تم التحرير بتاريخ : 2020/09/03
إن أدوات البحث العلمي هي الوسائل التي يقوم الباحث باستخدامها في إطار سعيه للحصول على المعلومات والبيانات التي تساهم في تبيان وإيضاح مفاصل الدراسة التي يقوم عليها بحثه العلمي.
وتتحكم طبيعة الفروض المطروحة بالبحث في استخدام أدوات البحث العلمي المناسبة لها ، فلا يوجد تصنيف محدد يلزم الباحث باستخدام أحد أنواع هذه الأدوات ، فالأمر يتوقف على التخصص والعينة التي يراد تطبيق البحث العلمي عليها ، ولذلك من المهم جداً أن يكون الباحث العلمي على المام ومعرفة تامة بالأدوات التي تمكنه من الوصول الى بيانات ونتائج موضوعية دقيقة ، فيثبت صحة نظريات سابقة أو ينفي صحتها ، كما أنه قد يكتشف نظريات علمية حديثة.
إن اختيار الأداة المناسبة للبحث العلمي يحمل أهمية كبيرة جداً وهو يحتاج الى خبرة من الباحث العلمي الذي قد لا يصل الى نتائج دقيقة في بحثه إذا لم يوفق باختيار أداة مناسبة للبحث.
تتعدد أدوات البحث العلمي ولكل أداة من هذه الأدوات مميزات وسلبيات ، ويجب على أي باحث أن يلم بشكل كامل بمميزات وعيوب كل أداة ليصل الى الأداة المناسبة ويستخدمها ، كما أنه قد يستخدم أكثر من أداة في بحثه العلمي ، عندما يجد أن ذلك سيجعل نتائج البحث اكثر دقة ، مع الانتباه الى أن التكاليف قد تزداد عند استخدام أكثر من أداة ليتأكد من قدرته على تغطية هذه التكاليف.
فما هي أكثر أدوات البحث العلمي استخداماً هذا ما سنحاول التعرف عليه من خلال هذا المقال
وهي من أكثر أنواع أدوات البحث العلمي استخداماً ، ويعتمد الباحث من خلال هذه الأداة على جمع معلومات البحث العلمي من خلال المقابلات مع عينة الدراسة في مكان يتم تحديده من قبل الباحث الذي يطرح أسئلته على الشخص أو الأشخاص الذين يجري المقابلة معهم ويدون إجاباتهم.
يلجأ الباحث الى هذه الأداة من ادوات البحث العلمي عندما يجد أنه من الصعب عليه أن يصل الى المعلومات التي يبحث عنها من خلال الاستبيان ، وللمقابلات عدة انواع وهي:
المقابلات المفتوحة: وهي التي تسمح للشخص الذي تجرى معه المقابلة أن يجيب على أسئلة الباحث المطروحة عليه بكامل حريته ودون أي مقاطعة.
المقابلات شبه المقيدة: وتختلف عن النوع السابق بأن الباحث يستطيع مقاطعة الشخص الذي يقابله عندما يحصل على الإجابة التي يريد سماعها.
المقابلات المقيدة: يجري الباحث من خلالها عدد من الاختبارات ويضع خيارات محددة لأسئلته ، ويطلب من الأشخاص الذين يمثلون عينة الدراسة اختيار أحد الخيارات المتعددة التي تعرض عليهم.
أما أبرز سلبيات المقابلات فهي أن الأشخاص قد يحاولون التصنع وإظهار أفضل ما يملكونه أثناء مقابلتهم ، كما أنها تحتاج الى جهد كبير من الباحث وتكاليف مادية قد تكون كبيرة.
وهي أكثر أدوات البحث العلمي شيوعاً حيث يعتبر العالم الإنجليزي "فرانسيس كالتون" أول من استخدم الاستبانة في البحوث العلمية وذلك بالفترة الممتدة بين عامي 1822م - 1911م وقد سار على هذا النهج لاحقاً الكثير من العلماء.
يقوم الباحث العلمي من خلال هذه الأداة العلمية بسيطة التكاليف بكتابة مجموعة من الأسئلة على شكل استمارة ، ثمّ يعطيها للشخص أو الأشخاص الذين يشكّلون عينة الدراسة كي يجيبوا على هذه الأسئلة ، وللاستبانة أنواع متعددة هي:
الاستبانة المغلقة أو المقيدة: ويطرح الباحث العلمي من خلالها سؤال محدد مع مجموعة من الأجوبة التي يحددها بنفسه ، ويختار أفراد عينة الدراسة جواب للسؤال من أحد الخيارات المحددة المطروحة عليهم من دون ان يعرضوا وجهة نظرهم أو سبب اختيارهم لهذه الاجابة.
الاستبانة المفتوحة: يطرح من خلالها الباحث سؤال أو مجموعة من الأسئلة على أفراد عينة الدراسة الذين يستطيعون الإجابة بكل حرية وبالشكل الذي يرونه مناسباً مع إبداء رأيهم وسبب اجابتهم بهذه الطريقة.
الاستبانة المقيدة المفتوحة: يطرح الباحث من خلالها بعض الاسئلة التي تكون الإجابة عليها مفتوحة ، كما يطرح أسئلة أخرى تكون الإجابة فيها مقيدة.
الاستبانة المصورة: وتستخدم هذه الاستبانة عادة مع الأطفال أو الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على القراءة والكتابة ، فيستعين الباحث في هذا النوع بمجموعة من الصور والأشكال.
أما أبرز عيوب الاستبانة أن الأشخاص الذين يشكّلون عينة الدراسة قد لا يفهمون الأسئلة ويفسرونها بشكل خاطئ ، كما أن البعض منهم قد لا يأخذونها على محمل الجد وبالتالي لا تكون إجاباتهم معبرة عن الواقع ، وهذا سيؤدي بالطبع الى الوصول الى نتائج غير دقيقة.
وتعتمد هذه الأداة من أدوات البحث العلمي بشكل كبير بالأبحاث التجريبية والعلوم الانسانية التي تحاول الكشف عن تغيرات النفس البشرية والسلوك الانساني ، ويطرح الباحث وفق هذه الأداة على عينة الدراسة مجموعة من الأسئلة التقييمية سواء بشكل شفهي أو كتابي ، ثمّ يجري دراسة على الأجوبة مع تقييمها ، ومن الضروري أن تجيب عينة الدراسة بصدق وصراحة على الأسئلة كي يعطي الاختبار نتائج دقيقة.
تعتبر من أهم افضل أدوات البحث العلمي ، ويقوم الباحث من خلالها بمراقبة دقيقة للظاهرة موضوع دراسته ، بحيث يذهب الى مكان إجرائها كي يلاحظ سلوكيات أفراد عينة الدراسة ليخرج بنتائج دقيقة عن البحث.
وتحتاج هذه الأداة من أدوات البحث العلمي مهارة من الباحث الذي يتوجب عليه مراقبة عينة الدراسة وملاحظة سلوكياتها دون أن يشعر أفراد العينة أنهم يشكلون أداة دراسته ، وبذلك يضمن أن يتصرف هؤلاء الأشخاص على طبيعتهم ، وهذا ما سيؤدي في النهاية الى نتائج صحيحة للدراسة.
وبذلك نكون قد اطلعنا وإياكم على أبرز أدوات البحث العلمي وأكثرها استخداماً ، آملين أن نكون قد وفقنا في عرضنا هذا.
تنسيق الرسائل العلمية