التدقيق اللغوي والنحوي

يعتبر التدقيق اللغوي والنحوي من الخطوات الضرورية في كتابة الابحاث العلمية، حيث يقوم الباحث العلمي بنفسه بهذه الخطوة التي تحتاج الى خبرة ومعرفة وإبداع لغوي، وقد يستعين في بعض الأحيان بالمواقع والبرامج المتخصصة، كما أن خيار الاستعانة بالمكاتب والاكاديميات المختصة وبالمدققين اللغويين من الخيارات الأفضل للخروج ببحث مثالي لناحية خلوه من اية أخطاء إملائية أو نحوية أو لغوية.

إن عملية التدقيق اللغوي والنحوي من الامور الصعبة التي تحتاج الى مهارة وخبرة، ولأن يكون المدقق انسان هادئ وصبور،  وذلك لاكتشاف الاخطاء اللغوية ومعالجتها، بحيث يخرج البحث العلمي بشكل مثالي وسليم، وبأبهى صورة ممكنة

ولنعرف اهمية هذه الخطوة يكفي ان نعرف بأن البحث مهما كان مضمونه جيد ومثالي، فإن وجود الأخطاء اللغوية والنحوية فيه ستقلل من قيمته وجودته ومن تقييمه بكل تأكيد.

تعريف التدقيق اللغوي والنحوي:

هو المهارة والامكانيات التي يملكها الشخص في تدقيق النصوص والأبحاث ومراجعتها وتصحيح كافة الأخطاء اللغوية الموجودة فيها، وكتابتها بالشكل الصحيح لغوياً بعد تصحيح كافة أخطائها النحوية أو الإملائية.

وتظهر أهمية التدقيق اللغوي سواء في النصوص او الأبحاث العلمية من خلال صحة معاني الكلمات، وضمان الفهم الصحيح لها، كما أنها تمنح النص جمالية وتنظيم، وتساعد القارئ على أن يستمتع بالقراءة وأن لا يشعر بأي ملل.

من هو المدقق اللغوي والنحوي:

على الرغم من ان هذا العمل قد لا يستلزم شهادة أو دراسة معينة، ولكن على سبيل المثال يبقى الاشخاص الذين تخرجوا من مجالات اللغة العربية، هم الأقدر على تدقيق النصوص والأبحاث المكتوبة باللغة العربية، وذلك لأن عمل المدقق اللغوي يعتبر من الأعمال الغير سهلة والتي تحتاج للكثير من الشروط والمقومات والصفات التي يجب أن يتحلى بها من يقوم بهذا العمل.

ربما يعتقد العديد من الاشخاص أنهم قادرون على العمل في التدقيق اللغوي لأنه أمر بسيط وسهل للغاية، فتراهم يقعون في الكثير من الأخطاء التي تؤثر سلباً على قيمة النص الذي اعتقدوا أنهم قاموا بتصحيحه، ولذلك يجب ترك هذا العمل للأشخاص المتمكنين منه بشكل كامل.

صفات وشروط المدقق اللغوي والنحوي الناجح:

• الإجادة التامة للغة العربية أو اللغة المطلوب تدقيق النص أو البحث العلمي فيها، مع الإلمام الكامل بجميع قواعد تلك اللغة من الناحية الإملائية واللغوية والنحوية والصرفية.

• أن يكون على إلمام وفهم كامل لعمل ومهمة التدقيق اللغوي والنحوي، وما هو المطلوب من الشخص الذي يقوم بهذه المهمة.

• المدقق اللغوي الجيد يمتلك ثقافة واسعة بالعديد من المجالات، وبشكل خاص في المجالات والتخصصات التي يقوم بقبول التدقيق اللغوي فيها.

• يجب ان يتسم المدقق اللغوي بالهدوء والصبر والتنظيم والدقة، لأن عمله يحتاج منه الهدوء وعدم التسرع، والقيام بالعمل بكل تركيز وإتقان، مع المحافظة على ترتيب وتنظيم النصوص بالشكل الأمثل، وهنا لا بدّ من الإشارة الى اهمية المراجعة الدقيقة لاكتشاف كافة الاخطاء.

• إن قوة الملاحظة والتركيز من صفات المدقق اللغوي الناجح، فهذا الامر سيسمح له باكتشاف جميع الأخطاء الصغيرة والكبيرة.

• إن التدقيق اللغوي والنحوي يحتاج كما ذكرنا الى الصبر والهدوء، وبالتالي على المدقق إذا شعر بالملل ان يريح نفسه وأن لا يرهق نفسه، كي لا يقع ببعض الاخطاء التي لا يجب الوقوع بها.

• يجب ان يتحلى المدقق اللغوي بالأمانة العلمية، فإذا وجد نفسه غير قادر على تدقيق النص او البحث العلمي بالشكل الصحيح، فعليه الاعتذار عن القيام بالمهمة، كما انه إذا لم يكن يمتلك الوقت الكافي للقيام بالعمل، فعليه الاعتذار وأن لا يقوم بعمل متسرع لا يحمل الجودة المطلوبة.

• من المفيد للمدقق اللغوي أن يبحث على تطوير معلوماته والمحافظة عليها، وذلك من خلال امتلاكه المراجع والمصادر اللغوية التي تساعده في عمليات التدقيق اللغوي والنحوي.

• لا يمكن للمدقق اللغوي ان يعتمد بشكل كبير على مواقع وبرامح التدقيق اللغوي، ولكنه يمكن ان يستفيد منها لحدود معينة، لأنها يمكن أن تجعل من عمله أكثر سهولة، مما يوفر عليه الكثير من الجهد والوقت، كما ان النصوص أو الأبحاث تخرج معها بشكل أكثر دقة، كما أنها تساعد على حفظ النصوص التي جرى تدقيقها بكل سهولة.

متى نحتاج الى التدقيق اللغوي والنحوي؟

هناك العديد من الكتابات التي تحتاج الى تدقيق النصوص لغوياً ونحوياً، وخصوصاً بالنسبة للكتب العلمية او الادبية او القصص ودواوين الشعر أو المؤلفات والبحوث والرسائل العلمية، ومنها رسائل الماجستير أو الدكتوراه.

وهنا يمكن للمؤلف او الكاتب أو الباحث ان يقوم بعملية التدقيق اللغوي والنحوي بنفسه، عندما يمتلك الامكانيات والمعارف التي تسمح له القيام بذلك، كما انه يستطيع الاعتماد على احد المكاتب والأكاديميات الموثوقة، وذلك لتدقيق النصوص أو الأبحاث او الرسائل العلمية، وتصحيح ما فيها من أخطاء إملائية أو نحوية أو صرفية، بالإضافة الى وضع علامات الترقيم في مكانها المناسب، وتصحيح أماكن الكلمات والعبارات وصياغتها بالشكل الصحيح، وهذا ما يضفي جمالية على النص أو الدراسة  ويزيد من قيمة محتواها.

ما هي المجالات التي تحتاج الى التدقيق اللغوي والنحوي؟

هناك الكثير من المجالات التي تحتاج للتدقيق اللغوي ومنها على سبيل المثال المقالات الصحفية أو الإذاعية أو الكتب أو البحوث والرسائل والمقالات العلمية، وهذا ما يحتاج من المدقق اللغوي أن يكون على دراية ومعرفة بمصطلحات ومفاهيم المجال الذي يقوم بتدقيقه، وذلك لتجنب وقوعه في اخطاء معلوماتية او لغوية بسبب جهله بمفاهيم ما يدققه.

مراحل العمل الخاص بالتدقيق اللغوي والنحوي:

إن مراحل التدقيق اللغوي والنحوي ليست واحدة في جميع المجالات، فما يحتاجه تدقيق رواية او كتاب كبير يختلف عما يحتاجه بحث علمي أو رسالة علمية، والتي يختلف تدقيقها عن تدقيق المقالة أو القصة القصيرة، فلكل مجال حاجته المختلفة من حيث الوقت أو الاهتمام، وإن كان التدقيق اللغوي والنحوي في معظم الأحيان يتم عبر عدة مراحل وأبرزها:

• المرحلة التمهيدية: وفيها يقوم الباحث بتجهيز الأدوات التي يحتاجها لتدقيق النص، سواء من حاسوب او برامج أو مراجع وغيرها من الامور..

• مرحلة التدقيق الإملائي: تتمثل المرحلة الثانية بالقراءة المتأنية والهادئة من قبل المدقق اللغوي لكامل النص، مع مراجعة شاملة لجميع عباراته وكلماته، للتأكد من الكتابة الإملائية الصحيحة لها، وفي حال وجود أية أخطاء إملائية يتم تصحيحها مباشرة. 

• مرحلة التدقيق النحوي: ويقوم المدقق من خلالها بالتأكد من سلامة النصوص والفقرات من الناحية النحوية، فيضبط نهاية الكلمات عند الحاجة، ويتأكد من الصياغة الصحيحة للجمل وتعديلها عند الحاجة، مع قيامه بالتدقيق لناحية الصرف. 

• إعادة صياغة بعض الجمل والكلمات: في المرحلة الثالثة يتم تدقيق الصياغة وتعديلها لضمان وضوح الجمل وأن تكون ذات مدلول ظاهر، مع التأكد من الترابط بين العبارات والكلمات، وهذه المرحلة تعتبر من اهم المراحل واكثرها حاجة للخبرة والعلم والمهارة من المدقق اللغوي.

• وضع علامات الترقيم المناسبة في مكانها الصحيح مع تشكيل الكلمات التي تحتاج الى تشكيل، وخصوصاً تلك التي يؤثر تشكيلها على المعنى.

• في المرحلة الأخيرة من التدقيق اللغوي والنحوي يعيد المدقق قراءة النص بشكل هادئ للتأكد من أن العمل قد تمّ بالشكل الامثل.

وبذلك نكون قد اطلعنا على تعريف التدقيق اللغوي مع صفات المدقق اللغوي ومهاراته، كما تعرفنا على المجالات التي تحتاج الى تدقيق لغوي، وفي الفقرة الاخيرة ألقينا الضوء على كافة مراحل التدقيق اللغوي والنحوي.