منهجية البحث العلمي

هل تعرف كيف تكتب منهجية البحث؟ وما هي منهجية البحث العلمي، وما الدور الذي تلعبه في البحث العلمي، هل تدرك أهمية فصل منهجية البحث للعلم، هل تواجه صعوبات في كتابة فصل منهجية البحث العلمي؟ كل هذه الأسئلة ستجد الإجابة الكافية والشافية عنها من خلال سطور المقال التالي.

تم تعريف منهجية البحث العلمي بأنها مجموعة الخطوات التي يقدم عليها الباحث وذلك من أجل أن يقوم بإيجاد الحلول لمشكلة البحث العلمي التي طرحها، ومن خلال هذا الاكتشاف يقوم بحل مشكلة البحث العلمي، وبالتالي يقدم اكتشافا جديدا يساهم في تطور العلم وتقدمه.

وتبدأ منهجية البحث العلمي من اللحظة التي يلاحظ فيها الباحث مشكلة البحث العلمي، ويبدأ بمراقبتها، ومن ثم يقوم بوضع الفرضيات التي سيقوم من خلالها بحل مشكلة البحث العلمي، ومن ثم سيصل إلى نتائج البحث العلمي، والتي سيقرر من خلالها إن كان بحثه العلمي قد قدم الفائدة المرجوة منه أم لم يقدمها.

ويسير الباحث أثناء قيامه بحل مشكلة البحث العلمي وفق منهج محدد من مناهج البحث العلمي، ويجب أن يكون الباحث قادرا على اختيار المنهج الذي يتناسب مع مشكلة البحث العلمي، ويؤدي اختيار الباحث لمنهج البحث العلمي الخاطئ إلى وقوعه في مشكلات كبيرة وعديدة.

ومن خلال منهجية البحث العلمي تظهر إمكانيات الباحث وقدراته في اختيار منهج البحث العلمي الذي يتناسب مع بحثه العلمي، كما تساهم منهجية البحث في تبيان إن كان الباحث على اطلاع على كافة مناهج البحث العلمي أم أنه غير مطلع عليها كلها.

وتحتل منهجية البحث العلمي ثالث فصول البحث العلمي، فهي تلي فصل الإطار النظري والدراسات السابقة، ويجب أن يقوم الباحث بعلمية ربط مميزة ما بين فصل الإطار النظري وفصل الدراسات السابقة وما بين فصل منهجية البحث العلمي.

ولكي يقوم الباحث بكتابة فصل منهجية البحث العلمي يجب أن يقوم بمجموعة من الخطوات والتي سوف نتعرف عليها من خلال السطور القادمة.

ما هي خطوات كتابة منهجية البحث العلمي؟

يجب على الباحث أن يمر بأربعة خطوات أثناء قيامه بكتابة فصل منهجية البحث العلمي وهي الخطوات هي:

1. كتابة القسم الفلسفي: وتعد كتابة القسم الفلسفي أولى الخطوات التي يجب أن يقوم الباحث بها خلال كتابته لفصل منهجية البحث العلمي، فيبحث عن المدراس التي شكلت منهج البحث الذي سيستخدمه في بحثه العلمي، ويتحدث عن هذه المدارس الفلسفية ونشأتها والعصر الذي نشأت وفيه وظروف ذلك العصر والمدارس التي كانت موجودة فيه ونافست هذه المدرسة، كما يتحدث عن القضايا التي أثارتها، وعن أبرز الفلاسفة الذين مروا بتاريخ هذه المدرسة الفلسفية، ومن ثم يقوم بعقد المقارنات بين المدرسة التي وقع اختياره عليها، وبين المدراس الفلسفية الأخرى، فيحدد أوجه التشابه والاختلافات، ويحدد الأسباب التي جعلت من هذه المدرسة هي الخيار المفضل بالنسبة إليه.

2. تصميم البحث: بعد أن ينتهي الباحث من كتابة القسم الفلسفي ينتقل إلى الخطوة الثانية من خطوات كتابة منهجية البحث العلمي، وفي هذه الخطوة يقوم الباحث بتصميم بحثه العلمي، فيقوم بإيضاح الاستراتيجيات التي سيسر عليها خلال بحثه العلمي، كما يقوم بتحديد استراتيجيات البحث العلمي، وأسباب اختياره لهذه الدراسة والأبعاد النظرية لها، كما يقوم بتبيان مميزات البحث العلمي الخاص به، والفائدة التي سيعود بها على البحث العلمي، والأسباب التي تستدعي من الباحث أن يقوم بهذا البحث، وكيف سيجيب الباحث عن الأسئلة التي سيقوم بطرحها في بحثه العلمي.

3. جمع البيانات وتحليلها: تعد هذه الخطوة ثالث خطوات البحث العلمي، ومن خلالها يقوم الباحث باستخدام ثلاث طرق لتحليل البيانات وهي التحليل السردي، والتحليل المفاهيمي، وبناء النظرية، ومن خلال التحليل السردي يقوم الباحث بذكر كافة الأمور التي تتعلق بالبحث العلمي منذ أن يبدأ الباحث بالبحث العلمي، ومرورا بالتطورات التي تطرأ على البحث أثناء سير الباحث فيه انتهاء إلى الحل، أما في عملية التحليل المفاهيمي يقوم الباحث بتصنيف الأكواد وترميزها وذلك لكي يقوم ببناء المفاهيم، ومن خلال بناء النظرية فإن الباحث يقوم ببناء النظرية بشكل جديد أو يقوم باختبار نظرية موجودة.

4. الصدق والثبات: ويعرف الصدق بأنه الجمع بين طرق مختلفة لجمع البيانات، بينا يعني الثبات إمكانية نقل البيانات عند توافر الظروف.

كيف يتم تطبيق منهجية البحث علميا ؟

يحتاج تطبيق منهجية البحث العلمي إلى إدراك الباحث لكافة مناهج البحث العلمي، ويوجد هناك عدة مناهج تساعد الباحث على تطبيق منهجية البحث العلمي بشكل صحيح وفيما يلي سوف نستعرض هذه المناهج.

1. المنهج الوصفي: ويعد هذا المنهج أكثر المناهج التي يلجأ إليها الباحثين، وذلك نظرا لشمولية هذا المنهج ومرونته، ودقته، ومن خلال هذا المنهج يقوم الباحث باستعراض كافة الحقائق الموجودة ومن ثم تحليلها ودراستها، باستخدام الأسلوب الكمي أو الكيفي أو الاثنين معا، ومن خلال المنهج الوصفي يستطيع الباحث بالتنبؤ بالمستقبل.

2. المنهج الاجتماعي: ومن خلال هذا المنهج يقوم الباحث بعرض حالة المجتمع الذي يقوم بدراسته، حيث يعمل على جمع المعلومات التي تساعده على فهم الظاهرة منذ الزمن الماضي مرورا بالزمن الحاضر وحتى المستقبل.

3. المنهج التجريبي: وهو منهج يقوم على التجارب التي يقوم بها الباحث لكي يصل إلى الحقيقة، ومن المميزات الموجودة في هذا المنهج وجود مجموعتين الأولى تجريبية، والثانية تقوم بضبط نتائج التجربة.

4. منهج دراسة الحالة، وفي هذا المنهج يقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات من كافة المصادر التي تتاح له، ويستخدم هذا المنهج بكثرة في حالات دراسة الحالة بشكل كامل.

أخطاء قد يقع الباحث فيها أثناء كتابة منهجية البحث

هناك مجموعة من الأخطاء التي يقع الباحث فيها أثناء قيامه بكتابة فصل منهجية البحث العلمي، ومن أبرز هذه الأخطاء:

1. عدم التفرقة بين البحوث وأنواع المناهج: ويعد هذا الخطأ من الأخطاء الشائعة، لذلك يجب على الباحث أن يكون قادرا على التمييز بين البحوث والتي تضم البحوث الوصفية والكشفية ،ومناهج البحث العلمي كالمنهج الوصفي  ، التاريخي ، التحليلي ، والاجتماعي وغيرها من المناهج .

2. عدم التمييز بين المنهج والمداخل المنهجية: فالمداخل المنهجية هي مجموعة القواعد التي يطلع الباحث من خلالها على الظواهر الاجتماعية، أما منهجية البحث فهو الطريق إلى الوصول إلى الحلول باستخدام أدوات المعرفة.

3. أخطاء ترتبط بأدوات البحث العلمي: حيث قد يخطأ الباحث في اختيار الأداة التي سيستخدمها في بحثه العلمي، في بعض الحالات يستخدم أداة واحدة في حين أن عليه أن يستخدم أكثر من أداة، وفي بعض الحالات يهمل الباحث الملاحظة، ويقع في الخطأ.

4. ترتيب البحث العلمي بشكل خاطئ: ويعد ترتيب البحث العلمي بشكل خاطئ من أبرز الأخطاء شيوعا، لذلك يجب أن يكون الباحث عارفا بطرق ترتيب البحث العلمي.

5. عدم تحديد الأساليب الإحصائية: يجب على الباحث أن يكون مطلعا على كافة الأساليب الإحصائية ليحدد الأساليب التي سيستخدمها في بحثه العلمي.

وفي الختام نتمنى أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة أجنبا من خلالها على السؤال الذي طرحناه وهو كيف تكتب منهجية البحث.