البحوث العلمية ومناهجها

 

البحوث العلمية ومناهجها

 

البحوث العلمية ومناهجها  

تم التحرير بتاريخ : 2022/03/13

اضفنا الى المفضلة

البحوث العلمية ومناهجها

لا شك أن مناهج البحث العلمي تمثّل أحد أساليب التفكير الذي يساعد الباحث على تنظيم أفكاره وتحليلها وعرضها وذلك بعد الحصول عليها من شتّى المصادر من أجل الوصول إلى نتائج البحث العلمي الذي يتناول ظاهرة أو مشكلة معينة كان قد اتخذها الباحث العلمي سبباً رئيسياً للإقدام على الكتابة البحثية، ولعل أهم ما يميّز مناهج البحث العلمي هو الأسلوب الذي يتبعه الباحث العلمي والذي يتضمن العديد من المراحل المرتبطة بشكل تسلسلي بحيث تؤدي كل مرحلة إلى المرحلة التي تليها.

 

مفهوم البحث العلمي

البحث العلمي هو وسيلة للدراسة يمكن من خلالها الوصول لحل مشكلة معينة عن طريق التقصي الشامل والدقيق لجميع الشواهد والأدلة التي يمكن التحقق منها والتي تتصل بمشكلة محددة، وهو تقصي أو فحص دقيق لاكتشاف معلومات أو علاقات جديدة ونمو المعرفة الحالية والتحقق منها، وهو استقصاء منظّم يهدف إلى إضافة معارف يمكن توصيلها والتحقق من صحتها باختبارها عملياً.

 

خصائص البحث العلمي

  • يلزم في البحث العلمي وجود مشكلة معينة تدفع الباحث إلى دراستها دراسة علميّة منظمة ويحاول الباحث تفسيرها والوصول إلى حقائق جديدة وذلك باتباع المنهج العلمي المناسب.

  • البحث العلمي محاولة منظمة تتبع أسلوباً أو منهجاً معيناً ولا تعتمد على الطرق غير العلمية.

  • يهدف البحث العلمي إلى زيادة الحقائق والمعلومات التي يعرفها الإنسان وتوسيع دائرة معارفه ليكون أكثر قدرة على التكيف مع بيئته والسيطرة عليها.

  • يختبر البحث العلمي المعارف والعلاقات التي يتوصل إليها ولا يعلنها إلاّ بعد فحصها والتأكد منها بالتجربة.

  • يشمل البحث العلمي جميع ميادين المعرفة وجميع مشكلاتها ويُستخدم في جميع المجالات على حد سواء.

 

مفهوم المنهج العلمي

يعود الفضل في الاكتشافات العلمية وتطوّر العلوم والمعارف إلى استخدام ما يُطلق عليه مصطلح "المنهج العلمي"، وهو عبارة عن مجموعة من التقنيات والطرق المصممة لفحص الظواهر والمعارف المكتشفة، أو لتصحيح وتكميل معلومات أو نظريات قديمة، وتستند هذه الطرق على تجميع تأكيدات رصدية وتجريبية قابلة للقياس وتخضع لمبادئ الاستنتاج.

وتعد المنهجية العلمية نسقاً من القواعد والإجراءات التي يعتمد عليها طريق البحث، وهذا النسق غير منزه عن الخطأ، حيث يتم إدخال التحسينات بصورة دائمة على القواعد والإجراءات، ويقوم العلماء بالبحث عن المناهج والأساليب الفنية الجديدة للمشاهدة والاستدلال والتعميم والتحليل، وبمجرد تطور الأشياء وتثبيت تطابقها مع الفرضيات الواردة بالمدخل العلمي يتم إدماجها في نسق القواعد التي تكوّن أسلوب المنهجية العلمية، فالمنهجية تقوم بتصحيح نفسها، والعلم لا يتقيد بالموضوع الذي يدور حوله ولكنه يتقيد بمنهجيته.

 

أنواع مناهج البحث العلمي

  • المنهج الاستدلالي: الاستدلال هو أن تبدأ من قضايا تسلم بها لكي تصل إلى قضايا أخرى أنت لا تعلم عنها شيء دون اللجوء للتجريب، مثل الرياضي الذي يعتمد على مقدمات منطقية والقاضي الذي يعتمد على مستندات القضية ليصدر الحكم، والاستدلال من ضمن شروطه ألاّ تضيف من تلقاء نفسك للمقدمات المنطقية شيء، فقط قدم تلك المقدمات دون أن تضيف عليها طابع شخصي، ولكن الاستدلال ليس عملية اعتباطية بل هو عملية مدروسة للغاية ومتطورة مع الزمن، فلكي يكون الاستدلال جيد ومنضبط لا بد من وجود شرطين، الأول أن تكون تلك المقدمات كافية للحكم بها، والثاني أن تكون تلك المعطيات واضحة وجلية ليس لها وجهان بل وجه واحد.

  • المنهج التجريبي: هو المنهج الذي نستخدمه لندرس وقائع لا نستطيع الحكم عليها بحواسنا المباشرة مثل الاستدلال والاستقراء، وليس لدينا شواهد أو مقدمات منطقية تعيننا على الحكم، لذلك نلجأ للتجريب، والتجريب قريب الصلة بالفيزياء والكيمياء وله خطوات طويلة، فحين تجرب فأنت تختبر تأثير شيء على شيء آخر، فمثلاً قد تختبر تأثير وفاة الأم في سن صغير على شخصية الابن، فهنا نأتي بأبناء يتامى من ناحية الأم وآخرون أمهاتهم ما زالت على قيد الحياة ونبدأ في التجربة، وقد تستعين في المنهج التجريبي ببعض الوسائل لجمع المعلومات منها الملاحظة أو مصفوفة المتغيرات المتتابعة والمستقلة.

  • المنهج التاريخي: البعض يسميه المنهج الاستردادي لطبيعته، حيث أننا في الغالب نسترد بيانات ومعلومات من الماضي لنضعها أمامنا في الحاضر كي ندرسها، ولأن الزمن هو عنصر غير قابل للإعادة فالمنهج التاريخي يأتي ليحل تلك المشكلة.

  • المنهج الوصفي: في المنهج الوصفي يلجأ الباحث لجمع المعلومات بشتى الطرق الممكنة، هذا المنهج مناسب أكثر للتخصصات الإنسانية المختلفة مثل علم النفس والصحة النفسية، ويأخذ عدة صور منها الدراسة المسحية التي يستخدمها الأخصائيون الاجتماعيون في دراستهم على الطلاب وعلى نزلاء الملاجئ.

  • المنهج شبه التجريبي: هذا المنهج فيه من صفات التجربة العلمية ولكن لا يمكن أن نطلق عليه تجريبي، لأنه يدرس ظاهرة إنسانية لها خصوصيتها ولها تلوناتها المختلفة حسب الظروف البيئية وحسب الزمن، لذلك هو صورة مصغرة للمنهج التجريبي.

  • المنهج الجدلي: هو منهج يستخدمه الجميع مع أنهم لا يعترفون أنه منهج علمي، وهو في الغالب لن يأتي بثماره إلاّ عندما تعينه وتمده بالمعلومات مناهج البحث العلمي الأخرى التي ذكرناها، وفي هذا المنهج يجلس المتخصصون في القاعات لكي يتدارسوا قضية أو وجهة نظر معينة.

 

مناهج البحث العلمي وفق التخصصات المختلفة

  • الفيزياء والطبيعة: العلوم الطبيعية وعلى رأسها الفيزياء والكيمياء والرياضيات هي صاحبة النصيب الأكبر من ثبات النتائج المختلفة، فالتجربة الرياضية أو الفيزيائية لو قمت كمتخصص لتعيدها ألف مرة ففي الغالب ستعطي نفس النتائج تقريباً مما يعلي من أسهم المنهج التجريبي والاستدلالي في تلك الأنواع من العلوم، كما أن تلك العلوم مبنية في الأساس على الأرقام ففي كل مرة ستقوم بمعادلة رياضية أو كيميائية تحت نفس الظروف ستحصل بكل تأكيد على نفس النتيجة.

  • العلوم الإنسانية: العلوم الإنسانية لا تخضع للأرقام مثل العلوم الفيزيائية بل تخضع للتخمين والقراءة المتأنية، لذلك تجدها متأخرة بالنسبة لتطوّر مناهج البحث العلمي، كما إن الإنسان الذي هو موضوع تلك العلوم متلوّن وغير محايد وله طباع متغيرة من موقف لآخر مما يصعب علينا تحويل سلوك الإنسان لرقم، وتلك العلوم تحتاج للمنهج الوصفي المبني على جمع المعلومات، وقد نستعين في بعض الأحيان بالمنهج شبة التجريبي أو المنهج التاريخي كي نجمع معلومات عن عهد سابق.

  • العلوم التاريخية: التاريخ عموماً مبني على الوثائق والأوراق ذات اللون الأصفر والتي على الباحث أن يتأكد من مصداقيتها على اعتبار أن كل ورقة أو جمجمة بشرية أو بردية هي دليل على علم وعلى أناس كانوا يعيشون في تلك المنطقة أو تلك المرحلة، وبالطبع المنهج التاريخي هو الأساس، والباحث في مناهج البحث العلمي التاريخية عليه التفريق بين الأدلة الثانوية والأدلة الفرعية، فمثلاً جواب بخط الملك محمد علي حاكم مصر هو دليل واضح ورئيسي في الدراسة أمّا جواب حكومي كان يشكو فيه عامل في مصانع السكر لزوجته من سوء الحالة الاقتصادية فليس إلاّ دليل ثانوي.

 

 

أوّل من يحتاج لدراسة مناهج البحث العلمي بشكل عميق هو طالب الدراسات العليا سواءً كان في كلية نظرية أو عملية، لأنه يتدرب من خلال المقررات التي يدرسها على تطبيق المنهج العلمي والطريقة العلمية في البحث، ومن يحل المشكلات عموماً يحتاج للمنهج العلمي أو ما يسميه البعض بالطريقة العلمية والتي تدور حول عدة خطوات لحل المشكلات أولها الشعور بالمشكلة ثم تحديد المشكلة في كيان محدد ثم جمع المعلومات عن المشكلة موضوع البحث ثم وضع عدة حلول مقترحة وتطبيقها بالتجربة حتى الوصول لحل لتلك المشكلة.

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك