تم التحرير بتاريخ : 2022/02/19
خصائص النقد التاريخي
الرواد و الأدباء و المفكرون في النقد التاريخي
ومن أهم و أعرق أدباء و باحثون النقد التاريخي
يقوم الباحثون بدراسة التاريخ من خلال منهجين اثنين ، هما ؛ المنهج التاريخي و النقد التاريخي ، حيث يدرس الباحث التغيير الذي حدث على النظم الاجتماعية و العلاقات ، و رصد التحول في المفاهيم و القيم الاجتماعية و يدرس الباحثون و العلماء أصول الثقافات و تطورها و يقومون بوضع مقارنات بين الثقافات و النظم الاجتماعية السائدة ، حيث معرفة تاريخ المجتمع مهمة ليفهم الباحث واقع المجتمع الذي يرصده ، و يمشي النقد التاريخي حسب سلسلة سببية لأن نص النقد هو نتيجة جهد الباحث ، و الأديب يعكس ثقافته ، الثقافة هي نتاج البيئة ، و تعتبر البيئة هي جزء من التاريخ لأن نقد التأريخ يكون من خلال بيئة الأديب ، و على الرغم من التقصير في النقد التاريخي و لكنه يعتبر المنهج الوحيد الذي يقوم الأدباء من خلاله بدراسة المسار الأدبي لأي أمة ، و يمكنهم معرفة ما يميز أدبها ، و التعرف على خصائصها حيث ظهر النقد التاريخي في أواخر القرن التاسع عشر ، و سنتحدث في مقالنا عن خصائص النقد التاريخي ، أهميته ، بعض الأدباء و المؤرخون العرب و الأجانب منهم .
يربط الأديب بين النص الأدبي و محيطة ، و ينسب الأول كوثيقة للثاني .
يهتم الأدباء بدراسة المدونات الأدبية الكبيرة خلال العصور التاريخية ، و يركزون على النصوص المهمة التي تجسد المرحلة التاريخية الخاضعة للدراسة ، مع عدم الانتباه إلى الاختلاف الكبير بين الأدباء المتواجدون أعمالهم في فترة زمنية و مكانية متطابقة حيث يعتبر النقد التاريخي عاجزاً عن توضيح الفوارق و الاختلافات بين الأدباء المبدعين و ذكائهم و خصوصاً الذين يتوحدون في زمان معين .
الاهتمام بالبحوث الأكاديمية التي تخصصت جداً في الاهتمام بمنهج واحد دون الاهتمام للمناهج الأخرى .
يجب على الأدباء التعامل مع النصوص التي يقومون بدراستها على أنها مخطوطات يقومون بتوثيقها ـ أو مثل تحف غير معروفة في المتحف الأثري ، و توثيقها بشكل محكم عن طريق الصور و الملاحق و المراجع المتسلسلة بالفهرس .
الاهتمام بالمضمون و سياقه الخارجي و عدم الالتفات إلى أهمية الخصوصية الأدبية للنصوص التاريخية .
الاهتمام بالمؤرخ المجتهد و البيئة المهمة التي دعمته أكثر من النص الإبداعي و يجب الانتباه لتحويل النصوص التاريخية إلى وثائق يعود إليها الأديب عندما يريد تأكيد أفكاره و الحقائق التاريخية .
هنالك العديد من الرواد و الأدباء و المفكرون في النقد التاريخي حيث يشتهر بكونه النقد الذي يلهم الكثير من الأدباء ، وكان له الكثير من المدن و الجامعات التي يدرس بها و له أدباءه الدؤوبون منهم من كان من العرب و منهم من كانوا من بلاد الغرب ، و سنستعرض في هذا المقال أدباء من الغرب و العرب :
هيبوليت تين 1828-1893 : و هو فيلسوف ومؤرخ وناقد فرنسي الذي اشتهر بدراسته للنصوص الأدبية في ثلاثيته المبتكرة الخاصة ، وهي :
العرق أو الجنس (Race) : أي الخصائص الفطرية الوراثية المشتركة بين أفراد الأمة الواحدة المنحدرة من جنس معين.
البيئة ، أو المكان أو الوسط ، (Milieu): هي الفضاء الجغرافي وانعكاساته الاجتماعية في النص الأدبي.
الزمان أو العصر(Temps) : وتكون مجموع الظروف السياسية والثقافية والدينية التي تؤثر بشكل حتمي و كلي على النص.
محمد مندور 1907-1965: يعتبر الجسر التاريخي الموصول بين النقدين العربي و الفرنسي ، حيث كان أول أديب يعطي ملامح و معالم اللانسونية في النقد العربي حيث أصدر كتابه "النقد المنهجي عند العرب " و ترجم مقالات الأديب لانسون الذي أخذ منه الكثير من المعارف في فترة دراسته في فرنسا ، ومنها " عام البحث في الأدب " و كان ذلك في عام 1946 .
غوستاف لانسون 1857-1934 : يعتبر من كبار الأدباء الأكاديميين الفرنسيين و الرواد المهمين للنقد التاريخي و أصبح ينسب أليه مصطلح اللانسونية ، حيث أعلن لانسون عن هويته المنهجية سنة 1909 ، في محاضرة بجامعة بروكسل حول (الروح العلمية ومنهج تاريخ الأدب) .
ثم أردفها سنة 1910 بمقالته الشهيرة (منهج تاريخ الأدب) التي نشرها في مجلة الشهر (Revue du moi) ،حيث حدد من خلالها خطوات المنهج التاريخي .
ابن خلدون: حيث استخدم المنهج التاريخي في دراسته للعمران البشري و تحليله لمراحل تطور الدولة و هرمها.
ماكس فيبر: استخدم المنهج التاريخي في دراسته لبعض الفرق الدينية البروتستنتية و تأثيرها في المجتمع .
كارل ماركس: استخدم المنهج التاريخي في دراسته لصراع الإنسان مع الطبيعة و تطور النظم في المجتمع عبر مراحلها التاريخية.
ومنذ ستينيات القرن الماضي كان النقد التاريخي يتوسع و يكبر في العديد من الجامعات بسبب الأكاديميين و الأدباء و الباحثون حيث تحولت كتاباتهم و بحوثهم إلى معالم نقدية و كتب مهمة يقصدها الطلاب .
شوقي ضيف وسهير القلماوي وعمر الدسوقي في مصر.
شكري فيصل في سوريا .
محمد الصالح الجابري في تونس .
عباس الجراري في المغرب .
بلقاسم سعد الله وصالح خرفي وعبد الله ركيبي ومحمد ناصر وعبد الملك مرتاض في الجزائر .
و مما تقدم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي كان عنوانه النقد التاريخي ، حيث نوهنا إلى أهميته ، ذكرنا خصائصه ،و العديد من النقاد و الأدباء و الباحثون الرواد في مجال النقد التاريخي سواء منهم من كان من الغرب أو العرب .
نتمنى لكم الاستفادة ، و الله ولي التوفيق .
تنسيق الرسائل العلمية