البحث العلمي خطواته وصعوباته

البحث العلمي وهو البحث الذي يتم إعداده من قبل باحث ما أو من قبل مجموعة من الباحثين ويكون الهدف الرئيسي منه قيام الباحث به تقديم فائدة تعود بالنفع على العلم، وتساهم في تطور المجتمع وتقدمه.

ولقد عرف الإنسان البحث العلمي منذ العصور القديمة، حيث كان البحث العلمي هو الوسيلة التي وصل من خلالها الإنسان إلى التطور الذي نراه في يومنا هذا، حيث قامت الظواهر الموجودة في الكون بتحفيز الإنسان للبحث عن إيجاد الحلول لها، وكان البحث العلمي هو الوسيلة التي توصل من خلالها الإنسان إلى اكتشاف هذه الظواهر وحلها.

وكان البحث العلمي في العصور القديمة غير مرتبط بمنهج معين الأمر الذي جعل الباحثين غير قادرين على عرض مادتهم بالطريقة الصحيحة، كما ساهم في تشتت الباحثين وضياع عدد كبير من مجهوداتهم، كما أضاع وقتهم في البحث عن الطريقة التي سيقومون من خلالها بالبحث العلمي.

كل هذه الأسباب جعلت الجامعات العالمية ومراكز الأبحاث تبحث عن طريقة تنظم من خلالها البحث العلمي، وتجعله يسير وفق طريق معين ومحدد، وظلت الجامعات والمؤسسات العلمية تجرب العديد من الطرق حتى تمكنت من وضع طريقة معينة يتم من خلالها تنظيم البحث العلمي.

وكان الهدف الرئيسي من هذا الأمر هو توفير الوقت والجهد على الباحث، والحفاظ على البحث العلمي من الضياع، ولكي يجعلوا الباحث يبتعد عن التشتت.

لذلك فإنهم اتفقوا على مجموعة من الخطوات والتي يجب على الباحث أن يلتزم بها حتى يكون البحث العلمي الذي يقدمه الباحث بحثا صحيحا، وفيما يلي سوف نتعرف على خطوات البحث العلمي، ومشكلاته والصعوبات التي تواجه الباحث أثناء قيامه بإعداد البحث العلمي.

ما هي خطوات البحث العلمي؟

يوجد للبحث العلمي مجموعة من الخطوات والتي يجب على الباحث أن يلتزم بها حتى يكون الباحث ومن أبرز هذه الخطوات:

اختيار موضوع البحث العلمي: يعد اختيار موضوع البحث العلمي من أهم وأبرز الأمور التي يجب على الباحث الاهتمام بها، حيث يجب أن يسعى الباحث للبحث عن أبحاث غير مدروسة من قبل وإبداعية، وذلك لكي يقدم فائدة للبحث العلمي، ويجب أن يحرص الطالب على اختيار موضوع له مصادر ومراجع، ففي حال لم يوجد للبحث العلمي مصادر ومراجع كافية فإن الباحث سوف يدور في فلك مغلق.

اختيار عنوان البحث العلمي: يعد اختيار موضوع البحث العلمي من أهم وأبرز الأمور التي يجب علي الباحث الالتزام بها والحرص عليها، حيث أن لموضوع البحث العلمي دورا كبيرا في جذب القارئ للولوج إلى أعماق البحث العلمي، لذلك يجب أن يكون الباحث ملتزما بشروط العنوان الجيد حيث يجب أن يكون العنوان متوسط الطول، ومناسب للموضوع، وخالي من الكلمات والعبارات الغامضة، كما يجب أن يكون العنوان مثيرا للفضول في نفس القارئ.

مقدمة البحث العلمي: لمقدمة البحث العلمي دورا كبيرا في البحث العلمي، فهي أحد أهم عناصر البحث والمدخل الرئيسي، ويجب أن يحرص الباحث على كتابة المقدمة بعد الانتهاء من البحث العلمي، وذلك لكي تتضمن المقدمة كل ما بتعلق بالبحث العلمي، ويجب أن تكتب المقدمة بلغة قوية ورائعة وخالية من الأخطاء الإملائية والنحوية، وتجذب الطالب للدخول إلى البحث العلمي.

مشكلة البحث العلمي: تعد مشكلة البحث العلمي من أهم الأمور التي يجب أن يحرص الباحث عليها، حيث يجب أن يقوم بصياغة مشكلة البحث العلمي بطريقة وأسلوب جيد، بحيث تثير الحماس في نفس القارئ للتعرف عليها، ويجب أن يكون الباحث قادرا على صياغة مشكلة البحث بشكل دقيق.

أسئلة البحث العلمي: تعد صياغة أسئلة البحث العلمي من أهم وأبرز الأمور التي يجب على الباحث القيام بها، حيث يجب أن يقوم الباحث بصياغة الأسئلة الرئيسية والفرعية للبحث العلمي، ويجب أن تكون الأسئلة التي يقوم الباحث بطرحها قابلة للإجابة.

أهداف البحث العلمي: وهي الأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها من خلال البحث العلمي، ويجب أن تكون هذه الأهداف منطقية وقابلة للتحقيق، فأهداف البحث العلمي الغير قابلة للتحقيق، كما يجب أن يبذل الباحث جهدا كبيرا في تحقيق هذه الأهداف.

أهمية البحث العلمي: وتعد هذه الخطوة من أهم وأبرز خطوات البحث العلمي، حيث يجب أن يقدم البحث العلمي الذي يقوم به الباحث فائدة كبيرة للعلم، وكلما كانت الفائدة كبيرة كلما كانت أهمية البحث العلمي أكبر.

اختيار عينة الدراسة: ويعد اختيار عينة الدراسة من أهم الأمور التي يجب أن يقوم بها الباحث، حيث يجب أن تكون هذه العينة مناسبة للبحث العلمي، وتملك فكرة كافية عن البحث العلمي، وتكون قادرة على تحقيق الفائدة للباحث وذلك من خلال تقديم المعلومات المميزة.

خطة البحث العلمي: وهي الخطة التي يجب أن يسير الباحث عليها خلال بحثه العلمي، ويجب أن يلتزم الباحث بهذه الخطة، وذلك لكي ينهي بحثه في الوقت المناسب.

جمع البيانات والمعلومات: ويعد جمع البيانات والمعلومات من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها الباحث، حيث يجب على الباحث أن يقوم بجمع بياناته من المصادر والمراجع التي تناولت البحث العلمي، ويجب أن يتأكد من صحة المعلومات الواردة في هذه المصادر والمراجع.

خاتمة البحث العلمي: وهي الجزء الأخير في البحث العلمي، ويسجل الباحث فيها النتائج والتوصيات، ويجب أن يصيغ الباحث الخاتمة بأسلوب محكم، كما يجب أن يقوم الباحث على عدم ذكر نقاط لم تذكر في البحث وذلك لكي لا يضطر لشرحها.

المصادر والمراجع: وفيها يقوم الباحث بترتيب المصادر التي عاد إليها خلال البحث العلمي بحسب الطرق المتبعة في الجامعات العالمية.

ما هي صعوبات البحث العلمي؟

قلة المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث العلمي: يعد عدم وجود مصادر ومراجع كافية للبحث العلمي من أهم المعوقات التي تقف في طريق الباحث، وقد يكون السبب الرئيسي في عدم وجود هذه المصادر جدة الموضوع الذي يبحث به الباحث، وبالتالي فإنه لن يجد مجموعة كبيرة من الدراسات السابقة التي تناولت هذا البحث العلمي، وبالتالي فلن يحصل على معلومات كافية لبحثه العلمي إلا من المصادر الثانوية كالمجلات العلمية المحكمة، الكتب، والتقارير.

صعوبات الوصول إلى مجتمع الدراسة: تعد هذه المشكلة من أهم وأبرز صعوبات البحث العلمي، حيث يجد الباحث نفسه عاجزا عن الوصول إلى المناطق التي تمثل مجتمع الدراسة لأسباب مختلفة، كوجود حروب في تلك المناطق، أو حدوث ظروف جوية تمنع الباحث من الوصول إليها، الأمر الذي يؤدي إلى عدم حصول الباحث على المعلومات الكافية حول البحث العلمي الذي يقوم به.

ضعف القدرات الإحصائية لدى الباحث: يعد ضعف القدرات الإحصائية لدى الباحث من أهم وأبرز الصعوبات التي تواجه الباحث أثناء قيامه بالبحث العلمي، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرته على تحليل البيانات التي قام بجمعها من المصادر الأولية والثانوية بالشكل الصحيح والسليم.

عدم الثقة بالبحث العلمي ونتائجه من قبل مجتمع الباحث: قد يعيش الباحث في مجتمع لا يؤمن بالبحث العلمي، ولا يؤمن بالنتائج التي يقدمها هذا البحث مما يجعل الباحث يصاب بالإحباط لشعوره بعد اهتمام بالمجهود الذي يقوم به بالأبحاث العلمية.

عدم تعاون المشرف على البحث مع الباحث: في بعض الأحيان يكون المشرف على البحث مشغولا أو غير مهتما بالبحث الذي يقوم به الباحث، وذلك لأن هذا المجال ليس من ضمن اهتمامه، وتنعكس هذه الأمور بشكل سلبي على الباحث، والذي يجد نفسه وحيدا يقاتل في سبيل بحثه العلمي لوحده دون وجود الدعم الكافي مما يسبب له الإحباط.

ضيق الوقت: يعد ضيق الوقت من أهم الصعوبات والمشكلات التي تواجه الباحث أثناء قيامه بالبحث العلمي، حيث في بعض الأحيان يتطلب من الباحث أن ينجز بحثه العلمي في سرعة كبيرة لأسباب مختلفة، ويؤثر بهذا بشكل سلبي على جودة البحث العلمي.

ضعف التمويل: يعد ضعف التمويل من أهم وأبرز الصعوبات التي تواجه الباحث، ففي حال لم يكن الباحث قادرا على تغطية مصاريف بحثه العلمي، وفي حال لم تكن الجامعة قادرة على مساعدة الباحث على تغطية البحث فإن الباحث لن يكون قادرا على إكمال بحثه العلمي، ويحدث هذا الأمر بشكل خاص في الدول النامية.

عدم التمكن من اللغة الإنجليزية: يعد عدم التمكن من اللغة الإنجليزية من أهم الصعوبات التي تواجه، فمن المعروف أن اللغة الإنجليزية هي اللغة رقم واحد في العالم، ومن المعروف أن هناك الكثير من الأبحاث والدراسات تنشر وفق هذه اللغة، ولكي يكون الباحث قادرا على مواكبة آخر التطورات في مجال بحثه يجب أن تكون لغته الإنجليزية جيدة حتى يعود لأكبر عدد ممكن من المصادر والمراجع.

اختيار الباحث موضوع غير مناسب: ويعد هذا الأمر من الصعوبات التي تواجه الباحث، حيث يقوم الباحث باختيار موضوع استهلك وتمت دراسته كثيرا الأمر الذي لأن يكون البحث الذي يقوم به الباحث دون أي فائدة، ولا يضيف أي جديد للبحث العلمي.

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات حول البحث العلمي خطواته وصعوباته.