ما هو منهج البحث الأنثروبولوجي ؟

ما هو منهج البحث الأنثروبولوجي ؟

ما هو منهج البحث الأنثروبولوجي ؟

تم التحرير بتاريخ : 2022/02/13

اضفنا الى المفضلة

ما هو منهج البحث الأنثروبولوجي؟

 

سؤال يبحث عن إجابته عدد كبير من الباحثين، وذلك نظرا للأهمية الكبيرة لهذا المنهج البحثي، لذلك سوف نقوم في مقالنا هذا بالحديث عن كل ما يتعلق بمنهج البحث الأنثروبولوجي.

يعرف منهج البحث الأنثروبولوجي بأنه الأساليب المنهجية العامة والتي يعتمد الباحث عليها من أجل القيام بإنجاز بحثه العلمي، وذلك لكي يتوصل إلى نظرية أو قانون.

وتعرف طريقة البحث الأنثروبولوجي ( الطريقة الأنثروبولوجية  لدراسة المجتمع) بأنها تطبيق قواعد المنهج نفسه في دراسة أحد المجتمعات دراسة أنثروبولوجية، ولكن يجب أن يتم تحديد الزمان والمكان.

ويوجد عدة من مناهج البحث الأنثروبولوجي كما يوجد عدة طرق يستطيع الباحث أن يستخدمها من أجل جمع المعلومات الأنثروغرافية من الميادين المتعددة والمختلفة، ومن أبرز هذه الطرق طريقة الملاحظة بالمشاركة، وطريقة المقابلة الموجهة، وطريقة المقابلة غير الموجهة،  والملاحظة المباشرة، والمعايشة، والأوتوبيوغرافي، طريقة المقارنة، طريقة دراسة الحالة، تاريخ الحياة، بالإضافة إلى الفيلم الإثنوغرافي أحد أهم طرق التعبير.

 

منهج البحث الأنثروبولوجي

 

  1. تعتمد الأنثروبولوجيا على عدد من المناهج والتي تستخدمها انطلاقا من تعدد فروعها، حيث أنها تعتمد على المنهج التجريبي، والمنهج الأنثربومتري، ومنهج القياس الأنثروبولوجي في مجال الأنثربولوجيا الفيزيقية.

  2. كما يوجد هناك مجموعة من المناهج العامة والتي تشترك فيها الأنثربولوجيا مع عدة فروع من العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، وبخاصة في مجال الدراسات الاجتماعية والثقافية.

  3. وتمتاز الدراسات الأنثربولوجية بالترابط والتكامل من جهة وبالنظرة الشاملة من جهة أخرى، وذلك نظرا لارتباطها بالظواهر الاجتماعية المتعلقة بالبيئة الاجتماعية والمجال الأيكوولوجي الأمر الذي يؤدي إلى جعل تفسير الحقائق الأنثروبولوجية قائما على ترابطها وتشابكها، وهذا ما جعلة المناهج الأنثروبولوجية مميزة عن المناهج الأخرى.

  4. ولقد تطور مناهج البحث الأنثروبولوجية مع التطور التاريخي الذي شهدته الأنثروبولوجيا كعلم، ولقد بدأت الأنثروبولوجيا كعلم من خلال مجموعة من البحوث المونوغرافية، وبعد ذلك أخذت في التطور، حتى غدت تعتمد على البحوث المقارنة، ومن ثم واصلت التطور حتى أصبحت تعتمد على المناهج والإحصائيات القياسية.

  5. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها شهدت الأنثروبولوجيا تطورا كبيرا شأنها شأن باقي العلوم، حيث أصبح لها عدد من النظريات و المناهج الخاصة بها، وأصبح أسلوب الدراسة الحلقية من النقاط المفضلة فيها.

 

إعداد الأبحاث والأوراق العلمية

 

المنهج في الفكر الأنثروبولوجي

 

لقد تنوعت واختلفت مناهج البحث المستخدمة في الفكر الأنثروبولوجي وكان السبب الرئيسي في حدوث هذه الاختلافات في اهتمام الباحثين في مجال الأنثروبولوجيا، والمراحل التاريخية لتطور الأنثروبولوجيا، كما كان لتأثر الفكر السوسيولوجي والأنثربولوجي بالتيارات الفكرية الكبرى من مرحلة زمنية لأخرى من أهم أسباب تنوع واختلاف مناهج البحث.

ولقد ساهم العالم الفرنسي إميل دور كايم في معالجة الظواهر الاجتماعية من خلال المنهج العلمي الأمر الذي ترك أثرا كبيرا لدى الأنثروبولوجيين، كما أنه قد أثار عددا كبيرا من القضايا في الفكر الأنثروبولوجي.

ولقد قام العالم البريطاني راد كليف براون والذي تأثر بالمنهج الدوركايمي بإكساب الأنثروبولوجيا الاجتماعية خصائص العلم الطبيعي، حيث أنه كان ينظر للأنساق الاجتماعية على أنها أنساق  طبيعية وليس هناك أي داعي لكي يعرف تاريخ نشأة هذه الأنساق وتطورها.

ويوجد هناك عدد من المناهج الكبرى في مجال الأنثروبولوجيا ويعد منهج الأنثروبولوجيا والمنهج الطبيعي أكبرها.

حيث نظر راد كليف براون إلى علم الاجتماع على أنه علم طبيعي، كما قال بأن المجتمع عبارة عن نسق طبيعي يعيش وفق مجموعة من القواعد والقوانين.

كما قال بأن الهدف الأساسي من إجراء الدراسات والأبحاث حول المجتمع هو التوصل إلى كشف وصياغة هذه القوانين بالشكل الصحيح والسليم.

كما قال بأن الأنساق الاجتماعية هي عبارة عن أنساق طبيعية، لذلك فمن الطبيعي جدا أن يتم استخدام المنهج الطبيعي في دراستها، على اعتبار أن نسق المفهومات يحدد معنى البناء الاجتماعي والوظيفة الاجتماعية.

 

المنهج الطبيعي

 

ونتيجة لذلك فقد رأى عدد كبير من العلماء أن المنهج المناسب للأنثروبولوجيا هو المنهج الطبيعي.

ولقد كان تطبيق المنهج الطبيعي في الأنثروبولوجيا الفيزيقية والتي اهتمت بدراسة الجانب الفيزيقي للإنسان ناجحا للغاية، أما بالنسبة للأنثروبولوجيا الاجتماعية فقد قال بعض العلماء أنها من غير الممكن أن تكون طبيعية أو أن يطبق عليها المنهج الطبيعي، غير أنها تشترك مع بعض العلوم الطبيعية في مجموعة من النقاط.

ورأى كليف بروان أن المنهج التجريبي هو المنهج العلمي الوحيد الذي بإمكاننا من خلاله التوصل إلى التعميمات الاستقرائية، كما قال بأن الملاحظة التجريبية هي الملاحظة الموجهة ببعض التصورات العامة، ومن خلالها يمكن التوصل إلى التعميمات الاستقرائية التي يستقرؤها الباحث من المشاهدة التجريبية المنظمة، والتي تصدق على عدد من الظواهر الاجتماعية بوصفها نوعا خاصة من الظواهر الطبيعية.

وكان الهدف الذي يسعى إليه براون من كل هذا أن يقوم أن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الإنسانية هو الذي يساهم في التوصل إلى اكتشاف القوانين التي تخضع إليها تلك الظواهر، باعتبار أنها إحدى الحالات الجزئية.

ولقد أشار براون إلى علمية الأنثروبولوجيا الاجتماعية، ورأى أن من الضروري أن يتم التمييز ما بين القوانين الطبيعة والقوانين الاجتماعية.

كما أقر براون بعلمية الأنثروبولوجيا الاجتماعية، ولكن آراؤه شهدت بعض المعارضات من قبل العلماء والذين عدوا الأنثروبولوجيا الاجتماعية فرعا من فروع الدراسات الإنسانية.

ولقد قال إيفانز بريتشارد بأن وجهة نظر براون والتي اعتبر من خلالها أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية علم خاضع للمنهج الطبيعي جاءت من تأثره بالفكرة التي سادت في القرن الثامن عشر والتي قالت بأن المجتمعات الإنسانية عبارة عن أنساق طبيعية، ولكن بريتشارد  قال بأن الأنثروبولوجيا فرع من فروع اللسانيات، كما أنه قام بتحديد الشروط والضوابط التي يجب أن يتحلى بها الباحث الأنثروبولوجي عند قيامه بدراسة المجتمعات الإنسانية، ويعد التفاعل مع مجتمع البحث من أبرز الشروط التي قام بوضعها هذا العالم، ومن الشروط الأخرى التي وضعها التفاعل مع المجتمع، وأن يشعر الباحث بالاهتمام والانعطاف إزاء موضوع الدراسة.

وبشكل عام إن تطبيق المنهج العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية يختلف عنه في مجال الطبيعيات، حيث أننا في مجال الطبيعيات نستطيع أن نبسط الظاهرة، كما أن بإمكاننا أن نعزل هذه الظاهرة عن المجتمع، لكن الأمر يختلف اختلافا كليا في الظواهر الاجتماعية والإنسانية، وذلك لأن هذه الظواهر عبارة عن ظواهر معقدة ومن الصعب للغاية أن يتم عزلها صناعيا.

ولقد أدى استخدام المنهج العلمي في الدراسات الأنثروبولوجية إلى ظهور  عدد من القضايا المنهجية ومن أبرز هذه القضايا استخدام مصطلح الضبط في الدراسات الأنثروبولوجية، ولقد جعل هذا الاستخدام من الأنثروبولوجيا علما.

وهكذا نرى أن المنهج الأنثروبولوجي من أهم المناهج التي يتم استخدامها في الدراسات الكيفية، ولقد  تطور هذا المنهج كثيرا في الفترة الأخيرة، وأصبح منهجا قائما بحد ذاته على الرغم من عدم اختلاف بعض العلماء في هذا الأمر، والذين لم يعتبروه منهجا مستقلا بذاته.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة أجبنا من خلالها على السؤال الذي طرحناه في البداية وهو ما هو المنهج الأنثروبولوجي.


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك