التوصيات والنتائج في البحث

تعتبر التوصيات والنتائج في البحث العلمي من العناصر المهمة التي لا بدّ من تواجدها وعرضها بالشكل الأمثل في الدراسة العلمية، وذلك بهدف الوصول الى بحث عالي الجودة.

على الباحث العلمي عند إعداده للدراسة او المخطط البحثي أن يعتمد منهجية وأسس سليمة، وان يحرص على تواجد مختلف العناصر الاساسية للبحث ومن ضمنها نتائج البحث وتوصيات الباحث.

وقبل أن نعرض لكم معلومات هذا المقال، من المفيد أن نشير لكم الى ان أكاديمية BTS تقدم لكم مختلف الخدمات الجامعية عالية الجودة، ومن ضمنها المساعدة في مختلف خطوات الإعداد والكتابة للبحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه.

وتبقى صياغة النتائج والتوصيات من الخطوات التي يمكن أن نقدم لكم فيها خدمات مميزة، تساعد في الوصول الى تقييم عالي للبحث أو الرسالة العلمية.

ولأن كتابة النتائج والتوصيات من أكثر الصعوبات التي قد تواجه نسبة عالية من الباحثين العلميين، الذين تراودهم الكثير من الأسئلة حولها.

فإننا سنحرص من خلال فقراتنا التالية الى التعرف على كل من النتائج والتوصيات البحثية، مع الاطلاع على كيفية كتابة التوصيات والنتائج في البحث بالشكل السليم.

مفهوم النتائج في البحث العلمي:

إن التوصيات والنتائج في البحث يكملان بعضهما البعض، وهما كذلك ثمرة جهود قام بها الباحث لفترة طويلة ومسيرة عمل بحث مضنية تم التوصل في نهايتها إلى استخراج النتائج في نهاية البحث.

وتقدم النتائج  الإجابات على الأسئلة البحثية، أو تعرض نفي او إثباتات للفرضيات التي وضعها الباحث لدراسته، على ان يكون النفي والاثبات مرفقاً بالأدلة والاثباتات.

كما يجب أن توصل النتائج الباحث الى تحقيق أهداف بحثه، وأن يوضح الأساليب التي اتبعها من أجل الوصول إلى نتائج ذات اهمية ومصداقية.

وبحال لم تحقق هذه النتائج هدف أو اكثر من الاهداف الرئيسية او الثانوية للبحث وفق ما حدده الباحث، فعليه توضيح سبب عدم تحقيق هذا الهدف.

كما يجب أن يكون هناك توافق وتناغم بين فكرة وموضوع البحث، وبين ما تم التوصل إليه من نتائج، بحيث تأتي النتائج كنتيجة طبيعية لما تمّ عرضه ودراسته وتحليله في متن البحث.

كما أنه يجب أن تكون التوصيات والنتائج في البحث نابعة من صلب اختصاص الباحث العلمي، بمعنى أن الباحث إذا قام بإنجاز مخطط بحثي مختلف عن اختصاصه فإنه سيقع في مشكلة لناحية ضعف الفكرة والطرح واستخراج النتائج.

أما إذا كان البحث ضمن اختصاصه سيكون على دراية وعلم ومعرفة في الموضوع، وبالتالي سيفتح آفاق جديدة تخدم البحث وتفتح سبل وقنوات لاستخلاص الحلول.

على الباحث أن يذكر أمام القرّاء جميع الأدوات والمناهج التي اتبعها وصولاً إلى نتائج منطقية سليمة،

مع ضرورة عدم تجاهل ذكر الإحصاءات والأرقام ومختلف الدلائل بصورة صحيحة، فهذا ما سيمنح المصداقية للبحث أمام لجان التقييم أو القراء.

ولكن ليس بالضرورة أن بقدم شرح مفصل، فالشرح المفصل لا يخدم عند ذكر النتائج وسيقع القارئ بالملل نتيجة الاسهاب والإطالة.

وعلى الباحث الالتزام بالموضوعية والحيادية عند عرض نتائج البحث، فلا يجب ان ينحاز الباحث إلى فرضيات معينة وإغفال فرضيات او معلومات أخرى.

مفهوم التوصيات في البحث العلمي:

على اعتبار أن التوصيات والنتائج يكملان بعضهما البعض، فيفترض أن لا نتجاهل عرض المعلومات التي تعرفنا على مفهوم التوصيات البحثية.

والتي يمكن اعتبارها جملة من المقترحات التي يقدمها الباحث العلمي، وهي خلاصة تعبير عن رغبته بأن تأخذ هذه التوصيات طريقها للتنفيذ على أرض الواقع.

علماً أن التوصيات مرتبطة ارتباط وثيق بفكرة البحث أو موضوعه فلا يجب أن تحيد عنها.

 وتجدر الإشارة إلى أن هنالك تفاوتاً واختلافاً بين توصيات بحث علمي وبحث علمي آخر وذلك تبعاً لطبيعة الاختصاص والتفاوت في طرح فكرة البحث.

ولا شك أن التوصيات تقدم رؤية للحل، بالإضافة إلى أنها قد تشكل أساس ونقطة انطلاق يعتمدها الباحث الجديد من الاستفادة منها وبالتالي جعل منها منطلق لبحثه لاحقاً.

قد يتجه الباحث العلمي في عرض توصيات البحث العلمي الى توجيه توصية بإكمال الدراسة من النقطة التي وصلت اليها، كما أنه قد يوضح نقطة معينة وردت في البحث ويرى انها يمكن ان تتخذ كموضوع مستقل لبحث جديد آخر.

وبشكل عام فإن الباحث قد يعرض التوصيات كعنصر مستقل من عناصر البحث او الرسالة العلمية، كما أنه قد يضمها الى عنصر الخاتمة ويعرضها ضمن الخاتمة.

الأمور التي يجب مراعاتها أثناء كتابة التوصيات والنتائج:

هناك عدة نقاط يجب أن تؤخذ بالحسبان من قبل الباحث وذلك ليضمن نجاح عرض التوصيات والنتائج في البحث العلمي، وإن من أهم هذه النقاط:

• الوضوح:

عند كتابة النتائج يجب أن يحرص الباحث على صياغتها بشكل مفهوم لا يحتمل الكثير من التأويلات.

اما بالنسبة للغة المكتوبة فيجب أن تكون خالية من الأخطاء النحوية والإملائية لان ذلك من شانه أن يضعف من بنية البحث، وإن أتى الباحث على ذكر مصطلحات غامضة في بحثه فإنه يتوجب عليه شرحها في نهاية البحث.

• الشمولية:

الشمولية أيضاً من الأمور التي يجب مراعاتها أثناء كتابة التوصيات والنتائج في البحث، بمعنى أن تكون النتائج والتوصيات شاملة وتقدم إحاطة لكل ما تم التوصل إليه من قبل الباحث بعد الدراسة والتحليل.

• الدقة:

الدقة من اهم العناصر حيث يجب ان تكون جميع النتائج والمعلومات التي استند عليها دقيقة وذات مصداقية، وأن تكون موثوقة المصدر.

وعلى الباحث الحرص في تدوين النتائج الدقيقة والصحيحة والموثوقة المثبتة بالبراهين والأدلة.

• الاجابة عن الاسئلة والفرضيات:

لا بدّ من ان تكون النتائج مرتبطة بأسئلة البحث العلمي وتجيب عليها، او أن تنفي او تؤكد بالأدلة والاثباتات جميع فرضيات البحث العلمي.

فيفترض أن تعرض النتائج وتصاغ بشكل كامل حتى تلك التي تخالف الفرضيات.

• الحيادية والموضوعية:

على الباحث العلمي ان يلتزم بعرض جميع النتائج البحثية حتى تلك التي لا تتفق مع ميول واعتقادات الباحث، وبغض النظر عن مدى أهميتها من وجهة نظر الباحث.

• الاختصار:

من الضروري أن يتجه الباحث العلمي في عرض التوصيات والنتائج في البحث الى الايجاز والاختصار دون الاطالة المملة.

كما ان كتابة النتائج في نقاط من الامور المفيدة، وعرضها بصورة جداول او اشكال أو بكليهما.

الأخطاء الشائعة في كتابة التوصيات والنتائج في البحث:

بعد كل ما تم ذكره نجد ان هناك بعض الباحثين يرتكبون الأخطاء أثناء كتابة التوصيات والنتائج في البحث العلمي، وقد يعود ذلك إلى عدم الخبرة من جهة ، والى عدم اطلاع الباحث على المعلومات والمهارات التي تكسبه خبرة كتابة البحث.

ومن أبرز هذه الأخطاء الشائعة:

1. ورود بعض أخطاء في وصف منهجية الشرح.
2. إغفال الباحث أحد العناصر الهامة التي حددناها في فقراتنا السابقة.
3. إن استخدام أسلوب الانا وضمائر الملكية يقلل من قيمة البحث العلمي، وخصوصاً عند كتابة التوصيات والنتائج في البحث.

وبالتالي لا يجب استخدم كلمات مثل: (أنا، نحن، نعتقد، أرى..) واستخدام أسلوب مثل (يرى الباحث، يعتقد الباحث).

وفي النهاية لا بدّ من أن نشير الى ان النتائج والتوصيات من اهم دعامات البحث، والتي يعتمد عليها المقيمين والقراء لمعرفة جودة البحث العلمي.

وبالتالي على الباحث أن يرتقي بمستوى كتابة التوصيات والنتائج في البحث العلمي، ليرتقي بمستوى دراسته العلمية.

المصادر:

 ما هي النتائج والتوصيات في البحث،2018،موضوع