خطوات وأسباب اختيار موضوع البحث

 كل خطوة من خطوات البحث العلمي لا تقل أهمية عن غيرها، في السطور التالية نوضح لك عزيزي القارئ كيفية اختيار موضوع البحث العلمي الذي يعتبر كسؤال الذي يرغب الباحث بالإجابة عنه وجمع المعلومات حوله.

 اختيار موضوع البحث:

يقصد باختيار موضوع البحث العلمي بأنه اختيار الباحث للمشكلة أو القضية العلمية الذي يريد البحث عنها وإيجاد الحلول لها، وتعتبر من المراحل الهامة جدا من مراحل إعداد الأبحاث العلمية ذلك نظرا لاعتبار أن موضوع البحث هو الأساس الذي يضع الباحث عليه فرضياته، ويجمع معلوماته وبياناته ليقوم بتحليلها وتفسيرها ليتوصل أخيرا إلى النتائج المرجوة.

هناك عدة أسباب تدفع الباحث تجاه دراسة موضوع معين، فيما يلي سنوضح هذه الأسباب.

 ما هي أسباب اختيار موضوع البحث؟

أغلب الباحثين يعتقدون أن اختيار الموضوع من أهم خطوات إجراء البحث العلمي، لأنه الموجه الأساسي لتوجههم في عملية البحث وجمع المعلومات والبيانات، وهناك أسباب عديدة تدفع الباحث لاختيار موضوع معين، وهذه الأسباب هي:

1- السبب الأول : حل المشكلة:

ويعتبر من أهم أسباب اختيار موضوع البحث هو السعي لحل مشكلة معينة، فمن الممكن أن تكون مشكلة صغيرة تتطلب حل سريع وبحث بسيط، أو مشكلة معقدة يستغرق الباحث وقت أطول لإعداد بحث لها وحلها.

بداية يتم جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بالمشكلة ومن ثم يقوم الباحث بتحليها ووضع الفرضيات لها، ومن ثم الاستنتاجات حتى يتمكن أخيرا من تقديم حل ناجح وفعال لها.

2- السبب الثاني: فائدة موضوع البحث:

حيث تعتبر الأهمية والفائدة التي يقف الموضوع خلفها من أهم الأسباب التي تدفع الباحث لاختيار الموضوع، فإن أهمية الموضوع تشغل بال الكثير، وذلك بغض النظر عن نوع البحث العلمي، ومثال على ذلك: أبحاث التي تتعلق بأمراض مزمنة، أو الأبحاث التي تتعلق بدراسة الاحتباس الحراري، حيث تعتبر هذه الأبحاث محط اهتمام الكثير من الناس كونها تهدد حياتهم.

3- السبب الثالث: طرح موضوع جديد:

هناك الكثير من الباحثين الذين يرغبون لمواضيع أبحاث جديدة ولم تطرح من قبل، إلا أن هذه المواضيع يجب أن تكون هامة أيضا حتى تستحق تجربة الباحث ومغامراته والجهد والوقت الذي سيبذله الباحث تجاه إعداده.

4- السبب الرابع: الإضافة العلمية:

يعتبر أهم أهداف البحث العلمي هو تقديم الإضافة العلمية ضمن مجال البحث والتخصص العلمي الذي يبحث به، وذلك من خلال تقديم معرفة جديدة أو قاعدة جديدة لم يسبق وأن تم تقديمها أو دراستها، أو إضافة علمية حقيقية وجديدة لموضوع معين لم يسبق وتم اكتشافها من أحد الباحثين، أو من الممكن اختيار موضوع يفتح أمام الباحثين أفكار وآفاق جديدة من المهم دراستها.

4- السبب الخامس: الرغبة الشخصية:

ومن أهم أسباب اختيار موضوع البحث هو ميول الباحث وشغفه للقيام بالبحث بموضوع معين دون غيره، فإن لذلك دور كبير في نجاح البحث.

5- السبب الخامس: الوصول للحقيقة:

ومن الممكن أن يكون سبب اختيار الموضوع أسباب تتعلق بكشف الغموض عن حقيقة ما تخص هذا الموضوع، وتوضيح كافة الإشكالات المبهمة وتفسيرها.

6- السبب السادس: السبب الأكاديمي:

من الممكن أن يطلب البحث حول موضوع معين لإتمام مقرر علمي، حيث يطلب البحث بمواضيع تتعلق بمساق علمي محدد، حتى يتم مناقشته من قبل طلاب الدراسات العليا في الجامعات.

7- السبب السابع: دراسة ظاهرة غريبة:

حيث قد يواجه الباحث بعض الظواهر الغريبة والتي يكون من المدهش دراستها والبحث بها، وذلك بهدف تفسيرها وشرحها لتصبح واضحة ومفهومة.  

ما هي المعايير الذاتية لاختيار موضوع البحث العلمي؟

ومن الجدير ذكره هنا، أن ليس كل شخص مؤهل لكتابة بحث علمي، وليس كل دراسة علمية هي بحث علمي، هناك مواصفات ومعايير يجب أن تتوفر في شخصية الباحث العلمي كالقدرة النفسية والخبرة العلمية والتنظيم والدقة حتى يتمكن من جمع المعلومة وتحليلها ونقلها، فيما يلي سنوضح المعايير الذاتية لشخصية الباحث لاختيار موضوع البحث:

1- الصفات النفسية والأخلاقية:

الصفات النفسية: وأهمها:

أ- الرغبة النفسية: وتعتبر من العوامل المهمة عند اختيار الباحث لموضوع البحث، لأنها تعكس نسبة الاندماج ما ين البحث والباحث، فكلما كان الباحث لديه رغبة نفسية أقوى تجاه البحث كلما قدم جهد ووقت ومثابرة أكثر لعملية البحث.

ب- الصبر: يجب أن يتحمل الباحث مسؤولية البحث بكل عواقبه وتحدياته وأن يكون صبور تجاه كل الصعوبات التي تواجهه.

الصفات الأخلاقية: وأهم هذه الصفات:

أ- الأمانة العلمية: وتعتبر أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي، ويقصد بها أن يكون الباحث أمين وصادق تجاه كل المعلومات والأفكار والأقوال المذكورة بالبحث، بحيث يذكر جميع المصادر العلمية التي استعان بها، دون أن ينسب له أي معلومة أو فكرة تم ذكرها أو اقتباسها في البحث.

ب- التواضع: يجب أن يبتعد الباحث عن الغرور مهما كانت نتائج البحث التي توصل لها هامة، لأن الغرور مؤشر للفشل.

ح- الاحترام: يجب ألا يفقد الباحث احترام الأخرين واحترام أراءهم مهما كانت انتقاداتهم لاذعة أو خطيرة لموضوع البحث.

2- الصفات العلمية والاقتصادية:

أ- القدرة العقلية:

من المهم أن يتمتع الباحث بسرعة البديهة حتى يكون قادر على الاستنتاج والتحليل في كل خطوة من خطوات البحث، وتتطور مهارات الباحث العقلية من خلال كثرة القراءة والاطلاع والتأمل في كل الموارد التي تساعده في اختيار موضوع البحث.

ب- القدرة الاقتصادية: يعتبر الموضوع المادي من العناصر التي تتحكم أيضا في اختيار موضوع البحث، نظرا لكون هناك الكثير من الأبحاث تكلفة إعدادها باهظة الثمن، لأن قد تتطلب السفر وشراء مراجع أو القيام بالتجارب وشراء أدوات وغيرها.  

 كيف يمكننا اختيار موضوع البحث؟

هناك الكثير من الباحثين يجدون صعوبات عند البداية في اختيار موضوع البحث أو ليس لديهم الخبرة الكافية لذلك، فيما يلي سنوضح بعض النقاط المهمة والتي تساعد الباحث كثيرا في اختيار موضوع البحث، والتي هي:

1- البيئة المحيطة: يعتبر المجتمع المحيط بالباحث من أكثر الموارد التي يستطيع من خلالها إيجاد موضوع مهم والقيام بدراسته، نظرا لكونه بيئة متفاعلة تحتوي على الكثير المشاكل.

2- التجربة الشخصية: وتعتبر أحد أهم العوامل أيضا، لأن الباحث في هذه الحالة سيندفع بكل شغف واهتمام تجاه موضوع البحث وبكل عاطفة أيضا.

3- الأحداث الكبيرة: والتي يقصد بها كالحروب أو الفيضانات أو البراكين وغيرها، من الممكن أن تكون إحدى هذه الظواهر موضوع للبحث، والذي يجب أن يقدم الباحث تفسيرا أو حلا علمي ومنطقي وموضوعي.

4- المصادر والمراجع العلمية: تعتبر مهمة جدا نظرا لكونها غنية بالأفكار والأبحاث والتجارب والدراسات الهامة والمتنوعة، فكلما قرأ الباحث أكثر كلما زادت ثقافته ومعارفه.

5- المجال العلمي المتخصص: إن تخصص الباحث العلمي يساعده كثيرا في اختيار موضوع البحث في حال تعمق الباحث به وحلله.

6- وسائل الإعلام: سواء أكانت مرئية أو غير مرئية من الممكن أن تطرح الكثير من القضايا التي تهم الشعب، وتحل له مشكلة معينة.

 نستنتج مما سبق:

أهم أسباب اختيار موضوع البحث أهميته وفائدته العلمية، والإضافة العلمية التي يقدمها هذا الموضع للمعرفة وتقدم العلم.