تم التحرير بتاريخ : 2020/06/23
ما هي خطوات المنهج العلمي في البحث ؟
المنهج العلمي هو المنهج الذي يقوم الباحث باتباعه للوصول إلى الحقيقة العلمية وذلك أثناء قيامه بالبحث العلمي، ولقد تم إطلاق عدة تعريفات للمنهج العلمي في البحث حيث تم تعريفه بأنه التقصي المنظم الذي يقوم به الباحث، وذلك من خلال اتباعه لعدد من المناهج والأساليب، والتي يهدف من خلالها الباحث لتعديل معلومات خاطئة أو تأكيد صحة المعلومات، كما وضع تعريف آخر له حيث عرف المنهج العلمي في البحث بأنه سبيل تقصي الحقائق العلمية والوصول إلى حقيقتها، ومن ثم يتأكد من صحتها وينشرها بين الناس.
و لكي يصل إلى الحقيقة العليمة يستخدم الباحث عددا من مناهج البحث وأدواته، كما يتبع عددا من الأساليب العلمية والتي تقوده إلى معرفة الحقيقة بكافة تفاصيلها، لكن يجب أن يكون الباحث حريصا على استخدام المنهج الذي يتناسب مع بحثه العلمي، وذلك لكي يخرج بحثه بنتائج صحيحة، حيث أن اختيار الباحث لمنهج خاطئ قد يؤدي إلى وصول الباحث إلى نتائج خاطئة، لذلك يجب على الباحث أن يكون مطلعا على كافة مناهج البحث العلمي وعالما بميزات وعيوب كل منهج منها وذلك لكي يكون قادرا على اختيار المنهج العلمي الصحيح، وفي رحاب هذا المقال سنتحدث عن الخطوات التي يجب على الباحث اتباعها عند استخدام المنهج العلمي في البحث وعن مناهج البحث العلمي .
خطوات المنهج العلمي في البحث
1- تعيين مشكلة البحث : في البداية يجب أن يختار الباحث المشكلة التي سيتناول بحثها ، ويجب أن يختارها بعناية فائقة ، بحيث يكون متأكدا من قدرته على تقديم إضافة جديدة للمجتمع وللبحث العلمي من خلالها .
2- صياغة مشكلة البحث : ليصيغ الباحث المشكلة بشكل جيد يجب أن يشعر بها ، فعليه أن يعرف ما سبب حدوث هذه المشكلة ، ومن ثم يقوم بتحديد مكان بدايتها وزمانه ، ومن ثم يبدأ بوضع الحلول لحلها .
3- جمع المعلومات : وفي هذه المرحلة يقوم الباحث بجمع كافة المعلومات المتعلقة بمشكلة البحث ويقوم بجمع المعلومات من خلال الدخول إلى مكان المشكلة والغوص بعوالمها ، والاطلاع على الدراسات السابقة التي أجريت حولها .
4- وضع الحلول والفرضيات : وتأتي هذه المرحلة بعد أن يكون الباحث قد انتهى من جمع المعلومات المتعلقة بمشكلة البحث ، وتأكد من صحتها ، بعد ذلك يضع عددا من الحلول التي يعتقد بأنها حلول مناسبة لمشكلة البحث ؟
5- فحص الحلول والفرضيات : بعد ذلك يقوم الباحث بالتأكد من صحة الحلول والفرضيات التي وضعها، فيقوم باستخدام أحد منهاج البحث العلمي ، لكن يجب أن يمتلك الباحث الخبرة في اختيار المنهج المناسب لبحثه ، فاختيار الباحث للمنهج الغير مناسب سيؤدي إلى ظهور نتائج خاطئة .
6- النتائج : وفي هذه المرحلة يكون الباحث قد وصل إلى خلاصة بحثه العلمي ، وبالتالي وجد الحلول الممكنة للمشكلة التي قام بدراستها ، فيقوم بطرح الحلول ، ويتأكد من توافقها مع المجتمع المحيط بها ، ويكون بحثه العلمي قد خرج بنتيجة إيجابية في حال كانت حلول مشكلة البحث متوافقة مع المجتمع الذي توجد فيه .
ما هي مناهج البحث العلمي؟
أ- المنهج الوصفي: وهو منهج من أهم مناهج البحث العلمي وأكثرها استخداما، ويعود تأسيس هذا المنهج للقرن الثامن عشر، ويعد هذا المنهج منهجا شاملا، ومن خلاله يقوم الباحث بوصف الظاهرة كما تحدث في أرض الواقع، فمن خلال هذا المنهج يقوم الباحث بعملية جمع لكافة الحقائق التي تتعلق بالظاهرة التي يدرسها، ومن ثم يقوم بوصف هذه الظاهرة وصفا دقيقا، وفي النهاية يقدم تقريرا مفصلا يشرح من خلاله الظاهرة التي درسها في البحث العلمي الذي قام به، ويتميز هذا المنهج بتقديمه لعدد كبير من المعلومات التي ترتبط بالبحث الذي يقوم به الباحث، كما يستطيع الباحث من خلاله شرح الظواهر المختلفة، كما يتيح هذا المنهج للباحث إمكانية التنبؤ بالمستقبل، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المنهج يقوم بعملية إيضاح للظواهر التي يستخرجها، لكن لهذا المنهج عدد من العيوب، ومن هذه العيوب الصعوبة التي يواجهها الباحث أثناء قيامه بتحديد الفروض واختيارها، كما قد يجد الباحث صعوبة في اختيار المصطلحات التي ترتبط ببحثه العلمي، بالإضافة إلى ذلك فإن عملية تأكد الباحث من المعلومات التي يحصل عليها ليست بالسهولة المتوقعة.
ب- المنهج التاريخي: ويعد المنهج التاريخي من أقدم وأهم مناهج البحث العلمي التي يقوم بها الطالب، فمن خلال هذا المنهج يقوم الباحث بالاطلاع على عدد من الأحداث التي جرت في الزمن الماضي، بحيث يجمع كافة المعلومات المرتبطة والمتعلقة بهذه الأحداث، وذلك لكي يتأكد من صحتها، ومن ثم يقوم بمحاولة إسقاط هذه الأحداث على أحداث تجري في الزمن الحالي، وذلك لكي يحاول التنبؤ بالمستقبل، ومن مميزات هذا المنهج اعتماده على المصادر الأولية، ولكن ما يعيبه عدم قدرة الباحث على الاطلاع على كافة الأحداث المرتبطة في الظاهرة، وذلك نظرا للتحريف والتشويه الذي قد يصيب التاريخ، حيث أن التاريخ يكتبه القوي والمنتصر، كما يعيب هذا المنهج عدم قدرة الباحث على تكرار الظاهرة التاريخية، وذلك لأنها حدثت وانتهت في الزمن الماضي.
ت- المنهج التجريبي: وهو منهج من أكثر المناهج التي يقوم الباحثون باستخدامها خلال إجرائهم لأبحاث، ولقد قدم هذا المنهج للعلم معلومات غزيرة عملت على تقدم العلوم الإنسانية في كافة المجالات الأمر الذي أدى إلى تطور الحضارة البشرية بشكل كبير، ويتميز هذا المنهج بمرونته، وبقدرته على التكيف مع كافة ظروف البحث العلمي الذي يقوم به الباحث، لكن ما يعيب هذا المنهج عدم قدرة الباحث على تعميم النتائج التي يصل إليها، ونظرا لاعتماده على التجربة فإن الباحث لن يكون قادرا على تقديم إضافات جديدة للعلم، وذلك لأنها معلومات موجودة وكل ما يقوم به تفسيرها.
ث- المنهج الاستقرائي: ويعد هذا المنهج من أهم مناهج البحث العلمي، ويعتمد هذا المنهج بشكل رئيسي على الاستنتاجات والملاحظات والتي من خلالها ينتقل الباحث من الجزء إلى الكل، ومن خلال هذا المنهج يقوم الباحث بتعميم الدراسة الخاصة على العامة، ويتميز هذا المنهج بوجود نوعين له وهما الاستقراء التام والاستقراء الناقص، والتي يجب على الطالب أن يجيدهما بشكل جيد.
ج- المنهج الاستدلالي: ويعاكس هذا المنهج الاستدلالي المنهج الاستقرائي، حيث أن الباحث ينتقل فيه من الكل إلى الجزء، ويتم الاعتماد على هذا المنهج بشكل رئيسي في كافة أنواع البحث العلمي، كما يتم استخدامه بشكل خاص وبكثرة في المجالات التي ترتبط وتتعلق في التربية والتعليم، ويطلق على هذا المنهج اسم آخر وهو المنهج الاستنباطي، وذلك لأن الطالب يستنبط المعلومات من القاعدة الكلية، ويعتمد هذا المنهج بشكل رئيسي على ثلاث أدوات وهذه الأدوات هي التجريب العقلي، والقياس، والتركيب.
وهكذا نرى أن للمنهج العلمي في البحث أهمية كبيرة، ويجب على الطالب أن يكون عارفا بمناهج البحث العلمي وخطوات المنهج العلمي، وذلك لكي يقدم بحثا ناجحا.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في عرض خطوات المنهج العلمي في البحث ، والتي يجب على كل باحث التقييد فيها في حال أراد تقديم نتائج جديدة من خلال البحث الذي يقوم بدراسته .
للمزيد من المساعده في المناهج العلمية وصياغتها تواصل مباشره عبر خدمةاعداد منهجية رسائل الماجستير والدكتوراة.
تنسيق الرسائل العلمية