أنواع البحوث التجريبية 

البحث التجريبي هو أحد الأبحاث العلمية المهمة، يقوم هذا النوع من الأبحاث على نوعين من المتغيرات يتم تمثيل كل منها في مجموعة، مجموعة ثابتة تقوم بعملية القياس لكافة التغيرات التي تطرأ المجموعة الثانية والتي تمثل المتغير التجريبي، في مقالتنا هذه سنتحدث عن " أنواع البحوث التجريبية ".

تعريف البحث التجريبي :

- يعرف البحث التجريبي بأنه البحوث التي تعتمد في دراستها على الاستقراء العلمي، ويعتبر أحد أنواع البحوث الكمية، ومن خلال ملاحظة الباحث يضع الفرضيات لظاهرة معينة، ويضع فرضياته بأسلوب يستطيع من خلال قياس العناصر.

- حيث أن البحث التجريبي يعتمد بشكل أساسي على قياس الباحث بالتجارب لتأكد من صحة فرضياته، وفي حال أثبتت هذه التجارب صحة الفرضيات عندها يتم اعتماد هذه الفرضية والأخذ بها، وتتحول في أكثر الأحيان إلى قانون علمي يتم اعتماد حتى يظهر ما يثبت غير ذلك.

- البحوث التجريبية تهدف بشكل أساسي إلى توصل إلى نتائج تحقق تطور في المجال التعليمي والتربوي والاجتماعي وغيرها.

أمثلة على البحوث التجريبية :

1- أسباب رسوب الطلاب وتركهم للدراسة .

2- كيفية تأثير الاستماع للموسيقى على ذاكرة الإنسان الطويلة الأمد أثناء حفظها لمعلومات أخرى .

أنواع البحوث التجريبية :

تنقسم البحوث التجريبية إلى ثلاث أنواع :

1- النوع الأول : طرق المجموعة الواحدة :

- ويقصد بهذه الطريقة بأن يقوم الباحث بإجراء التجربة على مجموعة واحدة من الأشخاص، وأكبر مثال على هذه الطريقة هي البحوث التربوية والتعليمية، حيث تطبق التجربة على التلاميذ.

- تعتبر هذه الطريقة من الطرق السهلة لأن تصميم البحث التجريبي هنا لا يتطلب تنظيم.

- خطوات إجراء هذه الطريقة كالتالي :

أ- يتم اختيار متغير مستقل والذي سيتم استخدامه في التجربة ولكن ذلك بعد اختيار المجموعة.

ب- الباحث في هذه الطريقة يقوم بضبط ووضع الطريقة والاسلوب الذي يريد أن يتعامل به مع المتغير المستقل، ليتمكن الباحث من تسجيل ملاحظاته واجراء جميع قياساته بعد اجرائه لتغيرات محددة على المتغير التابع.

ج- في الخطوة الثالثة يقوم الباحث بإجراء قياس ليحدد مدى تأثير المتغير المستقل بالمتغير التابع.

د- وعن طريق الطرق الإحصائية يقوم الباحث في هذه الخطوة حساب الفرق ما بين القياس القبلي والقياس البعدي.

- وهناك خطوات أخرى لهذه النوع من أنواع البحوث التجريبية، وخطواتها كالتالي :

أ- في الخطوة الأولى يقوم الباحث التجريبي بالقيام بالاختبار القبلي على المجموعة الواحدة التي تم اختيارها .

ب- وهنا يقوم الباحث بتمثيل عامل الضبط بعوامل عادية ومألوفة، كاستخدام أساليب التعليم التقليدية في التجربة على وحدة الدراسة التي تم تحديدها.

ج- يقوم الباحث في الخطوة الثالثة بإجراء اختبار بعدي على المجموعة التي تم تحديدها.

د- ومن ثم يقوم الباحث بحساب متوسط الزيادة الذي جرى على متغير التابع.

2- النوع الثاني : طرائق المجموعات المتكافئة :

- ويعتبر هذا النوع أفضل من النوع الأول حيث تم تفادي عيوب نوع المجموعة الواحدة، يعتبر هذا النوع أكثر استخداما من المجموعة الواحدة .

- تصميمات هذا النوع من البحث التجريبي :

أ- أبسط تصميم لهذا النوع استخدام مجموعتان، مجموعة تجريبية مع مجموعة ضابطة.

ب- مجموعة تجريبية واحد مع مجموعتين تجريبيتين .

ج- مجموعة تجريبية واحد مع ثلاث مجموعات تجريبية ، ويوجد تصميمات أخرى كثيرة .

- عند اختيار الباحث لأي تصميم من هذه التصميمات يجب أن يحقق تكافؤ معين، ولهذا التكافؤ أساليب نذكرها :

أ-  طريقة العشوائية في اختيار المجموعات .

ب- طريقة التماثل في الأزواج .

ج- طريقة التوائم .

د- دراسة التكافؤ على أساس حساب المتوسط الحسابي لدرجات المجموعة التجريبية، وحساب الانحراف المعياري لجميع التغيرات التي تطرأ على المتغير التابع وذلك  بعيدا عن دراسة أي تغير على المتغير المستقل.

3- النوع الثالث : طرائق تدوير المجموعات أو الطرائق التبادلية :

- ويقصد من هذا النوع قيام الباحث بكافة الاجراءات والتغيرات في حال طبقت على مجموعة تجريبية واحدة، يجب تطبيقها على باقي المجموعات الضابطة منها والتجريبية مع تغيير وقت التتابع . 

ميزات البحوث التجريبية :

1- قدرة الباحث على الوصول إلى النتائج التي يهدف لها عن طريق سيطرته على جميع متغيرات التجربة.

2- الباحث في البحث التجريبي لديه القدرة على التفريق فيما إذا كان التأثيرات التي تتخلل التجربة حقيقية أو تأثيرات وهمية.

3- قدرة الدائمة على تجريب واختبار البحث التجريبي وعلى أي صناعة .

4- النتائج التي يصل لها الباحث عن طرق هذه البحوث محدودة .

5- الأبحاث التجريبية يمكن استخدامها في مجال بحثي أخر .

6- نتائج البحث التجريبي تكون ذات مصداقية وموثوقية عالية.

7- في البحوث التجريبية هناك إمكانية لتعميم النتائج على الظواهر المماثلة والمشابهة لظاهرة التي تم اجراء التجربة عليها .

8- موضوع البحث لا يؤثر على  أهمية التجربة والدراسة ومدى فعاليتها.

9- البحوث التجريبية تعتبر بداية مهمة جدا للقيام بأبحاث جديدة والحصول على معارف  ومعلومات جديدة .

عيوب البحوث التجريبية :

برغم من وجود الكثير من الميزات للأبحاث التجريبية إلا هناك بعض العيوب لابد من ذكرها والتي هي :

1- قد يتسبب البحث التجريبي مواقف ليس لها صلة بالواقع .

2- تستغرق البحوث التجريبية وقت طويلا ليتم إنجازها وإنهائها.

3- قد تتسب البحوث التجريبية الكثير من الإشكالات والمعضلات على المستوى الأخلاقي، وذلك وبالأخص عند اجراء الباحث لتجارب غير أمنة على الإنسان أو الحيوان .

4-  ومن الممكن أن لا تعطي هذه الأبحاث تفسيرات ونتائج واقعية.

5- وهناك احتمالية لظهور متغيرات لا يتوقع الباحث ظهورها وتعتبر دخيلة على تجاربه .

6- ومن الممكن أن يحدث تغير بين المتغيرات والتحكم بها بطريقة غير محايدة أو موضوعية .

7- وهناك تجارب تطبق على الإنسان فيكون من الصعب قياس الاستجابات الناتجة عنه .

الصعوبات والمعوقات التي تواجه الباحث في البحوث التجريبية :

هناك العديد من المعوقات التي تقف في طريق الباحث عند القيام في البحث التجريبي، ومن هذه المعوقات نذكر :

1- قد تقف في وجه الباحث مشاكل تتعلق في مجال التنظيم والتي تحول لعدم قدرته على اجراء تصميمه التجريبي .

2- من الممكن أيضا أن تكون هناك معوقات ادارية لا يستطع الباحث بسببها استخدام أي تصميم تجريبي و أي أسلوب ضبط.

3- الحذر عند التعميم، وبالأخص في الأبحاث التربوية، حيث على الباحث الانتباه عند تحديد العينة التي سيقوم عليها دراسته ويدرس مدى قدرته على تعميم النتائج، فمثلا عندما يختار الباحث مجموعة من التلاميذ لإجراء التجربة فيجب أن يضع في ذهنه هل توجد إمكانية تعميم النتائج على  جميع التلاميذ .

4- يجب على الباحث أن يكون حذر و دقيق جدا عند التعامل مع التجارب التجريبية بحيث تكون قريبة من الواقع والمستوى العلمي الموجود وذلك بهدف الحصول على نتائج قابلة للتنفيذ .

نستنتج مما سبق :

برغم من الصعوبات التي تواجه الباحث في إنجاز هذه الأبحاث إلا أنها تعتبر مهمة وذلك لأهمية التجربة لأنها تعتبر من أدق الطرق العلمية وأكثرها منطقية .