التعلم الذاتي وأهميته
هل تعرف ماذا يعني التعلم الذاتي، وكيف من الممكن أن يقوم الإنسان بالتعلم ذاتيا، هل تريد أن تتعلم ذاتيا وتريد أهم الطرق الذي تساعدك على التعلم الذاتي؟ إن كنت تبحث عن إجابات لهذه الأسئلة أو لأسئلة أخرى تتعلق بالتعلم الذاتي فما عليك سوى متابعة هذه المقالة الغنية بالمعلومات عن التعلم الذاتي.
يعد التعلم الذاتي أحد أهم أنواع التعلم، وهو نوع من التعلم يقوم به الفرد بشكل ذاتي وفرد ويهدف من خلاله إلى القيام باكتساب معارف جديدة ومهارات وقيم غير مطلوبة منه في المناهج التي يدرسها، وذلك ليطور من مهاراته.
كما يعرف التعلم الذاتي بأنه النشاط التعليمي الذي يقوم به الفرد مدفوعا برغبة ذاتية داخلية يهدف من خلالها إلى تنمية مهاراته وإمكانياته وذلك لكي يستجيب لميوله وليحقق تنمية شخصية متكاملة.
كما يعرف التعلم الذاتي أيضا بأنه سعي الشخص للتعليم ذاتيا باختيار طريقة للدراسة تتناسب مع سرعته وقدراته الذهنية والعقلية الذاتية.
ومن خلال التعلم الذاتي يقوم الطالب بتنمية الكفاءات الأدائية الأكاديمية والعملية، وفي التعلم الذاتي يكون دور المعلم دور إرشادي فقط، حيث يقوم بتقديم النصائح للطالب لكي تنجح عملية التعلم الذاتي التي يقوم بها.
ما هي الأسس النفسية والتربوية لبرنامج التعليم الذاتي ؟
يوجد هناك مجموعة كبيرة من الأسس النفسية والتربوية لبرنامج التعلم الذاتي، وفي السطور القادمة سوف نلقي نظرة على هذه الأسس:
في التعلم الذاتي تعد حالة كل طالب حالة خاصة في طريقه لتحصيل العلم.
يجب أن تتم مراعاة كافة الفروق الفردية في عملية التعلم في التعلم الذاتي.
العمل على تحديد السلوك الأولي والنهائي للمتعلم ذاتيا بشكل دقيق.
قياس سرعة الطالب خلال التعلم الذاتي، ومراعاة هذه السرعة خلال فترة التحصيل العلمي.
تقسيم المواد التعليمية إلى أجزاء صغيرة لتسهل من مهمة دراستها بالنسبة للطالب الذي يقوم بالتعلم تعليما ذاتيا.
ومن الأسس النفسية والتربوية للتعلم الذاتي تسلسل كافة الخطوات التعليمية تسلسلا منطقيا.
ومن الأسس أيضا إجراء التعزيز الفوري لكي خطوة ينتهي الطالب منها.
يجب أن يتم دعم الطالب الذي يتبع التعلم الذاتي في كل خطوة يخطيها.
ومن الأسس النفسية والتربوية للتعلم الذاتي أن تتاح الحرية للطالب لاختيار المواد التي يرغب في تعلمها تعلما ذاتيا، دون أن يتدخل أحد في خياراته، كما يجب أن تتاح حرية الحركة للطلاب خلال فترة التعلم الذاتي.
ما هي أهمية التعلم الذاتي؟
للتعلم الذاتي أهمية كبيرة، وتكمن أهمية التعلم الذاتي في مجموعة من الأمور ومن أبرز هذه الأمور:
يعد التعلم الذاتي الوسيلة الأفضل للتعلم بحسب نظر علماء النفس والتربية، وذلك نظرا لأن التعلم الذاتي يتناسب مع قدرات المتعلم وسرعته الذاتية في استيعاب تلك العلوم وتلقيها، ويركز هذا الأمر على دوافعه الذاتية في تحصيل العلوم.
الدور النشط والإيجابي للمتعلم، والذي يحصل عليه الطالب الذي يقوم باتباع أسلوب التعلم الذاتي خلال مرحلة التعلم.
يساهم التعلم الذاتي في إكساب الطالب مجموعة كبيرة من المهارات الأساسية والتي تساعده على إكمال تحصيله العلمي بنفسه.
يساهم التعلم الذاتي في الإعداد الإيجابي للأجيال القادمة، وذلك الطالب الذي يتبع أسلوب التعلم الذاتي سوف يشجع أطفاله على اتباع هذا الأسلوب وعلى الاعتماد على ذواتهم.
يساهم التعلم الذاتي في خلق بيئة خصة للإبداع، ويتم هذا الأمر من خلال تدريب التلاميذ وتعويدهم على القيام بحل كافة المشاكل الدراسية التي تواجههم بأنفسهم.
توفير تغذية راجعة بشكل مستمر حول مستوى التعلم.
مجموعة نصائح للتعلم الذاتي
نظرا لأهمية التعلم الذاتي سوف نقوم فيما يلي بتقديم مجموعة من النصائح لكل يستفيد منها كل طالب يرغب في اتباع أسلوب التعلم الذاتي، وهذه النصائح هي:
الرغبة: تعد الرغبة الأساس والدافع المحرك والرئيسي للتعلم الذاتي، وتساهم الرغبة في دفع الإنسان لمواصلة رحل التعلم الذاتي كلما دخل الفتور إليه وبردت همته، كما أن عقل الإنسان الذي يفكر بشكل دائم ويطرح العديد من المشاكل يساهم في عملية التعلم الذاتي.
استغلال الوقت: يحتاج التعلم الذاتي لأن يقوم الطالب باستغلال كافة أوقات فراغه لاكتساب معارف ومهارات جديدة وتعلمها، لذلك يجب أن يقوم الطالب بوضع جدول ينظم من خلاله أنشطته التي يريد تعلمها من خلال التعلم الذاتي، ويولي الأولية للأنشطة المفضلة لديه والتي قيمتها عالية.
عدم الالتزام بالمقررات الدراسية: تهدف المقررات الدراسية إلى تعليم الطالب معلومات مهمة ومحددة، ولكن لن تقوم بتعليم الطالب كافة المعلومات المتعلقة بالمقرر وذلك نظرا لضخامتها، لذلك يجب أن يقوم الطالب الذي يتبع أسلوب التعلم الذاتي بالاستفادة من المقررات المدرسية، ومن ثم يقوم بالتوسع في الاطلاع على معلومات لم ترد في تلك المقررات ويتعلم تلك المعلومات بشكل ذاتي.
المطالعة بشكل مستمر: تعد المطالعة بشكل مستمر من الأمور التي يجب أن يحرص عليها الطالب التي يتعلم ذاتيا، فمن خلالها يستطيع الطالب الاطلاع على أحدث العلوم، كما يستطيع أن ينمي معارفه في المجال الذي يفضله.
تدوين تعليم المعلومات: حيث يجب على الطالب الذي يقوم بعملية التعلم الذاتي أن يدون كافة المعلومات التي يحصل عليها، وذلك نظرا لأن عملية التدوين تساهم في ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب، وتساعده على الرجوع إليها في أي وقت يريد.
تعلم عدة لغات: يجب على الطالب الذي يتعلم ذاتيا أن يحرص على تعلم مجموعة من اللغات العالمية، وذلك لكي يبقى مطلعا على كافة التفاصيل المتعلقة بالمجال الذي يتعلمه ذاتيا.
ما هي خصائص التعلم الذاتي؟
للتعلم الذاتي مجموعة من الخصائص ومن أبرز هذه الخصائص:
يتميز التعلم الذاتي بأخذه للفروقات بين الطلاب المتعلمين ذاتيا بعين الاعتبار، فيأخذ بعين اعتباره ميولهم، وقدراتهم، وإمكانياتهم.
يتيح التعلم الذاتي للأفراد إمكانية تقييم ذاتهم بذاتهم، وبالتالي يكونون قادرين على اكتشاف نقاط ضعفهم، ومن ثم يحاولون تصحيحها.
يتيح التعلم الذاتي للطالب إمكانية التعلم الحر خارج المدرسة والجامعات، حيث يستطيع الطالب أن يزور لوحده أحد المتاحف، كما يستطيع أن يجلس لساعات طويلة في المكتبات يقرأ ويبحث.
يستطيع الطالب تسخير كافة الخبرات التي اكتسبها خلال سنين حياته في التعلم الذاتي.
يجمع التعلم الذاتي ما بين وعي المتعلم والإرادة الذاتية.
يتيح التعلم الذاتي العديد من الفرص للمتعلم، وذلك نظرا لأنه مهمته ليست عملية تلقي المعلومات وحسب، بل إنه يقوم بالبحث عن المعلومات ويجمعها.
ومن خصائص التعلم الذاتي الأخرى أنه يقوم بزيادة الدافعية نحو التعلم لدى الطلاب، والذي يجد نفسه يعثر على معلومات جديدة، ويدفعه الفضول للاطلاع عليها واكتشافها.
من خصائص التعلم الذاتي أنه يغير دور المعلم فيحوله إلى مرشد للعملية بدلا من أن يكون محور العملية، ويجعل الطالب يقوم بالبحث عوضا عن أن يكون متلقيات فقط.
وهكذا نرى أن التعلم الذاتي نمط من أهم وأبرز أنماط التعليم والتي تطور من مهارات الطالب، وتدفعه لكسب عدد كبير من المعلومات الجديدة.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في إيضاح مفهوم التعلم الذاتي وأهميته.