النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع

النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع

النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع

تم التحرير بتاريخ : 2022/03/20

اضفنا الى المفضلة

تعتبر النظرية في البحث هي بمثابة الأساس الرئيسي للباحث حيث يبني عليها علمه فإذا تخلى عنها ذلك يوقها في مشكلة التقليل من أهميتها ، حيث لا يمكن بناء بحث علمي من غير نظرية فهي تشكل الرصيد المهم من المعلومات و البيانات و الآراء حيث  أهميتها تكمن في كونها تمثل بناء معرفي علمي و ضروري لكل الملاحظات كونها القاعدة الأساسية للتفسير و التحليل لا تقف أهميتها على أن الباحثون أو القراء أو الطلبة يقرئونها و يفهمونها فقط ، و يوجد العديد من الأنواع و الاختصاصات للنظريات مثل العلمية و الاجتماعية و الفيزيائية و هي متفرعة كثراً و مختصة ، و سنتحدث في مقالنا عن ماهية النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع وعن اتجاهاتها و سوف نتحدث عن قواعد مهمة في جانب النظرية الاجتماعية :

نظرية علم الاجتماع تعبر بشكل  واضح وشامل عن موضوع علم الاجتماع ، وتحمل طابعه الفريد و المتميز عن باقي  العلوم الانسانية التي تتخصص  بجانب او عدة جوانب و اتجاهات من اتجاهات و أسس الحياة الانسانية ، وهذا يوضح  الكيفية التي يتناول بها علم الاجتماع موضوعاته العامية ، والوظائف الاساسية العلمية والمجتمعية التي من واجبه كعلم مستقل و متخصص أن يفي لها كونها تضفي و تبقي لمعناه وجود و أساس بالنسبة للعلوم الأخرى ، كونها الاساس الذي يعمل من خلاله علم الاجتماع و يستمد افكاره و قضاياه .

تكون نظرية علم الاجتماع نظرية علمية تتضمن شكلاً و مضموناً خصائص النظريات العلمية و تعد شروطها أسس مهمة و محكمة تساعدها على تفعيل دورها و أداءه بالشكل الصحيح و المخطط له ، و ما ينجز من خلالها من دراسات و حل قضايا و مشاكل و أنتاج أبحاث .

عرفها العديد من الباحثون مثل ، كورنبلامو و سميث ؛مجموعة من المفهومات المترابطة التي تهدف إلى تفسير أسباب حدوث ظاهرة اجتماعية يمكن ملاحظته .

إعداد الأبحاث والأوراق العلمية

خطوات وضع النظرية الاجتماعية :

 

أولا يقوم الباحث بوضع نموذج النظرية الذي يعد الخطوة الأولى في عملية التنظير وهي الأدوات وهو يتركب من صياغة مفاهيم معينة عن الظواهر مثل الوظيفة البنائية ، و ثانيا المفاهيم ، عبارة اسم أو عنوان فئة من الظواهر مثل مفهوم الطبقة الاجتماعية ، وثالثاً العلاقة بين المفاهيم تأكيد علاقة المفاهيم يجب أن تكون مرتبطة منطقياً ونظرياً ، رابعاً الإجراءات تحتاج لمفاهيم وحالات العلاقات إلى أن تعرف تجريبياً أي تعريف إجرائي ، وخامساً المنهج ،و تكون ضمن المنهج التجريبي لاختبار الفرضيات ، سادساً تحليل البيانات ، حيث يستخدم الباحثون غالباً التحليل الفني و الإحصائي لتحليل البيانات و الخطوة الأخيرة هي تفسير البيانات و تحليل النتائج و صياغتها على شكل النتيجة النهائية .

ويؤكد الباحثون في مجال علم الاجتماع مثل ريمون أرون، عالم اجتماعي فرنسي ،ان علم الاجتماع يتميز بأنه دائم البحث عن نفسه ، وان اكثر النقاط اتفاقاً بين العاملين فيه هي صعوبة تحديد علم الاجتماع كما ذكر بتريم ثوروكن في مؤلفه  (النظريات السيسيولوجيا المعاصرة ) آراء اكثر من ألف عالم وباحث في علم الاجتماع .

و ذلك يؤكد النقاط الاساسية و المهمة فيه على الرغم من الاختلافات و التباينات الموجودة الذي تشير إلى موضوعه الاساسي الذي يشير إلى ان علم الاجتماع هو علم دراسة الانسان والمجتمع ، دراسة علمية تعتمد على المنهج العلمي وما يحتوي هذا المنهج العلمي من اسس وقواعد وأساليب في البحث .

لذلك  ظهرت النظرية البنيوية الوظيفية لتنظر الى الظاهرة او الحادثة الاجتماعية على انها وليدة الاجزاء او الكيانات البنيوية التي تظهر في وسطها وان لظهورها وظيفة اجتماعية لها صلة مباشرة او غير مباشرة بوظائف الظواهر الاخرى المشتقة من الاجزاء الاخرى للبناء الاجتماعي .

 

تاريخ علم الاجتماع و تقسيماته :

علم الاجتماع قبل الكلاسيكي :

قبل القرن التاسع عشر، كانت النظريات الاجتماعية الكلاسيكية بشكل كبير سردية ومعيارية، و مكتوبة على شكل قصة وتفترض وجود المبادئ الأخلاقية وتوصي بالأفعال الأخلاقية. 

و كان من المحتمل إيجاد علماء نظريين اجتماعيين وهم ذات توجه ديني ، مثل أهم القديسين اللذان ساهما في بناء علم الاجتماع وهم توماس الأكويني والقديس أوغسطين، اللذان اهتما بشكل كبير بتكوين مجتمع عادل. و كان القديس أوغسطين يصف المجتمع الروماني القديم خلال كراهيته للمعتقدات الرومانية القديمة، و تجلى ذلك في رد فعله الواضح و العلني في  نظرية مدينة الله. 

و نجد أيضاً ذلك عند العالم النظري الاجتماعي الصيني، السيد كونغ الذي وصف المجتمع العادل و المجتمع الواقعي على أنه ولايات متحاربة ، وأيضاً في الصين أشار موزي على أن يكون علم الاجتماع أكثر مصلحية، و لكن أن يبقى أخلاقيا أساسه.

علم الاجتماع الكلاسيكي :

في القرن التاسع عشر تشكلت ثلاث نظريات كلاسيكية ، أحدثت تغييراً تاريخيا واجتماعيا ، منها نظرية تشكل  دارونية اجتماعية ،و نظرية الدورة الاجتماعية ونظرية الماركسية المادية التاريخية. تلك النظريات كانت موحدة بعامل مشترك  حيث جميع الفلاسفة كانوا يتفقون بأن تاريخ الإنسانية يتبع طريق ثابت مؤكد، يضمن في طياته تقدم اجتماعي.

 حيث أن كل حدث ماضي لا يحدث فقط بترتيب زمني، لكنه يرتبط بشكل طبيعي مع الأحداث الحالية والمستقبلية.

 و افترضت تلك النظريات أن دراسة تسلسل تلك الأحداث ، سوف يتيح لعلم الاجتماع أن يكتشف القوانين التاريخية.

و العالم النظري الأول هيربرت سبينسر آمن بشكل كبير بمبدأ البقاء للأصلح .

 

علم الاجتماع الحديث : 

انتقد العديد من علماء الاجتماع الحديثين أن النظرة الكلاسيكية الاجتماعية مستمدة من النظرة التاريخية و من هؤلاء العلماء روبرت نسبر، تشارلز تيلي وإيمانويل فالرشتين.

حيث تمثل النظريات الاجتماعية الحديثة النسخة المتطورة عن النظريات الكلاسيكية مثل النظرية التطورية الحديثة و البيولوجيا الاجتماعية و خلق المجتمع و الارادة الحرة و الاختيار و أهمية الاحداث العشوائية المتغيرة و التي تعتبر من الأمور الصعبة الشرح و التفسير بالنسبة للمدرسة الحتمية القديمة .

و مما تقدم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي كان عنوانه النظرية الاجتماعية في علم الاجتماع ، حيث قمنا بتعريف النظرية في علم الاجتماع , خطوات وضع النظرية الاجتماعية ، تاريخ علم الاجتماع و تقسيماته .

نتمنى لكم التوفيق و الاستفادة .


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك