تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي

 يتردد اليوم في كثير من الوسائل المختلفة مصطلح الذكاء الاصطناعي، الكثير يعرف مفهوم الذكاء بشكل عام بأنه مرتبط بالقدرات العقلية البشرية القادرة على التحليل والتخطيط وابتكار الحلول والاستنتاج وحُسن التصرف وخلق الأفكار وسرعة الفهم لكن الذكاء الاصطناعي لا يزال غامضاً وغير واضح بالنسبة للبعض.

فما هو تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي وما هي أهميته ومجالاته؟

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو أحد فروع علوم الحاسب الآلي، وهو سلوك وخصائص معينة تتسم بها برامج وتطبيقات الحاسب الآلي لتحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها وفي مقدمة تلك القدرات الذهنية القدرة على التعلّم والاستنتاج ورد الفعل، وقد صاغ العالم جون مكارثي هذا المصطلح في عام 1956م حيث عرَّفه بأنه علم وهندسة صنع الآلات الذكية، ويعرّف آخرون الذكاء الاصطناعي بأنه قدرة النظام على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح والتعلّم من هذه البيانات واستخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة من خلال التكيف المرن عليها، فالبعض يحرص على استخدام تلك الأجهزة لفهم المشكلات بشكل أفضل وتقديم إجابات أكثر كفاءة والبعض يستخدمها لتحليل المعلومات الهامة من مجموعة ضخمة من البيانات فهو باختصار يؤدي مهام معقدة كانت تتطلب في الماضي تدخلات بشرية لوقت أطول.

الذكاء الاصطناعي عبارة عن خصائص وصفات الأجهزة والبرامج الحاسوبية المتطورة وقدرة الحاسوب على محاكاة العقل البشري، والعمل على استنتاج المشكلات المختلفة، وإيجاد الحلول المناسبة لها بالاعتماد على الخبرات السابقة.  

وقد ظهر هذا التخصص في الآونة الأخيرة ولاقى رواجاً كبيراً بين كافة التخصصات، وذلك لأنه يحمل في طياته الكثير من الإنجازات والتطورات التكنولوجية، ويركّز على استخدام التقنيات الحديثة، وقد عُرِّف هذا التخصص بالعديد من التعريفات ومن بين تلك التعريف الشائعة ما يلي: 

علم وهندسة صنع الآلات الذكية.

قدرة النظام على تحليل البيانات بطريقة صحيحة ومباشرة ومنطقية والعمل على تحقيق أهداف معينة.

ما هو تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي؟

هذا التخصص يعتبر من أبرز فروع هندسة الحاسوب التي ترتكز دراسته حول تصميم وتصنيع الآلات بواسطة استخدام البرامج الذكية، وتعتمد دراسة هذا التخصص على تدريب الطلاب على الصعيد النظري و العملي، مما يمد الدراسيين بمجموعة من المهارات الأساسية التي تساعدهم بشكل أساسي على تنفيذ نماذج الخوارزميات الذكية، ومن ثم القدرة على تحليلها ومقارنتها ودراسة مدى التلاؤم مع التطبيقات المطلوبة. 

وطوال فترة الدراسة يتم تدريب الطلاب على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تتضمن مهارات عديدة مثل التعرف على الكلام أو الوجوه، أو ترجمة اللغات الفورية، وخلال الدراسة يتم التطرق للعديد من المواد العلمية والأدبية كالفلسفة وعلم النفس.

كان تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي في البداية يتم تدريسه في مرحلة الدراسات العليا وبالتحديد في الماجستير، ومع زياد الطلب عليه في سوق العمل أصبح من التخصصات الدراسية في عدد من الجامعات في درجة البكالوريوس.

ما هي مواد تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي؟

يتمحور المحتوى الدراسي لهذا التخصص حول التقنية الحديثة والخوارزميات الجينية وأنظمة الروبوت، وبشكل عام يضم هذا التخصص العديد من المواد الدراسية والمساقات العلمية التي تختلف مسمياتها وفقاً لاختلاف الجامعات، وتلك الجامعات تحرص على تقديم المحتوى العلمي الدراسي نفسه ومن هذه المواد: 

• علم الروبوتات

• المشاكل الاجتماعية والأخلاقية في تكنولوجيا الكمبيوتر.

• استخراج المعلومات. 

• هندسة الخوارزميات.

• الرياضيات المحوسبة.

• النظم الذكية لتمييز الأنماط. 

• تكنولوجيا اللغات التي يتحدث بها الإنسان.

• أساسيات الذكاء الاصطناعي.

• التعلم الآلي.

• الحواسيب الموزعة.

• التطبيقات الذكية.

• تحليل البيانات.

• علم الأعصاب المحوسب. 

ما أهمية دراسة تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي؟

• تطوير المهارات الأساسية والتفكير المنطقي. 

• اكتساب الخبرات والتجارب الحياتية لحل المشاكل المهنية والشخصية وغيرها. 

• تعزيز الكفاءات وتطوير المهارات والخبرات في مجال الحاسوب واستخراج المعلومات والبيانات الهامة. 

• يُمنح خريجي هذا التخصص شهادة علمية تساعد على فتح آفاق عملية جديدة. 

• مواكبة التطور التكنولوجي الهائل ومتابعة التقنيات الحديثة المتطورة

• يعد هذا التخصص من أكثر التخصصات المتصاعدة مستقبلياً. 

• يهدف هذا التخصص إلى تطوير كافة جوانب الدولة وازدهار حضارتها. 

• منح معرفة علمية واكتساب خبرات مهنية في العديد من المجالات مثل الفيزياء والروبوت والرياضيات.

• منح الخبرة في تحليل البيانات المتاحة واستنتاج المعلومات المستقبلية. 

• منح فرص عمل عديدة في أكبر الشركات والمؤسسات الصناعية العالمية والتي تتمتع بالأجور العالية.  

ما هو مستقبل تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي؟

تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي يعتبر من التخصصات الدراسية الحديثة، والتي اهتمت العديد من الجامعات في بدء تدريسه ويتم التوسّع ليكون من التخصصات الأساسية للدراسة قريباً في عدد كبير من الجامعات، وهذا يفسّر لنا مستقبل الذكاء الاصطناعي ومدى تنامي الطلب عليه في سوق العمل.

وفقاً لأحدث التقارير والإحصاءات العلمية التي أشارت بقوة إلى أن تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي يأتي ضمن التخصصات الدراسية الأولى التي تناسب احتياجات ومتطلبات سوق العمل على الصعيد العالمي والمحلي، حيث من المتوقع أن تتوافر نحو 50 مليون وظيفة جديدة تتمحور حول هذا التخصص مع حلول عام 2022.

أي أن مستقبل علمي باهر وفرص عمل لا حصر لها تنتظر دارس تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي في المستقبل، ومجالات ووظائف هذا التخصص عديدة سوف نتناولها معكم بشكل تفصيلي فيما يلي.

ما هي مجالات هندسة الذكاء الاصطناعي؟

في عصر السرعة والتكنولوجيا نلاحظ تنامي الطلب على التخصصات التكنولوجية بنسبة كبيرة، فالعالم أصبح بمثابة قرية صغيرة تتواصل بفضل التكنولوجيا، وهو ما جعل تخصص مثل هندسة الذكاء الاصطناعي من التخصصات الأساسية التي يزداد الطلب عليها عام بعد آخر في سوق العمل.

من المتوقع أن تتحكم التخصصات التكنولوجية في سوق العمل بشكل كامل خلال المستقبل القريب، وقد بدأت بالفعل العديد من المؤسسات التعليمية والجامعات التركيز على تدريس تخصص هندسة الذكاء الاصطناعي لتخريج الكوادر والكفاءات في هذا التخصص، وأمّا ما يخص مجالات هندسة الذكاء الاصطناعي فإنها عديدة، وتنتظر الدارسين قطاعات ومجالات عديدة للعمل عقب التخرج منها المجالات الآتية:

• العمل في شركات البرمجة والعديد من القطاعات.

• العمل في المؤسسات التعليمية مثل المدارس والجامعات.

• العمل في المراكز البحثية والمكتبات.

• الانضمام إلى المؤسسات الصناعية.

• العمل في المؤسسات المهنية.

• التواجد بقوة في المؤسسات الفنية.

أمثلة على إنجازات هندسة الذكاء الاصطناعي

• الرجل الآلي وكمارو: الذي يعتبر من أبرز أمثلة الذكاء الاصطناعي التي شهدها العالم مؤخراً ويعود أصل تصنيعه إلى شركة ميتسوبيشي ذات الأصل الياباني، قامت الشركة بإعداده وتمت برمجته ليقوم بعدة مهام أساسية هامة منها المساعدة في تذكير البشر بمواعيد الدواء، وطلب المساعدة في حال وقوع أي مشكلة. يمتلك الرجل الآلي وكمارو العديد من الخصائص المميزة مثل القدرة على إلقاء التحية على الناس، بالإضافة إلى مهارة التحدث وتغيير الأصوات والانتقال بشكل محدود ما بين أصوات الذكور وأصوات الإناث، كما لديه القدرة في التعرف على الكلام.

• الروبوت أسيمو: الذي تم تصنيعه من قبل المختبرات التابعة إلى شركة هوندا، وتم تصنيعه ليكون على هيئة رائد فضاء صغير حاملاً حقيبة صغيرة على ظهره، ويمتلك خصائص عديدة منها المشي والركض على قدمين.

خاتمة

خلال السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، وتعد تقنية التعلم العميق أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً دون تدخل الإنسان.

وأثبتت تقنية التعلم العميق قدرتها على التعرف على الصور وفهم الكلام والترجمة من لغة إلى أخرى، وغير ذلك من القدرات التي أغرت الشركات العالمية الكبرى على الاستثمار وتكثيف الأبحاث فيها، متجاهلين تحذيرات من أن تطور الذكاء الاصطناعي قد يهدد البشرية.