائي الإنساني: ويعد هذا النمط المخصص للحديث عن التغيرات التي تصيب الظواهر، ومعدل هذه التغيرات، والعوامل التي تؤثر فيها، وبخاصة الأمور التي ترتبط وتتعلق بالنمو الإنساني في مختلف جوانبه
ولهذا النمط نوعين وهما :
- الدراسات الطولية والتي تعني إجراء دراسة لظاهرة معينة خلال فترة محددة، كأن يقوم الباحث بدراسة النمو العقلي أو الاجتماعي لمجمع من الأطفال خلا مدة معينة.
- الدراسة المستعرضة والتي تعني إجراء دراسة على عدة مجموعات من الظواهر المختلفة خلال فترة زمنية محددة، كأن يقوم الباحث بدراسة النمو العقلي والاجتماعي لعدة مجموعات من الأفراد وبأعمار مختلفة وخلال فترة معينة.
- النمط الاتجاهي: وهو النمط المعني بدراسة ظاهرة معينة كما هي موجودة في أرض الواقع، والعمل على مراقبتها والاستمرار في دراستها في أوقات مختلفة وذلك من أجل أن يقوم الباحث بجمع البيانات وتحليلها ومعرفة الاتجاهات الغالبة فيها، الأمر الذي يسهل من مهمة الباحث في التنبؤ بالحوادث التي ستحدث في المستقبل.
وهكذا نرى أن لبحث العلاقات المتبادلة والبحث النمائي مجموعة من الأنماط والتي يجب أن يكون الباحث على دراية كاملة فيها، وذلك لكي يتوصل إلى النتائج المرجوة من بحثه العلمي.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة حول بحث العلاقات المتبادلة والبحث النمائي.