هل تعرف ما هي المقاييس النفسية، هل تعرف ما أهمية هذه المقاييس، هل ترغب في تصميم مقاييس نفسية لكنك تجهل الطريق؟ إن كان أحد هذه الأسئلة يدور في ذهنك فإنك تستطيع الحصول على كافة الأجوبة من خلال المقال التالي.

تلعب المقاييس النفسية دورا كبيرا في عملية التربية وفي مجالات علم الاجتماع، فهي إحدى أهم الأدوات التي يعتمد عليها في مجالات التقويم، الاختيار المهني والتعليمي والتوجيهي، وفحص الاتجاهات وغيرها.

ويوجد هناك مجموعة كبيرة من المقاييس النفسية التي قام بها العلماء والباحثون السابقون لدراسة حالات مروا بها من قبل تشابه الحالة التي يرغب الباحث في دراستها، وبالتالي فإن الباحث يجد المقاييس النفسية جاهزة، ولن يجد أي صعوبة في تطبيقها في بحثه العلمي.

لكن في حال لم يجد الباحث المقاييس النفسية التي تتناسب مع بحثه العلمي فيجب عليه أن يقوم بتصميم المقاييس النفسية الخاصة ببحثه بنفسه، ولكي يقوم الباحث بتصميم المقياس النفسي الخاص به يجب أن يقوم بمجموعة من الخطوات وفيما يلي سوف نتعرف على خطوات تصميم المقاييس النفسية، وكيف يتم تصميم المقاييس النفسية.

كيف يتم تصميم المقاييس النفسية؟

تحديد فكرة المقياس ومبررات تصميمه: يجب أن يقوم الباحث في البداية بتحديد الفكرة التي سيصمم من خلالها المقاييس النفسية، والأسباب التي دفعته لتصميم هذه المقاييس.

تحديد أهداف المقاييس النفسية : بعد ذلك يجب على الباحث أن يقوم بتحديد أهداف المقاييس النفسية والتي تنقسم إلى أهداف عامة يسعى الباحث من خلالها إلى سد العجز في الأدوات التي تتصدى لقياس الخاصية التي يبحث عن قياسها، والتأكد من مدى فعالية نظرية ما، والتعرف على درجة امتلاك الأفراد لخاصية ما، وأهداف خاصة تستخدم بغرض الاختيار أو التوجيه المهني أو التعليمي، أو تستخدم بغرض التشخيص أو التقويم أو تستخدم بغرض اختبار الفروض العلمية كما يحدث في البحوث.

تحديد الإطار النظري للمتغيرات المعنية بالقياس: وتعد هذه الخطوة ثالث الخطوات التي يجب أن يقوم بها الباحث عند تصميم المقاييس النفسية، حيث لا بد أن يكون للخاصية المقاسة أساس نظري يبرر مشروعية تناولها ويعرفها، وفي بعض الحالات يكون المقياس النفسي معد من أجل التأكد من مدى جدوى النظرية التي تفسر السمة أو الخاصية المقاسة.

تحديد طبيعة وخصائص الأفراد: وهي خطوة مهمة في طريق تصميم المقاييس النفسية، حيث يجب على الباحث أن يقوم بمعرفة طبيعة الأفراد الذين سيخضعونه لمقياسه، والخصائص التي تميزهم كالجنس، التعليم، المستوى الاقتصادي والاجتماعي، كما يجب أن يبرر الباحث أسباب اختيار للأفراد الذين اختارهم.

تحديد الأبعاد الفرعية للخاصية المقاسة: يجب على الباحث أن يقوم بتحديد الأبعاد الفرعية للخاصية المقاسة، حيث أن الخاصية المقاسة تنقسم إلى مجموعة من الأبعاد الفردية التي تشكل في مجموعها العام الدرجة الكلية للخاصية المقاسة، ومقاييس الذكاء أكبر دليل على ذلك.

تحديد الشكل الأمثل للمقياس وطرق التطبيق: بعد ذلك يجب أن يقوم الباحث باختيار الشكل المناسب للمقياس النفسي الذي يقوم بإعداده، ويوجد هناك من مجموعة من الأشكال التي يمكن للباحث أن يختار مقياسه النفسي منها ومن هذه الأشكال اختبارات الورقة والقلم، المقاييس العلمية أو الاسقاطية، كما يجب أن يحدد الباحث إن كان المقياس سيحدد بصورة فردية أم بصورة جماعية.

حصر المقاييس المتاحة التي تستهدف قياس الخاصية نفسها: يجب على الباحث أن يقوم بحصر المقاييس التي تستهدف قياس ذات الخاصية التي يريد قياسها، ولهذه الخطوة فوائد عديدة من أهمها توضيح الشكل المعتاد لقياس الخاصية أو السمة، كأسلوب صياغة البنود، وطريقة التطبيق، وأسلوب التقدير، وتوضيح الأبعاد الفرعية للخاصية التي يتم قياسها، بالإضافة إلى إمكانية اقتباس بعض البنود.

الصياغة الفعلية للوحدات: وهي خطوة من أهم الخطوات التي يجب أن يقوم الباحث عند تصميم المقاييس النفسية، حيث أن كل مقياس نفسي يتم تصميمه يتكون من مجموعة من الوحدات، ويجب أن يختار الباحث كل وحدة من هذه الوحدات بناء على دراسات نظرية وميدانية وتجريبية وإحصائية، وذلك لكي يثبت صلاحية الوحدة للقياس المقصود، ويطلق على هذه الدراسة اسم تحليل الوحدات.

تحديد شكل الاستجابة: وتعد هذه الخطوات من الخطوات المهمة التي يجب على الباحث أن يقوم بها عند قيامه بتصميم المقاييس النفسية، حيث يوجد هناك عدة أشكال للاستجابة على الفقرات التي يتكون منها المقياس، ويتوقف اختيار أي وحدة من هذه الوحدات على هدف المقياس، ويوجد هناك أشكال عديدة لتحديد الاستجابة وهذه الأشكال هي: اختيار إجابة واحدة من بين خيارين فقط، الاختيار من احتمالات متعددة، المطابقة، التكملة، الاستجابة الحرة، بالإضافة إلى إعادة الترتيب.

صياغة تعليمات المقياس: بعد أن ينتهي الباحث من تصميم المقاييس النفسية الخاصة به يجب أن يقوم بصياغة تعليمات المقياس، بحيث تكون هناك تعليمات للمطبقين وهم الأشخاص الذين يقومون بتطبيق المقاييس النفسية التي يقوم الباحث بإعدادها، وتعليمات للمفحوصين، وتتضمن هذه التعليمات فكرة مبسطة عن المقياس، والهدف من وراء تطبيقه، وطريقة الاستجابة والزمن المحدد لها، وتقديم بعض النماذج المحلولة.

التدقيق اللغوي لبنود وتعليمات المقاييس النفسية: يجب أن يحرص الباحث على وضوح كلمات المقياس النفسي الذي يقوم بإعداده، لكي لا يقع المفحوص باللبس وسوء الفهم، ويجيب إجابة لا يريدها، لذلك يجب عليه مراجعته والتأكد من صحته.

عرض المقاييس النفسية على الأخصائيين: بعد أن ينتهي الباحث من تصميم وإعداد مقياسه النفسي يجب عليه أن يقوم بعرضه على المختصين في المجال، وذلك لكي يستمع لنصائحهم حول المقاييس النفسية التي قام بإعدادها، وهل أن هذه المقاييس ناجحة وستعطي النتيجة المضمونة، أن يجب عليه أن يقوم بتعديل الأمور فيها، ويجب على الباحث أن يأخذ آرائهم بعين الاعتبار.

التجربة الاستطلاعية الأولى: وهي أولى التجارب التي يقوم بها الباحث ليتأكد من سلامة المقاييس النفسية التي أعدها، ويتم إجراء هذه التجربة على عينة بسيطة، وتهدف هذه التجربة إلى التأكد من صلاحية التعليمات للمفحوصين، والتوصل إلى تقدير للزمن الذي يستغرقه للقياس، والاستقرار على الترتيب الأمثل للفقرات.

التجربة الاستطلاعية الثانية: وهي التجربة التي يقوم بها الباحث على المقاييس النفسية التي قام بإعدادها بعد أن ينتهي من تعديلها بحسب معطيات التجربة الأولى، ويتم تجريب هذه المقاييس على عينة أكبر من العينة الأولى.

عينة التقنين الأساسية: وهي عينة يجب أن يتم اختيارها بعناية كبيرة من قبل الباحث، ويجب أن تكون هذه العينة صادقة التمثيل للفئة التي يقوم بإعداد المقاييس النفسي من أجلها، ومن خلال هذه العينة يتأكد الباحث من سلامة المقياس النفسي الذي قام بإعداده.

الصعوبات التي واجهت الباحث: وفي النهاية يجب على الباحث أن يقوم بذكر كافة الصعوبات التي اعترضت طريقه أثناء قيامه بتصميم المقاييس النفسية، كما يجب أن يتحدث عن الطرق التي اتبعها حتى يتخلص من تلك الصعوبات.

وهكذا نرى أن تصميم المقاييس النفسيةيتطلب من الباحث أن يقوم بعدد كبير من الخطوات والتي يجب على الباحث الالتزام بها، ونتمنى أن نكون وفقنا في هذا المقال بعرض هذه الخطوات بشكل واضح.

تحميل مقاييس نفسية مجاناً

كما يمكنك الحصول على مقاييس نفسية آخرى من خلال التواصل مع فريق العمل عبر خدمة إعداد الإطار النظري لرسائل الماجستير والدكتوراة