المنهج المقارن

يكثر استخدامالمنهج المقارنفي الدراسات الاجتماعية، بحيث تحل المقارنة في الدراسات الإنسانية محل التجربة في الدراسات العلمية، وتعد المقارنة الأداة المعرفية التي يقوم هذا المنهج باستخدامها، وقدوجد هذا المنهج منذ القدم، وتطور بمرورالزمن على مراحل مختلفة، كما ارتبط بعدد كبير من العلوم الأخرى، وفي هذا المقال سنتحدثعن المنهج المقارن،والمراحل التي يمر بها، وعلاقتهبالعلوم الأخرى.

مراحل المنهج المقارن

يمر المنهج المقارن كغيره من المناهج الأخرى بعدد من المراحل، وهي:

• مرحلة إثبات وجود الحادثة الاجتماعية التي ينبغيتطبيق المنهج المقارن عليها، والتي تتطلب من الباحث أن يكون صبوراً فيها.
• تحديد المفاهيم من خلال تصنيف السمات، والعناصر، والخصائص في إطار محدد.
• تحديد القوانين الثابتة بين الحوادث الاجتماعية التي حددها الباحث، إذ يلتزم فيهابتفسير العلل الفعالة،ويبتعد عن تفسير العلل الغائبة.
• تحليل المعلومات لمعرفةأسباب الاختلاف، والتوصلإلى القانون الصحيح.

علاقة المنهج المقارن بالعلوم الأخرى

1- المنهج المقارن وعلم الاجتماع: يبحث علم الاجتماع في العلاقات الثابتة بين الحوادث، والتي تقع في المجتمعات عبر الزمان والمكان، حيث تمثلهذه الحوادث القوانين الخاصة بكل مجتمع، ويستعين العالم الاجتماعي بالمنهج المقارن لدراسةالمجتمعات وقوانينها في أماكن وأزمنة مختلفة، والمقارنة بينها.

2- المنهج المقارن وعلم السياسة: يعود استخدام المنهج المقارن فيعلم السياسة إلى العصور اليونانية، حيث لعب المنهج المقارن دوراً كبيراً في تطوير العلوم السياسية، فجمع الفيلسوف اليوناني أرسطوقوانين 158 مدينة، وقارنبينها ليجدأن هناك قوانين عامةتشترك فيها معظم الدول، وقوانين خاصة تعود لدولة واحدة، كما قام مونتسكيو بتصنيف الأنظمة إلى ملكية، وجمهورية، ودستورية، واستبدادية، أما بالنسبة لميكافيلي ميز فقد رأىأن الدول تقسم إلى ثلاثة أصناف، وهي: الصنف الأول وهوالدولة التي يحميهاملك واحد، أما النصف الثاني فهي الدولة الأرستقراطية، والتي يعود الحكم فيها لعدد من الأمراء،والصنف الثالث والأخير هوالدولة الديموقراطية، والتي يقوم فيها الشعب بحكم نفسه بنفسه .

3- المنهج المقارن وعلم القانون: شهدت علاقة المنهج المقارن وعلم القانون تطوراً ملحوظاً في القرن التاسع عشر، حيث تم تأسيس جمعية التشريع المباشر في باريس في العام 1896م، وكان الهدف من هذه الجمعية المقارنة بين القوانين في مختلف البلدان