المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي

المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي

المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي

تم التحرير بتاريخ : 2022/02/24

اضفنا الى المفضلة

المتغيرات والمؤشرات في البحث العلمي

 المتغير هو مفهوم أو عامل يشير إلى صفة أو خاصية محددة تتباين قيمتها بين الأفراد أو الأشياء، فالجنس ولون العيون والديانة والاتجاهات والطول والوزن والمؤهل الدراسي وسنوات الخبرة، متغيرات لأنها تؤثر في رؤية الفرد أو تعامله مع الأشياء الأخرى وتختلف من فرد لآخر.

يهدف النشاط البحثي عموماً إلى محاولة الكشف عن كيفية تغير الأشياء وأسباب تغيرها، بمعنى آخر الكشف عن التباين (الاختلاف) في الخصائص أو السمات ومعرفة أسبابه، وهكذا نجد أن التباين في متغير ما يرتبط بالتباين في متغير آخر، مثلاً تتغير درجات الطلبة في التحصيل إذا غيّر المعلم طريقته في التدريس. إذا كان جميع الأفراد متطابقين في الخاصية أو الصفة يُقال أنها ثابتة، وفي كل بحث يوجد خصائص متغيرة وأخرى ثابتة.

 

أنواع المتغيرات في البحث العلمي

 

المتغير المستقل:

هو العامل الذي يراقبه الباحث ويقيس تأثيره في المتغير التابع. مثلاً باحث يهتم بدراسة أثر طرق التدريس في التحصيل في مادة معينة لدى طلبة صف ما، فالمتغير المستقل هو "طرق التدريس". أو تفعيل دور الإدارة المدرسية في مواجهة الانحراف الأخلاقي لدى طلبة المدارس الثانوية، فالمتغير المستقل هو "دور الإدارة المدرسية". يُسمى أحياناً بالمتغير التجريبي وهو المتغير الذي يفترض الباحث أنه السبب أو أحد الأسباب لنتيجة معينة، ودراسته قد تؤدي إلى معرفة تأثيره على متغير آخر، كأن يفترض الباحث أن التدريب بالأثقال لعضلات الرجلين يحسّن من أداء مهارة المتابعة الهجومية والدفاعية للاعبي كرة السلة، فالمتغير المستقل هو "التدريب بالأثقال لعضلات الرجلين" الذي يريد الباحث معرفته تأثيره على المتغير الآخر (المتغير التابع) وهو أداء مهارة المتابعة الهجومية والدفاعية للاعبي كرة السلة. يمكن تمييز نوعين للمتغير المستقل هما المتغير المتحكم فيه والمتغير المضبوط. المتغير المستقل المتحكم فيه هو كل متغير بمكن للباحث أن يغير من حالته بالتدخل المباشر. أمّا المتغير المستقل المضبوط فهو كل متغير يمكن للباحث أن يتدخل فيه مباشرة غير أنه يمكن أن يوزع وحدات العينة حسب خاصية معينة.

 

المتغير التابع:

هو المتغير الذي يتغير نتيجة تأثير المتغير المستقل، وهو العامل الذي يشاهده الباحث ويقيسه من أجل بيان أو تحديد مدى تأثره بالمتغير المستقل. يعد المتغير التابع أساس تحرك الباحث في إيجاد الإجابة المحتملة عن تساؤلاته. مثلاً إذا أجرى باحث دراسة لاستقصاء أثر التعزيز والدعم على إنتاجية العامل، وقام بتوزيع الأفراد على ثلاث مجموعات مختلفة، الأولى تتلقى تعزيزاً يومياً خلال العمل، والثانية تتلقى تعزيزاً لمرة واحدة فقط، أمّا الثالثة فلا تتلقى أي شكل من أشكال التعزيز، فالباحث هنا يتحكم في مستوى التعزيز أو كمية التعزيز ويرى تأثيره على جودة العمل. أو تفعيل دور الإدارة المدرسية في مواجهة الانحراف الأخلاقي لدى طلبة المدارس الثانوية فالمتغير التابع هو "مواجهة الانحراف الأخلاقي".

 

المتغير الدخيل:

هو أحد المتغيرات المستقلة الثانوية، وهو العامل الذي يؤثّر في العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع دون أن يستطيع الباحث ضبطه أو تجنب تأثيره، ولا يستطيع التعامل معه وقياسه أثناء إجراءات البحث بشكل مباشر. قد يواجه الباحث وجود عدد من المتغيرات المستقلة الممكنة التي قد يكون لها أثر في المتغيرات التابعة، وبمجرد أن يختار الباحث أي من هذه المتغيرات للبحث، عليه أن يهتم بأثر المتغيرات الأخرى والتي يُطلق عليها عادة مصطلح "المتغيرات الدخيلة أو الخارجية أو الغريبة"، مثل تأثير الظروف البيئية الاجتماعية والاقتصادية والمادية والسياسية في تحصيل الطالب.

 

المتغير المتداخل:

هو شكل من أشكال المتغير الدخيل ولكنه يتداخل في نتيجة البحث ويمكن للباحث التعامل معه وضبطه إحصائياً باستخدام تحليل التبيان المغاير أو المصاحب.

 

المتغير المعدّل:

هو متغير مستقل ثانوي آخر يتعامل معه الباحث ويقيسه للتحقق من مدى العلاقة بين المتغير المستقل والتابع، مثل الجنس والطبقة الاجتماعية والمؤهل العلمي والسنة الدراسية وغيرها.

 

المتغير الضابط:

هو متغير ثانوي مستقل قد يكون له تأثير ولكنه لا يدخل في تصميم البحث الأساسي لتقصي أثره في المتغير التابع، فيعمل الباحث على إزالة تأثيره أو حذفه أو على الاقل تحييد تأثيره من أجل التحقق من طبيعة العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع. مثل معرفة أثر التعلم التعاوني والتدريس التقليدي على التحصيل، فهنا المتغير المستقل المستقل هو استراتيجية التعلم التعاوني والتقليدي، والمتغير التابع هو التحصيل، والمتغير المضبوط هو أسلوب المعلم والجنس والصف والمؤهل العلمي وغير ذلك. قد يكون المتغير نفسه متغيراً معدلاً ومتغيراً مضبوطاً ولكن ليس في نفس تصميم البحث الواحد.

التحليل الإحصائي SPSS

 

أهمية المتغيرات في البحث العلمي

  • يعد المتغير التابع المفهوم الأساسي في تحديد مشكلة البحث، التي تعتبر المنطلق الضروري لكل أنواع البحوث في مختلف التخصصات.

  • المتغير المستقل هو المنطلق الرئيسي لكل فرضية من فرضيات البحث، لأنه المتغير المؤثر والمسبب لمشكلة البحث.

  • يتم مناقشة أدبيات الموضوع والدراسات السابقة وعلاقتها بالدراسة الحالية في ضوء متغيرات البحث التي اعتمدها الباحث في بحثه.

  • يعتمد اختبار الفرضيات على مناقشة المتغيرات التي اعتمدها الباحث وعلاقاتها الإيجابية أو السلبية ببعضها.

  • يستعرض الباحث في استنتاجاته كل ما له علاقة بالمتغيرات المعتمدة من قبل الباحث.

  • المتغيرات هي محور المعلومات الواردة في نتيجة البحث فيذكر فيه تلك المتغيرات وعلاقتها ببعضها.

  • الدراسات البحثية لا تأخذ مداها وشكلها العلمي إلاّ إذا وضّح الباحث متغيرات بحثه وعلاقتها ببعضها وإدراكه لكل ذلك.

 

المؤشرات في البحث العلمي

المؤشر أو المفهوم فكرة أو صورة عقلية تتكون من خلال الخبرات المتتابعة التي يمر بها الفرد سواء كانت هذه

الخبرات مباشرة أم غير مباشرة، ويتسم كل مؤشر بمجموعة من الصفات والخصائص التي تميزه عن غيره.

المؤشرات هي معاني الأفكار وليس معاني الكلمات أو الألفاظ، فإذا كان لمعنى اللفظ واقع محسوس ومدرك،

أصبح ذلك اللفظ مؤشر. المؤشرات هي بناءات لغوية وتركيبات لغوية لفظية، تسهم في بناء التركيبات الأدق مثل المتغيرات أو الفروض أو التعميمات أو النظريات العلمية التي تشرح أو تفسّر الظواهر العلمية أو الثقافية، إنها عبارة عن بناءات فكرية تمثّل بعض مظاهر العالم الاجتماعية والسياسية...

يمكن وصف الظواهر المتعددة من خلال مؤشرات موحدة، مثل مؤشر "التذكر" الذي يُستخدم في ظواهر معرفية مختلفة (إعلام، علم النفس، علوم سياسية). يمكن أيضاً وصف ظاهرة واحدة من خلال مؤشرات متعددة مثل مؤشر القراءة أو الاستماع أو المشاهدة بمستوياتها، وهي تشير إلى استخدام وسائل الإعلام أو الاتصال بمستويات متعددة أيضاً )صحافة، راديو، تلفزيون).

 

التعريفات وتحديد المؤشرات

يعتبر غموض المؤشرات أو عدم الاتفاق على تعاريف محددة لها من أبرز المشكلات التي تؤثر في دراسة الظواهر ومعالجتها وتطور البحث العمي، ولذلك يُعتبر التعريف أو التحديد أمراً ضرورياً وملازماً للمؤشر، وتكمن أهمية التعريفات في أنها تربط المفاهيم أو المصطلحات، فمن خلال التعريف يتم الاتفاق على المحددات الخاصة بكل مؤشر، ونميز عموماً ثلاث أنواع من التعريفات وهي :

  1. التعريف اللغوي: هو المعنى الذي استعملته العرب للكلمة، وهو ضروري، ولكنه وحده لا يكفي في البحوث جميعها .

  2. التعريف الإصطلاحي: يُقصد به المعنى الذي اصطلح أهل علم معين على إعطائه لتلك الكلمة، والتعريف الإصطلاحي ضروري، ولكنه لا يكفي في الدراسات الميدانية، وهو يناسب الدراسات النظرية.

  3. التعريف الإجرائي: يُقصد به التعريف الذي يحدد المؤشر من خلال سلسلة من الإجراءات أو التعليمات أو العمليات التي تشرح وجود المؤشر وخواصه التي يمكن الكشف عنها من خلال القياس أو المعايرة، وبصفة خاصة عندما يتعامل الباحث مع هذا المؤشر في البحوث التجريبية أو التطبيقية، أو خلال ملاحظته لحركة هذا المؤشر وعلاقاته واتجاهاته.

خاتمة

يُقصد بالمتغير أي خاصية يمكن قياسها وتتباين قيمها من فرد إلى آخر ومن مجموعة إلى أخرى، فالبيانات الإحصائية التي يتعامل معها الباحث النفسي ما هي إلا درجات أو مؤشرات لمقدار الشيء أو الصفة أو الخاصية موضوع القياس لدى الفرد، وعليه عندما نهتم بتحديد نوع الفرد ذكر أو أنثى نكون بصدد متغير النوع أو الجنس وعندما نهتم بتحديد درجة ذكاء الفرد نكون بصدد متغير الذكاء وعندما نهتم بتحديد درجة القلق عند الفرد نكون بصدد متغير القلق.

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك