نموذج خطة البحث العلمي  يرغب العديد من الطلاب في الاطلاع على نموذج خطة البحث العلمي ، وذلك لكي يكتسب الطالب الخبرة في كتابة نموذج خطة البحث العلمي ، ويتجنب بالتالي الوقوع في الأخطاء .

لكن قبل أن نطلع على نموذج خطة البحث العلمي يجب على الطالب أن يعي ما تعنيه خطة البحث العلمي ، وأن يتعرف على أهميتها بالنسبة للبحث العلمي .

وتعد خطة البحث العلمي من الأسباب التي يحكم من خلالها القارئ على البحث الموجود بين يديه ، فيقرر إن كان هذا البحث جيد أو إن كان هذا البحث رديء وضعيف .
وليس هذا وحسب ، بل إن خطة البحث العلمي تلعب دورا كبيرا في جعل الباحث يسير في الطريق الصحيح وذلك لكي يصل إلى ببحثه إلى خط النهاية .
بالإضافة إلى ذلك فإن خطة البحث تدل على مستوى الثقافة الذي يمتلكه الباحث في مجال الدراسة .
كما تعد خطة البحث من العناصر المفيدة للجنة البحث ، فمن خلالها تطلع اللجنة على العمل الذي قام به الطالب خلال بحثه ، وبالتالي تشكل نظرة عامة عن البحث الذي قدمه .

تعريف خطة بحث علمي

تعرف خطة البحث بأنها الطريق الذي يتبعه الباحث أثناء اعداد بحثه من جمع للمعلومات والحقائق حول موضوع البحث.

وخطة البحث هي التصور الذي يضعه الباحث لبحثه، يذكر فيه ما هو هدف البحث وفرضياته وما هي أهميته وغيرها من عناصر لابد من ذكرها.

كما تعتبر الخطة البحثية البوصلة أو الدليل للباحث، حيث تتضمن الخطوط العريضة والتفصيلية لموضوع البحث، التي يمكن العودة اليها لعدم الخروج عن إطار البحث.

تعد خطة البحث المؤشر الأساسي الذي من خلاله إما ترفض لجنة الأبحاث دراسة البحث أو تقبله، فمن الضروري جدا أن يقدم الباحث خطة بحث جيدة محققا لجميع الشروط والمعايير اللازمة .

تظهر هذه الخطة في البداية مدى أهمية البحث العلمي وجودته، وتوضح مدى قدرة وإمكانيات الباحث على الوصول إلى النتائج الصحيحة المرجوة والفعالة.

أهمية خطة البحث العلمي

• لخطة البحث العلمي أهمية كبيرة فهي تساعد الباحث على تحديد الأهداف من الدراسة .

• تساعد خطة البحث لجنة التقييم على قبول البحث الذي قدمه الطالب أو رفضه .

• تسهل خطة الباحث عمل الباحث فيصل إلى النتائج بكل يسر وسهولة .

• كما تعطي خطة البحث القيمة المادية للبحث للعلمي ، وبالتالي تفسح المجال للطالب في تغيير البحث في حال كانت تكلفته المادية تفوق قدراته .

• كما تساعد خطة البحث الدكتور المشرف على الباحث على الاطلاع على خطة البحث ، وتوجيه النصائح للباحث لكي يقوم بتصحيح بعض الأمور والإشكاليات.

• كما أن خطة البحث العلمي تلعب دورا كبيرا في جعل الباحث يتذكر بعض النقاط المهمة في البحث ، وبالتالي يكون البحث العلمي الذي يقوم به بحثا ناجحا .

• تساعد خطة البحث الباحث على رؤية الهدف الذي يسعى للوصول إليه مما يولد في داخله الدافع لكي يعمل بجد خلال بحثه العلمي لكي يصل إلى هذا الهدف .

مواصفات خطة البحث العلمي الجيدة

يجب أن يعي الباحث أن خطة البحث من العناصر المهمة في البحث العلمي ، لذلك أن يكون حريصا على كتابتها بالشكل الأمثل .

ولخطة البحث العلمي الجيدة مواصفات عديدة منها أن تكون مترابطة وملائمة للبحث العلمي ، ففي حال قام أحدهم بقطع جزء منها سيظهر انعدام التوازن والخلل فيها .

• ويجب أن تشعر خطة البحث التي قام بها الباحث القارئ بالتعب والجهد الذي قدمه الباحث من أجل إنجاح بحثه العلمي ، ولذلك يجب أن يحاول تضمينها بعدد كبير من المصادر والمراجع .
• كما يجب على الباحث أن يشعر من يقرأ خطة بحثه أنه قام بدراسة الدراسات السابقة المتعلقة بالبحث العلمي الذي قام به دراسة متأنية ، واختار منها المعلومات التي تتوافق وتتناسب مع بحثه العلمي .
• ويعد ذكر المصادر والمراجع التي عاد إليها الباحث خلال البحث العلمي من الأمور المهمة والتي يجب على الباحث أن يذكرها خلال بحثه العلمي ، وذلك لكي يستفيد من يطلع على بحثه العلمي .

يجب أن تكون الدراسات الميدانية التي قام بها الباحث خلال بحثه العلمي دراسات خاصة وليست دراسات عامة ، ويجب أن تقدم الإجابات الكافية عن موضوع البحث العلمي ، وأن تكون منسجمة معه .
كما يجب أن يكون الباحث واضحا أثناء عرضه للبحث العلمي ، وأن يقدم للقارئ معلومات مفيدة حول البحث العلمي .

خطوات كتابة البحث العلمي

• يجب أن تكون اللغة التي يكتب بها الباحث بحثه لغة فصحى وسليمة وخالية من الأخطاء ، ويفضل أن يستخدم فيها الأسلوب التقريري .

• كما يجب على الباحث أن يوضح العلاقة بين المتغيرين الأساسيين في بحثه العلمي من خلال طرحه لسؤال البحث على شكل جملة خبرية أو سؤال .

• كما يجب على الباحث أن يقوم بذكر النواقص التي اكتشفها في الأبحاث السابقة ، والأسباب التي شجعته لإكمال هذه النواقص وإتمام البحث العلمي .

• يجب على الباحث أن يكون حريصا على توضيح الفترة التي تفصل بين دراسته وبين الدراسة السابقة التي عاد إليها .

• كما يجب على الباحث أن يذكر التطورات التي طرأت على العالم منذ زمن الدراسة السابقة وحتى تاريخ قيامه بالبحث العلمي ، لأن تطور الوسائل يساعد على اكتشاف أشياء جديدة.

• يجب على الباحث أن يمتلك الخبرة الكافية وذلك لكي يختار الأطر النظرية التي تتوافق وتتناسب مع بحثه العلمي ، وتقدم الفائدة له .

• يجب على الباحث أن يكون عارفا بمنهاج البحث العلمي ، ومطلعا على فوائد كل منهج من هذه المناهج ، وذلك لكي يكون قادرا على اختيار منهج البحث العلمي الذي يتناسب ويتوافق مع بحثه العلمي ، وذلك لأن الاختيار المنهج الخاطئ للبحث العلمي يؤدي إلى نتائج خاطئة.

• يجب على الباحث أن يطلع على مجتمع الدراسة بشكل كافي لكي يختار منه عينة الدراسة التي تتناسب وتتلاءم مع بحثه العلمي الذي يقوم بدراسته ، والتي يستطيع أن يدرسها .

• يجب على الباحث أن يقوم بتسخير المفاهيم والمصطلحات اللغوية والعلمية لخدمته وذلك لكي يحدد مصطلحات دراسته .

• كما يجب على الباحث أن يقوم بتحديد فروض البحث العلمي من خلال اتباعه للطرق العلمية ، كما يجب عليه أن يحدد إن كانت هذه الفروض بحثية أم إحصائية.

• يجب على الباحث أن يقوم بتحديد الأساليب الإحصائية التي سيقوم بها أثناء بحثه ، والتي ستعالجه على تحليل البيانات واستخراج النتائج .

• كما يجب الباحث أن يكون قادرا على وضع تصور في مخيلته للأبواب الرئيسية والفصول التي سيتضمنها بحثه العلمي .

أخطاء قد يقع بها الباحث أثناء كتابة خطة البحث العلمي

هناك عدد كبير من الأخطاء الشائعة والتي يقومون الباحثون وبخاصة الجدد منهم بارتكابها ومن أبرز هذه الأخطاء نذكر :

أخذ فكرة وتصور خاطئ عن البحث العلمي :

عدم اعطاء الباحث خطة البحث حقها من الدراسة والكتابة والبحث ظنا منه أنها طلب غير مهم وروتيني .
يظن عدد من الباحثين بأنهم يستطيعون القيام بالتغييرات والتعديلات التي يريدونها على بحثهم العلمي في أي وقت يريدون ، وحتى بعد قبول خطة البحث ، وبالطبع فإن هذا الاعتقاد خاطئ ، فالباحث ليس حرا بإجراء التعديلات على هواه على خطة البحث بعد قبولها .

التسرع والاستعجال في كتابة خطة البحث العلمي :

• يجب على الباحث أن يقوم بكتابة خطة بحثه العلمي بهدوء ودون استعجال ، وذلك لأن السرعة توقعه في عدد كبير من الأخطاء.
• كما يجب على الباحث أن يعمل على تدقيق خطة البحث العلمي ومراجعتها ، ويجعل المجال مفتوحا من أجل تحسينها .
• يجب على الباحث أن يحضر ورقة يقوم بتسجيل الأفكار التي تدور في ذهنه ، ومن ثم يختار الفكرة التي تكون ملائمة لبحثه العلمي .

عدم قدرة الباحث على التمييز بين أهداف البحث ونتائجه :

يقع العديد من الباحثين في خطأ التمييز بين أهداف البحث ونتائجه ، فيجب أن يعلم الباحث أن أهداف البحث هي التي تقود إلى الوصول إلى النتائج .
كما يجب أن يحرص الباحث على أن تكون النتائج التي يقدمها مفيدة للبحث العلمي .

اتباع طريقة خاطئة أثناء عرض الدراسات السابقة :

عدم معرفة الباحث بالأساليب الصحيحة لعرض الدراسات السابقة .
عدم تمكن الباحث من إظهار الخلل الموجود في هذه الدراسات والتي تحتاج من الباحث امتلاك الخبرة الكافية حتى يقدر على إظهارها .

عدم وضع الباحث لتصورات حول أبواب بحثه العلمي وفصوله :

• يجب أن يتملك الباحث تصورا في ذهنه حول أبواب دراسته وفصولها ، ويجب أن يتضمن هذا التصور الأبواب الفرعية والرئيسية للبحث العلمي .

وإن عدم تضمين الباحث لهذه الأمور في خطة البحث العلمي التي يقدمها للبحث يؤدي إلى رفض الخطة من قبل لجنة المناقشة .

ارتكاب الأخطاء أثناء كتابة مقدمة البحث العلمي :

• يجب أن يعي الباحث شروط المقدمة الصحيحة ، فيختار المقدمة التي تتوافق مع بحثه العلمي ، والتي يجب ألا تكون طويلة.
• يجب أن يقوم الباحث بصياغة مقدمة البحث بلغة قوية وأسلوب واضح خالي من الأخطاء الإملائية والنحوية .
• ويجب أن يحرص على أن تكون مقدمة بحثه متوسطة الطول ، وأن تتضمن فكرة عامة عن البحث .

الاختيار الخاطئ لعنوان البحث العلمي :

• يعد العنوان من أهم الأمور التي يجب على الباحث أن يوليها اهتماما كبيرا أثناء كتابة خطة البحث العلمي .

فيجب أن يحرص ألا يكون العنوان طويلا ، وغامضا ، ويجب أن يكون واضحا وقادرا على تحفيز القارئ لقراءة خطة البحث العلمي .

الفشل في صياغة مشكلة البحث العلمي :

• يؤدي عدم اطلاع الباحث على موضوع بحثه العلمي إلى فشله في صياغة مشكلة البحث العلمي .

• يجب على الباحث أن يقوم بصياغة مشكلة البحث العملي بأسلوب واضح وبعيدا عن الركاكة.

• ويجب على الباحث أن يكون موضوعيا ، ويبتعد عن طرح نتائج خارقة لن يقدر على الوصول إليها .

• كما يجب عليه الحذر من الوقوع في الأخطاء الإملائية والنحوية والتي تقلل من قيمة البحث العلمي .

نموذج خطة البحث العلمي

في البداية يقوم الباحث بتحديد الأبواب الرئيسية والفصول التي ستضمنها خطة البحث العلمي.

• من ثم يقوم بكتابة مقدمة خطة البحث العلمي ، والتي يجب أن يتناول فيها فكرة البحث باختصار، فيتحدث عن الأمور العامة ، ومن ثم ينتقل إلى الأمور الأقل عمومية .
• بعد ذلك يبدأ بكتابة إشكالية البحث العلمي والتي تعرف بأنها مجموعة من التساؤلات التي تدور في ذهن الباحث حول موضوع ما ، والتي تؤدي إلى وجود أشياء غامضة فيه يسعى الباحث إلى حلها .
• ومن ثم يقوم الباحث بتحديد أهمية دراسته وذلك من خلال تبيان الفوائد التي ستقدمها هذه الدراسة والإضافات التي ستقدمها للبحث العلمي .
• بعد ذلك يقوم الباحث بتحديد الحدود الزمانية والمكانية للبحث العلمي الذي يقوم به في حال وجودها.
• بعد ذلك يخصص فصلا يستعرض من خلاله الدراسات السابقة التي استفاد منها في بحثه العلمي ، مع تحديد أوجه التشابه والاختلاف بينها وبين بحثه العلمي .
• ومن ثم يتحدث الباحث عن المنهج الذي سار عليه في بحثه العلمي ، وعن الأسباب التي دفعته لاختيار هذا المنهج .
• بعد ذلك يضمن الخطة الأشكال والصور والخرائط التوضيحية.

 مثال على خطة بحث علمي

نموذج خطة بحث في مجال الصحة النفسية

يتألف نموذج خطة بحث في مجال الصحة النفسية من خطوات عدة ألا وهي :

• تحديد مشكلة البحث النفسي المدروس:

تعتبر من الخطوات المهمة عند وضع خطة البحث، فهناك الكثير من المشاكل التي لابد من دراستها والبحث فيها في مجال الصحة النفسية، فمن المهم والضروري أن تكون هذه المشكلة جديدة من ناحية الدراسة والبحث أي غير متكررة.

إن تحديد مشكلة البحث من أولى خطوات الخطة البحثية، فعلى أساسها يختار الباحث طريقه البحثي من أدوات ومنهج وغيره من اجراءات يطلبه البحث.

• تحديد عنوان البحث العلمي:

لتحديد عنوان البحث هناك الكثير من الشروط والمعايير التي لابد من مراعاتها عند وضع واختيار عنوان للبحث العلمي في مجال الصحة النفسية، ونذكر من هذه الشروط :

1. يجب أن يكون العنوان معبر حول موضوع البحث ومرتبط به ارتباط قوي.
2. يجب أن يكون واضح ومختصر بحيث لا تتجاوز حروفه الستين حرفا.
3. يجب أن تكون اللغة المستخدمة سهلة ومفهومة خالية من أي خطأ إملائي أو نحوي.

• كتابة مقدمة البحث العلمي:

تكمن أهميتها في إعداد البحث على اعتبار أنها واجهته التسويقية التي تحتوي ملخص حول اجراء البحث وماهي محتويات ومعلوماته.

يجب أن تكون المقدمة موجزة ومختصرة، يذكر بها الباحث ما يلي :

1. أهمية هذا البحث  والفائدة المنتظرة من الدراسة.
2. ماهي الأسباب التي جعلته يقوم بإجراء هذا البحث؟
3. من المواضيع المهم ذكرها في المقدمة هو نوع المنهج المستخدم، ومن هذه المناهج نذكر : المنهج الوصفي، المنهج التحليلي, المنهج التاريخي وغيرها.

• كتابة خطوات البحث العلمي:

تتطلب هذه الخطوة أن يكتب الباحث كل المراحل التي اتبعها في حل المشكلة النفسية التي أجرى بحثه حولها، وما هي الطرق التي تم استخدامها حتى تمكن الباحث من التوصل إلى النتائج والحلول.

ويجب على الباحث أن يذكر في هذه الخطوة، ماهي الإجراءات التي اتبعها والتدابير التي اتخذها أثناء إنجاز بحثه ودراسته لإثبات صحة فرضياته أو عدم صحتها، وكيف استطاع التوصل إلى الأجوبة حول جميع تساؤلاته.

• كتابة مصادر ومراجع البحث العلمي:

تعتبر هذه الخطوة مهمة وضرورية في نموذج خطة بحث في مجال الصحة النفسية، فيجب على الباحث أن يذكر ما هي المراجع والمصادر العلمية التي استند إليها عند إعداد هذا البحث.

ويجب على الباحث أن يتبع قواعد الأمانة العلمية في توثيق هذه المراجع، والذي بدوره يرفع من موثوقية البحث وقيمته العلمية.

وهذه المصادر قد تكون عبارة عن كتب أو صحف أو مجلات علمية أو مواقع إلكترونية وغيرها.

• كتابة نتائج البحث العلمي:

وهي من الخطوات المهمة فعلى أساسها يضع المقيمون أراءهم في البحث، ويطرحون أسئلتهم وما لديهم من استفسارات حول مشكلة البحث.

يوضح الباحث في هذه الخطوة كيف تمكن من التوصل إلى استنتاجاته، وهل وافقت نتائجه الفروض التي قام بوضعها في بداية البحث، وما هي الوسائل والأدوات التي تم استخدامها .

• كتابة خاتمة البحث العلمي:

وهذه الخطوة لا تقل أهمية عن سابقاتها، ويجب على الباحث أن يكتب خاتمة البحث العلمي التي تتسم بالاختصار بكل دقة.

-يجب على الباحث أن يذكر الآراء العلمية حول مشكلة البحث، وماهي التوصيات والمقترحات التي قدمها علماء أخرون حول المشكلة النفسية التي يتناولها البحث.

ومن الممكن أن يكتب الباحث كلمات الامتنان والشكر لكل من ساعده في بحثة من مشرفين وأساتذة.

نموذج خطة بحث في مجال أصول التربية

 تستند التربية إلى أصول مستمدة من العلوم التي تفيد في فهم جوانبها المختلفة مثل علم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ وعلم السياسة وعلم الاقتصاد والفلسفة، ومن الأصول التي تقوم عليها التربية ما يلي:

الأصول الاجتماعية والثقافية:

هذه الأصول تُستمد من علم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجي أي علم دراسة الانسان، وهذه الأصول حولت التربية من عملية فردية إلى عملية اجتماعية ثقافية، لأن المدخل إلى فهم التربية ينبغي ألاّ يكون من زاوية الفرد وحده أو من زاوية المجتمع مجرداً عن حياة الأفراد، بل يجب أن يكون هذا المدخل متكاملاً يقوم على الدراسة العضوية بين الفرد وبيئته التي تعني غيره من الأفراد وما يعيشون فيه من أنظمة وعلاقات وقيم وتقاليد ومفاهيم، فالتربية تستمد مقوماتها من المجتمع الذي تعمل فيه.

الأصول النفسية:

تتأثر التربية بالمجتمع وثقافته، فعندما تقوم التربية على دراسة المجتمع والثقافة من أجل توجيه العمل التربوي وتنظيم الخبرة التربوية، فإنها تعتبر الفرد نقطة البداية لهذا التوجيه، ولهذا فإنها تأخذ من علم النفس الكثير من القوانين لتطبيقها على التعليم وتفسير السلوك الإنساني من أجل ضبطه واختيار وسائل توجيهه، فمهمة علم النفس هي دراسة الوسائل التي تحقق عملية النمو التربوي، فهو يترجم أهداف التربية إلى عادات سلوكية يكتسبها الأطفال والتلاميذ خلال مراحل التعليم المختلفة.

الأصول التاريخية:

الدراسة التاريخية للمجتمع تعين على فهم تطور التعليم ومواجهة مشكلاته بصورة أكثر وضوحاً على أساس التعرف على أهم القوى السياسية والاقتصادية والثقافية التي تشكل المجتمع وأثرها على خلق ما يواجهه التعليم من مشكلات، فتوجيه التعليم والتعمق في مفاهيمه ومشكلاته يستند إلى الأسس التاريخية، فالتعليم يمثل جانباً من الثقافة التي ينتمي اليها، ينفعل بما فيها من قوى وبما انفعلت به من عوامل ومؤثرات 

الأصول السياسية:

التربية تعمل على إطار سياسي، فهي تخدم مجتمعاً معيناً بأهداف معينة، والتعليم هو أداة تكوين المواطن، ومن ثم كان اهتمام الدولة بتوجيهه والإشراف عليه، وهو يُعتبر السبيل إلى تكوين صفات الديمقراطية وتنميتها لدى المواطنين، والتعليم هو السبيل إلى التربية السياسية وتكوين المواطن الواعي بحقوقه وواجباته، وتزداد أهمية التعليم في فترات التغير السياسي وانتقال السلطة، وعلى ضوء ذلك تتحدد مواقف وعمليات مختلفة في التعليم مثل نوع الإدارة التعليمية والمسؤوليات والحقوق في كل موقع.

الأصول الاقتصادية:

التربية تعتبر من مجالات الاستثمار، والتنمية الاقتصادية تتطلب تغييراً في عمليات الإنتاج وتدريباً للقوى العاملة وتوزيعها بعد تدريبها وإكسابها المهارات اللازمة لإحداث التطور، فزيادة الثروة الوطنية ليست رهناً بوفرة المواد الخام فقط أو بوفرة رأس المال فحسب، بل لا بد من القوة العاملة المدربة والمؤهلة بمهارات وتخصصات متنوعة تقوم بالعمل وتؤديه على أحسن وجه.

الأصول الفلسفية:

إذا كانت التربية تتأثر بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وبمؤثرات العملية التاريخية، فإنها لابد أن تقوم على دراسة هذه الأوضاع وتلك المؤثرات والاختيار من بينها في ضوء تصورات واتجاهات تحدد مستقبل المجتمع الذي تعمل فيه، ولما كانت وظيفة الفلسفة تحليل هذه الأوضاع ونقدها نقداً دقيقاً لإقامة الاختيار على أساس عملية تواجه به التناقض بين القوى المختلفة والاتجاهات المتضاربة فلا بد أن تكون التربية وثيقة الصلة بوظيفة الفلسفة وأساليبها، وبعبارة أخرى، إذا كانت الفلسفة هي النشاط الثقافي الذي يعبر فكرياً عن أوضاع الثقافة ومشكلاتها ويحاول تعديلها وتطويرها، فالتربية هي المجهود العلمي الذي يهدف إلى ترجمة قيم هذه الفلسفة إلى عادات واتجاهات ومهارات سلوكية لدى الأفراد.

الأصول الإدارية لتنظيم العمل التربوي وتوجيهه:

التربية ليست مجرد أهداف واتجاهات وقيم، فهي جهد منظّم يتمثل في علاقات وتفاعلات بين الأفراد العاملين في مجالها والمتصلين بها والمشرفين على توجيهها، ولا بد لها من إطار إداري وتنظيمات إدارية تحقق لهذه التفاعلات والعلاقات التنظيم والتنسيق والتوجيه من أجل ترجمة ما تصبو إليه من أهداف وما تقوم عليه من قيم اجتماعية واقتصادية وسياسية، فالإدارة ليست إجراءات روتينية، بل هي تنظيمات تكفل ترجمة الفلسفة التي يتبناها المجتمع إلى نظم وأساليب وأوجه نشاط تتخذ مساراً معيناً في الواقع، والإدارة هي عملية تحويل النظريات والفلسفات من مجرد الفكر إلى التطبيق الفعلي في صورة منظمة.

بعد ذلك يقوم بكتابة قائمة المصادر والمراجع والتي استفاد منها وعاد إليها خلال بحثه العلمي ، ويجب أن يحرص على ترتيبا وفق أسس الترتيب الأكاديمية المتبعة .

وهكذا نرى أن نموذج خطة البحث العلمي يلعب دورا كبيرا في مساعدة الباحث على تجنب الأخطاء التي قام بها الباحثون السابقون ، لذلك يجب على الباحث أن يطلع على خطة البحث ، و أن يعلم كيفية كتابتها ، وأهميتها ، وأن يعمل على تجنب الوقوع في الأخطاء ، ومن ثم يطلع على أكثر من نموذج خطة بحث .

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مفيدة بينا لكم فيها أهمية نموذج خطة البحث العلمي ودورها في البحث .

يمكنك الحصول على المساعدة في اعداد خطة بحث مميزة عبر تواصلك مع فريق العمل مباشرة من خلال خدمةإعداد خطة البحث / المقترح البحثي (الإطار العام)

مواضيع ذات صلة :

خطة البحث العلمي

خطوات كتابة البروبوزال