أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث

أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث

أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث

تم التحرير بتاريخ : 2024/08/07

اضفنا الى المفضلة

جدول المحتويات

مفهوم البحث العلمي وأهميته

مفهوم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث

ما هي أخلاقيات البحث العلمي

ما هي مواصفات الباحث العلمي

أبرز المسائل الأخلاقية في البحث والنشر العلمي

أهم أخلاقيات البحث العلمي

النزاهة والصدق والأمانة

العمل المنظم الدقيق البعيد عن العشوائية والتسرع

الموضوعية والصدق والحياد

احترام الملكيات الفكرية ومجهودات الآخرين

أخلاقيات التعامل مع أفراد العينة الدراسية

العمل على النشر العلمي في وسائل معتمدة

عدم مخالفة القوانين الوضعية والتشريعات الدينية والعادات والأعراف الاجتماعية

أهم مواصفات الباحث العلمي

امتلاك المعارف والمؤهلات العلمية

الشغف تجاه البحث واكتشاف الجديد

أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث

ان التعرف على أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث من الامور التي يجب التعرف عليها والالتزام بها من قبل أي باحث علمي، او من قبل طلاب الدراسات العليا.

علماً أن مواصفات الباحث العلمي وأخلاقيات البحث العلمي أمر يحتاج من الباحث العلمي أن يطبق في عمله البحثي أساسيات المبادئ الاخلاقية، مع ضرورة تجنب كل ما يخالف تلك الأخلاقيات.

وبالخصوص أن مخالفتها سيؤدي دون أدنى شك الى فشل الدراسة البحثية وعدم تحقيق أهدافها، وهو ما سيكون له انعكاس سلبي على الباحث العلمي بشكل خاص، وعلى تطور المجتمعات والعلوم بشكل عام.

فالبحوث العلمية الاكاديمية تعتمد بشكل أساسي على الثقة، وهو أمر يستلزم من الباحث العلمي أن يعتمد الموضوعية والحياد والصدق، وهو ما يسمح الوصول الى دراسة علمية سليمة دقيقة، والتي تكون قابلة للنشر والاستفادة منها على نطاق واسع.

  

مفهوم البحث العلمي وأهميته:

إن ضرورة اتباع أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث تستمد من أهمية البحث العلمي بذاته، فما هو البحث العلمي؟ وما هي اهميته؟

إن البحث العلمي عبارة مؤلفة من كلمتين الاولى منهما البحث وثانيهما العلم.

والبحث حو مصدر للفعل الماضي "بحث" ويعني التقصي أو التحري، أو الاكتشاف...، وبشكل عام يمكن اعتبار كلمة بحث باختصار هي التقصي والاستكشاف طلباً للوقائع والوصول الى الحقائق.

أما العلم فيشير الى الدراية والمعرفة، وإلى معرفة الحقائق والاحاطة بها من جميع جوانبها، وادراك كل ما يتصل بها.

وبناءً على كل ما ذكرناه نستطيع أن نعرّف البحث العلمي بالتقصي العلمي المنظم البعيد عن العشوائية، والذي يتبع منهجية علمية وأساليب أكاديمية محددة تقود الى الاكتشافات والحلول الأصيلة، أو التي تستهدف دراسات ونظريات سابقة بهدف تأكيدها أو تعديلها أو نفيها أو سد ثغراتها وإضافة ما هو جديد اليها.

وبذلك نجد أن الهدف او الغاية التي تسعى إليها الدراسات العلمية بمختلف مجالاتها لا تخرج عادة عن اختراع المعدوم واكتشاف الجديد، إيجاد الحلول العلمية، جمع المتفرق، سد الثغرات وتكميل النواقص، تهذيب واختصار المطول، تعيين وتوضيح المبهم، تفصيل المجمل، تبيان الأخطاء وتصويبها، ترتيب المختلط والعشوائي.

ومن التعاريف المميزة الكلاسيكية للأبحاث العلمية يمكن أن نقول بأن البحث العلمي هو دراسة معمقة او عرض مفصل، يحاول الباحث العلمي من خلاله الوصول لحقائق واكتشافات وحلول جديدة، أو التأكيد على حقائق قديمة وإضافة الجديد اليها، أو العمل على نفيها أو تصويبها وسد الفجوات فيها.

ويعتبر البحث العلمي مفتاح تطور وتقدم الإنسان، والوسيلة الأساس لحل المشكلات والظواهر المختلفة، ويولد البحث العلمي كنتيجة لحب الاستطلاع، والسعي الى المعرفة واكتشاف الحقائق التي تغذي الدوافع لدى الباحث العلمي الذي يحتاج كذلك لتطوير الوسائل التي تعالج بها.

وتظهر أهمية اخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث من خلال أهمية دور الباحث الساعي الى الحقيقة، والذي يساهم بشكل كبير في تعزيز التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي وغيرها من المجالات الأخرى. 

ونظراً لأهمية البحوث العلمية ودورها في رقي الأمم والحضارات، ولدورها الرئيسي في التطور الهائل الذي نشهده في عالمنا الحالي، فإن الدول المتقدمة والساعية الى النمو تدعم الهيئات العلمية والبحثية والجامعات، وتشجع وتحفز وتقدّم كل أشكال الدعم لرفع مستوى الدراسات البحثية فيها كماً وكيفاً، بما يساهم في التنمية المستدامة وتطور الدول.

مفهوم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث:

إن التعرف على مفهوم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث يقودنا للاطلاع بدايةً إلى التعرف على مفهوم أخلاقيات البحث العلمي، ثمّ الانتقال للتعرف على مواصفات الباحث العلمي التي يجب أن يتحلى بها لنجاح عمله البحثي.

  • ما هي أخلاقيات البحث العلمي؟

إن العلاقة بين الأخلاق والبحوث العلمية من العلاقات الوثيقة، فالالتزام بمختلف أخلاقيات البحث العلمي شرط أساسي لنجاح الدراسة العلمية، والتخلي عن الأخلاقيات والانقياد خلف الميول والأهواء الشخصية سيدمر الدراسة البحثية ويقودها إلى الفشل.

وهنا نشير إلى أن الاخلاق كمفهوم يشير الى الصفة التي يجب أن تستقر في الإنسان وتظهر بسلوكياته وكلامه، فيكون كلامه وخلقه حسن ولطيف وجميل، بعيد عن السلوكيات القبيحة أو الكذب او الكلام المسيء.

ومن المهم للغاية التحلي بالأخلاق الحسنة، وهنا نشير إلى ضرورة أن تكون أخلاقيات البحث العلمي حسنة ومتميزة، مما يستلزم من الباحث العلمي التحلي بعمله البحثي بجميع المعايير الأخلاقية وأن يحافظ عليها طوال مشواره البحثي.

وبناءً على ذلك نجد أن الدراسات البحثية ليست عملية أكاديمية معرفية منهجية تساهم في الوصول الى معارف جديدة أو حلول مبتكرة وحسب، بل هي عمل أخلاقي أولاً، فلا تقبل الدراسات التي لا تلتزم بتلك الأخلاقيات.

وعلى الباحث العلمي طوال مشواره البحثي التحلي بالموضوعية والصدق والحياد والنزاهة الفكرية، بعيداً عن أي شكل من أشكال التحيز أو الانقياد خلف المصالح والرغبات الشخصية حتى إن خالفت الواقع العلمي.

مع ضرورة توخي الموضوعية والدقة، وأن يحرص الباحث العلمي على الأمانة العلمية، وتجنب أي شكل من أشكال الانتحال او السرقة الأدبية لأعمال الآخرين، وذلك يكون عبر توثيق الاقتباسات المباشرة او غير المباشرة، ونسب الاعمال الى أصحابها الحقيقيين.

وكل ما وصل له عالمنا الحالي من تطور ورقي لم يكن من الممكن الوصول اليه دون التزام الباحثين العلميين بمختلف أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، وخصوصاً أن مسؤوليات الباحثين العلميين تفوق مسؤوليات الأشخاص العاديين، فما يقومون به ويقدمونه له تأثير كبير على تطور العلم ورقي المجتمع.

  • ما هي مواصفات الباحث العلمي؟

إن الباحث العلمي هو الدارس الذي يخصص جزء مهم من وقته ومجهوداته في الأعمال البحثية التي توصل الى شتى أنواع المعارف، والذي يسعى للوصول الى الاكتشافات الجديدة او الحلول الإبداعية، أو الذي يسعى لنقد النظريات والبحوث السابقة لتأكيدها او نفيها، أو لتصويبها، أو تعزيزها وسد الثغرات فيها.

وبذلك نجد الدور الهام للغاية الذي يمكن أن يلعبه الباحث العلمي في التقدم والتطور العلمي، وذلك من خلال تقديمه للعديد من الحلول للمشكلات البحثية، أو الاستنتاجات المنطقية التي تحقق أهداف دراسته البحثية.

ولوصول الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا إلى النجاح، وليتمكن من المساهمة  في التطور العلمي والمجتمعي، فإنه يفترض أن يقدّم العديد من الحلول الإبداعية للمشكلات العالقة في الدراسات البحثية، وهو ما يحتاج منه امتلاك العديد من الصفات.

ومن أهم مواصفات الباحث العلمي الناجح امتلاكه المعارف الواسعة، والخبرات الكبيرة، والمهارات الابداعية والقدرة على الابتكار ورؤية ما لا يراه الآخرون، ولكن ذلك لن يكون كافياً دون امتلاك أخلاقيات البحث العلمي وابرزها الموضوعية والحياد والصدق، وغيرها من مواصفات سنطلع عليها في فقرة لاحقة من هذا المقال.

وبشكل عام لا بدّ للباحث العلمي الناجح أن يمتلك الكفاءة العلمية والاستعدادات الفطرية والنفسية والأخلاقية، والعديد من المواصفات الأخرى. 

أبرز المسائل الأخلاقية في البحث والنشر العلمي:

قبل التعمق في أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، نشير باختصار إلى أبرز المسائل الأخلاقية التي ترتبط بشكل مباشر بالبحث العلمي وعمليات النشر العلمي، وأهم هذه المسائل هي:

  1. الصدق والموضوعية والنزاهة في جميع مراحل البحث العلمي، وهو ما يجب أن يتحلى به أي باحث أو ناشر أكاديمي.

  2. من المهم أن يكون هناك آلية علمية واضحة لمراجعة الاعمال البحثية، للتأكد من نزاهتها وجودتها وأنها من الأعمال البحثية الرصينة.

  3. الحرص على تبيان حقوق الملكية الفكرية بإسناد كل فكرة او نص الى صاحبه الأساسي.

  4. الحرص على الموضوعية باعتبارها من اسس العمل البحثي، وذلك يكون في مختلف مراحل البحث العلمي، بدايةً من اختيار المشكلة البحثية، إلى جمع البيانات والمعلومات البحثية ودراستها وعرضها ومناقشتها وتحليلها، وصولاً الى الاستنتاجات التي تعرض كما هي دون أي تعديل، فلا يتم إضافة أو حذف أي نتيجة تماشياً مع الاهواء والميول الشخصية.

أخلاقيات البحث العلمي:

عند عرضنا أهم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث العلمي سنجد أن هناك ارتباط وثيق فيما بينهما، وأن هناك العديد من النقاط المشتركة بينهما، فالالتزام بجميع أخلاقيات البحث العلمي من ضمن المواصفات التي لا بدّ من ان يتحلى بها الباحث العلمي، بالإضافة الى الصفات الاخرى المرتبطة بمعارفه ومهاراته وإبداعاته وخبراته.

ولكن بدايةً ما هي أبرز أخلاقيات البحث العلمي؟

  • النزاهة والصدق والأمانة:

ربما تكون هذه المواصفات من أهم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، وهي سمات لا يمكن الابتعاد عنها بأي مرحلة من مراحل دراسته العلمية.

فيقوم باختيار المشكلة البحثية المناسبة التي تحمل جميع شروط النشر العلمي، ويجمع جميع المعلومات والبيانات الموثوقة والحديثة التي تثري الدراسة وتغنيها، فلا يختلق بيانات أو معلومات غير موجودة ويدسها في دراسته، ولا يحجب أي بيانات ومعلومات بما يتناسب مع ميوله ورغباته ومصالحه الشخصية.

وتستمر النزاهة والصدق  في جميع المراحل البحثية، وبالخصوص في مرحلة النتائج بحيث يعرض جميع النتائج المثبتة التي وصل اليها، ولا يعدّل أو يضيف أو يخفي أي شيء منها بما يتناسب مع فرضيات دراسته، أو مع مصالحه ورغباته وميوله الشخصية او المجتمعية.

كما على الباحث العلمي ان يتجنب الاحتيال والتضليل والسرقة العلمية، وأن يعمل على توثيق جميع مصادر ومراجع دراسته البحثية، سواء تلك التي اقتبس منها بشكل مباشر حرفي، أو بشكل غير مباشر مع إعادة في الصياغة.

  • العمل المنظم الدقيق البعيد عن العشوائية والتسرع:

إن الوصول الى دراسة متكاملة بنتائج منطقية سليمة أمر غير ممكن دون العمل المنظم وفق المنهجية العلمية المعتمدة، بعيداً عن جميع اشكال التسرع او العشوائية التي تقود إلى دراسة فاشلة بأخطاء كبيرة.

وبالتالي يمكننا اعتبار العمل المنظم والهادئ والدقيق والعناية بجميع مراحل الدراسة البحثية، ومنحها ما تستحقه وتحتاج إليه من وقت وجهد امر أساسي لسلامة الدراسة ووصولها الى الاستنتاجات والحلول المنطقية المستهدفة.

وفي هذا الإطار نشير الى أهمية الخطة البحثية، ومن خلالها وضع خطة للوقت الذي يحتاجه البحث العلمي بالكامل، وتحديدي الوقت الذي تحتاجه كل خطوة من خطوات البحث.

وهذا عامل رئيسي لمنح كل عنصر بحثي ما يحتاج اليه من جهد ووقت، وأن تتم الدراسة بجميع خطواتها دون تسرع او عشوائية تضعف البحث او الرسالة العلمية، إن لم تفشله بشكل كامل.

  • الموضوعية والصدق والحياد:

 إن هذه الخصائص من اهم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، فلا يمكن لأي بحث او رسالة تحقيق النجاح والتقييم المستهدف دون أن يتسم الباحث العلمي بجميع محاور دراسته بالموضوعية والحياد.

مع يحتاجه ذلك الأمر من تجنب الآراء والميول الشخصية في جميع المراحل البحثية، وبشكل خاص في اختيار موضوع البحث والمنهج العلمي المتبع، وفي جمع البيانات والمعلومات وعرضها وتحليلها، وفي خطوة عرض النتائج (كما ظهر معنا بشكل مسبق).

  • احترام الملكيات الفكرية ومجهودات الآخرين:

إن العمل العلمي يعتمد بشكل كبير على المصادر والمراجع ومختلف الدراسات السابقة، وهو ما يفرض على الباحث العلمي العديد من المعايير والشروط الواجب الاهتمام بها والالتزام بجميع مراحلها.

وفي هذا الإطار فإن الباحث العلمي يفترض أن يتجنب أي شكل من اشكال الانتحال والسرقة الأدبية، حيث تلزم أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث أي طالب دراسات عليا أو باحث علمي ان يوثق بشكل علمي أكاديمي سليم جميع مصادر ومراجع البحث العلمي.

فلا يتم التغافل عن توثيق أي اقتباس حرفي (مباشر) او مع إعادة في الصياغة (غير مباشر)، وبغض النظر عن المرجع او المصدر البحثي، مع تجنب دس المعلومات والبيانات المغلوطة.

وكما أن احترام الملكية الفكرية أمر أساسي فإن التعامل الاخلاقي لا يقل أهمية، فالعديد من البحوث والرسائل العلمية تعتمد بشكل رئيسي على الدراسات السابقة والنظريات لنقدها، سواء لتعزيزها او نفيها أو تأكيدها، أو سد الثغرات فيها وتصويب الدراسة.

وفي جميع هذه الحالات يفترض أن يكون النقد علمي موضوعي بعيد عن أي شكل من اشكال النقد أو التجريح الشخصي للباحثين الآخرين.

  • أخلاقيات التعامل مع أفراد العينة الدراسية:

إن أفراد عينة الدراسة في الكثير من الدراسات البحثية يكونون أصحاب الدور الرئيسي في جمع البيانات والمعلومات البحثية، وبالتالي فإن الدراسة بكليتها تبنى على ما يقدمه هؤلاء المبحوثين.

ومن أهم أخلاقيات البحث العلمي التعامل بشكل انساني مع هؤلاء الأفراد بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، فيفترض التعامل معهم بكل احترام وبأخلاق عالية.

مع ضرورة الحفاظ على سرية معلوماتهم وبياناتهم الشخصية، وبالخصوص في حال ارتباطها بأمور شخصية أو مرضية، او أية معلومات لا يرغب المبحوث أن يعلمها الآخرون، ولكنه منح ثقته للباحث وأفصح له عن تلك المعلومات التي يبني دراسته عليها.

والى جانب الاحترام والصدق والنزاهة في التعامل مع أفراد عينة الدراسة، من المهم أن يترك الباحث العلمي لهم حرية المشاركة في الدراسة، وفي حال رغبتهم الانسحاب فيجب منحهم الحرية وعدم الضغط عليهم.

وبالإضافة إلى كل ذلك فإن بعض الدراسات قد تتضمن مشاركة المبحوثين فيها بعض الخطورة عليهم ، او تتسبب لهم ببعض الاحراج، وفي هذه الحالة من المهم أن يقوم الباحث العلمي بمصارحتهم بكل ما قد يتعرضون إليه، وأن يحصل على موافقات خطية بالمشاركة في الدراسة العلمية.

وهنا نشير الى أن مصارحة المستجيبين مع توضيح اهمية دورهم في البحث العلمي، وشكرهم على المشاركة، واحترامهم وعدم التعالي عليهم، سيجعل المستجيبين للدراسة يثقون بالباحث ويبادلونه الاحترام، ويمنحونه المعلومات والبيانات الدقيقة التي تساعده على أن يصل الى دراسة علمية سليمة.

في حين ان التعامل معهم بعيداً عن أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، قد يدفعهم لمنحه معلومات وبيانات مغلوطة، لا يمكن البناء عليها بالوصول الى بحث علمي ناجح يحقق الاهداف المنتظرة منه.

  • العمل على النشر العلمي في وسائل معتمدة:

إن الدراسات البحثية مهما كانت قيمّة ومهمة، فإنها لن تحقق الفائدة المنتظرة منها إن لم تنشر في الوسائل العلمية المناسبة، لأن هذه الوسائل مهمتها ايصال تلك الدراسات الى القراء وخصوصاً الطلاب والباحثين العلميين المتخصصين.

وبالتالي فإن التطور والنهوض العلمي والمجتمعي يستلزم من الباحثين العلميين ان يعملوا على نشر دراساتهم البحثية في أهم المجلات العلمية المحكمة، وأن يحسن اختيار المجلة المعتمدة واسعة الانتشار والتي تحقق جميع فوائد النشر، ويمكن ان توصل البيانات والمعلومات البحثية للجمهور المستهدف.

  • عدم مخالفة القوانين الوضعية والتشريعات الدينية والعادات والأعراف الاجتماعية:

إن أهم أخلاقيات البحث العلمي تفترض على الباحث العلمي العمل أن لا يخالف أية تشريعات وضعية للدولة، وأن لا تعارض دراسته الاديان السماوية، بالإضافة الى ضرورة أن لا تخالف الدراسة الأعراف والعادات في المجتمع الذي تتم فيه الدراسة ويصدر فيه البحث العلمي.

أهم مواصفات الباحث العلمي:

نصل من خلال حديثنا عن أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث الى الحديث عن مواصفات الباحث العلمي التي سنجد أنها تشمل من ضمنها الالتزام بجميع أخلاقيات البحث العلمي بالإضافة الى بعض المواصفات الأخرى.

ولكن ما هي أهم مواصفات الباحث العلمي:

  • امتلاك المعارف والمؤهلات العلمية:

من المواصفات الرئيسية والبديهية بالوقت ذاته، امتلاك الباحث العلمي المعارف، والخبرات، ومختلف الإمكانيات والمؤهلات العلمية، التي تسمح له بإجراء دراسة علمية معمقة، تحقق الفائدة للعلم أو المجتمع.

فعلى سبيل المثال من غير الممكن لإنسان غير متخصص في العلوم الهندسية، ان يصل الى دراسة بحثية هندسية أصيلة لها اهمية في تطور هذا المجال العلمي، ولها انعكاس إيجابي على المجتمع أو الأفراد.

  • الشغف تجاه البحث واكتشاف الجديد:

من مواصفات الباحث العلمي المتميز أنه عاشق لعمله البحثي ويجد متعة كبيرة فيه، ولديه الحافز الدائم لاكتشاف المجهول والوصول الى حلول لم يسبقه أي باحث علمي إليها.

فهذه الميول وهذا الشغف سيكون عامل أساسي في أن يضع الباحث العلمي كل وقته وجهده في سبيل الوصول الى أهداف دراسته البحثية، وهو لن يشعر بأي ملل أو تعب بل سيعمل بدقة وتعمق للوصول الى ما يصبو إليه، مع شعور بالاستمتاع في كل خطوة يخطوها في دراسته البحثية.

  • تجنب التكرار والبحث عن الجديد في مجاله العلمي:

يمكن اعتبار هذه السمة امر مشترك بين أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، فلا يعمل على سرقة مجهودات الآخرين وتكرراها ونسبها الى نفسه، وهو أمر فيه احتيال وسرقة ادبية ولن يحقق أي فائدة للعلوم والمجتمعات.

بل الباحث الجيد هو الذي يسعى لدراسة امور لم تكتشف بعد، أو يحاول سد الفجوات في دراسات ونظريات سابقة، او العمل على تعزيزها وتصويبها بما يقدّم الجديد للعلم والمجتمع.

  • اختيار موضوع علمي سليم والاعتماد على مصادره الاصلية والموثوقة:

إن مشكلة او موضوع البحث هي الأساس التي سيستند عليه العمل البحثي بشكل كامل، وهو ما يستوجب من الباحث العلمي أن يختار مشكلة بحثه بكل عناية ودقة، لأن ذلك سيكون الركيزة الاساس لنجاح الدراسة.

ومن مواصفات الباحث العلمي الجيد انه يعمل على اختيار موضوع أصيل وجديد بعيداً عن المواضيع المستهلكة بدراسات سابقة، وأن يحمل جميع مواصفات البحث القابل للدراسة والحل والتحقيق، مع ضرورة أن تكون له أهمية وفائدة عامة تساهم في تطور العلم أو المجتمع.

ومن مواصفات الباحث العلمي أيضاً أنه يعتمد في جمع بياناته ومعلوماته البحثية سواء من المصادر المباشرة او غير المباشرة على المصادر الموثوقة.

فلا يعتمد على أية بيانات تحتمل الصدق والكذب معاً، بل يعتمد على مصادر ذات موثوقية، ومرتبطة بدراسته البحثية، وتساهم بوضوح في إثراء البحث العلمي ووصوله الى الاستنتاجات المنطقية السليمة.

فإن كان الاعتماد على مصادر غير مباشرة كالكتب والبحوث والاوراق والمقالات العلمية، فيجب الحرص على تنوع المصادر وموثوقيتها، ومصداقية الجهات الناشرة لها، مع ضرورة ان تكون بيانات حديثة ومرتبطة ارتباط وثيق بالمشكلة البحثية.

أما عند اعتماده على مصادر مباشرة فهو يحرص على أن يتم توضيح جميع خصائص ظاهرة البحث أو مجتمع الدراسة، ويكون اختياره للعينة الدراسية موضوعي وحيادي هدفه الوحيد الوصول الى بيانات سليمة يمكن ان تعمم على مجتمع البحث، دون أي تفكير بالرغبات أو الميول الشخصية.

وهو يحرص كذلك على اختيار الأداة المناسبة للدراسة، لا الأداة المريحة والأقل تكلفة حتى إن كانت غير قادرة على منحه المعلومات والبيانات الدقيقة.

  • احترام الآخرين والآراء الصادرة عنهم:

كما ظهر معنا سابقاً من خلال أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث، من المهم للغاية ان يتعامل الباحث العلمي بأخلاق عالية مع الباحثين الآخرين، ويحترم آراءهم والمجهودات التي بذلوها حتى إن لم يقتنع بها.

وإن كان هناك خلاف بالرأي فتتم مناقشته بشكل علمي موضوعي، يتم فيه طرح القرائن والبراهين بعيداً عن التجريح والتعامل الشخصي.

كما يفترض كما ظهر معنا احترام آراء أفراد العينة الدراسية وتدوينها كما هي دون أية محاولات للتأثير عليهم، او الاساءة والتجريح بحقهم.

  • الدقة والهدوء والصبر والتنظيم والبعد عن العشوائية:

إن العشوائية والعرض الغير منظم سيؤدي حتماً الى فشل الدراسة العلمية، التي تعتبر من ارقى الأعمال البحثية المنظمة، والتي تحتاج الى وضع خطط منظمة والسير بشكل متسلسل ومترابط وفق منهجية البحث، للوصول الى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.

وهذا كله يتطلب الكثير من الدقة والهدوء في العمل، بعيداً عن التسرع الذي يقود الى ارتكاب العديد من الأخطاء التي تؤثر على جودة البحث وسلامة نتائجه.

وبالتالي يمكننا ان نضيف الصبر والمثابرة الى المواصفات التي لا بدّ من ان يتحلى بها الباحث العلمي، وذلك ليتمكن من تجاوز أية صعوبات او عقبات تواجهه، ولكي لا يشعر بالاستسلام في حال فشل له أي مشروع بحثي، بل يجب ان يزيده ذلك إصراراً على الوصول الى دراسات جيدة تستحق أعلى التقييمات، والنشر بأهم منصات النشر العلمي بالعالم.

 فمن مواصفات الباحث الجيد التأني ومنح كل عنصر أو خطوة من خطوات دراسته ما تحتاج اليه من وقت، وذلك وفق مخطط زمني تمّ إعداده بعناية قبل البدء بالمشوار البحثي الفعلي، وهو ما يسمح الوصول الى الاستنتاجات والحلول الدقيقة بالشكل الانسب.

  • الاخلاص والأمانة العلمية:

إن أول ما يمكن الحديث عنه عند عرض أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث هو الأمانة العلمية، وتجنب أي شكل من أشكال الاحتيال أو السرقة العلمية.

فلا يمكن سرقة أعمال الآخرين ونسبها إلى أنفسنا، ولا يمكن قبول دس المعلومات والبيانات المغلوطة، أو إظهار معلومات وبيانات ونتائج وإخفاء أخرى بناءً على دوافع شخصية او مجتمعية غير علمية.

وهو ما يستوجب كذلك توثيق جميع مصادر ومراجع البحث التي تمً الاقتباس منها بشكل حرفي او غير حرفي مع إجراء تعديلات بالصياغة.

كما ان الباحث العلمي إلى جانب الامانة يفترض ان يخلص لعمله البحثي، ويضع في سبيل تحقيقه بالشكل الأمثل أفضل إمكانياته المعرفية، وأن يبذل وقته وجهده في سبيل تحقيقه بالشكل الامثل.

  • امتلاك الذكاء والمهارات الإبداعية والقدرة على الابتكار:

إن اهم العلماء والباحثين العلميين هم أولئك الذين يمتلكون الموهبة والذكاء والمهارات الكبيرة والقدرة على الابتكار، فهذه الخصائص هي ما تسمح لهم الوصول الى ما لا يراه الآخرون ولا يستطيعون اكتشافه.

وهم الأقدر على الوصول الى الفجوات البحثية ودراستها بالشكل الأمثل بما يساهم في التطور العلمي والمجتمعي، بشكل لا يمكن الوصول اليه من قبل الباحثين العاديين.

  • الحياد والموضوعية:

إن أبرز أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث  هي التزامه بالحياد والموضوعية والنزاهة والصدق، وهي أمور سبق وتعرفنا عليها بالتفصيل في فقرة سابقة من هذا المقال.

  • حُسن التعامل مع عينة الدراسة:

إلى جانب الاختيار الحيادي والموضوعي لأفراد العينة الدراسية بعيداً عن الميول الشخصية بما يسمح بتعميم النتائج على مجتمع البحث، على الباحث العلمي التعامل المحترم والمتواضع مع المستجيبين في دراسته، وأن يلتزم بجميع أخلاقيات البحث العلمي في التعامل مع أفراد عينة الدراسة كما ذكرنا سابقاً.

مع ضرورة ان يعامل جميع المبحوثين بمساواة ودون تمييز، فكما كان اختياره عشوائي وحيادي من ضمن أفراد مجتمع البحث، دون ان يكون هناك افضلية لفرد على آخر بالاختيار، فيفترض أن يكون التعامل كذلك حيادي وسليم ومنطقي.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم البحث العلمي وأهميته، وأشرنا ما هي أخلاقيات البحث العلمي؟ وما هي مواصفات الباحث العلمي؟ وذكرنا أبرز المسائل الأخلاقية في البحث والنشر العلمي.

وانتقلنا للحديث عن أهم أخلاقيات البحث العلمي وأبرزها النزاهة والصدق والأمانة، والعمل المنظم الدقيق البعيد عن العشوائية والتسرع، والموضوع والحياد، واحترام الملكيات الفكرية ومجهودات الآخرين، وأخلاقيات التعامل مع أفراد العينة الدراسية، والعمل على النشر العلمي في وسائل معتمدة، مع عدم مخالفة القوانين الوضعية والتشريعات الدينية والعادات والأعراف الاجتماعية.

وانتقلنا للاطلاع على أهم مواصفات الباحث العلمي وأبرزها امتلاك المعارف والمؤهلات العلمية، والشغف تجاه البحث واكتشاف الجديد، وتجنب التكرار والبحث عن الجديد في مجاله العلمي، واختيار موضوع علمي سليم والاعتماد على مصادره الاصلية والموثوقة.

مع ضرورة احترام الآخرين والآراء الصادرة عنهم، والدقة والهدوء والصبر والتنظيم والبعد عن العشوائية، والاخلاص والأمانة العلمية، وامتلاك الذكاء والمهارات الإبداعية والقدرة على الابتكار، والحياد والموضوعية، وحُسن التعامل مع عينة الدراسة.

سائلين الله تعالى ان نكون قد قدمنا لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الفائدة المنتظرة من مقالنا لهذا اليوم حول أخلاقيات البحث العلمي ومواصفات الباحث.

 

 المصادر:

أخلاقيات البحث العلمي والصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث، 2023، مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية

https://mobt3ath.com/dets.php?page=980

أخلاقيات البحث العلمي، 2022، جامعة ابن خلدون تيارت

https://moodle.univ-tiaret.dz/course/info.php?id=929&lang=ar

أخلاقيات البحث، 2023، ويكيبيديا

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AE%D9

من هو الباحث العلمي وما هي أبرز صفاته، 2022، أكاديمية بي تي اس

https://www.bts-academy.com/blog_det.p

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك