تم التحرير بتاريخ : 2018/08/28
يواجه العديد من طلاب مشكلة كبيرة في تلخص الكتب والرسائل العلمية، حيث تجدهم عاجزين عن اختيار النقاط المهمة في كل كتاب من هذه الكتب، وتجدهم يضيعون الوقت الكثير في قراءة الكتب وتلخيصها، مما يسبب تراجعا في المستوى الدراسي للطالب في بعض الأحيان.
لذلك يجب أن يحرص الطالب على تعلم الطريقة المثلى والتي من خلالها يقوم بتلخيص الكتب والرسائل العلمية بأفضل صورة ممكنة، وتتعدد الطرق التي تساعد الطالب على القيام بهذا الأمر، ومن أبرز هذه الطرق الاستراتيجية العرفانية لتلخيص الكتب والرسائل العلمية.
وتعرف الاستراتيجية العرفانية بأنها عدد من المهارة التي يجب أن يعتمد عليها الطلاب، وذلك من أجل تعديل تمشياتهم التعليمية والتي ترتبط وتتعلق وتتصل بالتذكر والتفكير، ولقد أطلق الباحثون عليها اسم التشميات الإجرائية للتحكم.
ما هي خطوات الاستراتيجية العرفانية؟
لكي يقوم الطالب بعملية تلخيص صحيحة وسليمة يجب أن يتبع استراتيجية عرفانية مميزة، والتي تتألف من تشكيل طريقة من المهارات التي يتم اكتسابها في القراءة، ويجب أن يسير الطالب خلالها وفق مجموعة من الخطوات ومن أهم وأبزر هذه الخطوات:
قراءة اسم العنوان واسم الكاتب: في البداية يجب أن يقوم الطالب بالاطلاع على عنوان الكتاب الذي يريد تلخيص وعلى اسم المؤلف، ويجب أن يأخذ فكرة عامة عنهما.
قراءة الصفحة الأخيرة من الغلاف: وهي الخطوة الثانية من خطوات الاستراتيجية العرفانية، حيث يجب على الطالب الاطلاع عليها، وذلك نظرا لأنها تقدم للطالب معلومات مهمة حول الكتاب، وتعد بمثابة الملخص السريع للكتاب الذي يريد الطالب تلخيصه.
الاطلاع على الفهرس: بعد ذلك يجب على الطالب أن يلقى نظرة على فهرس الكتاب أو الرسالة العلمية التي يرغب في تلخيصها، وذلك من أجل أن يطلع على الطريقة التي صمم الكتاب من خلالها، ومن ثم يقوم بتحليل هذه الطريقة، ولا ضير في أن يعود الطالب إلى فهرس الكتاب عدة مرات كلما شعر بالحاجة إلى ذلك.
الاطلاع على المقدمة، المدخل والتنويهات: بعد ذلك يجب أن يقوم الطالب بقراءة سريعة للمقدمة، المدخل، والتنويهات، كما يجب أن يضع خطوطا تحت الأسطر الذي يجدها مهمة أو التي تقدم له معلومات يجب عليه الاحتفاظ بها عند تلخيص الكتاب.
توقع الأسئلة التي يجب عليها كل باب: قبل أن يطلع الطالب أو الباحث على كل باب من أبواب الكتاب أو الرسالة التي يريد تخليصها يجب عليه أن يقوم بتوقع الأسئلة التي سيجب عليها الباب، وكتاب هذه الأسئلة على شكل أسئلة استفهامية.
الاطلاع على خلاصة الباب: يجب على الطالب عندما يعمد إلى تلخيص الباب أن يطلع على خلاصته والتي توجد في الثلث الأخير من العرض، ويستطيع الطالب أن يستدل عليها من خلال استخدام المؤلف لمجموعة من العبارات كخلاصة القول وهكذا نرى، ونستنتج مما سبق، وما إلى ذلك من العبارات التي تدل على الخلاصة، وفي حال لم يجد الطالب أي عبارات تدل على الخلاصة عندها يجب أن يلجأ عن الجمل التي أجاب من خلالها الباحث على سؤال الباب، ويجب عليك تحديدها.
ما هي استراتيجية الخرائط الذهنية؟
تعد استراتيجية الخرائط الذهنية من الاستراتيجيات المهمة والتي تكمل الاستراتيجية العرفانية، ومن خلالها يتم التعبير عن محتويات الكتاب أو الرسالة العلمية التي يرغب الباحث في تلخيصها من خلال الخرائط الذهينة.
ويجب أن يقوم الطالب باستخدام الأقلام الملونة عند لجوئه لهذه الاستراتيجية، وذلك لكي يضمن قراءة الخريطة الذهنية للكتاب، ولكن يجب أن يخصص لون واحد لكل محور وباب من أبواب الكتاب.
ويستطيع الطالب أن يستخدم الأسهم للتعبير عن الصلات التي تربط الافكار الفرعية بمحاور الكتاب وأبوابه.
كما من الممكن أن يقوم الباحث أو الطالب بمجموعة من الرسومات تكون رموزا تمثل الأفكار، وذلك نظرا لأن الخريطة الذهنية تعد صورة ناطقة لفكرة مركزية ترتبط وتتصل بشكل كبير بشبكة مفاهيمية، وتعد صيغة من صيغ التمثل البصري الميسرة والتي توضح المسائل المعقدة.
ويتم استخدام استراتيجية الخرائط الذهنية عند التحضير للمناظرات والمباريات المهنية.
كيفية استثمار تقنية القراءة السريعة
تعد تقنية القراءة السريعة من التقنيات المهمة والمميزة والتي تساهم في إكمال عمل الاستراتيجية العرفانية.
ويعتقد العديد من الطلاب أنهم لا يقرؤون الكتاب الذي يرغبون بتلخيص بالسرعة الكافية.
كما يجدون أنهم في نهاية القراءة قد نسوا ما اطلعوا عليه، أو قد يجدون صعوبة في التركيز، لذلك يجب عليهم استثمار تقنية القراءة السريعة، ويكون هذا الأمر من خلال التخلص من مآزق القراءة التقليدية وهذه المآزق هي:
التخلص مما تعلمه الطالب حول الفعل القرائي في المرحلة الابتدائية: يتعلم الطالب في المرحلة الابتدائية مسارات القراءة التقليدية، كتهجئة الحروف، والتي تسبب بطء في قراءة الطالب للكتاب.
حركة العينين: كثيرا من الطلاب الذين يرغبون بتلخيص كتاب ما يقومون بحركة سريعة بأعينهم حول سطوره، لكن هذه الطريقة في الحقيقة تساهم بعدم اطلاع الطالب على كافة الكلمات، وذلك أن العينين تقومان بقفزات صغيرة أثناء القراءة.
القراءة بشكل داخلي: كثير من الطلاب عندما يقرأ الكتاب الذي يرغب بتلخيص يقرأه بسرعة كبيرة في قلبه ودون أن يصدر أي صوت وبسرعة كبيرة، وفي حال كانت سرعة قراءة الكتاب في قلب الطالب أسرع من القراءة الجهرية للطالب سيسبب هذا الأمر في عدم فهم الطالب للكتاب بالشكل الجيد، وبالتالي فإنه سوف يجد صعوبة كبيرة في تلخيصه.
عدم تذكر الطالب لما قرأ: يعد عدم تذكر الطالب لما اطلع عليه في الكتاب من أهم المشاكل التي يعاني منها خلال تلخيصه للكتاب، لذلك يجب أن يقوم بوضع خطوط على النقاط المهمة والتي تساعده على تذكر الكلمات التي حولها.
ما هي طرق تسريع القراءة لتلخيص أفضل؟
يجب على الطالب أن يدرب نفسه على تسريع قراءته من أجل أن يلخص كتابه بشكل أفضل وأسرع ويتم هذا الأمر من خلال اتباع مجموعة من التقنيات وهذه التقنيات هي:
المؤشر البصري: في هذه الحالة يستخدم الطالب أو الباحث قلما أو مسطرة ويحركه على الأسطر التي يقرأها بشكل عادي وليس سريع، وهذا الأمر يساعد على الاطلاع على كل الكلمات دون أن يعود للوراء أو دون أن تمر كلمة لم يطلع عليها.
قراءة الفقرات فقرة فقرة: يجب على الطالب أن يقوم بتقسيم الصفحة إلى فقرات، وأن يقوم بقراءة كل فقرة على حدة وفهمها، ومن ثم تلخيصها.
تنشيط الرؤية المحيطية: يجب على الطالب أن ينشط الرؤية المحيطية، وتعرف هذه الرؤيا بأنها الرؤية التي تمكن الطالب من اتساع حقل النظر وقراءة الكلمات، وكلما تدرب الطالب هذه الطريقة فإنها الرؤية المحيطية ستشمل نقاط أكبر.
وهكذا نرى أن الاستراتيجية العرفانية لتلخيص الكتب والرسائل العلمية من أهم الاستراتيجيات التي يجب على الطالب اتباعها من أجل تلخيص كتبه، وتتميز هذه الطريقة بدقتها، وسرعتها، ومساعدتها للطالب على تجنب النسيان.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة حول الاستراتيجية العرفانية لتلخيص الكتب والرسائل العلمية.
تنسيق الرسائل العلمية