تم التحرير بتاريخ : 2018/09/25
التفكير التأملي وهو أحد أنواع التفكير، ويعد هذا النوع من التفكير من الأنماط التي تعتمد بشكل رئيسي على الحياد والموضوعية، وذلك لكي تحل المشكلة بشكل منطقي وحيادي بعيد، وتقوم بتفسير الظواهر في الحياة دون التعصب لجهة ما.
ولقد تم تعريف التفكير التأملي بأنه أحد العملات الذهنية النشطة والواعية حول الاعتقادات التي يعتقد بها الفرد، وحول مجموعة الخبرات التي يمتلكها الفرد والتي سوف يستخدمها من أجل الوصول إلى نتائج منطقية وحلول لجميع وكافة المشكلات التي من الممكن أن يمر بها.
ولقد لعب التفكير التأملي دورا كبيرا في وصول الإنسان إلى اكتشاف عدد كبير من الأمور، فالتأمل يسمح للباحث أن يبحث في أعماق الظاهرة وبالتالي يصبح قادرا على إيجاد كافة الحلول لها.
وللتفكير التأملي مجموعة من الخصائص والمهارات والتي سوف نتعرف عنها من خلال هذا المقال.
ما هي أهمية التفكير التأملي؟
للتفكير التأملي أهمية كبيرة، حيث أن ممارسة هذا النمط من التفكير تنعكس بشكل إيجاب على الإنسان، وتكمن أهمية التفكير التأملي في مجموعة من الأمور ومن أهم وأبرز هذه الأمور:
يساعد التفكير التأملي على ربط المعرفة الجديدة التي يحصل على عليها الطالب بالخبرات السابقة والمعارف السابقة التي حصل عليها، وبالتالي الاستفادة من المعرفة الجديدة والسابقة من أجل أن تطوير مهاراته وإبداعاته، ومن أجل أن يقوم بأبحاث ودراسات جديدة.
ومن خلال التفكير التأملي يقوم الباحث بتطبيق الاستراتيجيات التي اكتسبها في المراحل السابقة على المهام الجديدة التي يكلف بها، حيث يعود بذاكرته إلى الوراء، ويتأمل الخبرات التي اكتسبها، ومن ثم يختار منها ما يلائم المهمة الجديدة التي كلف بها.
من خلال التفكير التأملي يقوم الباحث بفهم تفكيره الشخصي، حيث يتأمل الباحث أفكاره والطريقة التي يقوم باستخدامها مع هذه الأفكار.
ومن خلال التفكير التأملي فإن الباحث يقوم بترتيب الأفكار المتناقضة في ذهنه، ومن ثم يقوم بتأمل هذه الأفكار ويعقد المقارنات بينها.
كما يساهم التفكير التأملي في جعل الباحث يتعمق في الأبحاث التي يدرسها، حيث يقوم الباحث بجمع المعلومات حول الموضوع الذي يقوم بدراسته، ومن ثم يتأمل هذه المعلومات بشكل دقيق ويفكر بها بشكل منطقي.
ما هي مهارات التفكير التأملي؟
يوجد للتفكير التأملي مجموعة كبيرة من المهارات، وتكمن مهارات التفكير التأملي في مجموعة من الأمور ومن أبرز هذه الأمور:
مهارة الرؤية البصرية: تعد مهارة الرؤية البصرية من أهم وأبرز مهارات التفكير التأملي، ومن خلال هذه المهارة يكون الباحث قادرا على أن يعرض المشكلة التي يقوم بدراستها من كافة الجوانب، كما أنه يتعرف على مكونات هذه المشكلة بشكل دقيق ومنطقي، ويتم التعرف على مكونات المشكلة التي يدرسها الطالب من خلال إعطاء الباحث لهذه المشكلة رسم أو شكل يظهر مكونات هذه المشكلة، وبالتالي من خلال استخدام حاسة البصر بالنظر إلى الشكل الذي رسمه الباحث وتأمله يستطيع الباحث العلاقات الموجودة بين أطراف المشكلة التي يقوم بدراستها.
مهارة الكشف عن المغالطات: يعد الكشف عن المغالطات من أهم وأبرز مهارات التفكير التأملي، ومن خلال امتلاك الباحث لهذه المهارة فإنه سيكون قادرا على تحديد كافة الفجوات التي من الممكن أن تتواجد في المشكلة التي يقوم بدراستها، وذلك من خلاله قيامه بتحديد العلاقات الخاطئة والخطوات الغير صحيحة في حل هذه المشكلة، وبالتالي يستبعد هذه الخطوات والعلاقات ويحل المشكلة بالشكل الأمثل والأنجح.
مهارة الوصول إلى الاستنتاجات: وتعد هذه المهارة من أهم وأبرز المهارات في التفكير التأملي، وفي حال امتلك الباحث لهذه المهارة فإنه سيكون قادرا على الوصول إلى مجموعة من العلاقات المنطقية والتي تعتمد على رؤية الباحث إلى مضمون المشكلة وتوصله إلى نتائج الدراسة المناسبة لها.
مهارة إعطاء تفسيرات مقنعة: وتعد هذه المهارة واحدة من أهم وأبرز المهارات في التفكير التأملي، والتي يجب أن يمتلكها الباحث، حيث يجب أن يكون الباحث قادرا على إعطاء معاني منطقية لكافة النتائج التي يتوصل إليها، ولكافة العلاقات التي تربطها، ويجب أن يكون المعنى الذي يقدمه الباحث معتمدا بشكل رئيسي على المعلومات السابقة التي يختزنها الباحث في ذاكرته حول المشكلة التي يقوم بدراستها، أو قد يكون معتمدا على طبيعة المشكلة التي يقوم الباحث بدراستها والخصائص المميزة لها.
مهارة وضع حلول مقترحة: وتعد هذه المهارة واحدة من أهم وأبرز مهارات التفكير التأملي، ومن خلال هذه المهارة فإن الباحث سيكون قادرا على وضع الخطوات التي سيسير عليها من أجل حل المشكلة، كما تسمح هذه العلمية أن يقوم الباحث بوضع أفكار منطقية يتطور من خلالها ذهنية المشكلة التي تم طرحها.
ما هي العلميات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي؟
يوجد هناك مجموعة من العلميات العقلية التي يحتوي عليها التفكير التأملي، ومن أبرز هذه العلميات:
الاتجاه: ويعد الاتجاه من أهم العلميات العقلية التي يتضمنها التفكير التأملي، حيث يميل الباحث وانتباهه نحو الهدف الذي يسعى حله من خلال هذه المشكلة.
الاختبار: وهو من العمليات العقلية المهمة في التفكير التأملي، ويتم الاختبار من خلال إجراء الاختبارات، ومن خلال تذكر الباحث للخبرات التي اكتسبها في حياته.
التفسير: ومن خلال التفسير يدرك الباحث العلاقات الموجودة في المشكلة، ويعمل على تفسير هذه العلاقات.
الاستبصار: ومن خلال هذه العلمية يكون الباحث قادرا على التمييز العلاقات ما بين مكونات الخبرة.
الابتكار: ويساهم الابتكار في تكوين أنماط عقلية جديدة.
النقد: ويعد النقد أخد أهم العمليات العقلية في التفكير التأملي، ويقوم على تقويم الحل كتطبيق عملي.
ما هي مراحل التفكير التأملي؟
يمر التفكير التأملي بمجموعة من المراحل وهذه المراحل هي:
الوعي بالمشكلة: يعد الوعي بالمشكلة أولى مراحل التفكير التأملي، حيث يجب أن يكون الباحث واعيا للمشكلة التي سوف يدرسها.
فهم المشكلة: ويعد فهم المشكلة ثاني مراحل التفكير التأملي، حيث يجب أن يكون الباحث على دراية كاملة بالمشكلة التي يبحثها.
وضع حلول للمشكلة: بعد أن يفهم الباحث المشكلة يجب أن يقوم بتصنيف بياناتها، ومن ثم اكتشاف العلاقات بين هذه البيانات وذلك من أجل يقوم بوضع الحلول لهذه المشكلة.
اكتشاف الحلول: بعد ذلك ينتقل الباحث لمرحلة اكتشاف الحلول حول هذه المشكلة، ومن ثم يقبل الحلول المنطقية ويرفض الحلول غير المنطقية.
ما هي خصائص التفكير التأملي؟
يوجد للتفكير التأملي مجموعة من الخصائص ومن أهم هذه الخصائص:
يتميز التفكير التأملي بأنه تفكير فعال، ويبنى هذا التفكير على فرضيات صحيحة، كما أن التفكير يتبع منهجية دقيقة.
يعد التفكير التأملي تفكير فوق معرفي، ويتضمن التفكير التأملي مجموعة من الاستراتيجيات التي يتم من خلالها حل المشكلات، واتخاذ القرارات والفروض وذلك من أجل أن يتم الوصول إلى حل أمثل للمشكلة.
كما أن التفكير التأملي يعد نشاط عقلي مميز بشكل كبير وغير مباشر، يعتمد بشكل رئيسي على القوانين العامة التي تحكم الظواهر.
يدل التفكير التأملي على شخصية الإنسان ونشاطه العلمي الذي قوم به.
ويتطلب التفكير التأملي استخدام الإنسان للمقاييس والرؤية البصرية الناقدة، بالإضافة إلى شدة الانتباه وتعزيز إمكانيات الفرد.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة وضحنا من خلالها كل ما يتعلق بالتفكير التأملي مهاراته وخصائصه.
تنسيق الرسائل العلمية