المنهج التجريبي للبحث العلمي

المنهج التجريبي للبحث العلمي

المنهج التجريبي للبحث العلمي

تم التحرير بتاريخ : 2020/09/07

اضفنا الى المفضلة

جدول المحتويات

 يعتبر المنهج التجريبي من أفضل و أهم المناهج البحثيّة المستخدمة ، حيث يعتمد هذا المنهج أولّاً على التجربة وثانياً على الملاحظة عند الباحث وقدرته على استقراء البيانات فلا يقتصر دور الباحث على وصف الظاهرة المدروسة فقط بل يتوجّب عليه ملاحظة النتائج عند إحداث تغييرات ، ومعرفة أثر ودور كل متغيّر والعلاقات بين كل المتغيرات المسؤولة عن حدوث هذه الظاهرة ، كما يتوجّب عليه أحيانا القيام بإعادة التجربة العديد من المرات ليتأكد من دور المتغيرات وتحديدها ، كما يعتبر المنهج التجريبي مناسب جداً للعلوم التطبيقيّة لقدرته على كشف العلاقات بين الظواهر المختلفة والتحقق من كل الفرضيات التي وضعها الباحث .

 

خطوات المنهج التجريبي : 

 

عند القيام بدراسة موضوع معيّن وفق هذا المنهج يتوجّب على الباحث القيام بسلسة من الخطوات للوصول الى النتائج المثاليّة ، وتتلخص الخطوات بما يلي :

  • تحديد المشكلة : بدايةً يجب على الباحث معرفة الأهداف الأساسيّة من البحث الذي سيجريه ، والقيام بوضع تعريف أولي للظاهرة المدروسة ، ومن ثمّ التأكّد من توافر البيانات و الإمكانات المطلوبة لإجراء بحث علمي بالأسلوب التجريبي.

  • تحديد النظريات :أي تحديد مجال البحث والمسائل المتعلّقة به ، والنهج الذي يريد الباحث اتبّاعه ، والتوقعّات الأوليّة من القارئ .

  • اختيار عيّنة الدراسة للبحث العلمي : تعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات في المنهج التجريبي حيث يتوجّب على الباحث انتقاء عيّنة مناسبة بشريّة كانت أو غبر بشريّة ، وذلك يعود إلى نوع و طبيعة البحث العلمي المراد إنجازه. 

  • أدوات البحث العلمي المناسبة : بعد اختيار العيّنة المطلوبة يقوم الباحث بالمرحلة التاليّة باختيار أداة البحث العلمي لمساعدته في الحصول على النتائج المطلوبة ،حيث تعتبر الملاحظة (المباشرة أو غير المباشرة ) من أهم الأدوات المستخدمة للمنهج التجريبي .

  • وضع الفرضيات البحثيّة : المقصود هنا بالفرضيات هي الحلول غير المؤكّدة بعد ، حيث يقوم الباحث بتجهيز العديد من الفرضيّات (الموجّهة وغير الموجّهة) وبعض الأسئلة والاستفسارات التي يجب أن تتضمن متغيران ، يكون أحدهما مستقل والثاني تابع ، ليقوم الباحث بدراسة الآثار التي تحدث في المتغيّر التابع.

  • دراسة الفروض واختبارها : يجب على الباحث بعد جمع البيانات المطلوبة ترميز تلك البيانات لكي يستطيع اختبارها إحصائيّاً ودراسة العلاقة بين المتغيرات كالمتوسط الحسابي مثلاً ، وبعد انتشار التكنولوجيا ودخولها عالم التحليل الإحصائي أصبحت دراسة وتحليل مثل هذه البيانات بمتناول اليد وذلك عن طريق بعض البرامج مثل  spss وغيره من البرامج التي يمكنها أن تبوّب وتحلل عدد لا نهائي من البيانات والمعلومات.

  • نتائج وملخّص البحث : وهي الخطوة الأخيرة في البحث وفق المنهج التجريبي ، حيث يقوم الباحث بوضع النتائج التي خلص لها بعد التجارب التي قام بها وتحليل المعلومات التي حصل عليها ، وبالتالي إيجاد حل للمشكلة المطروحة ثم تعميم هذه النتائج على مجتمع الدراسة 

 

طرق المنهج التجريبي : 

تتنوع طرق استخدام المنهج التجريبي ، سنذكر منها :

  1. طريقة الاتفاق : وهي أول طريقة حيث يقوم الباحث بالمقارنة بين مجموعة ظواهر والتي كان لها الدور بظهور الظاهرة الأولى .

  2. طريقة الاختلاف : في هذا النوع يتم المقارنة بين ظاهرتين متشابهتين في جميع الحالات باستثناء حالة واحدة .

 

أنواع التجارب في المنهج التجريبي :

 

  1. التجارب العلميّة والتجارب غير العلميّة : التجارب العلميّة هي تجارب معروفة بدقة نتائجها ،حيث تجرى داخل مختبر ضمن شروط وظروف يتم تحديدها من قبل الباحث ، كما يمكن إعادتها للتأكد من صحة النتائج التي تحصّل الباحث عليها ، أمّا التجارب غير العلميّة فتكون نتائجها أقل دقّة من التجارب العلميّة ، وتُجرى عادةً خارج المختبرات العلميّة .

  2. التجارب على المجوعة الواحدة أو على مجموعات عديدة .

  3. تجارب قصيرة وتجارب طويلة : في بعض التجارب التي يجريها الباحث خلال دراسته لظاهرة ما ، فإنّ ظهور نتائج تلك الدراسة يحتاج  وقت طويل فتدعى تلك التجارب بالتجارب الطويلة ، وفي بعض الأحيان يحصل الباحث على نتائج دراسته بسرعة فتدعى بالتجارب القصيرة .


 

أهميّة ومميزات المنهج التجريبي :

  • الحصول على نتائج غاية في الدقّة وبالتالي يستطيع الباحث من خلال المنهج التجريبي إيجاد العلاقة بين المتغيرات البحثيّة ودراستها جيداً وتحليلها ، الأمر الذي يمد الباحث بالنتائج الدقيقة .

  • يعتبر المنهج الوصفي من أكثر مناهج البحث العلمي مرونةً ، وذلك لوجود أكثر من نموذج لهذا المنهج وبالتالي يمكنه التكيّف مع حالات عديدة ، الأمر الذي يميّزه عن باقي المناهج .

  • الموضوعيّة : حيث يتجنّب الباحث عند تطرّقه لأي دراسة وفق هذا المنهج تحيّزه لرأيه الشخصي ، وبالتالي كتابة النتائج بواقعيّة وموضوعيّة .

  • يستطيع الباحث عبر المنهج التجريبي دراسة التأثير على المتغيرات التابعة وضبطها .

 

عيوب المنهج التجريبي : 

  • تلعب الأدوات التي يستخدمها الباحث في دراسته دوراً كبيراً في تحديد نتائج البحث ، وتعتبر هذه النقطة من سلبيات هذا المنهج ، حيث تختلف نتائج نفس التجربة أحيانا باختلاف الآليات والأدوات المستخدمة من قبل الباحث .

  • صعوبة إجراء التجارب على العينات البشرية لدواع أخلاقية ، وبالتالي يصعب دراسة الظواهر الإنسانيّة .

  • تقوم عينات الدراسة المختارة في بعض الأوقات بتغيير توجهاتهم أو سلوكياتهم أثناء القيام بالتجارب ،مما يعوق عمليّة التعاون المطلوبة بين الباحث والعيّنة حتى يستطيع الباحث الحصول على نتائج بحثيّة تجيب عن أسئلته وفرضياته التي وضعها .

 

وهكذا نكون قد تعرفنا على المنهج التجريبي في البحث العلمي و أبرز إيجابياته وسلبياته ، ليكون الباحث على اطّلاع ودراية قبل اختياره لهذا المنهج .

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك