المنهج الكمي في البحث العلمي
 

 المنهج الكمي في البحث العلمي
 

 المنهج الكمي في البحث العلمي  

تم التحرير بتاريخ : 2022/07/26

اضفنا الى المفضلة

جدول المحتويات

محتويات المقال:

  1. مفهوم المنهج الكمي في البحث العلمي

  2. أهداف البحث الكمي

  3. خصائص المنهج الكمي في البحث العلمي

  4. أهم الأدوات المستخدمة في المنهج الكمي

  1. الاستبيانات

  2. المقابلات

  3. الملاحظة

  4. التحليل والمراجعة للبيانات

  1. نصائح ترتبط باستخدام المنهج الكمي في البحث العلمي

  2. خطوات تصميم الابحاث الكمية

  1. مقدمة البحث

  2. الإطار النظري في البحوث الكمية

  3. اجراءات المنهجية الدراسية

  4. عرض نتائج البحث الكمي

  5. توصيات واقتراحات الباحث العلمي

  1. مميزات المنهج الكمي في البحث العلمي

  2. عيوب المنهج الكمي في البحث العلمي

  3. الفارق بين المنهج الكمي والمنهج الكيفي

المنهج الكمي في البحث العلمي

 

يعتبر المنهج الكمي في البحث العلمي أحد المناهج العلمية الأكثر استخداماً في الدراسات العلمية المنتمية الى مجالات مختلفة.

وهذا ما يوجب على الباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا أن يكونوا على معرفة تامة بمختلف المناهج العلمية، بما فيها المنهج الكمي ومفهومه وخصائصه وأهدافه.

كما يجب على الباحث العلمي أن يعرف الفرق بين المنهج الكمي والمنهج الكيفي، لكي يدرك متى يستخدم كل منهج منهما.

وبالخصوص أن معظم العلماء والباحثين العلميين لا يعتقدون بإمكانية الجمع بين هذين المنهجين، بينما يعتقد باحثون آخرون أنه يمكن الجمع بين المنهجين الكمي والكيفي في دراسة واحدة.

وبشكل عام فإن المنهجية الكمية يتجه الى تطبيقها في المجالات العلمية والحقول التي لها ميزات ثلاث هي السببية الواضحة، والقابلية للملاحظة، والموضوعية العالية، ولذلك نجد أن المنهج الكمي في البحث العلمي يستخدم بشكل واسع في المجالات العلمية التجريبية.

مفهوم المنهج الكمي في البحث العلمي:

إن كلمة "كمي" هي اشتقاق من لفظ "الكم" كما أنها مشتقة من "كم" التي هي أداة استفهام تهدف الى التعرف على قياس أمر ما، مثل السؤال عن العمر (كم عمرك)، أو المسافة (كم يبعد ..) وغير ذلك من استفهام يفيد بالقياس.

أما اصطلاحاً فيمكننا تعريف المنهج الكمي في البحث العلمي، بأنه أحد الأساليب التي يستخدمها الباحثون العلميون في دراساتهم البحثية، بهدف تطبيق المفاهيم والنظريات بشكل سليم على أرض الواقع، ولاختبار الفرضيات التي لها صبغة علمية تطبيقية.

وبشكل عام فإن الطرق والأساليب المتبعة بالمنهجيات الكمية تؤكد على القياسات الموضوعية، وعلى تحليل البيانات والمعلومات التي جمعها من خلال المسوحات أو الاستقصاءات أو الاستطلاعات.

يتم التركيز في البحث الكمي على جمع وتحليل البيانات بشكل رقمي، والعمل على تعميمها على ظاهرة او مجتمع البحث العلمي.

أهداف البحث الكمي:

  1. تهدف البحوث الكمية الى تحديد العلاقات بين متغير أو متغيرات البحث المستقلة، مع متغير أو متغيرات البحث التابعة.

  2. تصميم الأبحاث الكمية الى بحوث تجريبية يدرس فيها الباحث عينة البحث قبل إجراء التجارب وبعدها، أو بحوث وصفية يتم فيها وصف العينة الدراسية لمرة واحدة.

  3. إن البحث العلمي يتعامل مع المنطق والارقام، ويستخدم الاشكال والجداول والهدف هو تقديم القيم الحقيقية بسلاسة ودقة، ويبقى التركيز الاكبر على البيانات والأرقام الثابتة غير القابلة للتغيير.

  4. تستند البحوث الكمية الى التفكير التفصيلي المتقارب لا إلى التفكير المتباين.

  5. شرح ومعالجة جميع البيانات بهدف الوصول الى النتائج الأفضل والأكثر دقة.

  6. تصنيف وحصر الميزات والحصول على النماذج الإحصائية.

خصائص المنهج الكمي في البحث العلمي:

  1. يمكن الاعتماد على هذا المنهج في العينات الدراسية الكبيرة التي تمثّل بدقة مجتمع الدراسة، مما يساهم في الوصول الى النتائج العلمية المنطقية السليمة.

  2. يستخدم الادوات البحثية الأكثر تنظيماً عند المقارنة مع الادوات البحثية المستخدمة في المناهج الاخرى.

  3. يتم تقديم أسئلة موضوعية واضحة في البحث الكمي، والبحث عن إجابات موضوعية

  4. يسمح بإعادة الدراسات والاختبارات وتكرارها، مما يعطي موثوقية ودقة للدراسات التي تستخدم المنهج الكمي في البحث العلمي.

  5. إن البيانات والمعلومات تكون من خلال الإحصاءات والأرقام.

  6. إن جميع الجوانب الدراسية في البحث الكمي يتم تصميمها بهدوء وعناية قبل التوجه الى خطوة جمع المعلومات والبيانات.

  7. إن الاستبانة وغيرها من الأدوات العددية لجمع المعلومات هي الأدوات المستخدمة في الأبحاث الكمية.

  8. يمكن تعميم النتائج البحثية على نطاق كبير في الدراسات الكمية، وهو ما يساعد على اكتشاف طبيعة العلاقات بين مختلف المتغيرات البحثية وبشكل أكثر مرونة، وهو ما يسمح بالتنبؤ والتوقع السهل والسليم للنتائج المستقبلية.

أهم الأدوات المستخدمة في المنهج الكمي:

  • الاستبيانات:

تعتبر الاستبيانات من أكثر الأدوات الدراسية المستخدمة في المنهج الكمي في البحث العلمي، ومن خلالها يعد الباحث أسئلة البحث المرتبطة بمشكلة أو موضوع البحث، والتي ينتقل بها من العام الى الخاص، ويقدمها الى المستجيبين، وبناءً على تحليل أجوبتهم يصل الى استنتاجات وحلول البحث العلمي.

يمكن للباحث العلمي تسليم الاستبيان المكتوب ورقياً الى المبحوث واستلامه منه بشكل شخصي مباشر، وإن كانت الوسائل التكنولوجية هي الاكثر استخداماً حالياً، كاستعمال البريد الالكتروني (الإيميل) او وسائط التواصل الالكتروني.

وللاستبيانات العديد من الأنواع وفق طريقة الاجابة التي تسمح لأفراد عينة الدراسة وهي:

  1. الاستبيان المفتوح الذي يسمح للمبحوث أن يجيب بالشكل الذي يريده على أسئلة الاستبيان، ويمكنه أن يشرح ويطيل في الإجابة كي يقوم بتوضيحها وإبراز سبب إجابته بتلك الطريقة.

وعلى الرغم من صدقية هذا النوع من الاستبيانات، إلا أنه صعب الترتيب والتنظيم والتحليل، لضخامة المعلومات التي يتم جمعها، ولأن بعضها قد لا يكون له صلة مباشرة بالمعلومات المطلوبة.

  1. الاستبيان المغلق وهو الاستبيان الذي يجد المبحوث في استمارة الاستبيان الى جانب كل سؤال من الأسئلة أجوبة محددة له، وعليه أن يختار أحدها.

لا يحق للمبحوث في هذا النوع التوسع ووضع أية شروحات، وإنما عليه اختيار إجابة من الإجابات فقط، وعلى سبيل المثال تنحصر الإجابة بين (أؤيد، أعارض، لا أهتم)، وغيرها الكثير الكثير من الأمثلة الأخرى.

وأهم ميزة لهذا النوع من الاستبيان سهولة الترتيب والتنظيم والتحليل، بالمقارنة مع الاستبيانات المفتوحة.

  1. الاستبيان المغلق المفتوح وهو الذي تحتوي استمارة الاستبيان فيه، على سؤال او مجموعة اسئلة يمكن للمبحوث الاجابة عليها بحرية كما الاستبيان المفتوح، كما أن الاستمارة تحتوي سؤال أو مجموعة اسئلة يجيب المبحوث عليها بشكل مقيد كما الاستبيان المغلق.

  2. الاستبيان المصور الذي يعتمده الباحث مع الأطفال أو الأميين الذين لا يجيدون الكتابة والقراءة، وتكون الاجابات من خلال اشكال او رسومات او صور يختار المبحوث إحداها.

وتتميز الاستبيانات بسهولة اجرائها، وبسرعة القيام بها وبقلة تكاليفها.

أما أبرز عيوبها ان بعض افراد العينة الدراسية لا يأخذون الاستبيان على محمل الجد، ويجيبون بعشوائية واستهتار مما يؤثر على دقة نتائج البحث.

كما أن عدم صياغة الاسئلة بالشكل المفهوم قد يؤدي لعدم فهمها من قبل المبحوثين، مما يؤثر على سلامة إجاباتهم، التي بدورها تؤثر على سلامة نتائج البحث.

  • المقابلات:

إن المقابلة من أهم الادوات المستخدمة في المنهج الكمي في البحث العلمي، ومن خلالها يقوم الباحث العلمي بالقيام بمقابلات مع أفراد العينة الدراسية، سواء بشكل فردي، او بشكل جماعي لمجموعات محددة، او القيام بمقابلة واحدة مع جميع المستجيبين.

يحدد الباحث العلمي نوع المقابلات، والاسئلة المطروحة فيها، كما انه يحدد زمانها، ويقرر مكانها وهل تكون بتواجد الباحث والمبحوث بالمكان ذاته، او باستخدام الوسائل التكنولوجية كإجراء المقابلة عبر السكايب أو الزووم او غيرها من وسائط تكنولوجية.

وقد وفرت الوسائل التكنولوجية على الباحثين العلميين الكثير من الجهد والوقت والمال، مما جعل الاعتماد على المقابلات يزداد بشكل كبير عن العقود السابقة قبل انتشار هذه الوسائل.

ينتقل الباحث العلمي عند صياغة اسئلة المقابلة من العام الى الخاص، ويختار النوع الذي يكون من خلال مقابلة مفتوحة يجيب فيها المبحوث بشكل حر (كما في الاستبيان المفتوح)، وهي من المقابلات صعبة التنظيم والتحليل لكثافة بياناتها.

كما أنه قد يختار المقابلة المغلقة التي يحدد فيها للمبحوث أجوبة محددة عليه الاختيار من ضمنها (كما في الاستبيان المغلق).

اما النوع الثالث والذي يعتبر الاكثر استخداماً في المقابلات فيسمح الباحث فيه للمبحوث ان يجيب بكل حرية، ولكنه يمكن أن يقاطعه في أي وقت وينهي المقابلة أو ينتقل الى سؤال آخر، وذلك عندما يسمع الإجابة التي يبحث عنها.

يضع الباحث العلمي أسئلة المقابلة بشكل مسبق، والتي تتدرج من العام باتجاه الخاص، والتي تكون وفق أحد الانواع التي تتحدد وفق نوع الإجابة التي يسمح للمستجيبين الإجابة بها وهي:

يفترض على الباحث أن يقوم بتدوين إجابات المبحوثين، كما انه يقوم بتسجيل ردود افعال المستجيب عند كل سؤال، فردود الافعال تمنح صدقية أكبر للإجابات لأنها تظهر مكنون المستجيب وصدق إجابته.

وبعد جمع المعلومات من المقابلات يمكن للباحث ان يقوم بتنظيمها ودراستها وتحليلها في البحث الكمي للوصول الى نتائج إحصائية رقمية دقيقة.

  • الملاحظة:

وهي تعتمد على مراقبة الظاهرة او الاختبار، أو الانتقال الى مكان المجتمع البحثي ومراقبة أفراده دون ان يشعروا وتسجيل الملاحظات الدقيقة التي يتم تحليلها وصولاً الى نتائج وحلول دقيقة.

تستخدم هذه الأداة من أدوات المنهج الكمي في البحث العلمي بشكل خاص مع العينات البحثية او المجتمعات التي لا يكون حجمها كبير، والتي تتم مشاهدتها ومتابعتها لاستكشاف الظواهر والوقائع التي ترتبط بالموضوع الدراسي.

ولإمكانيات وخبرة الباحث العلمي ودقة ملاحظته دور رئيسي في نجاح الملاحظة ووصولها الى النتائج المطلوبة، فهي تحتاج الى دقة ملاحظة وقدرة مميزة على الربط والتحليل.

تعتبر الملاحظة إحدى أصدق أدوات المنهج الكمي، وذلك عند استخدامها بالشكل الصحيح، ولكنها كما تتأثر بإمكانيات الباحث العلمي تتأثر كذلك بظروفه الشخصية، كما انها تتأثر بالظروف الخارجية كحالة الطقس على سبيل المثال.

وبالإضافة الى ما ذكرناه فإن الباحث العلمي لا يمكن أن يكون متواجداً بالوقت نفسه في عدة أمكنة، مما يجعل الملاحظة من الادوات الغير مناسبة للمشكلات والظواهر المتواجدة بأمكنة متعددة.

  • التحليل والمراجعة للبيانات:

من الطرق المعتمدة في المنهج الكمي في البحث العلمي طريقة مراجعة وتحليل البيانات العملية والمادية التي يمكن الحصول عليها من الوثائق الشخصية، او السجلات الرسمية، او عبر الأمثلة المادية. 

نصائح ترتبط باستخدام المنهج الكمي في البحث العلمي:

  1. على الباحث أو طالب الدراسات العليا الذي يستخدم المنهج الكمي في البحث العلمي أن يشرح البيانات التي قام بجمعها وتحليلها بشكل احصائي، بالإضافة الى شرح كافة النتائج التي ترتبط بمشكلة البحث العلمي.

  2. على الباحث العلمي شرح الأحداث الغير متوقعة التي تحصل عند جمع بيانات البحث العلمي، وأن يشرح كيفية اختلاف التحليل الذي خطط له الباحث، عن التحليل الذي جرى بشكل فعلي.

  3. من المهم شرح أسلوب تعامل الباحث مع البيانات التي يفقدها عند تحليله للبيانات، كما أنه يفترض أن يوضح ما استخدمه من تقنيات في مسح البيانات الدراسية.

  4. على الباحث اختيار إجراء إحصائي متكامل، وأن يقدم السبب المنطقي لاستخدام هذا الإجراء، مع ضرورة تحديد البرامج المستخدمة بالعملية الإحصائية.

  5. إن اعتماد المنهج الكمي يوجب تقديم إحصائيات وصفية، واستخدام إحصائيات استدلالية، مع تحديد حجم العينات البحثية، ومدى موثوقية كل متغير من متغيرات البحث.

  6. من المهم وضع افتراضات لكل إجراء بحثي وتوضيح هذه الافتراضات، وإظهار الخطوات المتخذة لمحاولة التأكد من صدق الفرضيات وصحتها.

  7. من المهم إرشاد القراء الى الأمور التي يبحثون عنها بالأشكال والجداول.

  8. من المهم عدم الاكتفاء بالاستنتاج بل إثبات وتحقيق مبدأ السببية، وبالخصوص بالتصميم الغير عشوائي، أو في حالة إجراء عدد محدود من الاختبارات.

  9. من أبرز النصائح للباحثين الذين يستخدمون المنهج الكمي في البحث العلمي استخدامهم للجداول عند تقديم القيم الإحصائية والرقمية الدقيقة، مع تضمين الدراسة الرسومات البيانية التي تظهر مدى الموثوقية عندما يسمح موضوع البحث بذلك.

خطوات تصميم الأبحاث الكمية:

لتصميم البحوث الكمية خطوات منظمة لا بدّ من القيام بها، والتصميم الأساسي يتألف من العناصر التالية:

  • مقدمة البحث:

على الباحث العلمي كتابة المقدمة المختصرة المعبرة عن موضوع البحث العلمي، والتي يوضح الباحث العلمي من خلالها بشكل واضح ودقيق وموجز مشكلة البحث العلمي، وسبب اختيارها، وأهميتها، والفوائد المنتظرة منها لتخصصها العلمي بشكل خاص، وللمجتمع بصورة عامة.

كما ان الباحث العلمي يذكر الهدف الرئيسي للدراسة، وأبرز الدراسات المستخدمة مع المنهجية المتبعة.

تستخدم في المقدمة الكلمات البسيطة والمفهومة، مع العبارات المترابطة والمتسلسلة التي تظهر إمكانيات الباحث، وتحفز القارئ على قراءة البحث العلمي.

  • الإطار النظري في البحوث الكمية:

يظهر الباحث في الإطار النظري لدراسته الخطوط الرئيسية للدراسة، ويوضح اهدافها وأسئلتها أو فرضيتها البحثية، ويقوم بتحديد المفاهيم والمصطلحات والأفكار المعقدة أو التي تحتاج الى بدراسة.

وبالتالي فإن الإطار النظري يضع المشكلة او الظاهرة البحثية بسياقها السليم، ومن خلالها يكمل الباحث إجراءاته النظرية التي تساهم في الوصول الى نتائج البحث العلمي.

تتميز المناقشات التي تستخدم في المنهج الكمي بأنها شاملة ومنطقية وتحليلية، ومن خلال هذه المناقشة التي مكانها هو الإطار النظري يعمل الباحث العلمي لربط النتائج التي يصل اليها الباحث في دراسته، بنتائج الدراسات السابقة التي وردت في القسم النظري.

  • اجراءات المنهجية الدراسية:

تحدد المنهجية المستخدمة في الأبحاث الكمية أهداف البحث، وكيفية الوصول اليها، مع ما يحتاجه ذلك من جمع وعرض البيانات وفق المنهج الكمي المعتمد في البحث العلمي، وبالتالي تتحدد بناءً على منهجية البحث ما يلي:

  1. تحديد المجتمع الدراسي بشكل دقيق الذي يمنح المعلومات والبيانات التي تساهم في الوصول الى نتائج منطقية سليمة.

كما ان الباحث عليه أن يختار افراد العينة الراسية بشكل حيادي وعشوائي بحيث تكون العينة معبرة عن مجتمع البحث، مع ضرورة ان يتناسب حجمها مع حجم مجتمع البحث وطبيعة البيانات التي يسعى الباحث لجمعها.

  1. على الباحث العلمي أن يختار بعد ذلك الأداة الدراسية المناسبة لجمع المعلومات والبيانات، وذلك كما ذكرنا في فقرة سابقة.

  2. يتجه الباحث بعد جمع المعلومات والبيانات الى ترتيبها وتنظيمها، ومن ثمّ يختار إحدى اساليب التحليل الإحصائي المناسبة، وهو ما يساهم في الوصول الى نتائج منطقية سليمة.

 

  • عرض نتائج البحث الكمي:

على الباحث العلمي أن يتجه الى عرضه بشكل دقيق وموجز وموضوعي، ويسعى الى صياغتها بشكل متسلسل ومرتب منطقياً، ولا يفترض ان يطيل الباحث أو يسترسل في التفسير، لأن المناقشة مكانها المتن لا قسم النتائج.

يتجه الباحث العلمي في عرض النتائج وفق المنهج الكمي في البحث العلمي الى استخدام صيغة الماضي، وفي معظم الدراسات تستخدم المخططات البيانية والرسوم والجداول الغير نصية، وهو ما يساهم في فهم القراء للبيانات والنتائج بشكل أكبر.

  • توصيات واقتراحات الباحث العلمي:

بعد ان يصل الباحث الى النتائج يمكن ان يضع بعض الاقتراحات والتوصيات المرتبطة والمتناغمة مع مشكلة البحث الحالي، والتي قد تكون تطوير لإحدى نقاطه، او تتمة لما وصل اليه البحث الحالي ببحث لاحق يبدأ من حيث انتهى هذا البحث.

مميزات المنهج الكمي في البحث العلمي:

  1. يستخدم المنهج الكمي في البحث العلمي بمجالات علمية متعددة ومنها  الاقتصاد، علم النفس، التسويق والعديد المجالات العلمية الاخرى.

  2. إن الأبحاث الكمية تختبر المتغيرات التجريبية، في نفس الوقت الذي تحد فيه من بروز المتغيرات الاعتراضية.

  3. يتوجه معظم الباحثين العلميين الى اعتماد المنهج الكمي في المواضيع التي يقومون بدراستها وتتوافر لها معلومات وبيانات متعددة.

  4. تسمح البحوث الكمية بدراسات أوسع شاملة لعدد كبير من الموضوعات البحثية، مع السماح وتعميم النتائج.

  5. يوفر المنهج الكمي المعايير والأسس الراسخة التي تساهم في جعل تكرار البحث ممكن، والعمل على تحليل البيانات والنتائج مع الدراسات المشابهة.

  6. يساعد المنهج الكمي في البحث العلمي الباحثين العلميين على تجنب التحيز والميول الشخصية، لأنه يحافظ على مسافة بين الباحث والمواضيع التي تطرحها الدراسة العلمية.

  7. يسمح هذا المنهج بالوصول الى موضوعية أكبر ونتائج أكثر دقة، وتؤمن الأبحاث العلمية التي تعتمد هذا المنهج الملخصات التي تدعم التعميمات المرتبطة بظاهرة البحث.

  8. يسمح للباحث العلمي أن يلخص المصادر الواسعة التي يمكن جمع المعلومات منها، مع إجراء المقارنات في الأزمان المختلفة والفئات المتعددة.

عيوب المنهج الكمي في البحث العلمي:

هناك العديد من الأمور التي تظهر كم خلالها عيوب المنهج الكمي، والتي تظهر بشكل أساسي من خلال:

  1. من اهم العيوب التي تؤثر على نتائج البحوث الكمية انحياز الباحث وعدم الحياد والموضوعية بالدراسة.

  2. قد يتجاهل بعض الباحثين العلميين في أحيان كثيرة هيكل الدراسة البحثية.

  3. إن البحوث الكمية لا تناقش معاني الأشياء لأفراد متنوعين ومختلفين.

الفارق بين المنهج الكمي والمنهج الكيفي:

بعد أن عرضنا أهم المعلومات حول المنهج الكمي في البحث العلمي نتجه في فقرتنا الأخيرة من هذا المقال الى عرض الفروقات الرئيسية بين هذا المنهج والمنهج الكيفي في البحث العلمي، وهو ما يظهر بشكل خاص من خلال ما يلي:

  1. يتجه الباحث العلمي في البحوث الكمية الى التحضير المسبق للأسئلة التي سيطرحها في مقابلاته واستبياناته، والتي تتسم بأنها أسئلة تقليدية، بينما يتجه الباحث في البحوث الكيفية الى الاعتماد على الملاحظة التفاعلية الدقيقة، او المقابلة الشخصية الموضوعية المتعمقة.

  2. يسعى الباحث في البحث الكيفي الى استخدام الأساليب الإنشائية في تفسير ظاهرة الدراسة، أما البحوث الكمية فهي تعتمد على الطرق الرقمية الإحصائية بتفسير ظاهرة الدراسة.

  3. تتجه الدراسات الكمية الى قياس المشكلة أو الظاهرة البحثية والعمل على تحليل بيانات ومعلومات البحث، بالشكل الذي يسمح بتعميم النتائج المستخرجة من الدراسة، في حين أن الدراسات الكيفية تسمح بفهم الظاهرة الدراسية ضمن اطار البحث، ولكن لا تكون هناك امكانية لتعميم النتائج الدراسية.

  4. تكون عينة البحث في البحوث الكيفية وبمعظم الاحيان عينات مقصودة، بحيث يتم اختيار الباحث لها بحسب ما يعتقد انه سيساعده على الوصول الى نتائج سليمة، في حين ان اختيار العينات الدراسية وفق المنهج الكمي يتم بشكل عشوائي من الافراد الذين يتشكل منهم مجتمع البحث.

  5. يبقى الباحث العلمي في البحوث الكيفية قريباً من مجتمع البحث او عينة الدراسة، كما انه في حال استعمل الملاحظة قد ينخرط  في المجتمع البحثي دون أن يشعر به المبحوثين، وذلك كي يجمع المعلومات والبيانات التي يحتاج اليها.

بينما يسمح استخدام المنهج الكمي في البحث العلمي يمكن ان يتم في المختبرات، او عبر الاستبيانات التي ترسل الى المستجيبين، ومن ثمّ الحصول على إجاباتهم دون الحاجة للتواصل المباشر او الشخصي معهم.

  1. هناك بعض الحالات التي نجد فيها ان الباحث العلمي في البحوث الكيفية ينحاز الى بعض الجهات من أفراد العينة الدراسية، بينما يكون الباحث العلمي ملزماً في الأبحاث الكمية بخطة البحث التي تمّ إعدادها بشكل مسبق، دون أي تدخل للميول او الانحيازيات الشخصية.

  2. يهتم الباحث العلمي في الدراسات الكمية بشكل كبير جداً بالمعلومات والبيانات الموضوعية، في حين أن الاهتمام ينصب على الخبرات السابقة والتجارب في البحوث الكيفية، التي تهتم كذلك بالبيانات الذاتية والآراء الأكاديمية التي ترتبط بمشكلة البحث.

  3. إن الأبحاث الكيفية تحتاج الى وقت أطول في تحليل بيانات البحث، من ذلك الوقت الذي تحتاجه الأبحاث الكمية في جمع معلومات بيانات البحث وتحليلها.

  4. يستخدم الباحث العلمي المناهج الكيفية في دراسته التي تحتاج الى وصف للظواهر الاجتماعية المختلفة، اما في المنهج الكمي فالباحث قد يتجه لفهم النظريات الاجتماعية الى دراسة معمقة تنتهي بوضع مقترحات موضوعية ذات قيمة.

وبذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم المنهج الكمي وأهدافه وأبرز خصائصه، واطلعنا على أبرز الادوات الدراسية التي يستخدمها هذا المنهج في جمع معلومات وبيانات البحث، مع نصائح مفيدة للباحثين الذين يعتمدون على المنهج الكمي بالبحث العلمي.

ومن جهة أخرى عرضنا أبرز خطوات تصميم الابحاث الكمية، ولأهم مميزات وعيوب المنهج الكمي في البحث العلمي، قبل أن نختتم مقالنا بذكر أبرز النقاط التي تظهر الفارق بين المنهج الكمي والمنهج الكيفي، سائلين الله تعالى التوفيق في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب الاعزاء.

 

 المصادر:

العلاقة بين المنهج الكمي والكيفي مع تعريف لكل منهج ومميزاته وعيوبه واستخداماته، 2021، قسم الدراسات الاجتماعية في كلية الآداب جامعة الملك سعود

ملامح عامة عن المنهج الكمي وخصائصه، 2021، مبتعث

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك