المنهج التاريخي وأهميته في البحث العلمي

المنهج التاريخي وأهميته في البحث العلمي

المنهج التاريخي وأهميته في البحث العلمي

تم التحرير بتاريخ : 2024/10/17

اضفنا الى المفضلة

تعرف المنهج التاريخي

يعرف المنهج التاريخي بأنه المنهج الذي يقوم بإحياء الأحداث التي حصلت في الزمن الماضي ، وذلك من خلال جمع البيانات المطلوبة ، وتحليلها ، والتأكد من صحتها.

 وبعد أن يتم كل ذلك يقوم الباحث بعرضها بشكل دقيق ليصل إلى البراهين التي تظهر نتائج علمية واضحة ، ويتبع الباحث أثناء جمعه للمعلومات أسس علمية ومنهجية دقيقة ، بحيث يتمكن الباحث من فهم الأمور التي تجري في الوقت الحالي بناء على الأحداث التي جرت في الزمن الماضي ، وبالتالي يتمكن من استشراف المستقبل .

كما يعرف بأنه البحث الذي يصل ويصف ويسجل الأحداث التي وقعت في الزمن الماضي، ويقوم بدراستها وتحليلها وفق مجموعة من الأسس المنهجية، وذلك من أجل فهم الواقع بناء على ضوء الماضي.

فالأحداث التي حدثت في الزمن الماضي سوف تتكرر بطريقة مشابهة في عصرنا الحالي مع اختلاف الأدوات، وبالتالي فإن الماضي يعطينا صورة عن الأمور التي من الممكن أن تحدث في عصرنا الحالي أو في المستقبل.

أهمية المنهج التاريخي في البحث العلمي

للمنهج التاريخي أهمية كبيرة في البحث العلمي ، وتكمن أهميته في عدد من النقاط والتي سنتناولها فيما يلي :

يمكن للباحث أن يقوم بإسقاط الحوادث التي تحصل في الحاضر على الماضي ، ومن خلالها سيكون قادرا على استشراف المستقبل ، وتوقع عدد من الأمور والتي من الممكن أن تحدث .

يساهم المنهج التاريخي بالتأكيد على أهمية عدد ما من التفاعلات والتي حدثت في الزمن الماضي ، ومدى تأثيرها على الأحداث التاريخية ، ومجرى التاريخ .

لقد تم في الفترة الأخيرة تطوير وسائل بالبحث ، وبالتالي أصبح من الممكن تقديم معلومات جديدة لم تتم دراستها في الزمن الماضي .

 

خطوات إجراء المنهج التاريخي

توضيح مشكلة البحث وأبعادها :

في البداية يجب على الباحث تحديد مشكلة بحثه ، وصياغتها بطريقة جيدة ، كما يجب أن تعبر هذه المشكلة عن علاقة بين متحولين أو أكثر ، وتحديد البعد الزماني والمكاني لها .

جمع المادة التاريخية :

وهنا يجب على الباحث العودة إلى الكتب التاريخية التي تناولت مشكلة بحثه ، وعليه البحث في المصادر والمراجع بشكل دقيق لجمع المعلومات المطلوبة حول بحثه .

ويقوم الباحث بالرجوع إلى المصادر الأولية من أجل جمع المعلومات منها، كما يلجأ إلى المصادر الثانوية أيضا والتي ستمده بمجموعة من المعلومات حول الحادثة التي يبحث عنها.

نقد مصادر البيانات :

تتطلب البيانات التي جمعها الباحث فحصا دقيقا للتأكد من مناسبتها للبحث الذي يقوم به الباحث ، كما عليه نقدها خارجيا من خلال معرفة سيرة الكاتب إن كان موضوعيا أو انحاز لطرف ما .

أما في حال كان هناك تناقض بمحتوى الوثيقة التاريخية ، وهل كان الكاتب حرا أثناء كتابته للوثيقة التاريخية ، أما نقدها داخليا فيتم من خلال التأكد من عدم وجود تزوير فيها ، والتأكد من أن كتابتها تمت بيد مؤلفها وبلغة العصر الذي كتبت فيه ، من ثم التأكد من أن المؤلف شخص مؤهل ليكتبها .

تدوين النتائج التي يصل إليها الباحث من بحثه :

وفي هذه المرحلة يجب على الباحث عرض النتائج التي توصل إليها من خلال بحثه ، ومن ثم يقوم بمناقشتها وتفسيرها .

مميزات وعيوب المنهج التاريخي :

شأنه شأن أي منهج في البحث العملي فإن له مجموعة من المميزات كما له مجموعة من العيوب، ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على مميزات وعيوب المنهج التاريخي.

مميزات المنهج التاريخي :

إن الأسلوب المستخدم في المنهج التاريخي هو الأسلوب العلمي ، كما أن نقده للمصادر والمراجع التي يستخدمها يعد امرا من مميزات المنهج التاريخي .

كما يتميز المنهج التاريخي باعتماده على المصادر الأولية والثانوية والتي تشكل عنصر قوة في حال تم نقدها داخليا وخارجيا بشكل صحيح.

 عيوب المنهج التاريخي :

 من أبرز عيوب المنهج التاريخي أنه لا يقدم صورة كاملة للظاهرة المراد دراستها ، بالإضافة إلى احتمال تعرض المصادر التاريخية للتزوير والضياع ، وعدم القدرة على إخضاع البيانات التاريخية للتجريب .

 كما يصعب تعميم النتائج لأن الأحداث من الصعب أن تتكرر بتفاصيلها الدقيقة مرة أخرى .

ومن صعوبات المنهج التاريخي عدم القدرة على تطبيق الأسلوب العلمي في الظاهرة التي يقوم الباحث بدراستها.

ومن صعوبات هذا المنهج عدم القدرة على التعميم والتنبؤ، لأن الظواهر التاريخية ترتبط بظروف معينة، وقد يكون من المستحيل تكرارها.

المساعدة في إعداد وكتابة رسائل الماجستير

ما هي أدوات جمع البيانات في المنهج التاريخي؟

يوجد هناك مجموعة من الأدوات التي من الأدوات التي تستخدم لجمع البيانات ومن بين أهم وأبرز هذه الأدوات:

تحليل المادة التاريخية من خلال استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في التأكد من صحة هذه المادة أو عدم صحتها.

الملاحظة التحليلية الناقدة للمصادر التاريخية.   

صياغة الفروض في المادة التاريخية، وذلك من أجل تحديد مجال البحث ومساره واتجاهاته.

مراعاة الاعتبارات التاريخية، حيث يجب أن يقوم بكتابة الحقائق التاريخية على بطاقات أو مذكرات وبشكل دقيق ومرتب، كما يجب أن يقوم بدراسة البيانات التاريخية وتحليلها، وإظهار العلاقات فيها.

ومن خلال ما سبق أن للمنهج التاريخي دور كبير في الكشف عن الحوادث التاريخية والتأكد من صحتها، وبالتالي إمكانية إسقاط هذه الحوادث على أحداث الزمن الحاضر الذي نعيش ونحيا فيه.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم المنهج التاريخي والذي يعد من أبرز المناهج المستخدمة في البحث العلمي ، ووضحنا لكم مميزاته وعيوبه.

 


التعليقات

اضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
*
*
*





ابقى على تواصل معنا ... نحن بخدمتك