طريقة نقل المادة العلمية من المصدر‎

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر‎

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر‎

تم التحرير بتاريخ : 2024/08/12

اضفنا الى المفضلة

جدول المحتويات

مفهوم المادة العلمية في البحث العلمي

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر النظري

الاقتباس المباشر من المصدر

الاقتباس الغير مباشر من المصدر

أبرز أشكال الاقتباس غير المباشر في البحث العلمي

الاقتباس مع التلخيص

الاقتباس مع التحليل والشرح

الاقتباس المختلط

متى يعتمد الباحث علمي على الاقتباس مع إعادة الصياغة

التبسيط والتوضيح للبيانات والمعلومات

التلخيص للمادة العلمية

رفع مستوى النصوص الواردة في المصدر

تحويل رسائل الماجستير أو الدكتوراه إلى ورقة علمية قابلة للنشر

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر مع إعادة الصياغة

أهمية نقل المادة العلمية من المصدر

أهم معايير وقواعد نقل المادة العلمية في البحث العلمي

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر

إن معرفة كيفية استخدام طريقة نقل المادة العلمية من المصدر من الأمور التي لا بدّ منها، وذلك من قبل أي باحث علمي، أو طالب دراسات عليا، او أكاديمي مقبل على كتابة بحث أو دراسة أو نص علمي اكاديمي.

فمن المعروف أن المصادر والمراجع ومختلف الدراسات التي تحتوي على المادة العلمية، من الأسس التي تسمح بإثراء وإغناء الدراسة العلمية ووصولها الى استنتاجات منطقية علمية سليمة.

تعتبر المادة العلمية المستمدة من مختلف المصادر المباشرة أو غير المباشرة إحدى أبرز وسائل إثراء وإغناء البحث العلمي، ومن دونها لا يمكن الوصول الى دراسة علمية متميزة مثبتة بالبراهين والأدلة.

وهذا ما يستوجب من الباحث العلمي أن يكون قادراً على نقل المادة العلمية بالشكل السليم الذي يحيط بجميع جوانب الدراسة، وهو ما يسمح لها الوصول الى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

 

 

مفهوم المادة العلمية في البحث العلمي:

إن المادة العلمية في البحث أو الرسالة العلمية تشير الى المعلومات التي تستمد من مصادرها النظرية، ومن المتابعة الحسية للمشكلة او الظاهرة البحثية، وتدل على ما يرتبط بالتحليلات الواردة بمختلف الدراسات السابقة المرتبطة بالبحث الحالي.

ومن خلال طريقة نقل المادة العلمية من المصدر يعمل الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا على سرد البيانات والمعلومات الموثوقة المرتبطة بالظاهرة أو المشكلة البحثية لدراسته العلمية.

يعمل الباحث العلمي من خلال المادة العلمية على تزويد القراء بالمعلومات والبيانات الموثوقة التي بذل جهد كبير في الوصول اليها ونقلها الى دراسته العلمية، بغض النظر عن اللغة التي كتبت بها تلك المادة، وهل هي ذات لغة البحث او لغة أخرى.

تعكس غزارة المادة العلمية وسلامتها مجهودات الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا، وهي تغني الدراسة البحثية بالمصادر التي ترفع من منزلة وأهمية الدراسة العلمية.

يهدف من جمع المادة العلمية اكتشاف منابع الدراسة العلمية، والتي ترتبط بمختلف مصادر ومراجع البحث، والتي يجب أن تكون ذات علاقة وثيقة بالموضوع البحثي، والتي يتم حصرها من خلال البدء بمصادر ومراجع عامة، وبعد ذلك يتم الانتقال الى المراجع الحديثة والأكثر تخصصاً.

تأتي أهمية طريقة نقل المادة العلمية من المصدر بأنها عنصر أساسي في نجاح الدراسة العلمية واكتسابها القيمة العلمية، فهذه القيمة ترتبط بشكل رئيسي بسلامة المادة العلمية وقوتها وموثوقيتها وارتباطها بالدراسة قيد البحث.

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر النظري:

يمكن للباحث العلمي ان يستخدم أكثر من طريقة بهدف نقل المادة العلمية من المصدر النظري، واهم هذه الطرق ما يكون من خلال الاقتباس المباشر أو غير المباشر بما يتضمنه من تلخيص او إعادة في الصياغة.

هذا وقد يكون المصدر احد الكتب، أو الأبحاث العلمية، او الرسائل العلمية، أو الأوراق العلمية، او المقالات العلمية، او إصدارات اللقاءات او الندوات العلمية، او منشورات المجلات العلمية السابقة، أو غيرها من دراسات سابقة.

وسنعمل من خلال الفقرات التالية الاطلاع على هذه أهم طرق نقل المادة العلمية من المصدر النظري، ومن أبرزها نذكر ما يلي:

الاقتباس المباشر من المصدر:

إن الاقتباس المباشر يعتبر من أهم الطرق وأكثرها شيوعاً، فقد يستخدم طالب الدراسات العليا أو الباحث العلمي في طريقة نقل المادة العلمية من المصدر النظري أسلوب الاقتباس المباشر، أو كما يسمى الاقتباس الحرفي.

ومن خلاله يتجه الباحث العلمي إلى نقل المادة العلمية او النص المقتبس الذي ينوي الاعتماد عليه بشكل حرفي كما ورد بالمصدر، دون أن يجري عليه أية تعديلات فلا يحذف أو يضيف أية كلمة أو عبارة.

إن إشارة الباحث العلمي لعملية نقل المادة العلمية من المصدر بشكل حرفي تكون من خلال وضع النص المقتبس حرفياً بين علامتي التنصيص "...".

ولكن من المهم عدم تجاهل التوثيق العلمي للمادة المقتبسة ويكون ذلك بوجود رقم متسلسل إلى جانب علامة التنصيص.

ووفقاً لطريقة التوثيق المعتمدة يكون هناك رقم مماثل للرقم المتسلسل سواء في الهامش او في قائمة المصادر والمراجع، وإلى جانب الرقم المتسلسل بالهامش او قائمة المصادر، تجري عمليات التوثيق بالشكل العلمي الصحيح المتوافقة مع الأسلوب المطلوب من الجامعة أو أية جهة أخرى ستقدم إليها الدراسة البحثية.

ومما يجب الإشارة إليه ان نقل المادة العلمية من المصدر باستخدام الاقتباس المباشر يفترض ان لا يتجاوز في الحجم ستة أسطر، أما إن كان حجمه أكبر من ذلك فعلى الباحث العلمي ان يفصل بين متن البحث العلمي وبين النص المقتبس فيه مستخدماً في ذلك المسافات.

الاقتباس الغير مباشر من المصدر:

إن طريقة نقل المادة العلمية من المصدر النظري الاكثر شيوعاً هي دون أدنى شك الاقتباس غير المباشر، ومن خلالها يعمل الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا على إعادة الصياغة للنصوص التي يتم اقتباسها ونقلها من المصدر.

فتكون العبارات والكلمات مختلفة عن الشكل الذي ظهر في المصدر، ولكن مع ضرورة الحفاظ على الهدف والمعاني والافكار الواردة بالمصدر وعدم الإخلال بها.

وقد تكون إعادة الصياغة بالاقتباس مع التلخيص، او مع الإضافة، والهدف هو جعل النص المقتبس يكون واضح ومفهوم بشكل أكبر.

أبرز أشكال الاقتباس غير المباشر في البحث العلمي:

إن الاقتباس مع إعادة الصياغة (اقتباس غير مباشر) هو طريقة نقل المادة العلمية من المصدر النظري، وهذه الطريقة الرئيسية لها عدة أشكال فرعية يمكن للباحث العلمي أن يستخدم أي منها في نقل المادة العلمية ووفقاً لحاجته.

وفي مختلف أشكال الاقتباس الغير مباشر يفترض من الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا أن يضع المادة العلمية التي تمّ نقلها واقتباسها من المصدر مع إعادة الصياغة بين قوسين، وإلى جانب القوس يوضع رقم متسلسل.

ووفقاً لطريقة التوثيق المعتمدة يكون هناك رقم مماثل للرقم المتسلسل سواء في الهامش او في قائمة المصادر والمراجع، وإلى جانب الرقم المتسلسل بالهامش او قائمة المراجع تجري عمليات التوثيق بالشكل العلمي الصحيح المتوافق مع الأسلوب المطلوب من الجامعة أو أية جهة أخرى ستقدم إليها الدراسة البحثية

  • الاقتباس مع التلخيص:

يبقى هذا الشكل الأكثر استخداماً بين طرق الاقتباس مع إعادة الصياغة، ومن خلاله يقوم الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا بنقل المعلومات والبيانات من المصدر مع اختصارها قدر الإمكان، وبالتالي يظهر حجم النص المقتبس أقل من حجمه في النص الأصلي.

ومن المهم هنا ان لا يؤثر التلخيص والاختصار على معاني ومضامين وأهداف النص أو المادة العلمية كما كانت في مصدرها، وهذا ما يستوجب المحافظة على الأفكار والبيانات والحقائق التي وردت بالنص الذي جرى الاقتباس منه.

وغالباً ما يتم لجوء الباحث العلمي لهذا الشكل من أشكال الاقتباس والنقل للمادة العلمية لكي لا تتجاوز نسب الاقتباس المسموح بها من الجامعة او الجهة التي سيقدم لها البحث او الرسالة او أية دراسة علمية.

  • الاقتباس مع التحليل والشرح:

وهو من الطرق الرئيسية التي يعتمدها الباحثون العلميون والطلاب في نقل المادة العلمية، وهي أحد أشكال الاقتباس الغير مباشر، وإن كان يتم بشكل معاكس للاقتباس مع الاختصار الذي يختصر النص الأصلي ويكون بحجم أقل.

فهنا يكون النص في البحث او الدراسة العلمية أكبر من حجمه في المصدر، حيث يقوم الباحث العلمي بتوسيع النص من خلال إضافة بعض التحليلات او الشروحات لكي تظهر الدراسة أكثر عمقاً ووضوحاً وتفصيلاً ولكن مع حجم أكبر.

  • الاقتباس المختلط:

إن هذه الطريقة من طرق الاقتباس الغير مباشر والذي يكون مع إعادة الصياغة يعمل الباحث العلمي من خلالها على الجمع بين الطريقتين السابقتين.

فمن جهة يعمل الباحث العلمي على اختصار المادة العلمية التي تمّ الاقتباس منها بالشكل الذي تعرفنا عليه بالاقتباس مع الاختصار، ومن جهة أخرى فهو قد يتوسع في جوانب أخرى من المادة العلمية، فينقلها مع تقديم شروحات وتحليلات تساعد في توضيحها، وذلك كما بالشكل الذي ذكرناه في الاقتباس مع التحليل والشرح.

كما أن الأسلوب المختلط قد يتم الجمع فيه بين النقل والاقتباس الغير مباشر بأحد الأشكال التي تعرفنا عليها مع الاقتباس الحرفي المباشر الذي عرضناه في الفقرة السابقة.

متى يعتمد الباحث العلمي على الاقتباس مع إعادة الصياغة؟

إن الاعتماد على الاقتباس الغير مباشر مع إعادة الصياغة يعتمد ليكون طريقة نقل المادة العلمية من المصدر في حالات أو لأسباب متعددة، فما هي أبرز الأسباب التي تدفع الطالب او الباحث العلمي لاختيار هذه الطريقة من طرق الاقتباس والنقل للمادة العلمية؟

  • التبسيط والتوضيح للبيانات والمعلومات:

يعتبر هذا السبب من الاسباب الرئيسية لإعادة الصياغة للمادة العلمية المنقولة من المصدر، ويتم ذلك عندما تكون صياغة النص الأصلي ليست واضحة ويصعب فهمها من قبل القارئ في حال نقلها بشكل حرفي كما هي.

كما يمكن أن تكون المعلومات مضغوطة بشكل كبير فيأتي التوسيع والشرح الذي يسمح بتوضيحها وفهمها من قبل القراء في الدراسة قيد البحث.

فهذا الأمر سيجعل القراء يستوعبون بشكل كامل المعلومات والمواد التي تمّ نقلها، وستكون القراءة سلسلة وجذابة أكثر للقارئ الذي يفهم تماماً ما يقرأه.

  • التلخيص للمادة العلمية:

كما ذكرنا فإن السبب الرئيسي للاقتباس مع الاختصار، هو تلخيص المادة العلمية الطويلة التي لا يمكن نقلها كما هي لعدم تجاوز نسب الاقتباس المحددة من قبل التي ستقدم إليها الدراسة العلمية.

كما يمكن ان يكون الاختصار لعدم إشعار القارئ للدراسة بالملل من قراءة اقتباس طويل قد يخرجه من ترابط البحث العلمي الحالي، فلا يفهمه بشكل مطلوب أو لا يستمتع بقراءته.

ولتجاوز ذلك يبقى الحل الأمثل هو إعادة صياغة النص الأصلي من خلال تلخيصه لحجم أقل، دون أن يكون هناك إخلال بالمحتوى الذي ورد بالنص الأصلي، مع ضرورة أن تتم المحافظة على البيانات الرئيسية كما وردت بالنص الأصلي.

  • رفع مستوى النصوص الواردة في المصدر:

قد تكون المادة العلمية في المصدر مهمة ومفيدة وتساهم في إثراء البحث الحالي قيد الدراسة، ولكنها بالوقت ذاته مصاغة بلغة فيها ضعف، كأن تكون العبارات غير مترابطة وليست متناسقة، او ان تكون تحتوي على أخطاء لغوية ونحوية وإملائية عديدة.

أو أن المصدر قد اعتمد على العديد من الكلمات العامية التي لا يفترض الاعتماد عليها في الكتابات العلمية الأكاديمية.

وهنا يفترض من الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا ان لا ينقل المادة العلمية كما هي بأخطائها، فذلك سيضعف من دراسته ويقلل من جودتها.

والافضل في هذه الحالة أن يعمل الباحث على إعادة صياغة المادة العلمية بشكل يرفع من جودتها، فتظهر مترابطة ومتناسقة، وخالية من أية أخطاء إملائية او لغوية او نحوية.

  • تحويل رسائل الماجستير أو الدكتوراه إلى ورقة علمية قابلة للنشر:

قد يحتاج طالب الدراسات العليا في العديد من الحالات الى نقل رسالته العلمية إلى ورقة علمية قابلة للنشر بأهم المجلات العلمية المحكمة، مع ما يفترضه الأمر من استخدام طريقة نقل المادة العلمية من المصدر مع إعادة الصياغة والاختصار.

فالمجلات العلمية المحكمة تطلب الالتزام بحجم مصغر للبحوث والاوراق العلمية المنشورة فيها، بينما نجد رسائل الماجستير أو الدكتوراه فيها توسع كبير.

وهو ما يستوجب ان تتم علمية النقل للمادة العلمية مع اختصارها بشكل كبير، ولكن مع المحافظة على جوهر البحث، ومع الحرص على جميع شروط إعداد وكتابة البحوث القابلة للنشر التي تفرضها الجهة المستهدفة بالنشر.

طريقة نقل المادة العلمية من المصدر مع إعادة الصياغة:

إن طريقة نقل المادة العلمية من المصدر مع إعادة الصياغة يفترض أن تتم من خلال خطوات متسلسلة منتظمة، وذلك كما سيظهر فيما يلي:

  1. قبل نقل المادة العلمية من مصدرها لا بدّ من قراءتها بشكل هادئ ومعمق، للتأكد من مدى ارتباطها بالدراسة قيد البحث، ومدى مساهمتها في إثرائها وإغنائها.

  2. يعمل الباحث العلمي على تجميع العناصر المكررة في المصدر أو العناصر المتشابهة فيما بينها (في حال كان هناك تكرار او تشابه)، ويتم العمل على تجميع تلك العناصر في إطار وحيد وعنصر واحد، بحيث يصل الباحث العلمي الى نص جديد يمكن تقسيمه إلى عدد من الفصول الموجزة ذات المحتوى المتشابه.

  3. يتوجه الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا لأن يحدد الافكار الرئيسية من المادة العلمية وما ينبثق عنها من أفكار فرعية، وفي المرحلة اللاحقة يتم العمل على إعادة الصياغة بأسلوب مختلف وأسلوب جديد يحمل أسلوب الباحث العلمي ويظهر إمكانياته من خلال القوة والترابط، مع الحرص على ان تكون الفقرات واضحة مفهومة ولا تخل بأفكار ومعاني النص كما هو في المادة العلمية في مصدرها الاصلي.

  4. إن طريقة نقل المادة العلمية من بعض المصادر لا يمكن أن تكون إلا من خلال النقل والاقتباس الحرفي المباشر دون اية محاولة لإعادة الصياغة، فعلى سبيل المثال فإن الاقتباس من القرآن الكريم او من السنة النبوية الشريفة يكون حرفي ومباشر حصراً.

  5. لا بدّ على الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا أن يدرك ان عمله البحثي هو أحد أرقى الأعمال العلمية الاكاديمية، وبالتالي لا بدّ من ان يظهر بأبهى صورة.

وهو ما يحتاج أثناء نقل المادة العلمية ان يكون هناك تنسيق وترتيب وتنظيم لجميع الكلمات والعبارات والفقرات المفهومة والواضحة والمترابطة التي يكمل بعضها بعضاً، مما يجعلها قابلة للفهم بكل بساطة وسهولة.

  1. من المهم اثناء إعادة الصياغة للمادة العلمية ان يتجنب الباحث العلمي استخدام الكلمات الغامضة او العبارات الغير مفهومة، والحرص على أن تكون اللغة قوية غير ركيكة بحيث تجذب القارئ لإكمال اطلاعه على الدراسة التي بين يديه.

  2. إن توجه الباحث العلمي إلى الاقتباس المباشر هو امر لا يمكن ان يكون فيه إخلال للمعنى الوارد بالنص الأصلي لأنه يكون قد نقل كما هو من مصدره، في حين ان إعادة الصياغة تستلزم الانتباه والتدقيق للحفاظ على المعنى وعدم الإخلال بالأهداف والبيانات والمعاني الواردة بالنص الأصلي.

  3. من المهم للغاية الحفاظ في عملية إعادة الصياغة على أخلاقيات البحث العلمي، بما تستلزمه من أمانة علمية وتوثيق لكل المعلومات والمواد العلمية المقتبسة، أو للحفاظ على الموضوعية والصدق والحياد، فلا تنقل معلومات وبيانات وحقائق من المادة العلمية وتحجب معلومات وبيانات وحقائق أخرى بما يتناسب مع مصالح ورغبات الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا.

أهمية نقل المادة العلمية من المصدر:

هناك أهمية كبيرة ووظائف عديدة يمكن تحقيقها من خلال نقل المادة العلمية من المصدر سواء تم ذلك عبر الاقتباس الحرفي المباشر، او وفق أحد أشكال الاقتباس الغير مباشر مع إعادة في الصياغة.

وتظهر أهمية نقل المادة العلمية من المصدر بشكل رئيسي من خلال ما يلي:

  1. تسمح بالتأصيل الموضوعي الاكاديمي لمختلف الآراء والأفكار العلمية التي تكون مرتبطة بشكل وثيق بمشكلة أو موضوع البحث العلمي.

  2. توفير الاحتياجات والمتطلبات التي تحتاج لها البحوث والرسائل ومختلف الدراسات العلمية.

  3. الاستدلال على الآراء والأحكام التي يسعى الباحث العلمي أن يذهب إليها ويؤكدها، والتي يسعى لإثباتها بالحكم والدليل.

  4. تسمح طريقة نقل المادة العلمية من المصدر للباحثين العلميين او الطلاب أو الأكاديميين المتخصصين أن يتفاعلوا مع بعضهم البعض، وأن يتبادلون الأفكار والبيانات والآراء والتحليلات، وهو ما سيساهم في الوصول الى الاكتشافات المبتكرة والجديدة التي تنعكس على تطور العلوم والمجتمعات.

  5. العمل على جمع مختلف الآراء والأفكار المتنوعة المرتبطة بالمشكلة أو الموضوع البحثي، والعمل على أن تتم دراسة كل ما ورد في المادة العلمية من مختلف المصادر التي تمّ الاعتماد عليها، والمقارنة فيما بينها، وبينها وبين الدراسة الحالية، مع تبيان نقاط القوة للعمل على تعزيزها ونقاط الضعف لتجاوزها وسد الثغرات فيها، وهذا ما سيسمح للباحث العلمي تحقيق أهداف الدراسة العلمية والنتائج المنتظرة منها.

أهم معايير وقواعد نقل المادة العلمية في البحث العلمي:

بغض النظر عن طريقة نقل المادة العلمية من المصدر التي اتبعها الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا، فهو ملزم باتباع مجموع معايير وقواعد تضمن سلامة عملية النقل بما يحقق الفائدة المستهدفة منها، وأبرز هذه المعايير هي ما يلي:

  1. إن الأمانة العلمية من أبرز المعايير التي يفترض الالتزام الكامل بها من قبل كافة الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا، فمن غير الممكن قبول النقل دون عمليات التوثيق للمصدر، وأن يكون النقل دقيق فلا يتم التعديل او التحريف على المضامين والمعاني والأهداف، فمن المهم ان لا يكون هناك أي إخلال بذلك بأي شكل من الأشكال.

  2. من أهم الامور التي ترتبط بعملية الاقتباس من المادة العلمية، ان يتم الاعتماد على دراسات سابقة مرتبطة بالموضوع البحثي قيد الدراسة وتساهم في إثرائها، والتي تكون موثوقة ذات مصداقية وحديثة.

  3. إن الباحث العلمي قد يحتاج مع نقل المادة العلمية من المصدر أن يعمل على النصوص او الفقرات التي نقلها واقتبسها بشكل مباشر او غير مباشر، وهنا يعمل الباحث العلمي على توضيح سبب النقل والاقتباس من المادة العلمية، ويشير إلى مصداقية المصدر وموثوقيته، ويشير الى دور الاقتباس في تحقيق أهداف الدراسة العلمية.

  4. على الباحث العلمي اثناء عمليات النقل للمادة العلمية أن يحرص على يوثق جميع المصادر والمراجع العلمية التي اعتمد عليها في بحثه، ليجنب نفسه سمة المنتحل او السارق الأدبي.

ومن المهم للغاية أن يلتزم الباحث العلمي بإحدى طرق التوثيق العلمي الاكاديمي المتعارف عليها عالمياً، وبحال تحديد الجهة التي ستقدم اليها الدراسة العلمية لأسلوب توثيق محدد فلا بدّ من الالتزام بتلك الطريقة تحديداً.

  1. من ابرز معايير نجاح طريقة نقل المادة العلمية من المصدر النظري تجنب التكرار والحشو عند النقل مع إعادة الصياغة، فلا يعتمد على المادة العلمية التي تخرج عن موضوع الدراسة العلمية.

  2. إن نقل المادة العلمية ذات الفقرات الطويلة لا يفترض اقتباسه حرفياً، فالباحث العلمي سيتجاوز بذلك نسب الاقتباس المسموح بها، وسيشعر القارئ بالملل، وقد يتشتت ذهنه نتيجة الاطالة بالفقرات المقتبسة.

  3. من المهم للغاية اعتماد الباحث العلمي على مصادر موثوقة وحديثة، فالنقل من المادة العلمية الغير موثوقة سيؤثر على جودة الدراسة قيد البحث، وهو ما سيؤثر على وصول الدراسة العلمية الى النتائج والحلول السليمة المستهدفة.

  4. على الباحثين العلميين او الطلاب الالتزام بجميع معايير وشروط الجامعة أو الجهة المستهدفة بتقديم الدراسة البحثية إليها، فعل سبيل المثال إن فرضت أساليب توثيق معينة فيفترض الالتزام بها، مع الالتزام بنسب الاقتباس المسموح بها، والاعتماد على مصادر متنوعة لإثراء البحث.

  5. إن عمليات النقل من المادة العلمية لا يمكن أن تنجح في حال الاستعجال والتسرع، بل المفروض أن تتم العملية بكل هدوء ودقة، لعدم إغفال ما تحتويه المادة العلمية من بيانات ومعلومات أساسية لا بدّ من الاستعانة بها لإثراء الدراسة الحالية ووصولها الى الاستنتاجات المنطقية السليمة.

  6. من المهم ان تعرض المادة العلمية بشكل منطقي أكاديمي ومنتظم، مع تجنب العشوائية في نقل المادة العلمية وعرضها، والمادة العلمية يفترض أن تعتمد على عموم المادة لا على نتائجها فقط لكي لا تكون الدراسة قاصرة، فهو سيقلل من جودة الدراسة العلمية.

  7. إن المادة العلمية النظرية متنوعة فهي قد تكون من خلال الكتب او المقالات العلمية، أو البحوث أو الرسائل العلمية، أو اصدارات المؤتمرات العلمية أو المجلات المحكمة أو غيرها من دراسات سابقة.

وهنا يجب الاعتماد على مصادر متنوعة لا أن يتم الاعتماد على مصدر واحد دون غيره من المصادر، ليتمكن الباحث من تغطية وإثراء جميع جوانب دراسته البحثية.

وبلك نكون قد اطلعنا عل مفهوم المادة العلمية في البحث العلمي وأشرنا إلى أهم طرق النقل للمواد العلمية من مصادرها الموثوقة، وأبرزها الاقتباس المباشر من المصدر، والاقتباس الغير مباشر من المصدر.

ثمّ انتقلنا للحديث عن أبرز أشكال الاقتباس غير المباشر في البحث العلمي مثل الاقتباس مع التلخيص، والاقتباس مع التحليل والشرح، والاقتباس المختلط.

وأجبنا عن التساؤل الذي يطرحه الكثير من الطلاب والباحثين العلميين حول متى يعتمد الباحث علمي على الاقتباس مع إعادة الصياغة؟ وأبرزها بهدف التبسيط والتوضيح للبيانات والمعلومات، او التلخيص للمادة العلمية، او رفع مستوى النصوص الواردة في المصدر، او تحويل رسائل الماجستير أو الدكتوراه إلى ورقة علمية قابلة للنشر.

كما تعرفنا على أهمية النقل للمواد العلمية من مصادرها، وأشرنا إلى أهم معايير وقواعد نقل المادة العلمية في البحث العلمي.

بالإضافة إلى إلقاء الضوء بشكل موسع على طريقة نقل المادة العلمية من المصدر مع إعادة الصياغة، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.

 

 المصدر:

جمع وتوثيق المادة العلمية، 2022  اكاديمية الوفاق

https://wefaak.com/%D8%AC%D9%85%D8%B9 

أساليب جمع المادة العلمية وطرق الاستدلال، 2023، مجلة دائرة البحوث و الدراسات القانونية و السياسية

https://www.asjp.cerist.dz/en/article/211959

معايير جمع وتوثيق المادة العلمية، 2022، أكاديمية بي تي اس

https://www.bts-academy.com/blog_det.php?page=134

كيفية تلخيص الدراسات السابقة بالطريقة العلمية السليمة،2022، مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية

https://mobt3ath.com/dets.php?page=57

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك