التحليل الاقتصادي وفوائده

يدل علم الاقتصاد على شكل من أشكال العلوم الاجتماعية التي تهتم بالطريقة التي يستعمل فيها المجتمع موارده لإشباع متطلباته وحاجاته. (بخاري،2010، ص4). 

أهداف علم الاقتصاد: 

يهدف علم الاقتصاد إلى تحقيق الأهداف التالية: 

التحليل الاقتصادي (economic analysis): 

يدل مصطلح التحليل الاقتصادي على ذلك العلم الذي لا ينفصل عن علم الاقتصاد او علم الاقتصاد السياسي، الذي يهدف إلى البحث في العلاقات التابعية بين الظواهر؛ أي البحث في العلاقات السببية بين الظواهر الاقتصادية. ويعمل التحليل الاقتصادي على إرجاع الظاهرة الاقتصادية إلى عناصرها الأساسية التي يمكن فهمها أكثر من فهم الظاهرة ككل، ومن ثم صياغة فرضية تفسير هذه الظاهرة على أساس العلاقة السببية. 

أساليب التحليل الاقتصادي:

1. التاريخ الاقتصادي. 

2. الاحصاء. 

3. الأسلوب الرياضي. 

4. النظرية الاقتصادية. 

5. السيسيولوجيا الاقتصادية.

6. الأسلوب الهندسي. 

7. الاقتصاد السياسي. 

8. الحقول التطبيقية. 

9. الأسلوب اللفظي. 

مستويات التحليل الاقتصادي: 

ينقسم التحليل الاقتصادي إلى مستويين: 

1. التحليل الاقتصادي الكلي macro-economie)): 

تشير طريقة تحليل الاقتصاد الكلي التي قدمها جون ماينارد كينز (الذي دعا إليها بطريقة منهجية لفهم آلية حدوث الأزمات في اقتصاد السوق وطريقة التعامل معها والخروج منها)، إلى معالجة المجاميع الاقتصادية والمتغيرات الكلية، مع الأخذ في الاعتبار أن المجاميع (المتغيرات الكلية) لا تمثل مجموع التغيرات التي تحدث في سلوك المشاريع والأفراد (الوحدات الاقتصادية التي تصنعها).

1. التحليل الاقتصاد الجزئي (micro-economie): 

يتعامل تحليل الاقتصاد الجزئي مع السلوك الفردي وقرارات الوحدات الاقتصادية الأساسية الفردية المستقلة، فيما يتعلق بعملية الإنتاج أو الاستهلاك، أو الاستثمار والادخار. ولا فرق إذا كانت الوحدة الاقتصادية الأساسية هي فرد أو مشروع. وتجدر الإشارة إلى أن التحليل الاقتصادي الجزئي قد تطوّر من خلال النظرية الهامشية والنظرية الكلاسيكية الجديدة.

1. التحليل الاقتصادي القطاعي (miso-economie):

يشير التحليل الاقتصادي القطاعي إلى طريقة تحليل محدثة، اقترحها ستيوارت هولاند في عام 1975، كطريقة تحليل تُظهر خصوصية تحليل أوضاع المجموعات الصناعية الرئيسية التي هي محور الاهتمام في التحليل الكينزي والاقتصاد الكلي، وتهيمن على تحليل الاقتصاد الجزئي الكلاسيكي الجديد.

1. التحليل الاقتصادي العالمي (mondo-economie):

يشار للتحليل الاقتصادي العالمي بأنه أسلوب حديث في التحليل الاقتصادي ينظر إلى الاقتصادات الوطنية على أنها أجزاء متكاملة فيما بينها لتشكيل اقتصاد عالمي واحد. ويعتمد هذا التحليل على التطور الواسع للقوى الإنتاجية، وعلى توسع الشركات ذات الجنسيات المتعددة، بالإضافة إلى الترابط المتزايد بين الدول المختلفة وأهمية كفاءة كل منطقة في إنتاج السلع والخدمات التي تتمتع بها. 

1. التحليل الاقتصادي الشامل: الذي يبحث في كافة العوامل التي تتغير وتتبدل في آن واحد، ويعتمد على المعادلات الرياضية. 

2. التحليل الساكن: إذ يقوم هذا التحليل دراسة الظاهرة الاقتصادية في لحظة محددة. 

3. التحليل الساكن المقارن: الذي يعمل على البحث في حالة التوازن والتحول من حالة توازن لأخرى، بدون أن يتعمق في الأسباب التي أثرت على الظواهر الاقتصادية في فترة التحول من حالة توازن لأخرى. 

4. التحليل الحركي أو الديناميكي: وهو عكس التحليل الساكن الذي يأخذ بعين الاعتبار عامل الزمن. 

5. التحليل الاقتصادي المعتمد على النظرية الوضعية: الذي يبحث في الظواهر الاقتصادية كما هي الحقيقة، عن طريق الاعتماد على مبادئ وقواعد وأصول الاقتصاد. 

6. التحليل الاقتصادي المعتمد على معيار تقييم الطريقة التي يعمل من خلالها النظام الاقتصادي ومقارنته بمعايير محددة. 

فوائد التحليل الاقتصادي

يهدف التحليل الاقتصادي إلى تحقيق الأهداف التالية: 

1. يعمل التحليل الاقتصادي على بيان نتائج مختلف بدائل القرارات، ويوفر أفضل الطرق لاختيار البدائل. 

2. يسمح التحليل الاقتصادي لمتخذي مختلف القرارات الاقتصادية بالتنبؤ بمختلف التغيرات المستقبلية. 

3. يعمل التحليل الاحصائي على توفير أدوات سليمة في تحديد السياسات الاقتصادية بالاعتماد على مبادئ التحليل العلمي؛ بغرض زيادة فرص النجاح الاقتصادي على مستوى المشروع والاقتصاد الوطني والاقتصاد العالمي. 

4. يساعد التحليل الاقتصادي في الحكم على النظام والأداء الاقتصادي. 

5. يعمل التحليل الاقتصادي على تقييم مدى كفاءة مشاريع الاقتصاد؛ بغرض توزيع الموارد لإشباع رغبات المستهلك. 

6. يعين التحليل الاقتصادي على رسم السياسات العامة. 

7. يسمح التحليل الاقتصادي ببيان كيفية عمل المؤسسات الاقتصادية في توزيع الموارد المجتمعية. 

أدوات التحليل الاقتصادي

يعتمد التحليل الاقتصادي على مجموعة من الأدوات لتفهم طبيعة العلاقات الاقتصادية المعقّدة، وتتمثل هذه الأدوات فيما يلي: 

1. الأداة الوصفية اللفظية: التي تعتمد على المنطق اللفظي في توضيح العلاقات والمتغيرات والظواهر الاقتصادية. 

2. الأداة الرّقمية: التي تعمل على توضيح علاقات الاقتصاد ومتغيراته وظواهره من خلال الاعتماد على التحليل الإحصائي. 

3. الأداة الهندسية البيانية: التي تعتمد على الأشكال والرسوم البيانية؛ بغرض التعبير عن العلاقات والظواهر الاقتصادية. 

4. الأداة الرياضية القياسية: التي تعتمد على استعمال المنطق الرياضي في بيان العلاقات والمتغيرات الاقتصادية.

المصادر:

• جوزيف شومبيتر. (2005م). تاريخ التحليل الاقتصادي، ط1 (المجلد الأول). (حسن عبد الله بدر، المترجم) القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة.
• عبلة عبد الحميد بخاري. (2010). مقدمة في التحليل الاقتصادي الكلي. 
• محمد علي اللبني (1970)، مقدمة في التحليل الاقتصادي، بيروت: دار النهضة العربية. 
• مطانيوس حبيب (1999)، بعض مسائل الاقتصاد اللاسياسي، العولمة وتداعياتها في الوطن العربي، دمشق: دار الرضا.