تتعدد أدوات الدراسة التي يتم استخدامها في الأبحاث العلمية، ولكن الأكثر شيوعا في الاستخدام هي: المقابلات، والاستبانات، والملاحظات، والاختبارات. ويتم الاعتماد على عدد من الأسس العلمية في اختيار هذه الأدوات؛ للوصول في النهاية إلى النتائج المطلوبة ومن ثمّ تحقيق أهداف الدراسة. (المرشدي، ، 2014م، ص1).
وتستخدم أدوات الدراسة إما منفردة أو مجتمعة، وفقا لما تتطلبه طبيعة الدراسة وأهدافها، وفيما يلي عرض تفصيلي لهذه الأدوات:
أولا: الاستبيان Questionnaire
يعتبر الاستبيان أحد أكثر أدوات الدراسة شيوعا في الاستخدام في البحوث العلمية، وتنسجم من خلاله المقدمة مع النتائج. حيث يبدأ الباحث بتحديد مشكلة الدراسة وفقا للتصورات النظرية، ومن ثم يضع تصميما منهجيا لكل خطوات الدراسة، بدءًا من تحديد تساؤلات الدراسة وفروضها، مرورا بجمع البيانات وتحليلها، وانتهاءً بتحديد النتائج التي تنسجم مع الإطار النظري المكتوب مسبقا، والذي يمثل نقطة انطلاق الاستبيان. (صباح ، 2015م ، ص300 ).
مفهوم الاستبيان
يشير الاستبيان إلى قيام الباحث بإعداد قائمة مكونة من مجموعة من الأسئلة، والتي يتم الإجابة عليها من خلال مجموعة من المشاركين أو المبحوثين. (صباح ، 2015م ، 303).
أنواع الاستبيان
يتم تصنيف الاستبيان إلى ثلاثة أنواع: (دياب ، 2003م ، ص53)
-
الاستبيان المفتوح: وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة المقالية التي تحتاج إلى إجابة؛ للحصول على أكبر عدد من الجزئيات التي تغطي الموضوع.
-
الاستبيان المقيد: وتتم فيه صياغة الأسئلة على شكل اختيار من متعدد، بشكل منسجم مع رأي الباحث.
-
الاستبيان المفتوح – المقيد: وهو خليط من النوع الأول والثاني، إذ يقوم الباحث بوضع عدد من الأسئلة المغلقة، وينهي كل مجموعة متشابهة منها بسؤال مفتوح لم يتم ذكره في البدائل الثابتة.
أسئلة الاستبيان
تغطي أسئلة الاستبيان كافة فروع الدراسة، وتتسم بحيادتها وموضوعيتها، ويتم تقسيم الأسئلة وفقا لفصول الإطار النظري للدراسة أو بناء على الفروض التي تمّ طرحها في المقدمة. (أويابة ، 2018م،ص7).
مميزات الاستبيان
تتميز أداة الاستبيان بقلة تكلفتها، وسرعة تطبيقها، وإمكانية تسجيلها للأفعال التي لا يمكن ملاحظتها، كما تفسح المجال للمقارنة بين الإجابات، وتطبيقها على عينة كبيرة الحجم. (أويابة ، 2018م،ص7).
عيوب الاستبيان
يؤخذ على أداة الاستبيان بأنّ الإجابة على أسئلتها كتابيا قد تكون تعجيزية بالنسبة لبعض المبحوثين، أو أنَّ المصطلحات التي استُعملت فيها مبهمة وصعبة، ويمكن أن تحرّف فيها الإجابات لعدة أسباب، كأن يعطي المبحوث انطباعا إيجابيا عن نفسه أو غير ذلك. (أويابة ، 2018م،ص7).
ثانيا: المقابلة Interview
تتشابه أداة المقابلة إلى حد كبير مع أداة الاستبيان في خطواتها، ولكنها تختلف عنها في طبيعتها، حيث تتمثل طبيعة أداة المقابلة في أنها عبارة عن حوار ما بين الباحث وصاحب الحالة الذي يرغب الباحث بالحصول منه على آرائه أو اتجاهاته أو مشاعره تجاه موضوع الدراسة. (دياب ، 2003م ، ص55).
وتُستخدم أداة المقابلة من قبل أشخاص مدربون بشكل خاص على تجميع البيانات مباشرة من الأشخاص، عبْر طرح مجموعة من الأسئلة عليهم وتفسير المبهم منها، ومن ثم يقوم الباحث أو من يقوم مقامه بتسجيل ما ورد فيها. (دياب ، 2003م ، ص55).
مميزات المقابلة
تتميز أداة المقابلة بقدرتها على توفير نسبة كبيرة من المعلومات، ومرونتها العالية، وإمكانية التأكد من إجابة عينة الدراسة على الأسئلة، كما تعطي إجابة عميقة وواضحة عن الأسئلة المطروحة على العينة. (أويابة ، 2018م، ص9).
عيوب المقابلة
يؤخذ على أداة المقابلة إمكانية عدم التزام الباحث بالموضوعية والحيادية، أو أن يخطئ الباحث في عملية التسجيل؛ نظرا لكبر عدد العينة، فضلا عن الوقت الكبير الذي تتطلبه المقابلة في عمليتي الاعداد والتسجيل، وتكلفتها العالية.(دياب ، 2003م ، ص57 - 58).
ثالثا: الملاحظة observation
تعتبر أداة الملاحظة إحدى أدوات البحث التي يتم استعمالها في جمع البيانات ذات الصلة ببعض الوقائع والأحداث، ومن الأفضل أن يستعمل الباحث هذه الأداة إذا كان قد حدد ما هو المطلوب تركيز الانتباه عليه، ودوّن ما رآه وما سمعه بشكل دقيق. (دياب ، 2003م ، ص50).
مفهوم الملاحظة
تشير الملاحظة إلى الطريقة التي يقوم الباحث من خلالها بالمشاركة في الحياة اليومية للعينة موضوع الدراسة؛ لزيادة المعرفة. (الحبيب ، 2010م، ص70).
أنواع الملاحظة
تنقسم أداة الملاحظة إلى ثلاثة أنواع: (قزقوز ، 2019م ، ص3-4).
-
الملاحظة العرضية: يدخل هذا النوع من الملاحظة في مجال (المعرفة الحسية)، التي تنطبق على مواقف معينة.
-
الملاحظة المنظمة: يدخل هذا النوع من الملاحظة في مشروع واضح المعالم، مقتصرا فقط على مجال الدراسة.
-
الملاحظة الذاتية: ويكثر هذا النوع من الملاحظة في الأبحاث الإنسانية التي تتطلب دراسة الشخصية، من خلال فحص الوثائق التي وضعها المبحوث وملاحظتها، كالسيرة الذاتية مثلا.
مميزات أداة الملاحظة
تتميز أداة الملاحظة بما يلي: (دياب ، 2003م ،ص51)
-
إمكانية التسجيل الدقيق للسلوك الذي تمت ملاحظته وبالتالي الحصول على بيانات دقيقة.
-
دقة البيانات.
-
لا تحتاج أداة الملاحظة إلى عينة كبيرة الحجم.
-
تتميز أداة الملاحظة بقلة تكلفتها، والجهد القليل في عمليتي الملاحظة والتدوين.
عيوب أداة الملاحظة
على الرغم من المزايا التي تتمتع بها أداة الملاحظة، إلا أنه يؤخذ عليها العيوب التالية: (دياب ، 2003م ،ص51)
-
أن يكون الباحث شديد التركيز.
-
تتطلب عملية جمع البيانات وقنا طويلا؛ لكي يستطيع الباحث توضيح السلوك المطلوب ملاحظته.
-
صعوبة تحليل الملاحظات المتعلقة بالوقائع والاحداث وتحويلها لبيانات عددية.
-
قد يغفل الباحث عن ملاحظة المواقف الفرعية أو تسجيل ملاحظاته كاملة.
رابعا: الاختبار
تعتبر أداة الاختبار أداة مهمة في قياس هدف التقويم، كما تعتبر أداة بارزة في مجال البحث التربوي، والمجال الإداري. (دياب ، 2003م ، ص58).
مميزات أداة الاختبار
تتميز أداة الاختبار بما يلي: (دياب ، 2003م ، ص58 – 59)
-
إمكانية استعمالها في اختبارات التحصيل للتلاميذ، استنادا إلى الاختبارات الشهرية والفصلية والنهائية التي يجريها الأساتذة.
-
قدرتها على التنبؤ بمستقبل التلميذ من خلال إجراء (اختبارات الاستعداد).
-
قدرتها على تحديد جوانب القوة والضعف لدى التلميذ، واقتراح حلول لمعالجتها.
-
القياس الدقيق للخصائص النفسية للتلميذ، كالانطوائية والعدائية، ويقوم فريق مختص في علم النفس التربوي بإجراء هذه الاختبارات.
فيديو عن: معايير الإستبيان في البحث العلمي
المصادر:
- ثابت الحبيب. (سبتمبر - ديسمبر , 2010م). استخدام منهجية الملاحظة - المشاركة لتطوير وأنسنه أدوات تحليل العمل وتوصيف الوظائف: محاولة تموقع ابستمولوجي وتأصيل منهجي. مجلة الحكمة (4)، 54 - 78.
- سهيل رزق دياب. (2003م). مناهج البحث العلمي. غزة، فلسطين: د.ن.
- صالح أويابة. (2018م). أدوات جمع البيانات والمعلومات في الدراسة الميدانية. الندوة العلمية حول منهجية IMRAD وتطبيقات SPSS الصفحات 1- 12. جامعة غرداية، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، قسم العلوم التجارية.
- عايش صباح. (2015م). الخطوات المنهجية لتصميم الاستبيان. مجلة نقد وتنوير: مقاربات نقدية (3)، 300 - 332.
- عماد المرشدي. (2014). وسائل وأدوات البحث العلمي التربوي. جامعة بابل.
- محمد قزقوز. (2019م). محاضرات أدوات ملاحظة التدريس. المركز الجامعي نور البشير، معهد العوم الانسانية والاجتماعية، قسم علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.